Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تنهي ضغوط سفراء "خماسي باريس" فراغ رئاسة لبنان؟

الجانب الفرنسي حاول اقتراح أسماء فقابلته ممانعة عربية

وزير الخارجية عبدالله بوحبيب اطلع من السفراء المشاركين في اجتماع باريس على نتائجه (الوكالة الوطنية)

يسعى #سفراء_الدول_الخمس للولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والسعودية ومصر وقطر إلى ممارسة جولة جديدة من الضغوط على القيادات اللبنانية لحثها على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعد الاجتماع الذي عقده ممثلون عن وزارات الخارجية والمستشارين للقيادات العليا في كل منها في باريس، الإثنين السادس من فبراير (شباط)، وسط مراهنة من العواصم المعنية بأن يدفع التدهور المعيشي المضطرد والانخفاض القياسي لقيمة #الليرة_اللبنانية يومياً الفرقاء إلى التوافق على اسم الرئيس.

وكشفت جولة الدبلوماسيين الخمسة على كبار المسؤولين اللبنانيين جملة نتائج لاجتماع باريس الذي كثرت التأويلات والتكهنات والتسريبات في شأنه، التي تركت علامات استفهام حول مدى توافق الدول الخمس على وضع خطة تحرك تنهي الفراغ الرئاسي المستمر منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

الوفد الدبلوماسي للدول الخمس موحد

وفي رأي سياسيين بارزين كانوا تحدثوا عن "غموض" حول ما انتهى إليه اجتماع باريس بسبب عدم صدور بيان مشترك عن الاجتماع، أن أول الانطباعات الذي جاء مناقضاً لتسريبات عن خلافات حصلت بين الدول الخمس، حول سبل التعاطي مع الأزمة اللبنانية، أن سفراءها في بيروت زاروا معاً رئيسي المجلس النيابي نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ثم وزير الخارجية عبدالله بوحبيب.

ومن الجدير ذكره أن القائم بأعمال السفارة السعودية لدى لبنان فارس حسن العمودي كان في عداد وفد السفراء بالنيابة عن السفير وليد بخاري لوجوده في الرياض، إلى جانب سفيرتي فرنسا آن غريو والولايات المتحدة دوروثي شيا وسفيري مصر ياسر علوي وقطر إبراهيم عبدالعزيز السهلاوي، في زياراتهم الإثنين والأربعاء في 13 و15 فبراير.

ماذا حمل الدبلوماسيون الخمسة؟

ما تسرب عن الاجتماع مع بري أن الدبلوماسيين الخمسة تحدثوا بلهجة حازمة لجهة ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي في سرعة لأن الوضع في البلد يسوء كل يوم، وشددوا على أن الالتزام اللبناني بتحقيق الإصلاحات لم يتم الوفاء به. ونقلت مصادر نيابية مقربة من بري عنه قوله للسفراء، إنه سبق أن دعا إلى الحوار لكن هناك من يرفضه، وأن الجلسات النيابية الـ11 التي انعقدت لانتخاب الرئيس تحولت إلى مهزلة (جراء عدم حصول أي من المرشحين على العدد الكافي من الأصوات)، مؤكداً أنه لا بد من إيجاد مناخ مؤات لانتخاب رئيس، وكرر التأكيد أن "لدينا أسابيع وليس أشهراً لأن البلد لم يعد يحتمل"، مذكراً بمواصفات الرئيس كما حددها وهي أن "يجمع ولا يفرق، وأن يكون منفتحاً على الأطراف الداخلية وعلى الدول كافة". وعلمت "اندبندنت عربية" أن أحد الدبلوماسيين العرب أشار إلى بري "بأننا نعول على دورك في التعجيل بانتخاب الرئيس واتفاق الفرقاء اللبنانيين"، فأجابه مشدداً على التزامه باتفاق الطائف والتوافق بين اللبنانيين، وأنه لم يغير موقفه في هذا الصدد.

وبعد الاجتماع مع ميقاتي وزع مكتب الأخير خبراً نقل عن السفراء تأكيدهم أن عدم صدور بيان عن اجتماع باريس "مرده أن الاجتماعات مفتوحة ومتواصلة"، بما يعني أن اجتماعاً آخر سيعقد لتقييم نتائج جولة الاتصالات الجارية حالياً. وكان تردد، قبل أسابيع، أنه ربما سيحصل على مستوى يتعدى مسؤولين في وزارات الخارجية أو مستشارين، أي أن يحضره وزراء خارجية الدول الخمس، وأوضح المكتب الإعلامي لميقاتي أن السفراء ذكروا أنه "إذا لم يقم النواب بواجباتهم في انتخاب الرئيس، فالخارج لن يكون أكثر حرصاً من المسؤولين اللبنانيين أنفسهم على البلد".

تلويح بخطوات وتصحيح من مكتب ميقاتي

كما شددوا على أن تحقيق الإصلاحات اللازمة هي "المعبر الأساس للمساعدات الدولية ودعم صندوق النقد الدولي"، وأن "لا دعم للبنان إلا بعد انتخاب رئيس يلتزم البرنامج الإصلاحي وتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات". ووردت عبارة في خبر المكتب الإعلامي لميقاتي أثارت لغطاً، إذ نسبت إلى السفراء الخمسة قولهم "إن عدم انتخاب رئيس سيرتب إعادة النظر بمجمل العلاقة مع لبنان"، سرعان ما جرى "تصحيحها" لاحقاً بحسب ما أبلغت السفيرة الفرنسية غريو إلى بعض من التقتهم، بعبارة أخرى نصت على أن الدول المعنية سيكون لها "موقف سلبي ضد الذين يعطلون الانتخابات".

