Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاستحقاق الرئاسي في لبنان معطل و"حزب الله" يعول على فرنسا

عين على التطورات الإقليمية التي قد تحمل انفراجاً ولكن هل من حظوظ لمرشح ثالث غير فرنجية ومعوض؟

 رئيس مجلس النواب نبيه بري مستقبلاً السفيرة الفرنسية آن غريو (المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب)

ملخص

السفيرة الفرنسية آن غريو تجول بين #القيادات_اللبنانية حاملة تعهدات إصلاحية من المرشح الرئاسي #سليمان_فرنجية 

بين الضبابية والسواد القاتم يتأرجح ملف الاستحقاق الرئاسي في لبنان، بعدما مضى على آخر جلسة دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب رئيس للجمهورية حوالى أربعة أشهر. الثنائي "أمل - حزب الله" لا يزال متمسكاً بمرشحه رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية حتى لو طال أمد الأزمة الرئاسية، في المقابل لا تزال المعارضة غير قادرة على الاتفاق على مرشح واحد مكتفية برفع البطاقة الحمراء في وجه مرشح "حزب الله". وفي ظل غياب أية مبادرة داخلية يعتبر النائب المستقل غسان سكاف أن التطورات الإقليمية هي التي ستقرر توقيت الانتخابات الرئاسية في لبنان، فيما تترقب الأوساط اللبنانية بحذر محطات إقليمية بارزة قد ترخي بظلالها على الملف اللبناني، انطلاقاً من زيارة الرئيس الإيراني المتوقعة إلى الرياض، التي ستستضيف أيضاً في 19 مايو (أيار) القمة العربية. ويعول الفريق الداعم لفرنجية على الحراك الفرنسي الساعي إلى توفير حظوظ نجاح مرشح "حزب الله"، ويكشف مصدر مطلع على موقف "الثنائي الشيعي" عن أن الكلام الفرنسي مع السعودية مستمر ولم ينته، وأن باريس سمعت من فرنجية تعهدات إصلاحية سياسية واقتصادية قال في باريس إنه سينفذها. في المقابل برز دخول قطري على خط الاستحقاق الرئاسي، بعد جولة استطلاعية لوزير الدولة في وزارة الخارجية محمد بن عبدالعزيز الخليفي إلى بيروت، عاينت عن قرب، بحسب مصادر دبلوماسية، السيناريوهات المحتملة للخروج من الأزمة الرئاسية، وقد أتى الحراك القطري بالتنسيق مع الرياض ليسبق أي لقاء خماسي تقييمي.

السفيرة الفرنسية إلى "الإليزيه" مجدداً

على وقع الحديث عن اجتماع جديد لم يحدد بعد لدول "اللقاء الخماسي" أي السعودية ومصر وقطر والولايات المتحدة وفرنسا، سجلت الأيام الماضية سلسلة لقاءات للسفيرة الفرنسية لدى بيروت آن غريو شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري وعدد من القيادات في المعارضة، بالتزامن مع لقاءات حصلت وأخرى ستحصل في باريس بين قيادات لبنانية ومستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل. وعلمت "اندبندنت عربية" أن غريو ستحمل في الأيام المقبلة تقريراً مفصلاً عن حصيلة لقاءاتها إلى الرئيس إيمانويل ماكرون لدراسة الخطوات المستقبلية، ومن بينها تحديد مقاربة جديدة لملف الرئاسة اللبنانية، وفق ما أكدت مصادر دبلوماسية لـ"اندبندنت عربية". ففي جولتها على القيادات اللبنانية غير الحليفة لـ"حزب الله"، أدركت سفيرة فرنسا أن طرح المقايضة بين فرنجية ورئاسة الحكومة دونه معارضة داخلية شرسة لا سيما من قبل القوى المسيحية على مختلف انتماءاتها، ومعها الحزب التقدمي الاشتراكي ومستقلين و"تغييريين"، وبات لزاماً على فرنسا التي تعمل على حل يضمن موافقة "حزب الله"، التركيز أيضاً للحصول على موافقة قوى المعارضة. وأكدت المصادر أن غريو شرحت لقيادات لبنانية التقتها، أن هم باريس هو مساعدة لبنان في إنجاز الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت ممكن، وأن خيار فرنجية هو واحد من خيارات أخرى، وأن بلادها مستعدة للبحث بأي خيار آخر، لكن التحدي هو في قبول الفريق الآخر لهذا الخيار لتأمين نصاب الجلسة. لكن فرنسا المنفتحة على خيارات جديدة، لا تزال وفق مصادر دبلوماسية، تعتبر أن فرنجية هو الحل الوحيد لإنقاذ الاستحقاق الرئاسي، فيما تعتبر قوى في المعارضة أن الموقف الفرنسي بات جزءاً من الأزمة خصوصاً أن الثنائي "أمل - حزب الله" لن يتخلى عن مرشحه طالما فرنسا تدعمه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 هل تصل فرنسا إلى الخيار الثالث؟

يشرح مصدر دبلوماسي في فرنسا أن اعتماد باريس على خيار مرشح "حزب الله" لحل الأزمة الرئاسية لم يكن من باب الإصرار على فرنجية، إنما من باب توفير فرص لوصول شخصية تستطيع فرض التوازنات، وهي مخطئة بذلك بحسب المصدر. ويكشف المصدر نفسه عن أن العاملين في "قصر الإليزيه" على الملف اللبناني وضعوا أكثر من خيار للتوصل إلى الأنسب بنظرهم والقابل للتنفيذ سواء بفرنجية أو غيره، علماً أن الفريق المتمسك بخيار رئيس "تيار المردة" يعلم جيداً أن طريق فرنجية إلى بعبدا لا يزال مسدوداً، وهو ربما يستعمله للوصول إلى مرشح ثالث، بعد استبعاد أيضاً النائب ميشال معوض، مرشح القوى السيادية والمستقلين في المعارضة. ويشير المصدر الدبلوماسي إلى أن الجانب الفرنسي لا يزال يسعى إلى إحداث خرق في الجدار الرئاسي لكن سقف حركته محدد، ولا يمكن أن يتجاوز سقف البيان الثلاثي (الأميركي - الفرنسي - السعودي) الذي صدر في سبتمبر (أيلول) 2022 على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيو يورك، إذ نص على "أهمية انتخاب رئيس جديد للبنان يمكنه توحيد الشعب اللبناني، ويعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لتجاوز الأزمة الحالية، وتشكيل حكومة قادرة على تطبيق الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية اللازمة لمعالجة الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان، وقادرة على تنفيذ قرارات مجلس الأمن (,1559, 1701 (1680 ,2650".


كما "حزب الله" كذلك المعارضة لن تتراجع

في موقفها المعلن، تتمسك أحزاب المعارضة وعدد من النواب المستقلين وقلة من "التغييريين" بترشيح النائب ميشال معوض، طالما الثنائي (أمل - حزب الله) لم يخط أية خطوة بالاتجاه المعاكس لفرنجية. وقد أسقط كلام نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الذي أكد أن فرنجية هو المرشح الأول والثاني والثالث للحزب، أي إمكانية للتغيير. وعلى رغم اللقاءات الدورية لعدد من نواب المعارضة، والزيارة الأولى لرئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة إلى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، التي أدرجت في إطار مناقشة الخيارات والمخارج التي ستسلكها قوى المعارضة للوصول إلى رئيس إنقاذي وإصلاحي، إلا أن أي اتفاق على مرشح واحد داخل المعارضة لم يحصل بعد، وسط وقوف 30 نائباً في الوسط يرفضون الانتقال إلى هذه الضفة أو تلك. وأمام هذا الواقع يقول النائب غسان سكاف لـ"اندبندنت عربية" لم يعد من خيار سوى الانتظار، متوقعاً أن تؤثر التطورات الإقليمية بطريقة مباشرة في الملف اللبناني بدءاً من الاستحقاق الرئاسي. ويعترف النائب المعارض بأن القوى السياسية فشلت في "لبننة" الاستحقاق الرئاسي، وأضاعت فرصة توافرت جراء الاتفاق السعودي - الإيراني، بفصل الأزمة اللبنانية عن التطورات الخارجية. وبكثير من التشاؤم يعتبر سكاف أنه "إذا لم يحصل اتفاق بين الكتل المسيحية والمعارضة فسيصبح سليمان فرنجية أمراً واقعاً". مضيفاً "أمام عدم توحد المعارضة، وإذا فاجأنا رئيس مجلس النواب بجلسة قريبة لانتخاب الرئيس فسنضطر إلى تهنئة فرنجية". يؤكد سكاف الذي التقى السفيرة الفرنسية لدى لبنان أن باريس لا تزال تعمل على تقوية حظوظ فرنجية، وهي فضلت أن تسلك الطريق الأسرع، متوقعاً ألا تعارض واشنطن التسوية متى أصبحت أمراً واقعاً، لكن الكلمة الفصل بحسب رأيه تبقى للرياض. أما هوية الرئيس الجديد فتعتمد على التطورات في الداخل المعطوفة على تطورات الخارج ومدى الاهتمام السعودي بالملف اللبناني. القصة ليست في قوة "حزب الله" وحلفائه يقول سكاف، بل في ضعف المعارضة، مجدداً التأكيد بأنه إذا كان الملف اللبناني ليس من أولويات الاتفاق السعودي - الإيراني وفي ظل غياب أية مبادرة للمعارضة فيمكن أن "يزمط" (ينفذ بجلده) مرشح "حزب الله".  

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات