Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رأس ميدوزا المشؤوم... كيف يهدد نزاع السودان المنطقة؟

مراقبون يتوقعون نزوحاً جماعياً للملايين وانزلاقاً إلى حرب أهلية دائمة وتدخلات خارجية بالمال والسلاح

لأنه يمتد إلى كل ركن في البلاد يطاول النزاع الحالي الحدود مع تشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا (أ ف ب)

ملخص

مثل #رأس_ميدوزا ذي الحيات والمنذر بالشؤم في الأساطير اليونانية القديمة، يرى متخصصون أن رقعة النزاع الدائر حالياً في #السودان قد تتسع بسرعة، فما الذي سيحدث؟

بين أخطار اندلاع حرب أهلية دائمة وتدخل قوى كبرى ومجموعات مسلحة من المنطقة وأزمة نزوح، يهدد النزاع في السودان بإضعاف منطقة غير مستقرة أساساً.

دخل السودان في حال فوضى قبل أسبوع مع اندلاع معارك بين الفريق أول عبدالفتاح البرهان قائد الجيش والحاكم الفعلي للسودان منذ انقلاب 2021، والرجل الثاني في السلطة محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي، زعيم قوات الدعم السريع.

مثل رأس ميدوزا ذي الحيات والمنذر بالشؤم في الأساطير اليونانية القديمة، يرى متخصصون أن رقعة النزاع قد تتسع بسرعة لتطاول المنطقة بأسرها.

خرائط لجوء جديدة

لجأ بين 10 و20 ألف شخص فارين من المعارك إلى تشاد المجاورة، كما ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ويستقبل شرق تشاد أساساً أكثر من 400 ألف لاجئ سوداني، "والوافدون الجدد سيشكلون ضغطاً إضافياً على الخدمات العامة والموارد في البلاد التي تواجه أساساً وضعاً يفوق طاقتها"، على حد قول المفوضية.

في نهاية فبراير (شباط) أكدت الأمم المتحدة أن أكثر من ثلث السكان في السودان سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية في 2023 بسبب الجوع وزيادة عدد النازحين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال المحلل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن كاميرون هادسن "أتوقع فعلاً نزوحاً جماعياً لملايين المدنيين عند أول وقف لإطلاق النار".

تتسع رقعة المعارك التي بدأت في 15 أبريل (نيسان) يوماً بعد يوم. ويمتد النزاع الكامن منذ أشهر إلى أحياء جديدة في الخرطوم ومناطق أخرى من البلاد، لا سيما في دارفور.

وقالت "مجموعة الأزمات الدولية" (منظمة غير حكومية) إن "ملايين المدنيين محاصرون في القتال وتنفد لديهم بسرعة المواد الأساسية".

وأضافت أن "النزاع يمكن أن ينزلق بسرعة إلى حرب حقيقية دائمة" تطاول الولايات المضطربة في السودان ثم بعض دول الجوار.

طريق التحالفات

يرى كاميرون هادسن أن "التحدي يتمثل في أن هذا النزاع، لأنه يمتد إلى كل ركن في البلاد يطاول الحدود مع تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا"، وذلك "مصدر قلق هائل".

وقال الباحث البريطاني أليكس دي وال "إذا استمر النزاع فسيصبح الوضع أكثر تعقيداً"، مضيفاً أن "كل طرف هو تحالف من مجموعات مختلفة ستجذب أو تختار مجموعات أخرى أصغر"، مشيراً إلى إمكانية ظهور "عوامل عرقية".

ويشير "مركز صوفان" ومقره نيويورك إلى "تدخل دول أجنبية وأمراء حرب وميليشيات مسلحة ومجموعة متنوعة من جهات فاعلة عنيفة أخرى خارجة عن أطر الحكومات".

ويضيف المركز "قد يؤدي فشل القادة في ضبط جنودهم إلى إدامة العنف"، وهذا خطر كبير خصوصاً خارج الجيش النظامي، بحسب المتخصصين.

وتدعو كل القوى في المنطقة، رسمياً، إلى وقف المعارك، لكن المحللين متفقون على أن مصر تدعم البرهان والإمارات المعسكر الآخر.

وقال كاميرون هادسن إن الطرفين يحاولان الحصول على أسلحة وتعزيزات من جيرانهما، كما تعمل مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية التي يبدو تأثيرها العسكري ضعيفاً في السودان لكنها تستغل مناجم الذهب، بتكتم.

وأوضح الباحث أن "هناك عملاً دعائياً" على شبكات التواصل الاجتماعي، لكن دقلو يعمل أيضاً على "التنظيم العسكري والاستخباراتي".

ويمكن كذلك أن تلعب ليبيا وأفريقيا الوسطى وتشاد وإثيوبيا خصوصاً دوراً سياسياً إن لم يكن عسكرياً.

دبلوماسية المياه العكرة

يرى أليكس دي وال أن النزاع قد يشمل حينها جهات فاعلة تقدم "المال أو الأسلحة وحتى عناصرها أو عملاءها"، معتبراً أن "معظم هؤلاء الفاعلين الخارجيين الذين يصطادون في المياه العكرة سيشاركون في جهود الوساطة".

وقال أستاذ العلوم السياسية الإماراتي عبدالخالق عبدالله إن "من المحتمل أن يؤدي هذا النزاع إلى تدخلات خارجية فيه".

وأضاف ملخصاً الأخطار أن "عدم استقرار السودان مقلق للجميع وبخاصة لدول الجوار ومنطقة القرن الأفريقي ومضيق باب المندب والجوار الجغرافي بأسره".

وأضاف "إذا دخل السودان في نفق مظلم سيدفع الجميع الثمن وليس فقط أهلنا في هذا البلد"، مؤكداً أن "السودان المستقر والمزدهر مفيد للجميع، والسودان غير المستقر والمتعثر صعب لجميع الدول القريبة وحتى تلك البعيدة".

وحذر من التداعيات المحتملة لهذا النزاع قائلاً "يمكن أن يتفكك السودان إلى دويلات فجأة كما انقسم سابقاً إلى السودان وجنوب السودان، واحتمال كبير أن تشهد دارفور مثلاً أو مناطق سودانية أخرى انفصالات وانقسامات وحرباً أهلية مستدامة، وهذا أمر مقلق" لدول الجوار.

حاول المجتمع الدولي التحرك، فمنذ بداية أبريل كان مفاوضون من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والعواصم الغربية ودول الخليج خصوصاً يضغطون على الرجلين لتوقيع اتفاق إطاري للعودة إلى السلطة المدنية، من دون جدوى.

ويتحدث عدد من المتخصصين عن مدى تعزيز المفاوضات في السنوات الأخيرة للجانبين في مواقفهما.

وقال كاميرون هادسن إن "الأسرة الدولية والقوى الكبرى باتت تتصل بكل من الجنرالين لطلب وقف إطلاق النار ولا تحصل على شيء".

المزيد من متابعات