Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش السوداني يوافق على تمديد الهدنة وواشنطن تستبعد تحسن الأوضاع

الجيش السوداني يوافق على تمديد وقف إطلاق النار وإجراء محادثات في جوبا ولا تعليق من قوات الدعم السريع

ملخص

الدول تسارع لإجلاء رعاياها مع قرب انتهاء وقف إطلاق النار الهش في السودان

لليوم الـ13 على التوالي، تتواصل الاشتباكات في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع التي أعلنت، صباح اليوم الخميس، "تصديها" لهجوم بالطيران والمدفعية على معسكرها في منطقة كافوري، فيما تواصل الدول الأجنبية إجلاء رعاياها ودبلوماسييها وسط أعمال العنف والفوضى في الخرطوم.

ومنذ منتصف أبريل (نيسان) الحالي، تجري معارك على السلطة بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، مما أدى إلى سقوط مئات القتلى والتسبب في نقص حاد في المياه والغذاء والدواء والوقود.

ولا تزال الطائرات الحربية تحلق في سماء العاصمة وينخرط المقاتلون من الجانبين في قتال عنيف بالبنادق الآلية والأسلحة الثقيلة.

وقال شهود وصحافيون من "رويترز" إنهم سمعوا دوي غارات جوية ودفاعات مضادة للطائرات في العاصمة الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين اليوم الخميس.

وأوضحت نقابة الأطباء السودانية على صفحتها على موقع "فيسبوك" في بيان الخميس، أن الخرطوم وحدها شهدت الأربعاء سقوط ثمانية من هؤلاء القتلى على الأقل خلال اتفاق وقف إطلاق النار.

وخارج الخرطوم، تصاعد العنف في أجزاء أخرى من السودان بما في ذلك إقليم دارفور المضطرب غرب البلاد.

وأفاد شهود عيان في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور اليوم الخميس، بوقوع "اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي بمختلف أنواع الأسلحة".

وفر مواطنو الجنينة باتجاه الحدود السودانية التشادية لتجنب العنف، وفق ما أضاف الشهود.

تمديد الهدنة

وتسابق الولايات المتحدة والدول الأفريقية لتمديد وقف إطلاق النار في السودان اليوم الخميس، إذ أعطى الجيش السوداني موافقة أولية على اقتراح أفريقي يدعو إلى إجراء محادثات حتى مع استمرار القتال.

وفي وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، قال الجيش، إن البرهان أعطى موافقته المبدئية على خطة لتمديد الهدنة المقرر أن تنتهي في وقت لاحق اليوم الخميس لمدة 72 ساعة أخرى وإرسال مبعوث عسكري إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لإجراء محادثات.

ولم يصدر على الفور رد من قوات الدعم السريع على اقتراح المحادثات المقدم من الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، وهي تكتل لدول شرق أفريقيا.

وقال الجيش، إن رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي عملوا على اقتراح يتضمن تمديد الهدنة وإجراء محادثات بين الطرفين. وجاء في البيان أن البرهان أبدى "موافقته المبدئية على ذلك وشكر ممثلي المنظمة على مساعيهم واهتمامهم بالأزمة الحالية".

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إن الوزير أنتوني بلينكن بحث مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد التعاون من أجل وقف مستدام للقتال في السودان.

واتهم بيان لقوات الدعم السريع الجيش بمهاجمتها اليوم الخميس ونشر "شائعات كاذبة" من دون الإشارة إلى اقتراح المفاوضات.

من جانبه عبر البيت الأبيض عن قلقه حيال انتهاكات وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الوضع قد يتفاقم في أي لحظة.

واستبعد البيت الأبيض أي تحسن للوضع في السودان، مناشداً الأميركيين المغادرة في غضون 48 ساعة.

عمليات الإجلاء

في الأثناء، تكثفت عمليات الإجلاء هذا الأسبوع مع بدء سريان وقف هش لإطلاق النار لمدة 72 ساعة الثلاثاء الماضي، ومن المقرر أن ينتهي في وقت متأخر من مساء اليوم الخميس.

وأعلنت وزارة الدفاع الصينية، اليوم الخميس، إرسال سفن قوتها البحرية إلى السودان لمساعدة رعاياها على المغادرة. وقال المتحدث باسم الوزارة تان كيفي في بيان، إن "تدهور الوضع الأمني في السودان مستمر". وأضاف "من أجل حماية أرواح وممتلكات المواطنين الصينيين" أرسلت البحرية الصينية، الأربعاء، سفناً "لاستعادة وإجلاء" الرعايا الصينيين من الدولة الأفريقية.

وأعلنت بكين، الإثنين، أنها أجلت مجموعة أولى من مواطنيها وقدرت عدد الصينيين الذين كانوا يعيشون في السودان قبل بدء المعارك بـ1500 شخص. وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ قالت، الأربعاء، إنه سيتم إجلاء نحو 800 صيني من الدولة الأفريقية عن طريق البحر بين 25 و27 أبريل. أضافت أن أكثر من 300 آخرين سافروا براً إلى دول مجاورة.

وزارة الخارجية الفرنسية أعلنت بدورها أنه تم إجلاء 936 شخصاً من السودان حتى الآن، وأن أحدث عملية شملت فرنسيين ومواطنين آخرين من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وإثيوبيا وهولندا وإيطاليا والسويد.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، إن بريطانيا قد لا تكون قادرة على مواصلة إجلاء مواطنيها في السودان عندما ينتهي وقف إطلاق النار. وأكد أن عليهم محاولة الوصول على الفور للرحلات الجوية البريطانية التي تغادر البلاد.

قتلى وتوقف الخدمات

ميدانياً، قال مراسل لوكالة "رويترز"، إن بعضاً من أعنف المعارك، أمس الأربعاء، دارت في أم درمان المتاخمة للخرطوم حيث تصدى الجيش لتعزيزات قوات الدعم السريع التي جاءت من مناطق أخرى في السودان. وسمع دوي إطلاق نار كثيف وغارات جوية في المساء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الخرطوم التي تمثل مع مدينتي أم درمان وبحري المجاورتين واحدة من أكبر المناطق الحضرية في أفريقيا، تفاقم الشعور بانعدام القانون مع انتشار عصابات السلب والنهب.

وتسببت الضربات الجوية والقصف المدفعي في مقتل 512 شخصاً على الأقل، وإصابة نحو 4200 آخرين وتدمير مستشفيات والحد من توزيع المواد الغذائية في الدولة الشاسعة التي يعتمد ثلث سكانها البالغ عددهم 46 مليون نسمة على المساعدات الإنسانية.

وقالت منظمة الصحة العالمية، إن 16 في المئة فقط من المرافق الصحية في المدينة لا يزال يعمل وتوقعت وقوع "عدد كبير آخر من الوفيات" بسبب المرض ونقص الغذاء والماء والخدمات الطبية.

وجاء في بيانات جديدة للأمم المتحدة، أمس الأربعاء، أن ما يقدر بنحو 50 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد قد تعطل علاجهم بسبب الصراع، وأن المستشفيات التي ما زالت تعمل تواجه نقصاً في الإمدادات الطبية والكهرباء والمياه.

وجاء في البيانات أيضاً أن اشتباكات دامية اندلعت في منطقة الجنينة بولاية غرب دارفور يومي الثلاثاء والأربعاء أسفرت عن أعمال نهب وقتل مدنيين وأثارت مخاوف في شأن تصعيد التوترات العرقية.

الفرار

ودفعت الأزمة بأعداد متزايدة من اللاجئين نحو عبور حدود السودان، وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن 270 ألف شخص ربما فروا إلى جنوب السودان وتشاد وحدهما.

ووصف أجانب تم إجلاؤهم من الخرطوم الوضع هناك قائلين، إن الجثث تتناثر في الشوارع والمباني تحترق وثمة مناطق سكنية تحولت إلى ساحات قتال إضافة إلى شبان يتجولون بأسلحة بيضاء كبيرة.

وقال البيت الأبيض، إن أميركياً ثانياً لقي حتفه هناك.

وقال ثاناسيس باجولاتوس (80 عاماً)، وهو يوناني ومالك فندق أكروبول في الخرطوم، بعد وصوله إلى ذويه في أثينا "كان الأمر مروعاً". وأضاف "أكثر من 10 أيام من دون كهرباء ومن دون ماء وخمسة أيام تقريباً من دون طعام"، وقدم وصفاً لإطلاق النار والقصف قائلاً  "حقاً الشعب يعاني، الشعب السوداني".

نظام البشير

في الأثناء، تخشى جهات عدة من إحياء نفوذ الموالين للرئيس السابق عمر البشير لا سيما بعد فرار عدد منهم من السجن وسط الفوضى التي تشهدها الخرطوم.

فقد أعلن أحمد هارون، أحد مساعدي الرئيس السابق المعزول، فراره من سجن كوبر في العاصمة برفقة مسؤولين كبار سابقين آخرين، بينما أكد الجيش أن البشير نفسه محتجز في مستشفى نقل إليه قبل بدء القتال.

وانتهى عهد البشير الذي دام ثلاثة عقود بانتفاضة شعبية عام 2019، وأودع السجن باتهامات تتعلق بانقلاب 1989 الذي صعد به إلى السلطة.

وقالت "قوى الحرية والتغيير"، هي جماعة سياسية تقود خطة مدعومة دولياً لانتقال السودان إلى الحكم المدني، "هذه الحرب التي أشعلها النظام البائد ستقود البلاد إلى الانهيار".

وخرجت الخطة عن مسارها بسبب اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع. وفوت الطرفان و"قوى الحرية والتغيير" الموعد النهائي الذي كان محدداً في أبريل لبدء الانتقال إلى الديمقراطية في ما يرجع بالأساس إلى الخلافات حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش.

المزيد من العالم العربي