Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اشتباكات متفرقة في الخرطوم تخرق الهدوء النسبي للهدنة

هبوط طيارين بالمظلات بعد إصابة طائرة... والأمم المتحدة تقول إن 25 مليوناً يحتاجون للمساعدة داخل البلاد و300 ألف فروا للخارج

ملخص

أكدت السعودية والولايات المتحدة أن الشعب السوداني بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية وعودة الخدمات الأساسية وهو ما سيكون ممكناً في ظل وقف إطلاق النار.

استمرت الاشتباكات المتفرقة بين الجيش السوداني وقوات شبه عسكرية قوية اليوم الخميس، مما أدى إلى اختراق الهدوء النسبي في العاصمة الخرطوم وزاد من خطر انهيار هدنة تم التوصل إليها بوساطة دولية لمدة أسبوع. واتهم الجيش وقوات الدعم السريع في تصريحات في ساعة متأخرة أمس الأربعاء، بعضهما البعض بخرق الاتفاق.
وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار، الذي تراقبه المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وكذلك الطرفان المتحاربان، بعد معارك استمرت خمسة أسابيع في الخرطوم واندلاع أعمال عنف في أجزاء أخرى من السودان، بما في ذلك إقليم دارفور في غرب البلاد.
ويدور القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، وأدى لتفاقم الأزمة الإنسانية وأجبر أكثر من 1.3 مليون شخص على الفرار من ديارهم، كما يهدد بزعزعة استقرار المنطقة الأوسع نطاقاً.
ويعتمد الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان، على القوة الجوية بينما انتشرت قوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو، في شوارع الخرطوم واحتمت بها.
ومن غير الواضح ما إذا كان أي من الجانبين قد اكتسب ميزة في صراع يهدد بزعزعة استقرار دول المنطقة.
وأفاد سكان في الخرطوم أمس الأربعاء، بأنهم سمعوا دوي اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، الليلة الماضية في أجزاء من العاصمة، لا سيما في أم درمان، في ثاني أيام هدنة لمدة أسبوع بهدف السماح بإيصال المساعدات وتمهيد الطريق لهدنة أطول. وأضافوا أنهم سمعوا دوي نيران مدفعية كثيفة قرب قاعدة وادي سيدنا العسكرية في ضواحي العاصمة.

ونقلت وسائل إعلام عن شهود عيان ما يفيد تجدد الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة شمال الخرطوم بحري، وهبوط طيارين بالمظلات من طائرة حربية قبل إصابتها في أم درمان.

وكان السودان يواجه بالفعل ضغوطاً إنسانية شديدة قبل اندلاع الصراع في 15 أبريل (نيسان) الماضي، والذي أجبر أكثر من مليون شخص على الفرار من ديارهم وهدد بزعزعة استقرار المنطقة.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي اليوم الأربعاء إن ما يربو على 300 ألف فروا حتى الآن من السودان إلى دول مجاورة، إذ عبر كثيرون منهم إلى تشاد ومصر في الأيام القليلة الماضية. وأضاف في تغريدة على "تويتر"، "مساهمات المانحين في خطة التعامل مع اللاجئين لا تزال شحيحة. نحن بحاجة إلى مزيد من الموارد بشكل عاجل لدعم البلدان المضيفة للاجئين".

وتقول الأمم المتحدة إن عدد من يحتاجون المساعدة داخل السودان قفز إلى 25 مليوناً، أي أكثر من نصف سكان البلاد.

في سياق متصل، وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر ترك الأربعاء ما يحدث في السودان بأنه "مفجع" ودعا مباشرة طرفي القتال إلى وقف العنف الجنسي وحماية المدنيين.

وقال ترك في إفادة صحافية في جنيف "الجنرال (عبدالفتاح) البرهان، الجنرال (محمد حمدان) دقلو عليكما أن تصدرا تعليمات واضحة لا لبس فيها لكل من يأتمرون بأمركما تفيد بعدم التسامح على الإطلاق مع العنف الجنسي... يجب حماية أرواح المدنيين ويتعين عليكما وقف هذا العنف عديم المعنى على الفور".

بيان الوساطة

وجددت السعودية والولايات المتحدة، مساء أمس الثلاثاء، التأكيد على أهمية اتفاقية وقف إطلاق النار والترتيبات الإنسانية في السودان، التي وقع عليها الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة، السبت الماضي، بعد مضي خمسة أسابيع على الصراع المستمر.

وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان أن كلا الطرفين لم يلتزم عدم السعي وراء مكاسب عسكرية قبل وقف النار، مضيفة أن الرياض وواشنطن تطالبان بالتزام الطرفين في السودان وقف النار.

