Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تتطور معارك الخرطوم إلى حرب أهلية شاملة؟

قد تدخل قبائل للمشاركة في القتال وإذا فشلت جهود الوصول إلى حل فسيطبق المجتمع الدولي البند السابع من أجل حماية المدنيين

ملخص

تساؤلات في #السودان حول إمكان أن يؤدي تمدد #المعارك لخارج #الخرطوم واتساع نطاقها الجغرافي إلى #حرب_أهلية شاملة

تواصلت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم الثالث على التوالي بوتيرة شديدة من خلال استخدام أنواع الأسلحة الثقيلة كافة بما فيها الطيران الحربي، مما خلف دماراً كبيراً في المنشآت الإستراتيجية والبنى التحتية إلى جانب الخسائر البشرية الكبيرة، فضلاً عما أصاب سكان العاصمة الخرطوم من هلع لم يشاهدوه بسبب دوي الانفجارات التي هزت الأرض والمباني السكنية.

لكن ثمة تساؤلات حول إمكان أن يؤدي تمدد أعمال العنف لخارج الخرطوم واتساع نطاقها الجغرافي بشكل ممنهج إلى حرب أهلية شاملة؟

"حرب العصابات"

عضو تجمع قدامى المحاربين السودانيين اللواء معاش معتصم العجب قال إن "الوضع غريب لم تعرفه المؤسسة العسكرية طوال تاريخها، إذ ظلت هذه المؤسسة تنحاز للشعب السوداني في مطالبه وثوراته الشعبية كما حدث في ثورتي أكتوبر (تشرين الأول) 1964 وأبريل (نيسان) 1985، لكن حالياً يحدث العكس، إذ استخدم الجيش في معركة سياسية بامتياز وكان يجب أن يكون بعيداً من هذا الوضع".

وزاد العجب، "معروف أن أكثر أنواع القتال الذي فيه خسائر كبيرة ويأخذ وقتاً طويلاً هو قتال المدن، وعلى سبيل المثال فالجيش الروسي بكل ما يملك من إمكانات قتالية ظل يقاتل في مدينة باخموت الأوكرانية أشهراً عدة، وقد تمكن قبل أيام فقط من السيطرة على أجزاء من هذه المدينة، وبالتالي فإن القتال يستغرق وقتاً طويلاً لأنه ينتقل من منطقة إلى أخرى ومن بيت لآخر، لكن الشيء الذي يحسم مثل هذه المعارك هو التدريب على نوعية هذا القتال الذي هو أقرب إلى حرب العصابات، من ناحية أن الفرد أو الجندي يتصرف ذاتياً، وهنا نجد أن أفراد الدعم السريع أكثر تدريباً على مثل هذا القتال، كما أن العدد لا يرجح كفة هذه المعارك بقدر ما ترجحها قوة وكفاءة المشاركين في تلك العمليات".

ورأى أن "استخدام الأسلحة الثقيلة مثل الدبابات والمدفعية والطيران لا أثر لها في نوعية هذا القتال ولن تحسم أي معركة، لأنه بإمكان أي قوة مستهدفة أن تقوم بالانسحاب قبل توجيه الضربة والعودة لموقعها مرة أخرى، فهي عملية كر وفر كما أن البيئة عامل أساس لناحية إسناد القوة أو إرهاقها".

وأكد أن وقف إطلاق النار في حرب المدن صعب جداً لأنه في هذه الحال لا تكون لدى الشخص أهداف محددة أو خطوط فاصلة بين القوتين، فضلاً عن صعوبة السير بهدنة لأسباب إنسانية نظراً لتداخل القوتين إلا في حال انسحاب كامل للقوات، وهذا أمر مستحيل لأن هذه القوات ستكون عرضة للهجوم "الغادر من الطرف الآخر"، وبالتالي فإن تقديرات وحسابات هذا الوضع من الجانبين في غاية التعقيد والصعوبة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومضى عضو تجمع قدامى المحاربين السودانيين في القول إنه "بالنسبة إلى توسع المعارك لتصبح شاملة فليس لها مقومات حتى تصبح حرباً أهلية، ولكن في حال انسحاب قوات الدعم السريع من الخرطوم فستتجه إلى دارفور التي تعتبر حاضنتها، ومن هناك يمكنها خوض معارك داخل الإقليم، لكن من الصعب أن تتوسع الحرب لتطاول بقية مناطق السودان لعدم جهوزية ورغبة معظم سكان وقبائل تلك المناطق في خوض المعارك لما لها من كلفة".

أسوأ الحروب

وأوضح الخبير في الشؤون العسكرية اللواء معاش كمال أحمد أن "المعارك التي تجري حالياً ليس فيها مهزوم أو منتصر، فالكل مهزوم وجميع المعلومات التي ترد بخصوصها مضللة ولا أحد يعطيك حقيقة الموقف على أرض الواقع، فكل طرف يريد أن يرفع معنويات قواته، ومن المعروف أن الحرب أنواع فمنها حرب المواجهة وحرب الصحراء وحرب الغابة، والحرب التي تدور الآن داخل العاصمة الخرطوم هي حرب مواجهة، إذ تعد أسوأ أنواع الحروب لأنها تدار وسط الأحياء السكنية وتكون خسائرها البشرية كبيرة وتأثيرها مباشراً على حياة الناس من ناحية انعدام العلاج وصعوبة الوصول إلى المستشفيات وقلة التموين".

وأضاف، "استخدام الطيران أو المدفعية في حرب المدن غير مفيد بل مضر، لأنهما يتوجهان صوب الأهداف المكشوفة وتكون إصاباتهما بالغة، فحرب المدن تتناسب مع قوات المشاة والقوات الخاصة لأنهما تحظيان بتدريب عال على القتال أرضاً".

وتابع أحمد، "واضح أن هذه الحرب ستستمر فترة طويلة لأنها تعتمد على الكر والفر داخل المدن، وسيدفع ثمنها المدنيون قبل العسكريين، وخسائرها لا تحصى من قتلى بأعداد كبيرة وجرحى، ومن الصعب حسم مثل هذه المعارك لمصلحة أي من الطرفين، فقد تتجه إلى تغيير تكتيكاتها لإحداث انفجارات وغيرها، كما لن تلجأ القوات المشاركة فيها إلى الاستسلام بسهولة ولذلك فإن الجميع يعاني تداعياتها".

وأردف، "في رأيي لن يكون هناك حل إلا بانصياع الطرفين للحوار، فالبندقية لا تحسم مشكلة، لا سيما وأن الحرب تمددت وتوسعت لتشمل مدناً عدة في الشمال والشرق والغرب لتصبح حرباً شاملة، فإن لم تتوقف بالسرعة المطلوبة فقد تدخل قبائل للمشاركة في القتال وتنتقل المعركة إلى حرب أهلية واسعة".

وتحدث الخبير في الشؤون العسكرية عن "مجهودات مبذولة من أطراف محلية ودولية وإقليمية عدة للوصول إلى وقف اطلاق النار ودخول طرفي الصراع في حوار وتفاوض، لكن إذا فشلت هذه الجهود من دون الوصول إلى حل فسيطبق المجتمع الدولي البند السابع من أجل حماية المدنيين ونكون فتحنا بلادنا للوصاية الدولية".

المزيد من متابعات