Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد تصفير النفط الإيراني ... اضطراب في معدلات التصدير بخسائر 93 مليار دولار سنويا

تراجعت من 4 ملايين برميل يومياً إلى 100 ألف برميل يومياً الشهر الحالي

عمّق هبوط صادرات النفط الإيرانية تأثير اتفاق عالمي لخفض إنتاج النفط بقيادة "أوبك" (أ.ف.ب.) 

يبدو أن القادم أسوأ بالفعل بالنسبة إلى إيران التي أوشكت على أن تفقد كل صادراتها النفطية مع تشديد العقوبات الأميركية، وإصرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب على "تصفير" الصادرات الإيرانية من النفط.

أرقام حديثة نشرتها وكالة "رويترز" أشارت إلى أن صادرات إيران من النفط هوت في الوقت الحالي إلى مستوى 100 ألف برميل يومياً، مقابل نحو 4 ملايين برميل يومياً قبل تنفيذ العقوبات الأميركية بحسم، ما يعني أن إجمالي الصادرات انخفض بنسبة 97.5 بالمئة.

وتشير هذه البيانات إلى أنه ومع احتساب سعر برميل النفط عند مستواه الحالي 64 دولارا، فإن عائدات إيران من النفط في الوقت الحالي تبلغ 6.742 مليون دولار، مقابل نحو 258.88 مليون دولار يومياً قبل تطبيق العقوبات، مسجلة خسائر يومية تتجاوز نحو 252 مليون دولار، لتسجل بذلك تراجعاً يقدر بنحو 99.91 بالمئة.

البيانات تشير أيضاً إلى أنه في حال استمرارها في تصدير 4 ملايين برميل يومياً فإنها كانت ستحصل على عائدات شهرية تقدر بنحو 7.766 مليار دولار، وسنوية تبلغ نحو 93.192 مليار دولار بنسبة انخفاض تبلغ نحو 91.66 بالمئة.

ترمب يصر على "تصفير" صادرت نفط إيران

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران بعدما انسحبت من اتفاق 2015 النووي بين طهران والقوى العالمية الست. وبهدف خفض مبيعات إيران النفطية إلى الصفر، أنهت واشنطن في مايو (أيار) الماضي، إعفاءات من العقوبات كانت تمنحها لمستوردين للخام الإيراني.

وذكرت مصادر مطلعة أن إيران صدرت نحو 100 ألف برميل يوميا من الخام خلال شهر يوليو (تموز) الحالي، بينما أظهرت بيانات أصدرتها شركة "رفينيتيف ايكون"، أن شحنات النفط الإيراني بلغت 120 ألف برميل يوميا، إذا جرى حساب المكثفات، وهي نوع من الخام الخفيف.

وقالت سارة فاخشوري، المحللة لدى "إس.في.بي إنرجي انترناشونال"، وهي شركة استشارات مقرها واشنطن ودبي، إن صادرات إيران النفطية انخفضت على الأرجح هذا الشهر.

وأضافت أن إيران ربما تصدر حاليا على أقصى تقدير ما بين 225 و350 ألف برميل يوميا، انخفاضا من 400 ألف برميل يوميا قدرتها لشحنات إيران في يونيو (حزيران) الماضي.

وعمّق هبوط صادرات النفط الإيرانية تأثير اتفاق عالمي لخفض إنتاج النفط بقيادة منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط "أوبك". لكن أسعار النفط هبطت إلى 64 دولارا للبرميل من ذروتها في 2019 عند 75 دولارا للبرميل، تحت ضغط مخاوف من تباطؤ النمو العالمي والطلب.

وربما يضغط أيضا التوتر المتزايد مع الولايات المتحدة، التي قالت في 18 يوليو (تموز) الحالي، إنها دمرت طائرة مسيرة إيرانية، على المبيعات، حسبما قال محللون. وتفجّرت أيضا توترات بين إيران وبريطانيا هذا الشهر بخصوص احتجاز ناقلات نفط.

الانسحاب من الاتفاق النووي وبداية الأزمة

وتشير البيانات إلى أن إيران كانت تنتج  في حدود 4 ملايين برميل من الخام في اليوم قبل إعادة فرض العقوبات الأميركية، صدرت منها 2.2 مليون برميل من النفط الخام، بالإضافة إلى تصدير 600 ألف برميل يوميا من المكثفات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في مايو (أيار) من العام الماضي، تقلصت الصادرات الإيرانية بـ1.7 مليون برميل في اليوم، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.

وفي شهر مارس (آذار) الماضي وصل إنتاج الخام إلى 2.7 مليون برميل، وهو أدنى مستوياته في 5 سنوات، ومن المتوقع أن يتراجع بنحو 10 بالمئة إضافية في الربع الثاني، بحسب تقرير حديث لوكالة "بلومبيرغ".

وفي أبريل (نيسان) الماضي، تراجعت صادرات النفط الخام والمكثفات الإيرانية بنحو 300 ألف برميل في اليوم بالمقارنة مع صادرات شهر مارس (آذار) لتصل إلى 1.1 مليون برميل في اليوم.

وبحسب أرقام العام المالي الماضي الذي انتهى في مارس (آذار) من العام الماضي، أي قبل بداية العقوبات، بلغت إيرادات إيران من النفط الخام 50 مليارا، و20 مليارا أخرى من تصدير المشتقات، مع العلم بأن الصادرات النفطية شكلت 70 بالمئة من إجمالي الصادرات الإيرانية.

كميات ضخمة من نفط إيران مكدسة في الموانئ

ووفقاً لموقع "فردا" الأميركي، تشير بيانات شركات تتبع الناقلات، إلى أن أكثر من 111 مليون برميل من نفط إيران أصبحت مكدسة في الموانئ دون زبائن، خلال شهر يوليو (تموز) الحالي فقط.

وتشير الأرقام التي أعلنتها شركة "كبلر"، التي تقوم بتتبع شحنات النفط في جميع أنحاء العالم، إلى أن النفط الإيراني المخزّن في ناقلات ثابتة حول منطقة الخليج العربي وصل إلى 56 مليون برميل، أي ما يقرب من الضعف منذ شهرين فقط.

وتوضح الأرقام أن 55.5 مليون برميل أيضا يتم تخزينها في منشآت برية في إيران، وكمية كبيرة أخرى منها في منشآت داليان وجينجو في الصين.

وبهذا يبلغ إجمالي مخزون النفط الإيراني المكدس في الموانئ ما لا يقل عن 111 مليون برميل، وهذا فقط منذ بدء سريان الحظر الأميركي على صادرات النفط الإيراني في مطلع مايو (أيار) الماضي.

الأسعار تقفز 2% و"برنت" يزحف صوب 64 دولارا

في سوق النفط، ارتفعت أسعار النفط بنحو 2 بالمئة إلى أعلى مستوياتها خلال أسبوعين، بدعم التفاؤل الذي خيّم على الأسواق بأن يخفّض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة هذا الأسبوع للمرة الأولى فيما يزيد على عشر سنوات، مما يعزز توقعات الطلب في أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم.

وفي يومها قبل الأخير كعقد أقرب استحقاق، زادت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر (أيلول) المقبل 1.01 دولار بما يعادل 1.6 بالمئة لتبلغ عند التسوية 64.72 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 1.18 دولار أو 2.1 بالمئة ليغلق عند مستوى 58.05 دولار.

وسجل الخامان أعلى مستويات إغلاق لهما منذ 15 يوليو (تموز) للجلسة الرابعة على التوالي.

لكن على مستوى الشهر، ما زال من المنتظر أن ينخفض الخامان نظرا لاستمرار المخاوف بشأن الطلب على النفط، مع هبوط برنت أكثر من اثنين بالمئة والخام الأميركي أقل من واحد بالمئة.

ووفقاً لوكالة "رويترز"، قال برايان كيسينس، مدير المحفظة لدى "تورتويز" لإدارة استثمارات الطاقة إن "النفط الخام ارتفع لأسباب، منها توقع تراجع ملموس آخر للمخزون هذا الأسبوع، فضلا عن التوترات التي ما زالت محتدمة في مضيق هرمز"، مشيرا إلى أن احتمال خفض أسعار الفائدة ومحادثات التجارة الأميركية الصينية يدعمان توقعات الاقتصاد.

انخفاض كبير في مخزونات الخام الأميركي

في سياق متصل، أظهرت بيانات حديثة أصدرها معهد البترول الأميركي، أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام انخفضت الأسبوع الماضي، وكذلك مخزونات البنزين ونواتج التقطير.

وتراجعت مخزونات الخام 6 ملايين برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 26 يوليو (تموز) الحالي إلى مستوى 443 مليون برميل، بينما توقع المحللون هبوطها 2.6 مليون برميل. وانخفضت مخزونات الخام بنقطة التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما 1.4 مليون برميل، حسبما ذكر المعهد.

وانخفضت مخزونات البنزين بنحو 3.1 مليون برميل، مقارنة مع توقع المحللين بانخفاض قدره 1.4 مليون برميل.

وبحسب بيانات معهد البترول، زادت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 890 ألف برميل، مقارنة مع توقعات بأن ترتفع مليون برميل.

وزادت واردات الولايات المتحدة من الخام الأسبوع الماضي بمقدار 58 ألف برميل يوميا إلى 6.6 ملايين برميل يوميا.

السلطات الليبية تغلق أكبر حقل نفطي

في سياق متصل، قالت مصادر مطلعة، إن السلطات الليبية أغلقت حقل الشرارة النفطي، الأكبر في البلاد، بعد غلق صمام على خط الأنابيب الذي يربط الحقل بمرفأ الزاوية النفطي.

ولم يتضح حتى الآن موقع الصمام. وكان الحقل، الذي ينتج 290 ألف برميل يوميا، قد أُغلق في وقت سابق هذا الشهر بعد أن سدت جماعة مجهولة صماما على خط الأنابيب الواصل إلى الزاوية.

وقبل أيام، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط عودة الإنتاج لمستوياته السابقة بحقل الشرارة النفطي، وهو أكبر حقل نفطي في ليبيا.

وقالت المؤسسة الليبية، على موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيسبوك"، إن إنتاج حقل شرارة والذي تشرف على تشغيله شركة أكاكوس للعمليات النفطية عاد لمستوياته الطبيعية. وأكدت استئناف عمليات شحن الخام بميناء الزاوية بشكل طبيعي.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز