Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حين يكون والدك قاتلا متسلسلا فإنك تدرك كيف تنقلب حياة عائلة متهم آخر

كما عائلة المشتبه فيه براين كوبيرغر، انقلبت أحوال عائلتنا وحياتنا رأساً على عقب مع اعتقال والدي، دنيس رايدر المعروف بـ"بي تي كاي"، في عام 2005

براين كوبيرغر متهم بقتل أربعة طلاب (أ ب)

ملخص

تروي كيري روسون تجربتها بعد اعتقال والدها المجرم المتسلسل "بي تي كاي" وتقارنها بما تمر به عائلة المتهم براين كوبيرغر

في ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة، 30 ديسمبر (كانون الأول)، تناثر الزجاج المتحطم من نوافذ عائلة كوبيرغر في آلبرايتسفيل، بنسيلفانيا، فيما نفذت عناصر الشرطة المحلية ومعها عملاء من مكتب التحقيقات الفدرالي أمر تفتيش من دون إشعار مسبق. واعتقل براين كوبيرغر، الأستاذ المساعد البالغ من العمر 28 سنة طالب الدكتوراه في اختصاص العدالة الجنائية في جامعة ولاية واشنطن، أثناء قضائه عطلة الأعياد مع عائلته.

ويواجه كوبيرغر، الذي نقل منذ ذلك الوقت إلى موسكو، آيداهو، أربع تهم بالقتل في إطار جرائم الطعن التي ارتكبت يوم 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، بحق طلاب جامعة آيداهو، كايلي غونكلافيس، وماديسون موغين، الصديقتين المقربتين البالغتين من العمر 21 سنة، كما صديقتهما في السكن، زانا كيرنودل، وصديقها الحميم، إيثان تشابين، البالغين 20 سنة. لا شك في أنه بريء حتى تثبت إدانته، وعلينا انتظار المحاكمة لكي نحدد ذلك.

أثناء تحصيله شهادة الماجستير في العدالة الجنائية من جامعة دو سال في سنتر فالي بنسلفانيا، درس كوبيرغر تحت إشراف الدكتورة كاثرين رامزلاند، أستاذة علم النفس الشرعي والعدالة الجنائية، التي تدرس مادة خاصة حول القتلة المتسلسلين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تربط الدكتورة رامزلاند علاقة أكاديمية عمرها سنوات بوالدي، دنيس رايدر، المعروف باسم "سفاح بي تي كاي" (تقييد، تعذيب، قتل) BTK (Bind, Torture, Kill). كتبت الدكتورة رامزلاند سيرة والدي الذاتية، اعترافات قاتل متسلسل: القصة غير المروية لدنيس رايدر، قاتل بي تي كاي Confessions of a Serial Killer: The Untold Story of Dennis Rader, the BTK Killer، التي نشرت عام 2016 بعد سنوات من المراسلة والاتصالات الهاتفية بينهما والزيارات الشخصية التي قامت بها إلى سجن والدي. حتى أنهما لعبا الشطرنج، اللعبة التي علمني إياها والدي عندما كنت صغيرة، بوتيرة حركة واحدة كانا يرسلانهما إلى بعضهما بعضاً عبر البريد العادي.

عرفت أول مرة عن الدكتورة رامزلاند عندما اتصل بي والدي في أواخر عام 2014، وألح علي أن أعمل معها على وضع سيرته الذاتية. رفضت ذلك، وأصدرت في عام 2016 شهادة ضحية، بعد أن قضيت أسابيع وأنا أقرأ "اعترافات قاتل متسلسل" ببطء. دونت الملاحظات، ووضعت إشارات على المقاطع المثيرة للاضطراب، ومرة واحدة على الأقل، رميت الكتاب عبر غرفة معيشتي، وأنا أشعر باشمئزاز عارم من كلمات أبي النرجسية ومرضه النفسي الجنسي السادي المعروض أمام أنظار الجميع. صحيح أنني كنت على علم بجرائم القتل العشر التي اقترفها والدي، وأنني قضيت أشهراً في تلقي العلاج النفسي للصدمات حين كنت أحاول استيعاب الفظائع التي ارتكبها، والتعامل مع ما عانيته من اضطراب الكرب التالي للصدمة، لكن مع ذلك، لم أكن مستعدة أن أقرأ عن جرائمه التي فصلها بوصفه الخاص والفج.

منذ اعتقاله، يتواصل والدي بانتظام من طريق البريد والهاتف مع الجمهور لا سيما معجبي الجرائم الحقيقية وطلاب علم الجريمة. وبسبب العلاقة الفريدة بين والدي والدكتورة رامزلاند، يساورني القلق منذ سمعت باعتقال كوبيرغر من احتمال أن يكون قد تواصل مباشرة مع والدي. يقلقني احتمال أن يكون والدي قد أثر في الجرائم التي يشتبه في أن كوبيرغر ارتكبها، سواء من طريق الدراسة الأكاديمية أو ربما المراسلة. أدلت الدكتورة رامزلاند بتصريح علني يوم السبت 31 ديسمبر، قالت فيه إنها "عاجزة عن الإدلاء بتصاريح علنية في هذا الوقت".

وقعت أولى الجرائم التي اقترفها والدي في يناير (كانون الثاني) 1974 في مدينة ويتشيتا في ولاية كانساس، عندما دخل منزل عائلة أوتيرو، وقتل أربعة أعضاء من العائلة من بينهم طفلين، خنقاً. ثم بدأ والدي يرتاد جامعة ولاية ويتشيتا، حيث دأب على دراسة العدالة الجنائية، مما منحه إمكانية الاطلاع على مصادر آنية لقوات ضبط القانون المحلية، وأكسبه أساليب يمكنه تطبيقها عبر جرائمه الخاصة إذ قتل ثلاثة أشخاص آخرين في سبعينيات القرن الماضي. حتى أنه استخدم آلة ناسخة من حرم الجامعة في 1978 لكي ينسخ إحدى مراسلاته السيئة السمعة بصفته قاتل "بي تي كاي"، محاولاً إزالة أي أثر شخصي له، فيما كان يلعب لعبة "القط والفأر" مع الشرطة.

ارتكب والدي ثلاث جرائم أخرى بعد ولادتي، وقعت إحداها في شارعنا، بين منزلنا ومنزل جدي في عام 1985، حين قتل جارتنا السيدة هيدج. زعم والدي بأنه يشارك في رحلة تخييم للكشافة مع أخي الأكبر سناً مني، وغفوت أنا قرب أمي بسبب خوفي من عاصفة رعدية هدرت في الربيع. كنت بعمر السادسة، وعرفت بأن هيدج اختفت من منزلها ليلة العاصفة الرعدية، وعرفت أنه عثر على جثتها التي تعرضت للخنق، بعد أسبوع من ذلك.

في فبراير (شباط) 2005، بعد واحد وثلاثين عاماً من اقتراف والدي أولى جرائمه، دق عميل في مكتب التحقيقات الفدرالي باب شقتي في مانهاتن، وأعلمني بأن والدي اعتقل لكونه السفاح "بي تي كاي". لشدة صدمتي، أخذت أسير متعثرة وأرتجف. كنت في حالة نكران للواقع. في محاولة مني أن أجد حجة غياب تعذر أبي، سألت عن تواريخ الجرائم المحتملة. ذكر لي سبتمبر (أيلول) 1986، أي بعد شهر من رحلة أسبوعين قضتها عائلتي عندما سافرنا براً إلى كاليفورنيا وعدنا منها وتوقفنا في كل المناطق السياحية، بما فيها ديزني لاند. جلست في غرفة معيشتي في ميشيغان، أحاول ألا أنهار كلياً، وتذكرت مقتل هيدج في 1985 كما خطر لي بأنه لم يحل أبداً. عرفت بأن سفاح بي تي كاي كان يخنق النساء بعد أن يقطع خطوط هواتفهن، وعرفت بأن والدي لم يكن في المنزل تلك الليلة. أخبرت عميل مكتب التحقيقات الفدرالي، فقطع مقابلته معي وأخبر فريق التحقيقات في ويتشيتا.

كنت قد كشفت للتو الجريمة الثامنة من بين العشر التي ارتكبها والدي.

أقر والدي بذنبه في يونيو (حزيران) 2005 بعد تلقيه في السجن رسالة وجهتها إليه عائلتي، وطلبت منه فيها أن يعترف، ويرحم عائلات الضحايا وعائلتنا وسكان ويتشيتا. لم يظهر والدي الذي واجه حكماً بالسجن لمدة 177 عاماً أي ندم على أعماله في بياناته الأخيرة داخل المحكمة. وفيما دخل والدي سجن إلدورادو والقيود محكمة حول رجليه، لكي يقضي بقية أيامه في الحبس الانفرادي، أقفلت على نفسي بينما كان على عائلتي أن تستجمع شتات نفسها.

كما حصل مع عائلة كوبيرغر، انقلبت عائلتنا وحياتنا رأساً على عقب مع اعتقال والدي. في حالتهم، يرجح بأنهم علموا بحدوث شيء سيئ جداً للمرة الأولى عند سماعهم تحطم الزجاج، أما أنا، فالطرق على الباب، وإبراز شارة مكتب التحقيقات الفدرالي هو ما أخطرني بذلك. منذ أول عطلة نهاية أسبوع خضعنا فيها لمقابلات مع عناصر الشرطة، وتجمع المراسلين الصحافيين خارج منزلنا، ومحاولة تأمين دفاع قانوني لوالدي، والخوض في نظام المحكمة الجنائية، كابدت عائلتي مشقات ضخمة طيلة 17 عاماً في محاولة لاستعادة بعض الحس بالحياة الطبيعية.

بدأت بالحديث مع الإعلام في عام 2014، بعد تسع سنوات التزمت فيها الصمت. وأدركت فوراً بأن التحدث بالموضوع ساعدني في عملية شفائي، وساعد في تخفيف شعور الآخرين بالوحدة. صحيح أنه لا يمكنني تغيير الماضي، أو ما اقترفه أبي، لكنني آمل بأن مواصلتي التشارك والتثقيف سوف تساعد على كشف المتربصين الشبيهين بوالدي بسرعة أكبر وربما وقفهم عند حدهم قبل أن يرتكبوا جرائم شنيعة.

نشرت اندبندنت هذا المقال في يناير (كانون الثاني)2023

© The Independent

المزيد من منوعات