Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نيكولا تيسلا... طلب النور من الكهنوت فأضاء العالم بالعلم

قصة حياة وموت درامية لمخترع يضاهي أينشتاين وخدعه توماس أديسون

نيكولا تيسلا في مختبره (غيتي)

ملخص

قصة حياة وموت درامية لنيكولا تيسلا الذي يضاهي أينشتاين ةتعرض للخداع من توماس أديسون

هل يمكن لقراءة معدودة السطور أن تحيط بهذا العبقري، الذي ملأ الدنيا بالمخترعات، وشغل الناس بالأفكار طوال القرن العشرين، وها هو ذا يطفو على السطح من جديد في العقود الأولى للقرن الحادي والعشرين، لا سيما بعد أن أعاد الطفل المعجزة إيلون ماسك اسمه من جديد، وأحيا ذكراه عبر منتجات تقوم على نظرياته؟

لم يكن نيكولا تيسلا اسماً عادياً في تاريخ الحياة المعاصرة، فهو مخترع وفيزيائي، مهندس ميكانيكي وكهربائي، باحث في علوم الحضارات القديمة، لا سيما المصرية الفرعونية، وهناك من يرجع كثيراً من مبتكراته إلى ما توصل إليه من علومهم التي لا تزال سرية، بل إنه أول من قدم رؤية غير مسبوقة للأهرام، والهدف الرئيس منها ما يتجاوز فكرة المقبرة التي ملأت الكتب.

هل كانت حياة تيسلا ملهاة أم مأساة؟ ربما كانت دراما بشكل أو بآخر، ويرجع كثير من الذين كتبوا سيرة حياته السبب الأكبر للألم الذي عرفه تيسلا إلى توماس أديسون، ذاك الذي ينسب إليه اختراع الكهرباء، فيما جمهرة من العلماء تقول إن تيسلا هو صاحب القصة.

من أين لنا أن نبدأ قصة تيسلا، الطفل الذي ضل طريق الكنائس والمعابد ليصل إلى المعامل، ومن هناك يقدم للبشرية ما يعجز عنه كثير من الوعاظ الذين يستخدمون اللغة الخشبية، ومن غير حرارة الإيمان، تلك التي عرف الفتى الصربي الصغير أن يحولها إلى تيار يسري في الأسلاك لينير العالم شرقاً وغرباً؟

تيسلا ابن العائلة الكهنوتية الصربية

تبدأ التناقضات في حياة الطفل نيكولا تيسلا من عند مولده في كرواتيا الكاثوليكية، بينما يختار القدر له أسرة كهنوتية أرثوذكسية صربية ليولد لها، في العاشر من يوليو (تموز) من عام 1856 ببلدة "سميليان"، التي كانت واقعة جغرافياً ضمن حدود الإمبراطورية النمسوية في تلك الأزمنة.

والده هو الكاهن الأرثوذكسي ميلوتين تيسلا، أما والدته فهي "ديوكا مانديتش"، وهي ابنة كذلك لرجل دين مسيحي أرثوذكسي، وهكذا كانت الأقدار تسعى إلى أن يكون الطفل الوليد كاهناً بالتبعية.

وكشأن الأسر الدينية المحافظة في تلك الأوقات أراد الأب لابنه أن يسلك المسار ذاته، أي أن يصبح مبشراً أو واعظاً، لكن الصبي بدا وكأنه رأى طريقه عبر مسارات ومساقات أخرى.

هل كانت والدة تيسلا هي أول من فتح أعينه على طريق المخترعات، ومن هناك اندفع للبحث في طريق العلوم لا الآداب؟

المثير أن والدته التي لم تكن تجيد القراءة والكتابة، ومع ذلك كانت من الذكاء إلى درجة أنها اخترعت كثيراً من الآلات المنزلية الصغيرة التي تفتحت معها أعين الصبي الذي عشق الفيزياء والرياضيات، ليترك مدينته الصغيرة إلى بلدة قريبة تدعى "غوسبيتش" ليكمل فيها تعليمه الابتدائي، ثم ينتقل من ثم إلى ألمانيا ليواصل تعليمه الثانوي، قبل أن يلتحق في عام 1875 بمعهد متعدد التقنيات لمدينة غراس النمسوية ثم جامعة براغ في تشيكيا.

