Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لا تقلق يا هاري... لا يزال أندرو "النعجة السوداء" لآل ويندسور

يمكنهم تجريده من ألقابه الملكية وزيه الرسمي وواجباته العامة ما شاءوا، لكن لا يمكنهم طرده من العائلة

الأمير أندرو يفتقر للحكم السديد بدرجة غير عادية (رويترز)

ملخص

يعتبر شون أوغرايدي أن أخ الملك تشارلز الأمير أندرو سيكون مصدر إلهاء وتشويش أسوأ بكثير من هاري وميغان خلال حفل التتويج

بحسب إميلي ميتليس (وهي تعلم بالتأكيد)، فإن الملكة الراحلة علمت بالفوضى التي أحدثها نجلها المفضل، أندرو، أثناء مقابلة "نيوزنايت" Newsnight الكارثية الشهيرة قبل أن يعلم هو نفسه بها.

وتقول ميتليس في الحلقة الثانية من فيلم وثائقي جديد من جزأين إن الملكة، التي اعتادت التصرف بحكمة على عكس ابنها الثاني الأحمق، أدركت فداحة الخطأ الذي ارتكبه الأمير بإجرائه المقابلة إياها - ولكن بعد فوات الأوان: "يقال إن الملكة قرأت النص الكامل للمقابلة يوم السبت. وبعد انتهائها من القراءة، أرسلت وفداً أمنياً لإحضار ابنها وأعتقد أن هذا ما قالوه له حرفياً ’سيدي، ربما يتوجب عليك أن تأتي معنا‘. وبرأيي أن الأمور توضحت للملكة من قبل أن تتوضح للأمير وذلك بعدما اطلعت على محتوى المقابلة".

وهذا ليس مفاجئاً الآن وقد تأكدنا من أن الأمير أندرو يفتقر للحكم السديد بدرجة غير عادية ومن أن الصداقة التي أقامها مع جيفري إبستين من بين صداقات أخرى هي أكبر خطأ ملكي في تاريخ عائلة ويندسور. فهي لم تكن مجرد علاقة غرامية أو قضية أموال مشبوهة، لا بل وأفضت إلى اتهامات بارتكاب جرائم خطرة والتعرض لأبرياء، لا يزال يتردد صداها حتى يومنا هذا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبسببها، أعطت الملكة الضوء الأخضر لأندرو ليحاول عرض قضيته ويستخدم القصر منبراً لدحض الاتهامات الموجهة ضده التي نفاها جملة وتفصيلاً.

وللأسف، لم تنته قضية إبستين على خير، إذ اعتبرت نتائجها واحدة من الأخطاء القليلة التي اقترفتها الملكة في عهدها الطويل مدفوعة ربما بالحس الأمومي البسيط، أو عن حال ثقة في غير محلها.

وقد كانت قضية إبستين بالفعل خطأ فادحاً، إذ في إطارها جعل أندرو من نفسه أضحوكة. ومن المحتمل أن القضية ما كانت ستنتهي على خير في كل الأحوال، لكن ما تخللها من أداء كان مزيجاً ساماً من غياب المنطق والخزي وتعبيراً صارخاً عن التضحية بالذات. ومن وجهة نظر أندرو، كان من الممكن للأمور أن تسير على نحو أفضل بكثير لو أتيحت له فرصة خوض معركة طويلة عبر المحاكم وصولاً إلى تسوية ودية باهظة لا مفر منها، كما حصل حقيقة.

ومنذ هذه القضية الفاضحة - وحتى بعد تسوية أندرو للدعوى التي رفعتها فيرجينيا جوفري ضده - لا يزال مركز الأمير ودوره ومستقبله غير محسومين بشكل مقلق.

من ناحية، فهو لم يعد مهماً فلا أهمية دستورية له ولا يلعب أي دور [ضمن العائلة المالكة]. مع ذلك فقد بات مصدر عار دائم لعائلته والمؤسسة التي خذلها، وهؤلاء لا يعرفون ببساطة كيف يتعاملون معه.

ويمكنهم تجريده من ألقابه وزيه الرسمي وواجباته العامة ما شاؤوا، لكن لا يمكنهم طرده من العائلة. فمهما حدث، سيظل دائماً وأبداً نجل إليزابيث الثانية وشقيق تشارلز الثالث وحفيد جورج السادس.

وبما أن النظام الملكي البريطاني يقوم على علاقات "أسرية"، مع توزيع الأعمال الاحتفالية والخيرية على مختلف أفراد المؤسسة، سيستمر أندرو في الظهور رسمياً بجانب العائلة الملكية، كما حدث في جنازة كل من الأمير فيليب والملكة وكما سيحدث مرة ثالثة في التتويج.

ولا يخفى على أحد أن أندرو هو مصدر إلهاء وتشويش أسوأ بكثير من هاري وميغان. وفي هذه المناسبة الرائعة، أي مناسبة التتويج، ستكون عبارة "الحاضر الغائب" أفضل وصف لظهوره.

فحتى الآن، وفي ما تفصلنا أيام معدودة فقط عن الحدث الكبير، لا تزال تفاصيل المراسيم وطقوس التنصيب غير معروفة، ولا يزال من غير الواضح بعد حجم المهمات التي سيضطلع بها أندرو في يوم الاحتفال بشقيقه، والأمر سيان بالنسبة إلى الأمير هاري.

وهذا يشير إلى أن المناقشات بين قصر باكنغهام وقصر لامبث [مقر رئيس أساقفة كانتربيري] متواصلة بشأن حجم الدور الذي يمكن أن تلعبه المجموعات الدينية في المراسيم وما إذا كان بإمكانهم أداء الصلاة، ناهيك عن نوع التعهدات التي سيقطعها الملك دفاعاً عن الدين، وهذه بحد ذاتها مسألة شائكة.

فمنذ أعوام قليلة، أعلن تشارلز تخليه عن طموحه في أن يكون "مدافعاً عن الدين". لكنه لم يحدد لغاية الآن ما إذا كان سيكون انتماؤه للمسيحية عموماً أم للأنغليكانية فحسب. كل ما نعرفه هو أنه يرغب بأن يكون الأمر بطريقته.

وعلى قدر أهمية التتويج - الذي يفترض به أن يكون يوم احتفال وطني خاص - ثمة قرارات، كبيرة وصغيرة، يجب اتخاذها بشأن الحدث المنتظر والمتوقع لجمهوره حول العالم أن يصل إلى 100 مليون. والأهم من كل ذلك أن أندرو لا يشارك في التحضيرات ولا علاقة له بها لا من قريب ولا من بعيد.

© The Independent

المزيد من تحلیل