Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الشامية" تفك عزلة سوريا من بوابة الآثار

بعثة تشيكية تقود أعمال التنقيب على البحر المتوسط وتوقعات بإنجاز جديد

رغم الحرب التي طالت سوريا وتوقف البعثات الأثرية الأجنبية حاولت التشيك كسرت عزلة دمشق في مجال الآثار - (أ ف ب)

ملخص

توقعات بعثور البعثة الأثرية التشيكية السورية المشتركة على مقتنيات مهمة في منطقة "الأكروبول" والمدافن

بالقرب من موقع أوغاريت الأثري بالساحل السوري تموضع تل الشامية الواقع في ريف اللاذقية، وعلى ترابه توزع خبراء وعلماء آثار من دولة التشيك، وبحذر تناولوا أدواتهم الصغيرة يتحسسون الأرض والتراب إيذاناً ببدء أعمال البعثة المشتركة للموسم الخامس على التوالي وذلك بأكثر التلال الأثرية التي يعود تاريخها إلى عصري البرونز والحديد.

ومن المتوقع بحسب القائمين على عمل البعثة المشتركة التشيكية والسورية العثور على مقتنيات مهمة، لا سيما أنها تواصل بحثها في منطقة تسمى "الأكروبول" والمدافن وتترافق الأعمال أيضاً مع استكمال المخططات الطبوغرافية، المرتبطة باكتشافات مهمة وصلت إليها البعثة عن استيطان الإنسان لهذا التل.

ويعود تل الشامية إلى العصر البرونزي القديم وبداية العصر البرونزي الوسيط، مع العثور على هياكل عظمية برية مترافقة مع خناجر تشير الدراسات إلى أنها خاصة بصيادين أو محاربين.

كسر العزلة

على رغم الحرب التي طالت سوريا وتوقف البعثات الأثرية الأجنبية، لا سيما الأوروبية في المواقع الأثرية، حاولت العاصمة التشيكية عدم الانقطاع عن دورها العلمي، إذ كسرت عزلة سوريا في المجال العلمي الخاص بالآثار، وظلت تدرس موقع "تل الشامية" الواقع بالريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، ويبعد عن المدينة 15 كيلومتراً بينما يرتفع عن سطح البحر 50 متراً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والشامية قرية سياحية مطلة على البحر تقع أيضاً من الجهة الغربية الموازية لشاطئ البحر المتوسط، وعلى مساحة واسعة جداً من قريتي كرسانا وبرج القصب جنوباً حتى قرية برج إسلام والشبطلية شمالاً. أما تسمية (الشامية) فهي كلمة آرامية معناها الحسناء، وتعني أيضاً الشامة على خد البحر، مع تنوع فريد بين السهل والجبل والتل والوادي مع ما تزخر به من احتوائها على الأنهار والينابيع.

وكانت البعثة السورية توصلت إلى نتائج مهمة من حيث موقع التل الجغرافي الذي يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد وما يحويه من قصر وقبور، علاوة على دراسة علاقته مع مملكة أوغاريت. وتحدث خبراء من المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية عن التحاق بعثة محلية بالموقع لعدة مواسم تمكنت من اكتشاف الاستيطان في هذا التل، إذ قدر الأثريون أن الموقع يعود إلى العصر البرونزي الحديث.

استكشاف متوقف

في غضون ذلك، يرى معاون مدير عام الآثار والمتاحف في سوريا مدير مديرية التنقيب همام سعد أنه من الضروري إطلاق مبادرات لتأهيل المناطق التي تعرضت إلى الضرر نتيجة الحرب والزلزال، بخاصة أن معظم البعثات الأثرية توقفت منذ عام 2011 عن العمل بسبب ظروف الحرب.

وقال سعد في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، إنه "وفي وقت توقفت كل البعثات الأجنبية عن العمل ظلت البعثة الهنغارية بقلعتي المرقب والحصن، وكذلك البعثة التشيكية في تل الشامية باللاذقية، وخلال الفترة الأخيرة عادت البعثة الإيطالية للعمل كما هي الحال في موقع إيبلا الأثري بريف إدلب وكذلك بمواقع تل طوقان وتل فرزت بريف دمشق وكلها بعثات مشتركة مع الخبراء المحليين وكذلك في عمريت، وعادت بشكل رسمي مع المديرية العامة للآثار والمتاحف والهدف الأساسي ليس التنقيب لكن لتقدير الضرر ووضع خطة مستقبلية لإعادة ترميم المواقع التي تعرضت للأضرار".

من جانبها واصلت البعثة التشيكية فك عزلة دمشق من بوابة الآثار والحفاظ على التراث، وسبق تدشين الموسم الخامس هذا العام في تل الشامية وافتتاح معرض للآثار السورية بمدينة براغ، أبريل (نيسان) الماضي بمبنى المتحف الوطني التشيكي.

أما مدير المتحف الوطني ببراغ ميخال لوكيشن، فأشار إلى متحف مدينته يحتضن للمرة الأولى آثاراً سورية ويعرضها في العاصمة، مبيناً أن العلاقة مع دمشق مستمرة.

وقال في تصريح صحافي "براغ ترسل مواد خاصة إلى سوريا سعياً إلى الحفاظ على الآثار هناك وترميمها، فيما توجد بعثة تشيكية للتنقيب عن الآثار منذ عام 2018 في موقع تل الشامية، وربما يتم جلب قطع أثرية سورية أخرى لترميمها في براغ بعد تسلم 20 قطعة أخيراً.

ونبه سعد إلى أن العقوبات الأجنبية على بلاده لم تنل من القطاع الاقتصادي فحسب بل شملت أيضاً القطاع الثقافي، إذ توقفت جميع البعثات التي عملت في سوريا كالبعثات الألمانية والفرنسية وغيرها، ومنعت من التواصل مع دمشق، ما أثر على المواقع الأثرية بما فيها عدم وصول أي مواد ترميم وحاجات وأدوات ومعدات مرافقة لهذه البعثات.

المزيد من ثقافة