وأشار البيان "تجدد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية تأكيد أهمية اتفاقية وقف إطلاق النار (قصير الأمد) والترتيبات الإنسانية في السودان، التي وقعت عليها القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في المملكة العربية السعودية، في مدينة جدة، بتاريخ 20 مايو (أيار) 2023، بعد مضي خمسة أسابيع على الصراع المستمر، فالشعب السوداني بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية وإلى عودة الخدمات الأساسية، وهو ما سيكون ممكناً في ظل وقف إطلاق النار المؤقت".

وأضاف "لاحظ المسهلون (المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة) خلال هذه المحادثات أن كلا الطرفين لم يلتزما بعدم السعي وراء مكاسب عسكرية خلال فترة الـ48 ساعة، وقبل بدء وقف إطلاق النار، وعلى الرغم من أن القتال في الخرطوم أخف شدة عن ذي قبل، إلا أن المسهلين أبلغوا طرفي الصراع بوجود انتهاكات لوقف إطلاق النار، تضمنت عمليات هجوم في الخرطوم والأبيض وهجمات جوية واستغلال للأسلحة".

وأكد البيان "انخرط ممثلون للجنة المتابعة والتنسيق اليوم في جدة في نقاشات بناءة حول المساعدات الإنسانية وإيصالها، وعملوا على ضم قيادات الطرفين للحديث عن الادعاءات بوجود انتهاكات لوقف إطلاق النار، والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية لإغاثة المحتاجين".

وتابع: "ونظراً لاستمرار معاناة الشعب السوداني كنتيجة لهذا الصراع المدمر، فإن المملكة والولايات المتحدة تجددان التزامهما للشعب السوداني، وتطالبان بالتزام الطرفين بما وقعا عليه من التزامات لوقف إطلاق النار المؤقت لتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية".

مناقشة الانتهاكات

وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة ولجنة مراقبة مقرها السعودية والطرفين المتحاربين في السودان يناقشون مزاعم انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأحدثت الهدنة، التي جرى التوصل إليها، السبت الماضي، بعد معارك دامت خمسة أسابيع، هدوءاً نسبياً، أمس الثلاثاء، على ما يبدو، لكن أمكن سماع أصوات المدفعية في بعض أجزاء الخرطوم.

وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم الوزارة في إفادة صحافية، إن أعضاء لجنة مراقبة وقف إطلاق النار المكونة من مسؤولين سعوديين وأميركيين، إلى جانب ممثلين عن الطرفين المتحاربين في السودان يناقشون ما أثير حول انتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار مع القيادتين العسكريتين في السودان وواشنطن.

وأضاف "رأينا بوضوح التقارير (حول الانتهاكات). المسؤولون عن آلية المراقبة ينظرون في تلك التقارير. عندما نرى انتهاكات لوقف إطلاق النار (فإننا) نعلن عن تلك الانتهاكات ونتحدث مباشرة مع طرفي النزاع".

وأشار ميلر إلى أن مسؤولي وزارة الخارجية يعقدون محادثات منذ اندلاع القتال مع كبار القادة العسكريين ومسؤولين آخرين من الجانبين وسيواصلون القيام بذلك "للضغط عليهم لوقف العنف عندما نرى انتهاكات لوقف إطلاق النار".

وتابع قائلاً، من دون توضيح، فإن واشنطن لديها "أدوات إضافية" للضغط على الطرفين المتحاربين وإنها "لن تتردد في استخدام تلك الأدوات في الوقت المناسب".

هدوء نسبي

وشهدت الخرطوم معارك وغارات جوية، ليل الإثنين الثلاثاء، رغم بدء سريان الهدنة التي تمتد أسبوعاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي من المفترض أن تتيح خروج المدنيين وإدخال مساعدات إنسانية إلى السودان.

وساد هدوء نسبي، أمس الثلاثاء، مختلف أحياء العاصمة وكذلك عدة مدن في منطقة دارفور في غرب البلاد الأكثر تضرراً من الحرب مع الخرطوم، بحسب سكان.

لكن أحد العاملين في المجال الإنساني قال لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه لا يبدو أن هناك ممرات آمنة تسمح بتنقل المدنيين أو تسليم شحنات المساعدات.

وقال أحد المقيمين في الخرطوم، صباح الثلاثاء، إن دوي "قصف مدفعي متقطع" يتردد في العاصمة.

وبعدما دخلت الهدنة حيز التنفيذ رسمياً، الإثنين عند الساعة 19:45 بتوقيت غرينتش، أفاد سكان آخرون في الخرطوم عن معارك وغارات جوية.

منذ 15 أبريل (نيسان)، أسفر النزاع بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، عن مقتل ألف شخص وأكثر من مليون نازح ولاجئ.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات