ملخص
نشر بريغوجين مقطع فيديو يظهر فيه واقفاً في ميدان تتناثر فيه الجثث ويكيل السباب متهماً كبار قادة وزارة الدفاع بالمسؤولية عن الخسائر التي تكبدها مقاتلو "فاغنر" في أوكرانيا
مع احتدام المواجهات في الحرب الأوكرانية، أمرت روسيا بإخلاء جزئي للمناطق القريبة من خط المواجهة في جنوب أوكرانيا بسبب زيادة القصف من الجانب الأوكراني، بينما حمل رئيس مجموعة "فاغنر" الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين، اليوم الجمعة، رئاسة أركان الجيش الروسي المسؤولية عن سقوط "عشرات آلاف القتلى والجرحى" الروس في أوكرانيا، وذلك في رسالة تستهدف مباشرة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو. وقال في مقطع فيديو جديد "سيتحملون مسؤولية عشرات آلاف القتلى والجرحى تجاه أمهاتهم وأولادهم".
وكان بريغوجين قال في إعلان مفاجئ ومثير في وقت سابق من اليوم الجمعة، إن قواته ستغادر مدينة باخموت الأوكرانية التي تحاول الاستيلاء عليها منذ الصيف الماضي، بينما أفادت خدمات الطوارئ الروسية أن هجوماً بطائرة مسيرة استهدف مصفاة "إلسكي" للنفط في جنوب روسيا، هو الثاني خلال يومين، وتسبب في اندلاع حريق، لكنه لم يسفر عن وقوع إصابات.
الهرب من الفناء
وأكد بريغوجين أن مقاتلي "فاغنر" سينسحبون من المدينة في 10 مايو (أيار) الجاري بسبب الخسائر الفادحة وعدم كفاية إمدادات الذخيرة. وأضاف في بيان "أعلن بالنيابة عن مقاتلي (فاغنر) وبالنيابة عن قيادة (فاغنر) أنه في 10 مايو 2023 سنكون مجبرين على نقل مواقعنا في منطقة باخموت إلى وحدات وزارة الدفاع وسحب من تبقوا من (فاغنر) إلى معسكرات لوجيستية لاستعادة قوتنا". وتابع "سأسحب وحدات (فاغنر) من باخموت لأنها في غياب الذخيرة محكوم عليها بالفناء بلا فائدة".
بين الجثث
ونشر بريغوجين مقطع فيديو يظهر فيه واقفاً في ميدان تتناثر فيه الجثث ويكيل السباب متهماً بشكل شخصي كبار قادة الدفاع بالمسؤولية عن الخسائر التي تكبدها مقاتلو مجموعته في أوكرانيا.
وتجددت انتقادات بريغوجين وتسببت في تصعيد عداء طويل الأمد مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف اللذين دأب على اتهامها بحرمان قواته من الذخيرة.
وظهر بريغوجن إلى جوار عشرات الجثث الملطخة بالدماء التي قال إنها لمقاتلي "فاغنر". ونشرت الخدمة الصحافية التابعة له مقطع الفيديو الذي غطى فيه صوت صفير كلمات السباب.
وظهر وهو يصرخ مواجهاً الكاميرا "لدينا نقص 70 في المئة في الذخيرة. يا شويغو! يا غيراسيموف! أين الذخيرة...؟".
وصاح قائلاً إن المسؤولين عن ذلك سيذهبون إلى الجحيم، قبل أن يقول إن خسائر "فاغنر" كانت لتكون أقل بخمس مرات إن كانت تزود بما يكفي من الذخيرة.
وقال بريغوجين "هؤلاء من رجال (فاغنر) الذين ماتوا اليوم" والدم لم يجف بعد، مشيراً إلى الجثث من حوله. وأضاف "أتوا إلى هنا متطوعين ويموتون ليتسنى لكم أن تسمنوا في مكاتبكم".