لم يحصل تيسلا على شهادة جامعية من براغ، لا سيما أنه حضر في جامعتها كمستمع، لكن علامات النبوغ والعبقرية كانت بادية على محياه في كل الأحوال.

في بودابست التحق بالعمل في شركة البرق والهاتف، والتي كانت وقتها تحت الإنشاء، إذ أبدع في تقديم رسومات ومخططات، مما جعلهم يعينونه في منصب اختصاصي الكهرباء الرئيس، وخلال عمله أضاف تيسلا عدداً من التحسينات لأجهزة الشركة، وقيل إنه اخترع مضخماً هاتفياً، وعلى رغم ذلك لم يحصل على براءة اختراع أو حتى وصفة علانية.

من باريس إلى نيويورك وأديسون

في منتصف العشرينيات من عمره كان تيسلا يغادر إلى فرنسا ليلتحق بشركة توماس أديسون في أوروبا، والتي كانت وقتها تعمل على تصميم وتطوير الأجهزة الكهربائية، وقد كان ذلك في عام 1882.

لم يطل المقام بالفتى الصربي العرق، الكرواتي المنشأ، طويلاً في أوروبا، فقد فتحت تجربة العمل في شركة أديسون في فرنسا عينيه على العالم الجديد في الولايات المتحدة الأميركية، وللفرص الواعدة القائمة هناك، فحمل حقيبة ملابسه عام 1884، أي بعد عامين فقط في أوروبا قاصداً ميناء المهاجرين الأوروبيين نيويورك، وتحديداً في حي مانهاتن الشهير.

عندما وطئت قدما تيسلا الأراضي الأميركية لم يكن لدى الشاب الذي يبلغ من العمر نحو 28 سنة سوى بضعة سنتات لا دولارات، لكن بجانبها رسومات لآلة تطير، بحسب أحد كتاب سيرته آينيز ويتاكر هانت.

لم تكن آلة الطيران هي التي ستجعل تيسلا لاحقاً مشهوراً، فقد ظل يعمل على تعديل محركات التيار المتردد بشكل يجعلها متقنة.

هل كانت الأقدار تقود تيسلا إلى الولايات المتحدة في هذا التوقيت تحديداً؟

ربما كان ذلك كذلك بالفعل، فقد وصل في الوقت المناسب تماماً، إذ كانت تلك الفترة تشهد نزاعاً حول استخدامات الأنواع المختلفة من التيار الكهربائي في الحياة.

لكن ربما ما كان غير جيد في رحلة تيسلا هو لقاءه مع توماس أديسون، المخترع ورجل الأعمال الأميركي، الذي تعامل مع تيسلا ببراغماتية تقليدية استغل فيها حاجته إلى المال وربما لاحقاً سرق أهم عمل قدمه الفتى الصربي في حياته.

باختصار غير مخل، عمل تيسلا مع أديسون مهندساً كهربائياً، ومن فرط ذكائه استطاع أن ييسر كثيراً من الصعوبات، ويحل عديداً من التعقيدات الفنية في شركات أديسون.

كان العمل الأهم الذي قام به تيسلا هو إعادة تصميم مولد شركة أديسون للتيار المستمر.

لمح أديسون ومن بعيد أن فتاه قادر على إحداث نقلة نوعية كبيرة ومهمة جداً في دائرة أعمال الكهرباء لا في شركته فقط، ولكن في تاريخ الاختراعات الكهربائية عن بكرة أبيها.

أعلن تيسلا في ذلك الوقت قدرته على إعادة تصميم مولدات وآليات أديسون، ولكي يغريه هذا الأخير للمضي قدماً في عمله، وعده بمكافأة قدرها خمسون ألف دولار إن فعل، وهو أمر كان مستغرباً جداً من أديسون، ذاك الذي يعرف عنه البخل والشح مع عماله، عطفاً على وجود أزمة سيولة مالية لديه في تلك الآونة.

لم يعتقد تيسلا أن أديسون يمكن أن يخلف وعده، وعلى هذا الأساس بذل جهوداً طوال أشهر، جعلته ينجز المهمة التي وعد بها.

حين طالب تيسلا أديسون بتنفيذ وعده، سخر الأخير منه بالقول "تيسلا إنك لا تعرف روح الدعابة الأميركية"، وبدلاً من الخمسين ألف دولار عرض عليه علاوة أسبوعية قدرها عشرة دولارات، ليضحى راتبه الأسبوعي 18 دولاراً، في حين جنى أديسون من مخترع تيسلا مئات الآلاف، والتي أضحت بقيمة عصرنا ملايين ومليارات.

رفض تيسلا خديعة أديسون غير الأخلاقية، وقدم من فوره استقالته ليمضي في طريق آخر.

ويستينغهاوس الثغر المبتسم لتيسلا

الذين يطالعون السيرة الذاتية لتيسلا، وما رواه مؤرخو سيرته، يدركون طبيعة الرجل المعتز بنفسه، وهو الأمر الذي سيتبدى في نهاية رحلته عندما يمنح جائزة نوبل مناصفة مع أديسون فيرفضها، كما يفعل أديسون.

مهما يكن من أمر، فإن خذلان رجل الأعمال أديسون، الذي اكتسب كثيراً من سمعته بغير حق لتيسلا، جعله يفضل الاستقالة والعمل في مهن بسيطة لا علاقة لها بالمخترعات العلمية أو المكتشفات الفيزيائية، لكنه في كل الأحوال لم ينسَ أنه باحث، وقد كان لموهبته أن تستنقذه يوماً تلو الآخر، ليدرك ما يستحق من مكانة.

بدأت الحياة تبتسم لتيسلا من خلال صديقين جديدين، أحدهما محامٍ والآخر مصرفي، وفيما هو مخترع، اكتملت أركان عمل شركة ناجحة تتوافر لها شروط الانطلاق، ما بين التصرفات القانونية والموارد المالية والعقلية العملية، ومن هنا وجدت شركة "تيسلا إليكتريك كومباني"، والتي أضحى فيها المخترع الصربي الأصل الأميركي الجنسية شريكاً بمقدار ثلث الأسهم، بفضل براءات اختراعاته ومن دون أن يدفع دولاراً واحداً.

في مانهاتن بنيويورك كان معمل تيسلا ومختبره منصة نجاح غير عادية، حيث بدأ العمل فيه في أبريل (نيسان) من عام 1887.

جرت تحت سقف هذا المختبر الأول الخاص بتيسلا تجارب عدة، وتوصل إلى مخترعات كهربائية شتى، غير أن ما كان منها في الصدارة وما سيغير مستقبل حياته ومعه سيضع لبنة جديدة في نهضة الولايات المتحدة كقوة صناعية غير قابلة للتنافس على سطح الكرة الأرضية، هو "محرك التيار المتردد"، ولم يكن يدري أنه طريقه إلى المجد في الداخل الأميركي.

أوفى الحظ لتيسلا، بعد أن أخلفه طويلاً وكثيراً من قبل، وذلك حين عرض مخترعه الجديد في مايو (أيار) من عام 1888، أي بعد عام واحد فقط من تجاربه في مختبره الجديد بمانهاتن، على طلاب المعهد الأميركي للهندسة الكهربائية.

من حسن طالع تيسلا أنه وجد خلال ذلك العرض مهندسين من شركة "وستينغهاوس" الأميركية الشهيرة، والمملوكة للمقاول والمهندس الأميركي الشهير جورج وستينغهاوس، الذي لم يتردد في شراء براءات اختراع تيسلا، ومنحه منصباً مهماً في مؤسسته، ليصبح لاحقاً من أعز أصدقائه المخلصين، وغير الخائنين كما حال أديسون بحسب كتاب سيرة تيسلا.

بل أكثر من ذلك فإن وستينغهاوس، والذي يبدو أنه لم يكن يشعر بطمأنينة لأديسون، عمد إلى تشجيع تيسلا في أبحاثه عن التيار الكهربائي المتردد أو المتناوب، وذلك لمنافسة التيار المستمر لأديسون.

نجح تيسلا بشكل فاق كل التوقعات، ومعه صديقه جورج وستينغهاوس، لدرجة أنه بحلول عام 1893، أي بعد خمس سنوات من التعاون المشترك بين الاثنين، كان بإمكان شركة وستينغهاوس بناء كل الإنشاءات الكهربائية للولايات المتحدة، الأمر الذي جعل من "وستينغهاوس إلكتريك" علامة أساسية للنجاح.

