يواجه رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون معارضة داخلية وخارجية بشأن موقفه من خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي. فداخلياً، كان موقف رئيس حزب العمال جيريمي كوربن من الخروج من الاتحاد من دون اتفاق واضحاً، الخميس. إذ قال "سنعمل كل شيء لوقف بريكست من دون اتفاق"، مشيراً إلى أنه في ختام هذه العملية "عندما نجد أن أي اتفاق غير مقبول نعتقد أنه يجب أن نذهب إلى استفتاء عام لنقرر مستقبل علاقة هذه البلاد بأوروبا". وأكد كوربن أن جونسون لا يملك خطة للخروج من الاتحاد.
فرنسا
أما على الصعيد الخارجي، فقد أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون أجرى مساء الخميس اتصالاً هاتفياً بجونسون، ودعاه إلى زيارة فرنسا "في الأسابيع القليلة المقبلة".
وخلال هذا الاتصال الهاتفي، "هنأ" الرئيس الفرنسي الذي يمضي عطلة في الوقت الراهن في بريغانسون (جنوب)، جونسون على تعيينه، و"عبر عن ارتياحه لتعاونهما حول القضايا الثنائية الأوروبية والدولية"، كما أوضحت الرئاسة.
وأكدت أن ماكرون وجونسون اتفقا على البحث في مسألة بريكست في الأسابيع المقبلة "في إطار احترام شروط الاتحاد الأوروبي".
ويفترض أن يزور رئيس الوزراء البريطاني الجديد فرنسا بعد شهر للمشاركة في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى التي ستعقد من 24 إلى 26 أغسطس (آب) في بياريتز.
وفي وقت سابق من الخميس، أكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر مجدداً لجونسون أن اتفاق الانفصال الذي تم التوصل إليه مع المملكة المتحدة هو النص الوحيد الممكن للاتحاد الأوروبي، وإن اعتبره جونسون "غير مقبول".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورداً على أسئلة شبكة "فرانس 2"، صباح الجمعة، أعربت سكرتيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية أميلي دو مونشالين عن أن فرنسا قادرة "في الأسابيع المقبلة... على التفاوض بهدوء في ظروف مطمئنة، حول كيفية العمل بعد (اتفاقية الانفصال)، وكيفية العمل غداً".
وأضافت "أفضل أن أدلي بتعليقات على الأفعال بدلاً من الخطابات، خصوصاً خطاب الحملة أو خطاب الدخول إلى الحكومة. أفضل أن نتمكن من العمل" مع بوريس جونسون.
وقالت "إننا نعمل مع الحكومة التي يجرى تشكيلها" في المملكة المتحدة.
وأشارت إلى أنه "توصلنا إلى اتفاق، وما يتعين إعادة التفاوض عليه، وما لا يزال يتعين التفاوض عليه هو العلاقة المستقبلية، ويتعين أن نكون مسؤولين". وأكدت أن "هذا يعني أن نكون واضحين وننظر إلى البعيد، وعلينا في المقابل أن نتوصل إلى إقامة علاقة عمل، وألا ننجر وراء المواقف والاستفزازات".
إيرلندا
اتهم وزير الخارجية الإيرلندي سايمون كوفني، الجمعة، جونسون بوضع بريطانيا بشكل "متعمد" على "مسار صدام" مع الاتحاد الأوروبي.
وقال كوفني "يبدو أنه اتخذ قراراً متعمداً بوضع بريطانيا على مسار صدام مع الاتحاد الأوروبي ومع إيرلندا في ما يتعلق بمفاوضات بريكست".
ألمانيا
قال نائب ألماني وحليف للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن الاتحاد الأوروبي لن يخضع للتنمر ويفرط في مبادئه، في تحذير موجه إلى جونسون.
فلدى وصوله إلى مقر رئاسة الوزراء البريطانية يوم الأربعاء، دخل جونسون في مواجهة مع الاتحاد الأوروبي قائلاً إنه سيتفاوض على اتفاق جديد لخروج بلاده من التكتل، محذراً من أنه في حال قوبل بالرفض من قبل الاتحاد فمن الممكن أن تخرج بريطانيا في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من دون التوصل إلى اتفاق يحدد العلاقة المستقبلية بين الطرفين.
وفي تغريدة نشرها على "تويتر"، في وقت متأخر من مساء الخميس، قال نوربرت روتغن، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، "عزيزي بوريس جونسون، لن تفلح الخطب المتبجحة ولا التنمر في جعلنا نفرط في مبادئ الاتحاد الأوروبي ووحدته".
وقال روتغن "على العكس من ذلك، سنبقى هادئين"، وعبر عن أسفه من أن "جونسون بأقواله وأفعاله وهو الذي قام بتعيين مجلس وزراء من المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد يخفق في التواصل مع البلد والقارة".