وبدأ بريغوجين عداوة علنية مع قادة الدفاع الروس في العام الماضي متهماً إياهم بالافتقار إلى الكفاءة وبحرمان "فاغنر" من الذخيرة عمداً بدافع عدائهم الشخصي نحوه
ومن غير الواضح ما إذا كان من الممكن فهم كلام بريغوجين على ظاهره، إذ كثيراً ما نشر تعليقات اندفاعية في الماضي. وسحب الأسبوع الماضي بياناً قال إنه ألقاه على سبيل "المزحة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هجوم الكرملين
من جهة أخرى، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، أن الهجوم الأوكراني المفترض الذي استهدف الكرملين هذا الأسبوع بمسيرتين ما كان ليحصل من دون أن تكون واشنطن على علم به، في وقت تنفي فيه كييف وواشنطن أي ضلع لهما فيه.
وقال لافروف خلال زيارة إلى الهند "هذا عمل عدائي. من الواضح أنه ما كان ممكناً لإرهابيي كييف أن يرتكبوه من دون علم رؤسائهم"، مشدداً على أن موسكو ستتخذ "إجراءات ملموسة" للرد على هذا الهجوم المفترض الذي أكد الكرملين أن هدفه كان اغتيال الرئيس فلاديمير بوتين.
وتؤكد موسكو أن دفاعاتها الجوية أسقطت فوق الكرملين طائرتين أوكرانيتين من دون طيار كانتا تحاولان اغتيال الرئيس بوتين.
ونفت كييف أي ضلع لها في هذا الهجوم المفترض في حين شككت واشنطن في صحة الاتهامات الروسية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتهم فيها روسيا الولايات المتحدة بالضلوع في هذا الهجوم المفترض، إذ قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أمس الخميس، إن الولايات المتحدة هي التي أصدرت الأمر بشن الهجوم في حين أن دور كييف اقتصر على التنفيذ.
وسارعت واشنطن إلى الرد على هذا الاتهام، واصفة إياه بـ"الكذبة" ونفت أي ضلع لها في الأمر، لكن وزير الخارجية الروسي رد على النفي الأميركي.
وقال لافروف، الجمعة، "إذا كنتم تعتقدون أنه بمجرد أن تنفي الولايات المتحدة وأوكرانيا التهم، يجب أن نتوقف عن التفكير في ما نعرفه عن ذلك، فالأمر ليس كذلك". وأضاف الوزير الروسي أن "قدرة أصدقائنا الأوكرانيين والغربيين على الكذب معروفة جداً".
سلاح اللكمات
في سياق آخر، لكم مندوب أوكراني عضواً في الوفد الروسي في وجهه خلال اجتماع لدول البحر الأسود في العاصمة التركية أنقرة بعد أن انتزع منه العلم الأوكراني لمنعه من اقتحام مقابلة يجري تصويرها مع رئيسة الوفد الروسي.
ونشر أوليساندر ماريكوفسكي مقطع فيديو على صفحته على "فيسبوك" يظهر فيه وهو يضرب المندوب الروسي ويستعيد علم بلاده. ووقعت الحادثة، أمس الخميس، في ردهة بمبنى البرلمان التركي، حيث كان يعقد اجتماع منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود.
وفي وقت سابق من اليوم، تشاجر بعض المندوبين الأوكرانيين مع أفراد الأمن عندما حاولوا سحبهم بعيداً، بينما كانوا ينظمون احتجاجاً ويصيحون ويرفعون أعلامهم بجوار المندوبة الرئيسة لروسيا أثناء محاولتها مخاطبة الاجتماع.
ونشر البرلمان التركي صوراً للبلبلة على موقعه على الإنترنت، وانتقد رئيس البرلمان مصطفى شنطوب بشدة ما حدث. وقال "أشجب هذا السلوك الذي يخل بالأجواء السلمية التي تحاول تركيا تهيئتها".
وتزامناً مع اجتماع ممثلي دول منظمة التعاون الاقتصادي في منطقة البحر الأسود، وعددها 13، أمس الخميس، واصلت طائرات مسيرة روسية مهاجمة كييف.