لم تتوقف مخترعات تيسلا عند هذا الحد، بل مضى ليبتكر اختراعاً لا يزال قائماً في أدواتنا الحياتية اليومية، إنه ما يعرف بـ"ملف تيسلا" وهو عبارة عن محول تيار متناوب عالي التردد يمكنه زيادة الضغط بشكل كبير، ويوجد حتى الساعة في الأنظمة الكهربائية التي تتطلب ضغطاً عالياً، كأجهزة التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر.

ما سر علاقة تيسلا بالهرم الأكبر؟

يصف عالم الفيزياء والفلكي الأميركي المعاصر لورنس كراوس تيسلا بأنه "كائن جاء من عالم قديم وأصبح أحد أبطال العصر الحديث"... هل كان كراوس يومئ إلى علاقة ما جرت بها الأحاديث بين نيكولا تيسلا والهرم الأكبر، ذلك البناء الذي تركه المصريون القدماء قبل نحو أربعة آلاف عام، وهناك من يقول المزيد؟

يمكن من دون تطويل ممل أو اختصار مخل القول إن العالم الفذ، الذي يراه البعض منافساً لأينشتاين، لكن من غير حظ الأخير إعلامياً، كان يعتقد أن الأهرام (جمع هرم)، والمقصود بها تحديداً أهرام الجيزة الثلاثة المعروفة بأهرام خوفو وخفرع ومنقرع، لم تكن مقابر كما تحكي قصص علماء الإيجبتولوجي، والدليل على ذلك أنه لم يوجد بداخل أي منها تابوت واحد حتى الساعة.

يذهب تيسلا إلى أن تلك الأبنية السرية كان هناك وراءها غرض عظيم وهو أن تكون "مصدراً للطاقة"، انطلاقاً من كونها مولداً عملاقاً قادراً على إنتاج وإرسال ترددات كهرومغناطيسية من مختلف أنواع وأشكال الطاقة.

في هذا السياق، فإن هناك من يربط بين فكرة "هرم تيسلا للطاقة"، والذي تقدم بطلب براءة اختراع له عام 1905 والأهرام، بوصفها مولدات للطاقة الكهربائية، وقدرتها على الاستعانة بطبقات الأيونوسفير في الغلاف الجوي، لنقل الطاقة الكهربائية حول الكرة الأرضية.

ولعل ما قاله تيسلا قبل أكثر من 100 عام، تردد صداه في عام 2018، وذلك حين نشرت صحيفة "الديلي إكسبريس" البريطانية تقريراً حول كيف أن الغرض الرئيس من بناء الأهرام لم يكن "مقبرة"، بل إيجاد "مصدر للطاقة".

هل هناك من حاول تقليد بناء محطات كهربائية على شكل الأهرام قديماً أو حديثاً؟

هذا ما جرى بالفعل من قبل تيسلا، الذي عزا الموقع الجغرافي للأهرام، كأحد أسرار قوتها، ولهذا السبب قام ببناء مختبره المعروف باسم "محطة تيسلا التجريبية" في كولورادو سبرنغر في الولايات المتحدة.

أما حديثاً فإن شركة "تيسلا" الأميركية بنت محطة طاقة عملاقة في أستراليا لتوليد الكهرباء بالمنطلق نفسه الذي كان نيكولا تيسلا قد استنه، حين اختار لتلك المحطات أو الأبراج مواقع تتسق ومواضع الأهرام الجغرافية.

هل هناك قراءات سرية أو نتائج غامضة توصل إليها تيسلا عن الأهرام ولم يصرح بها؟

غالب الظن أن هناك من لديه إجابات شافية وافية عن هذا الأمر، ولم يصل إلينا منه سوى القول إن العلاقة بين الأهرام والطاقة والموقع مردها رابط ما موجود بين المدار الإهليجي لكوكب الأرض والخط القائم عليه هرم خوفو.

وبالعودة إلى ما أوردته صحيفة "ديلي إكسبريس" فإن تقريرها لبنية الهرم يجعل منه قادراً على استخدام الخصائص الطبيعية للأرض من أجل خلق وإنتاج كمية كبيرة من الطاقة.

فيما يمضي صاحب النظرية الأثري البريطاني عبدالحكيم حكيمويان إلى استنتاج أن "تلك البقعة التي تقوم عليها الأهرام ظهرت بها عديد من الحفريات التي تقطع بأن المصريين القدماء كانوا يحاولون من خلالها التحكم في تدفق تلك الطاقة واستخدامها لأغراضهم الخاصة"، وهي رؤية تتسق كثيراً وأبحاث تيسلا عن الطاقة المستجدة في الكون.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

نبوءة تيسلا... الأساس العلمي لمخترعات كثيرة

هل وضع تيسلا في حقيقة الأمر الجذور الرئيسة لكثير من المخترعات الحديثة، حتى وإن لم تنسب إليه؟

إحدى أهم العبارات المنسوبة إليه هي تلك التي قال فيها ذات مرة "إنه حينما يأتي اليوم ليدرس العلم فيه الظواهر غير الفيزيائية سيحرز تقدماً هائلاً في غضون عقد واحد من الزمن، أكثر تقدماً حتى مما أحرزه العلم منذ بداياته".

كيف يمكننا فهم ما قاله تيسلا في صورة أقرب ما تكون إلى التنبؤ بالمستقبل؟

الظاهرة الفيزيائية عبارة عن ظاهرة قابلة للوصف عن طريق الفيزياء وقوانينها بما في ذلك أشكال المادة والطاقة والزمكان. الظواهر الفيزيائية تعتبر عادة، في الأقل نظرياً، موضوع الرصد الفيزيائي. نيلز بور، أحد الآباء المؤسسين لميكانيكا الكم يقول "لا ظاهرة تصبح ظاهرة حقاً ما لم تكن ظاهرة ملحوظة، يمكن رصدها".

هنا يأخذنا تيسلا إلى منطقة مثيرة، وكأنه كان يتوقع أن تنفجر المعرفة الإنسانية لتتعاطى مع الميتافيزيقا، أي مع الأمور غير المدركة بحسابات الظواهر الفيزيائية التقليدية، مما يفتح باباً واسعاً لمراجعة كثير من أوراق تيسلا غير المعلنة.

وفي كل الأحوال فإن كثيراً من المخترعات الحديثة اليوم تعود في جذورها إلى مبادئ وأفكار نيكولا تيسلا التي استبق فيها الآخرين، ولم تسجل باسمه لسوء طالعه.

هل كان تيسلا في حياته بوهيمياً فوضوياً؟

ربما يمكن وصفه على هذا النحو، فكل ما كان يهمه هو تحقيق مدركات ومنجزات علمية، ومن غير أن يقيم وزناً لفكرة التسجيل والحصول على براءات الاختراع.

من بين الأدوات العصرانية التي يمكن إرجاع الفضل فيها لتيسلا الدينامو وتكنولوجيا الرادارات، عطفاً على تقنية أشعة إكس، التي نسبت لاحقاً للألماني فيلهلم رونتجن، إضافة إلى أجهزة التحكم عن بعد "الريموت كونترول"، حتى اختراع الراديو المنسوب إلى الإيطالي ماركوني وضع تيسلا جذوره.

هل كان تيسلا سيئ الحظ إلى حين وفاته؟

في السابع من شهر يناير (كانون الثاني) من عام 1943 رحل تيسلا عن عالمنا، مناهزاً الستة والثمانين سنة، لكنه رحل بطريقة لا تتسق أبداً مع عالم على هذا القدر من الإبداع، فقد توفي وحيداً في غرفته التي يسكنها في أحد فنادق نيويورك، وتم العثور على جثته من قبل العاملة أليس موناغان بعد دخولها غرفته متجاهلة إشارة "عدم الإزعاج" التي قام بوضعها على الباب قبل يومين من وفاته، متأثراً بانسداد في شرايين القلب.

رحل تيسلا وحيداً من غير زوجة ولا ولد، وأقيمت جنازته في كاتدرائية القديس يوحنا في نيويورك، ودفن في مقابر "فتكليف" بمدينة التفاحة الشهيرة.

بكل تأكيد وتحديد هناك كثير غامض في سيرة ومسيرة تيسلا ومخترعاته، وربما هناك في الداخل الأميركي، لا سيما من الدولة الأميركية العميقة من استخدم بعض أوراقه التي تركها للوصول إلى عالم الظواهر غير الفيزيائية والصعود بها إلى عالم المنجزات شبه الخيالية.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات