Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"عيش وملح"... قصة رغيف الخبز في مصر

جودته ترتبط بالمستهلك و"المدعم" للفقراء والكادحين

يستحوذ رغيف الخبز في مصر على مكانة خاصة لدرجة القسم به بـ"العيش والملح"   (أ ف ب)

ملخص

يتألم المصريون كلما تعرض "رغيف العيش" لخطر التقزم أو احتمال الانزواء، وتتزايد مخاوفهم يوماً بعد يوم من أنباء "تعويم الجنيه" ورفع الدعم عن الخبز.

ظل "رغيف العيش" في مصر شامخاً أبياً بين المصريين على مدى قرون، لا يقبل مجرد التلويح بأن يشاركه أحد محل الصدارة أو مكانته العاطفية قبل الغذائية في قلوب الشعب المصري، ولم يتصور أحد أنه سيأتي اليوم الذي يشهد إطاحته من عرشه، ويرى مكانته في الحياة الشعبية وأهميته في أجندات السياسيين ورمزيته في التظاهرات والثورات والقلاقل السياسية والاقتصادية.

وعلى رغم أن تاريخ إطاحته "رغيف العيش" غير محدد إلا أنه يرجح أن تكون حدثت على مراحل وبشكل ربما لم يستشعره هو أو من يرتبط به ارتباطاً شديد العاطفية، يتصارع فيه التاريخ والجغرافيا مع السياسة والاقتصاد، وكذلك علوم الاجتماع والنفس والجريمة والألم، وتحديداً علم نفس الألم، حيث تألم المصريون كثيراً نفسياً وعصبياً في الحقب الزمنية المختلفة كلما تعرض محبوبهم ورمانة ميزان حياتهم وعصب مائدتهم لخطر التقزم أو احتمال الانزواء أو حتى لعرض من أعراض الإنهاك.

المصريون ليسوا فئة واحدة أو مجموعة متناغمة من حيث الإمكانات، سواء وفرتها أو ندرتها، لكنهم يجتمعون على محبة خبز واحد "رغيف العيش البلدي" حتى وإن قرر الرغيف العزيز على قلب وعقل ومعدة كل مصري أن يقدم نفسه "فاخراً" و"سياحياً" لمن يستطيع إليه سبيلاً، أو "عيش تموين" للقاعدة العريضة، وتحديداً 72 مليون مواطن مستفيدين من 64 مليون بطاقة تموين.

رغيف يسر العين

 حتى هذه الطبقية في الرغيف والتراوح بين رغيف يسر العين (قطره كبير، ودقيقه فاخر، وملمسه ناعم، وسعره غال)، وآخر (قطره متناهي الصغر، ودقيقه جيد، لكنه ليس فاخراً، وملمسه يعكس تقليص الإنفاق من أجل توسيع قاعدة الاستهلاك).

المصريون القدماء قدسوا الخبز ومعه سنابل القمح، إذ بجلوه واحترموه ووضعوه في مكانة مرموقة وجرموا إهانته أو وطئه بالأقدام أو إلقائه على الأرض، ولعل الخبز (رغيف العيش) من الأشياء القليلة التي بقيت على حالها على مدار آلاف الأعوام في مصر، لا من حيث الشكل بالضرورة، ولكن من حيث المكانة التي تدلل عليها استخدامات الكلمة لتعني "العشرة" حيث "أكلنا عيشاً وملحاً سوياً"، والسعي من أجل الرزق في مقولة "خرج من أجل لقمة العيش"، والموت أثناء العمل "شهيد العيش" وغيرها كثير.

هذه المكانة وصلت إلى درجة من التغلغل في حياة المصريين لدرجة تحولها إلى سبب تندلع من أجله التظاهرات بل وتقوم بسببه الثورات، إذ شهدت مصر في تاريخها الحديث عديداً من التظاهرات التي اندلعت لأسباب وضغوط اقتصادية عديدة، لكن بقي "الرغيف" رمزها وشعارها، وكذلك وقودها ونقطة انطفائها.

أحداث الخبز الدامية

الأحداث الدامية يومي الـ18 والـ19 من يناير (كانون الثاني) عام 1977 يعرفها المصريون حتى اليوم بـ"انتفاضة الخبز"، فعلى رغم أن انتفاضة هذين اليومين كانت غضباً جراء الغلاء واعتراضاً على الإجراءات التقشفية التي أعلنتها الحكومة في ظل حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وهو الغضب الذي أججه ارتفاع أسعار الوقود والسجائر والسكر والرز وعدد آخر من السلع الغذائية الحيوية، إلا أن الغضب في "رغيف العيش" المدعم طوق نجاة الفقراء والطبقة المتوسطة، ورمانة ميزان المجتمع وضمان سلامه الاجتماعي، وأداة الحكومة في ضبط إيقاع الشارع وضمان عدم "النشاز".

معزوفات الغضب الشعبي دأبت على وضع "رغيف العيش" نصب عينيها، فحتى حين اندلعت أحداث يناير (كانون الثاني) عام 2011، تقدم "العيش" على كل من "الحرية" و"العدالة الاجتماعية" أو "الكرامة الإنسانية" في هتافات الشارع وكتابات الجدران وأولويات المتظاهرين الذين يعرفون أن إدراج كلمة "عيش" في الهتافات، وكتابة عبارة "لقمة العيش" ضمن رسوم الغرافيتي، وأن التلويح بالرغيف في التظاهرة الأدرينالية المدغدغة لمشاعر الجماهير هي الباب الملكي للعبور نحو الفوضى أو في اتجاه إجبار الحكومات والأنظمة على الإذعان للإبقاء على الرغيف كما كان.

الرغيف كان بـ"تعريفة"

وكما كان الرغيف في تاريخ مصر الحديث والمعاصر بتعريفة (نصف قرش أو 1/200 من الجنيه المصري) حتى أوائل ثمانينيات القرن الماضي، ثم قفز إلى قرش كامل في 1980، وتضاعف إلى قرشين عام 1984 وظل مستقراً على حاله حتى 1988 وهو العام المفصلي الذي شهد قفزة عنترية لولبية وصفها بعضهم بالمفصلية، إذ أدت إلى انفصال بين شعور المصري منذ مئات السنين بأن إتاحة "رغيف العيش" بسعر زهيد يكاد يكون مجانياً باعتباره كالماء والهواء أمراً مفروغاً منه وبين هذا الارتفاع الكبير الذي يمكن تأريخه ببداية عصر "قلق العيش" الذي بدأ يستشري في طبقات عديدة في المجتمع المصري منذ قفز من قرشين إلى خمسة في أواخر الثمانينيات، كان له أن يتوغل ويتغول ويتعاظم لا سيما مع تواتر التغيرات الاقتصادية والتقلبات الاجتماعية والتحولات العاتية التي جرت في سياسات مصر الاقتصادية والسياسية على مدار نحو أربعة عقود.

أصبح قلق العيش متلازمة مصرية، فهو صمام أمان للحاكم والمعارضة على حد سواء، يضبطان به أداء الشارع، ويتحكمان من خلاله في مزاجه العام سواء تهدئة من قبل نظام الحكم عبر الإبقاء على سعر الرغيف المدعم ورفع راية "لا مساس"، أو تهييجاً من قبل المعارضة التي دأبت على الخروج من عباءة نظام الحكم بين الحين والآخر.

حبكة برلمانية

اختلاف أسباب وعوامل التلويح بسلاح "رغيف العيش" والتهديد بتطويع متلازمة "قلق الخبز" لصالح سياسات الحكم تارة وأهواء المعارضة تارة لم تمنع استمرار الاعتماد على الخبز أداة لتحريك الجماهير، فعلى سبيل المثال ماج مجلس الشعب (البرلمان) المصري في أحد أيام شهر أبريل (نيسان) عام 2008، إبان حكم الرئيس الأسبق الراحل محمد حسني مبارك بنقاش محتدم مشتعل بين "الحكومة" أو نواب الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم حينئذ وبين نواب من تيارات وأحزاب معارضة حول "رغيف العيش"، إذ اتفق يومها "الأخوة الأعداء" الذين توافدوا على القاعة وكل منهم يحمل عدداً من أرغفة الخبز للزوم الحبكة البرلمانية على وجود أزمة حقيقية في رغيف العيش المدعم من حيث الوزن والحجم والجودة وقلة العرض في مقابل الطلب، مما أدى إلى طوابير بعضها شهد اقتتالات أسفرت عن "شهداء عيش"، لكن الاختلاف كان حول الأسباب.

نواب المعارضة أشاروا إلى أن الحكومة هي السبب ويجب إقالتها، والنواب الموالون للنظام أرجعوها إلى انعدام الضمير، وطالبوا بتكاتف الشعب مع حكومته لحلها، واتهم هؤلاء أولئك بالكذب والتدليس وتجاهل حقوق المواطن الغلبان من أجل الحفاظ على "الكرسي"، فيما رد الآخرون بأن هؤلاء "كلامنجية" (محترفو كلام) وهواة تلاعب واتجار بمشكلات الفقراء أملاً في الوصول إلى كرسي الحكم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الطريف أنه في هذه الجلسة العاصفة اتهم النائب المستقل (المحسوب على المعارضة) الراحل عصمت السادات إدارة الدولة بأنها غير صالحة، ووجه حديثه إلى وزير التضامن الاجتماعي حينئذ وعضو الحزب الوطني الديموقراطي علي مصيلحي (يشغل حالياً منصب وزير التموين والتجارة الداخلية)، ناصحاً إياه بـ"القفز من المركب الغارقة"، في إشارة إلى وضوح مؤشرات فشل الحكومة أو النظام في إدارة الدولة.

الأكثر طرافة هو أن مجلس النواب (البرلمان) المصري شهد جلسة متطابقة قبلها بأسابيع كان أبطالها "رغيف العيش" والنواب الغاضبين سواء المتوائمين مع الحكومة أو شبه المتوائمين (حيث المعارضة الشرسة الواضحة غائبة عن المجلس الحالي) وعلي مصيلحي، حيث كاد سيناريو عام 2008 يتطابق مع قرينه في 2023، مع اختلاف الوزارة التي يشغلها مصيلحي وهوية النواب ومقاس رغيف الخبز، إضافة إلى بعض التفاصيل الصغيرة المرتبطة بالظروف والأحوال.

الرغيف وانتزاع الروح

في هذه الجلسة العاصفة قبل أسابيع اتفق أغلب النواب على وجود مشكلة في الرغيف. وطالب النائب أحمد بلال بـ"محاكمة الحكومة"، مشيراً إلى أن "عودة طوابير العيش مرة أخرى جريمة يجب أن تحاكم الحكومة بسببها وليس إقالتها فقط"، وأن "مدينة المحلة أصبحت كرة من اللهب بسبب سياسات وزارة التموين والحكومة المتجاهلة لمستوى جودة وحجم وإتاحة رغيف الخبز المدعم".

في الجلسة نفسها أشار بلال مدغدغاً المشاعر وداقاً على أوتار "لقمة العيش" المعتادة: "المواطن سمى الخبز عيشاً، وهذا المعنى موجود في سيكولوجيته، ومن ينتزع من المصري رغيفه، ينتزع روحه".

 

يبدو أن روح المصري تغيرت، ربما أنماط الاستهلاك هي التي تغيرت أو سقف الطموح ارتفع أو مكامن القلق تبدلت أو طغى ميل المواطن المصري البسيط للنكاية أو للإغاظة أو العناد، حين تحاول الحكومة فرض رأيها أو توجيه سلوك المواطن في مسار ما دون إعلان الأسباب التي تجعل المسؤولين يتطرقون إلى عدد الأرغفة التي يأكلها المصريون يومياً، فمن يتابع السياسات ويرصد التغيرات ويطلع على المجريات يرى أن التلميح أو التلويح أو الإشارة الصريحة إلى عدد الأرغفة التي يأكلها المصريون يومياً أو أسبوعياً أو شهرياً أمر عادي وإجراء معروف، وقياس مطلوب لأسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية، أما المواطنون الذين تتوقف مهمتهم عند حدود الاستهلاك ومتابعة أخبار الخبز لا سيما المدعم، لأنه يمس تفاصيل حياتهم اليومية بصفة مباشرة، فبينهم من يمتعض ويستاء ويخشى "العين" (الحسد) من قبل من يحصي عليهم ما يأكلون، وبينهم من يعي بذكائه الفطري أن الغرض من الإحصاء وإعلان الأعداد هو المطالبة المستترة بالترشيد والتقليل.

يأكل المصريون يومياً ما يزيد على 254 مليون رغيف، أي نحو 762 مليوناً و500 ألف كيلوغرام من القمح شهرياً، وبذلك يبلغ مجموع ما يأكلون سنوياً 93 مليار رغيف، يتكلف الواحد منها نحو 85 قرشاً يشتريها المواطن المشمول بمنظومة الدعم بخمسة قروش، والباقي تدفعه الدولة.

"بيض حرية عدالة اجتماعية"

هذه الأرقام والإشارات المستمرة لما يدفعه المواطن، وما "تتكبده" الدولة، مع التلويح بين الحين والآخر إلى الأعداد المتزايدة والناجمة عن زيادة المواليد وما يعنيه ذلك من تحمل الدولة لمزيد من الأعباء لإنتاج مزيد من الأرغفة لإطعام مزيد من الأفواه عادة تلقى إما آذاناً مسدودة لدى القاعدة العريضة من البسطاء، أو قلوباً موغرة بسبب عدم اعتقاد شعبي عتيق بأن إطعام المواطنين مسؤولية الحكومة.

بالطبع يحتفظ "رغيف العيش" بمكانة مهمة لدى المصريين، لكن يلاحظ أن بكائيات الأسعار ومرثيات "الرغيف بتعريفة" وأطلال الدعم الذي كان يشمل الجميع "من الإبرة إلى الصاروخ" تشهد تحولاً في المحتوى وتغيراً في التوجه، فقبل أسابيع قليلة وفي خضم أزمة البيض الذي يحظى بمكانة حيوية على موائد المصريين، لا سيما في أثناء العام الدراسي، فرضت البيضة نفسها وحدة قياس لغلاء المعيشة، وحين ردد بعضهم على سبيل المزاح "بيض حرية عدالة اجتماعية"، وطالب متابعون بعدم زحزحة الخبز من عرشه.

البكائيات تغيرت

بكائيات المصريين هذه الأيام أصبحت أكثر تنوعاً وثراء، لكنه ثراء الرمز وليس الجيب، فبعضهم يتحدث عن سعر كيلوغرام الدجاج المخلي، وبعضهم الآخر ينظر في الاعتبار لسعر أقراص الطعمية (طعام شعبي مصري) التي تقفز هي الأخرى قفزات صاروخية، وثالث ينعى طبق الكشري (وجبة شعبية تقدم في محال خاصة) الذي كان بجنيه ثم خمسة وسبعة ثم 10 وفجأة 15 وصولاً إلى 20 كحد أدنى، ورابع يقيس قدرته على شراء غرام الذهب وسعر جنيهه الملقب "جورج" (كناية عن وجه الملك جورج الخامس المرسوم عليه)، وخامس يغرق في مقارنات بين سمك قشر البياض والبوري والبلطي والماكريل حيث بات شراء كيلوغرامين من الأول هو الرابع بعد الغول والعنقاء والخل الوفي، إذ يساوي ثمنهما 25 في المئة من الراتب الشهري في حين يبقى الأخير ملجأ لمن أراد للبروتين سبيلاً، أما المصدر الكلاسيكي للبروتين والمحبب إلى كل قلب والعزيز على كل معدة ألا وهو اللحوم الحمراء، فهي في أغلبها حديث القاصي والداني، ولكنه يبقى حديثاً من دون الانتقال من القول إلى فعل الشراء والأكل.

درجة التضرر ومرارة الأزمة

قوائم الطعام والسلع الغذائية تشغل بال المصريين باختلاف فئاتهم وطبقاتهم ودرجة تضررهم وتألمهم جراء مرارة الأزمة الاقتصادية وتدهور الجنيه واستقواء الدولار وبقية الإجراءات الاقتصادية بالغة الصعوبة، وهي الشغل الشاغل لهم يومياً، والحديث الدائر على مدار الساعة على منصات الـ"سوشيال ميديا"، كما أنها الموضوع الأكثر تداولاً وتناولاً في برامج الـ"توك شو"، سواء تلك التي تتحدث بلسان الدولة مدافعة عن الأسعار ومؤيدة لمبادراتها لتخفيف الضغط على الفئات الأكثر حاجة، أو غيرها التي تدفع في الاتجاه المعاكس وتبث من خارج البلاد، وهو ما يعني أن هم الغذاء يأتي على رأس الهموم.

توسيع قاعدة الهم

لم يعد الهم مختزلاً في الرغيف وحده، بل لم يعد "العيش" وحده نقطة الشد الرسمي والجذب الشعبي، أو المثار الوحيد لقيل الـ"سوشيال ميديا" وقال الشارع والمقهى والباص، فصحيح أن "رغيف العيش" تزحزح من عرش السلع الغذائية قليلاً، وأفسح المجال لقرص الطعمية وطبق الكشري ونوع السمك وحلم "اللحمة" لتشكل معاً رمزاً لمعاناة الغذاء ومخاوف الأسعار وقلق الغد، إلا أن الجميع هذه الأيام يضرب أخماساً في أسداس حول ما يمكن أن ينجم عن موجة تعويم جديدة تلوح في الأفق، أو آثار لصراع مستجد في المنطقة أو حرب تشتعل فجأة في مناطق مجاورة أو غير مجاورة، أو مقترح برغيف البطاطا أو الموز أو الكينوا وغيرها من المقترحات التي تستفز أكثر مما تفيد.

 

هذا الثراء في الأزمات والتنوع في الكوارث وتعددية الضوائق أسهمت في توسيع دائرة الرمز، ويظل "رغيف العيش" محتفظاً بتفرده، لكنه لم يعد وحده المتربع على عرش القلق، وأخيراً تخلى المصريون عن الاكتفاء بالشاطر والمشطور، وباتوا يطالبون بما بينهما من "طازج".

الأخبار تشير إلى زيادة المخصصات المالية لرغيف الخبز في البيان المالي للموازنة العامة للسنة المالية (2023-2024)، وذلك لتتمكن من تغطية حاجات نحو 70 مليون مصري من الرغيف المدعم، وورد في البيان أن "مخصصات دعم الرغيف زادت، وهو ما يعكس تحمل الدولة لجميع الزيادات التي طرأت على أسعار القمح المحلي والمستورد وبقية التكاليف الأخرى بما يضمن استمرار تقديم الخبز بسعر خمسة قروش على رغم ارتفاع كلفته لما يقرب من جنيه".

المزيد من تحقيقات ومطولات