وسبب تصحيح ما سربه مكتب ميقاتي أن عبارة "إعادة النظر في العلاقة مع لبنان" "سرعان ما وجدت تفسيرات وتحليلات في الوسطين السياسي والإعلامي، إلى درجة أن قال أحد المستشارين الحكوميين "تفسيرها أن الدول الخمس لن تدعم لبنان في المحافل الدولية في حال استمر التأخير في إنهاء الشغور الرئاسي، وأن البلد سيترك لمصيره بفعل الأخطاء التي يرتكبها قادته منذ سنوات"، لكن مصدراً سياسياً بارزاً على صلة بتحرك الدول الخمس أشار إلى أنه لا حاجة للتلويح بعدم مساعدة لبنان، لأن هذا الأمر حاصل فعلاً منذ أكثر من ثلاث سنوات، ومرهون بالإصلاحات، وأن جل ما يقدمه المجتمع الدولي للبنان هو المساعدات "الإنسانية" في بعض القطاعات ومنها مبالغ خصصها الكونغرس الأميركي (72 مليون دولار) لدعم رواتب القوات المسلحة التي فقدت قيمتها بحكم تراجع قيمة الليرة، على مدى ستة أشهر، إضافة إلى ما يقدمه الصندوق الفرنسي- السعودي من إعانات في مجالات الصحة والتربية لبعض قطاعات المجتمع، التي تُمنح إلى الجمعيات مباشرة وليس للحكومة.

أما التصحيح الذي استدرك عبارة إعادة النظر بالعلاقة مع لبنان بعبارة "الموقف السلبي ضد معرقلي انتخاب الرئيس" في المعلومات التي جرى توزيعها من مكتب ميقاتي الإعلامي، فأطلق بدوره تكهنات لبعض الإعلاميين والسياسيين على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه سيتم إعداد لوائح بأسماء نواب تتخذ في حقهم إجراءات من نوع رفض حصولهم على تأشيرة "شنغن" الأوروبية وتأشيرة الزيارة إلى أميركا، أو سحبها ممن حصل عليها.

تكتم حول الخطوات لكن "الضغط قوي"

لكن مصدراً وزارياً تكتم على ما لوح به السفراء الخمسة من إجراءات قال لـ"اندبندنت عربية" إنهم لم يقولوا شيئاً عن حجب التأشيرات "لكن يمكن القول إنهم يقومون بضغط قوي لانتخاب الرئيس الجديد في سرعة وكل ما يمكن الإفصاح عنه أنه سيكون لهم موقف سلبي ممن يتهمون بتعطيل الانتخابات الرئاسية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفيما كرر الدبلوماسيون الخمسة الموقف نفسه لدى اجتماعهم مع الوزير بوحبيب، سئل مصدر وزاري: إذا كان مفهوماً أن يلتقي هؤلاء بري كرئيس للبرلمان المسؤول عن انتخاب الرئيس، فما الغرض من اجتماع ممثلي هذه الدول مع ميقاتي والوزير بوحبيب، خصوصاً أنهما ليسا عضوين في المجلس النيابي؟ فأجاب "الأرجح أن الدول الخمس تريد إيصال الرسالة في شكل رسمي، كي ينقلاها إلى الفرقاء السياسيين كافة. فميقاتي لديه صلة مع عدد من النواب السنة، وبوحبيب من أصدقاء بعض الفرقاء المسيحيين وخصوصاً نواب ’التيار الوطني الحر’ ورئيسه النائب جبران باسيل، بأن هناك "إجراءات قاسية" ضد معطلي انتخاب الرئيس".

حديث التباينات

 ومع ذلك تحدثت مصادر سياسية عن وجهتي نظر ظهرتا في اجتماع باريس، دفعت الدول الخمس إلى حصر تحركها في مرحلة أولى بممارسة الضغوط لحض اللبنانيين على الخروج من الجمود الذي يحول دون إنهاء الشغور الرئاسي. وفي وقت أكد من التقوا الدبلوماسيين الخمسة أنهم لم يطرحوا أسماء مرشح أو مرشحين للرئاسة في جولتهم، أوضحت المصادر أنه جرت محاولة من الجانب الفرنسي لطرح الأسماء، ليس فقط للرئاسة الأولى بل أيضاً لرئاسة الحكومة، حيث بدا أن باريس تحبذ عودة الرئيس ميقاتي إلى السلطة مع اعتبارها رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية في مقدم المرشحين، لكن ممثلي بعض الدول العربية رفضوا ذلك، ودعوا إلى ترك اللبنانيين يختارون للمنصبين شخصيات جديدة من خارج التركيبة الحاكمة حالياً، فصُرف النظر عن التورط بالأسماء، وتقرر الاكتفاء بالضغط على الفرقاء لوقف المماطلة بانتخاب الرئيس.

فهل تنجح الضغوط التي تمارسها الدول الخمس في إخراج البلد من المراوحة في اختيار الرئيس اللبناني؟

المصادر السياسية المطلعة على بعض تفاصيل اجتماع باريس تتحدث عن نية سفراء الدول الخمس لقاء بعض القيادات السياسية في الأيام المقبلة وقد يتوزع السفراء مهمة عقد اجتماعات إفرادية مع قادة أحزاب وزعماء، أي من دون أن يلتقي السفراء الخمسة كلاً منهم، بل أن تقوم كل دولة تتمتع بعلاقة مع فريق ما بالاجتماع إلى قيادته السياسية لحثها على تحقيق تقدم في عملية ملء الفراغ. وترجح المصادر نفسها استمرار الجمود طالما أن التسوية الداخلية، بأبعادها الإقليمية لم تنضج بعد.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل