Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جدار دفاعي إسرائيلي حول غزة لصد القذائف المضادة للدروع

أثار قلق سكان الغلاف واعتبروا أنه يحجب الرؤية الجمالية عن بيوتهم

يهدف الجدار الدفاعي الإسرائيلي إلى وقف نيران قناصة الفصائل (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

رأت الفصائل الفلسطينية أن الجدار الدفاعي لن يمنع القذائف المضادة للدروع من الوصول إلى غلاف غزة.

في إطار معالجة الثغرات الأمنية التي جرى استخلاصها من عملية "السهم الواقي" العسكرية، شرعت وزارة الدفاع الإسرائيلية بتشييد جدار جديد حول غزة، يحجب الرؤية أمام عناصر الفصائل الفلسطينية، ويحمي بيوت سكان البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع من نيران القناصة والصواريخ الموجهة والمضادة للدروع.

وعلى رغم أن إسرائيل أحاطت قطاع غزة بنحو أربعة جدران تعزله عنها، وانتهت قبل 16 شهراً من تشييد العائق الذكي الذي يعد أضخم سور حول القطاع وبنته تحت وفوق الأرض على طول الحدود، فإنها لم تتوان عن بناء عوازل جديدة في إطار تعزيز حماية سكانها.

عند البؤر العسكرية

وفضلت وزارة الدفاع أن يكون الجدار الجديد هذه المرة بعيداً نسبياً عن الحدود مع القطاع، وقريباً جداً من بيوت سكان البلدات الإسرائيلية المحاذية لتلك الحدود، ويتركز جزء منه عند مداخل البلدات بما يمنع كشف الرؤية للطرق العامة.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن الفرق الهندسية التابعة له بدأت بنصب جدران دفاعية واقية عند مداخل البؤر السكانية والمواقع العسكرية القريبة من غزة التي تتركز فيها القوات، كما أنشأت مساحة كبيرة من السدود الترابية حول "الكيبوتسات" (أراض زراعية) والطرق العامة التي يمكن كشف عنها من القطاع، وبدأت بشق طرق بديلة أكثر أمناً. ووفقاً لتقديرات الجيش، فإن الجدار الجديد قد يمتد لنحو 4.5 كيلومتر، وسيكون بارتفاع تسعة أمتار، والهدف منه حماية سكان "غلاف غزة" من نيران قناصة الفصائل الفلسطينية، ووقاية الجنود والمدرعات من تأثير الصواريخ المضادة للدبابات المنطلقة من القطاع.


لتحييد القناصة

وبعد أي توتر أمني أو عملية عسكرية يخوضها الجيش الإسرائيلي مع قطاع غزة، تقوم المؤسسة العسكرية بتحديد نقاط الضعف وتعالجها عن طريق تحييد الخطر، وبناء جدار حماية وإغلاق الطرق المكشوفة على الحدود، وذلك لتثبيت فعالية قوة الردع.
وجاءت الخطوة الإسرائيلية بعد قيام عناصر حركة "الجهاد الإسلامي" بإطلاق نيران القناصة صوب إسرائيليين وإطلاق صواريخ مضادة للدروع ضد أهداف قريبة على الحدود. إلا أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أكد أن سلاح الجو أحبط هذه العمليات قبل تنفيذها إذ جرى استهداف مطلقيها قبل الوصول إلى أماكن إطلاق النار.
وخلال جولات القتال السابقة وثقت الفصائل الفلسطينية عمليات استهداف لحافلات عسكرية إسرائيلية بصواريخ وقذائف مضادة للدروع، وحينها أقرت إسرائيل بوقوع ذلك.

إغلاق المناطق المكشوفة

وقال قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي إليعزر توليدانو، إن "إقامة جدار دفاعي تسهم في توفير الأمن والأمان للإسرائيليين سكان المنطقة، وتطور وازدهار البناء رغم تهديدات غزة. الغرض من المشروع تمكين حركة المرور المحمية من التهديدات على الطرق المركزية. الأجهزة الأمنية ستواصل العمل بشكل دفاعي وهجومي من أجل أمن سكان غلاف غزة". وأضاف أن "المؤسسة الأمنية تتفهم التأثير الذي يمكن أن ينتج عن مثل هذه الهجمات، ولذلك يجب إغلاق المناطق المكشوفة والتخلص من نقاط الضعف. الجيش لم يكن راضياً عن وجود نقاط ضعف وقام ببناء خطط دفاعية كاملة، تشمل نصب جدران أسمنتية ضخمة في مناطق محددة، وفي المستقبل القريب سيتم بناء مزيد منها".

الفصائل: لن نعجز

إلا أن الفصائل الفلسطينية رأت أن الجدار الدفاعي هذا لن يمنع القذائف المضادة للدروع من الوصول إلى غلاف غزة. وقال القيادي في حركة "حماس" إسماعيل رضوان، إن "الإجراءات الإسرائيلية لن تجلب الأمن لسكان غلاف غزة، وهذا الجدار ليس اختراعاً جديداً، في كل مرة فشلت التحصينات وتمكنا من توجيه ضربات مؤلمة، الفصائل لن تعجز عن إيجاد آليات لخرق تحصينات إسرائيل.
وصرح الناطق باسم "الجهاد الإسلامي" طارق سلمي "لا ننظر إلى هذه التحصينات كعائق لأن سياسة بناء الجدران هدر للمال الإسرائيلي بلا جدوى، ونحن نستطيع إيجاد نقاط الضعف".
في المقابل، أشار القائد في الجيش الإسرائيلي إليعزر توليدانو إلى أن "الجدار الجديد ليس مشروعاً جديداً، لكنه جزء من عمل طويل ومستمر لتنظيم منطقة القيادة الجنوبية وفرقة غزة بهدف تحسين الأمن في المنطقة، من دون الإضرار بنسيج الحياة مع الحفاظ على طابع المنطقة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الممر الآمن

في الواقع، بدأت وزارة الدفاع الإسرائيلية مطلع العام الحالي في تنفيذ مشروع "الممر الآمن" في منطقة غلاف غزة، بكلفة وصلت إلى 50 مليون دولار أميركي، وهو عبارة عن تشييد جدران عملاقة وإغلاق طرق وفتح أخرى، لتوفير الحماية لسكان البلدات الإسرائيلية وضمان حرية الحركة والتنقل لهم في أوقات التوتر الأمني، ويجري ذلك من دون الإضرار بنسيج الحياة الاجتماعية للسكان مع الحفاظ على طابع المنطقة.
وقال الباحث الإسرائيلي في الشؤون العسكرية عوزي روبين إن "الجدار الدفاعي يؤكد أن القبة الحديدية ليس بمقدورها اعتراض القذائف المضادة للدروع، كما أنه بمثابة اختبار لفحص مدى فعاليته في وقف خطر هذه القذائف. من الملاحظ أن هناك سباقاً متواصلاً بين الجيش والفصائل، لكن من الواضح أن الأخيرة طورت صواريخها بموازاة منظومات الاعتراض والعوائق المنتشرة على طول السياج الأمني مع غزة".

استياء سكان الغلاف

وبحسب المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" متان تسوري، فإن بناء الجدار الدفاعي أثار تساؤلات سكان "غلاف غزة" حول قوة الردع الإسرائيلية، وبات المواطنين هناك يشعرون بأنهم يسيرون بين جدران ضيقة باتت تقترب منهم أكثر وأكثر. وقال إن "الجدران لا تحمل بشائر خير وتمس بصدقية الادعاءات حول فعالية قوة الردع الإسرائيلية أمام غزة".

ونقل تسوري على لسان الإسرائيلية باتيا هولين من كيبوتس "كفار عزة" أن "الأسوار باتت تخنق الغلاف وتحجب المشهد الجمالي للمنطقة. بعد 22 سنة من الحرب، أرى أن هذه الأسوار تقترب أكثر وباتت تخنقنا، ولا يحمل ذلك أي أمل بل المزيد من اليأس".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط