Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقرير إسرائيلي لا يستبعد حرباً العام المقبل على مختلف الجبهات

أمنيون وسياسيون إسرائيليون يحذرون من "حماس لبنان" بعد خطاب نتنياهو

جنديان إسرائيليان خلال مشاركتهما في عملية عسكرية قرب مستوطنة إلون موريح في الضفة الغربية، الإثنين 11 أبريل الحالي (أ ف ب)

ملخص

يعتقد الإسرائيليون أن #خامنئي أصدر توجيهاً مباشراً بزيادة الجهود من أجل ضرب أهداف إسرائيلية داخل #الخط_الأخضر والضفة

لم يكتف الإسرائيليون بالاحتجاجات والتصريحات الساخرة من خطاب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بعد أقل من ساعة من إلقائه في بث مباشر، ليل الإثنين 10 أبريل (نيسان) الحالي، بل واصل عسكريون وأمنيون البحث في ما طرحه رئيس الوزراء من مواقف تجاه ما يسمونه في إسرائيل "محور الشر" (إيران – حزب الله- حماس)، وصدرت تقارير تظهر وضعاً مغايراً لما طرحه نتنياهو لتشكل دعماً لموقف المعارضة والمحتجين من سياسيين وعسكريين، حتى الاحتياطيين الذين أعلنوا رفض الامتثال للأوامر العسكرية، الذين اعتبر نتنياهو في خطابه الأخير قرارهم رفضاً للخدمة العسكرية، لم يصمتوا، بل خرج أحدهم ليهاجم رئيس الحكومة.

وما بين الاحتجاج الداخلي والوضعية الأمنية على مختلف الجبهات دعا البعض إلى إيجاد استراتيجية جديدة في التعامل قبل فوات الأوان.

رافض للخدمة والدوس على الديمقراطية

استيقظ نتنياهو، صباح الثلاثاء، على نقاش عاصف في إسرائيل حول خطابه، وتحديداً في جانبي اتهام الاحتياط برفض الخدمة، وما ادعاه من قدرات عسكرية لمواجهة "حماس" و"حزب الله"، سواء على جبهة غزة أو لبنان.
على الصعيد الشعبي، في ما يتعلق بالاحتجاج الداخلي، الذي يستعد منظموه لجولة جديدة من التصعيد، أثارت رسالة نشرها شلومي ريزمان، نقاشاً بين الاحتياطيين وأمنيين سابقين حتى اضطر مكتب نتنياهو الرد عليها، وريزمان هو أحد أبرز ضباط الاحتياط المحتجين على خطة "الإصلاح القضائي"، وسبق أن شغل منصب قائد فرقة الاحتياط في كوماندوس النخبة التابعة لـ "سرية هيئة الأركان العامة". ونشر ريزمان رسالته على نطاق واسع واتهم فيها نتنياهو بالتهرب من تنفيذ أمر عسكري خلال حرب لبنان الأولى.
وجاء في الرسالة "لقد تم تكليفك في حرب لبنان الأولى مهمة في إطار خدمتك بالاحتياط في الوحدة، ولم تكن المهمة تعجبك أو وفق ما تهوى، فتهربت منها واختفيت". وأضاف ريزمان، "بعد ذلك، كنت قائد كتيبتك في الاحتياط، وفي تلك السنوات أنهكتنا الأعباء وتطوع زملاؤك الشبان والمسنون في الاحتياط، كما وصل بعضهم خصيصاً من خارج البلاد، أما أنت فقد نفذت صفر أيام احتياط ولذلك أخرجتك من قوات الوحدة". وأنهى رسالته باتهام نتنياهو "أنت رافض الخدمة. وأنت ترفض التوقف عن دوس الديمقراطية والجيش الإسرائيلي".
وبعد أن تزايد النقاش حول هذه الرسالة وانتقاد نتنياهو، رد مكتب رئيس الحكومة بوصف الرسالة بأنها "كذبة كاملة". وجاء في الرد أن ريزمان لم يكن يوماً قائداً لنتنياهو في الخدمة الاحتياطية، وأنه قبل شهر من حرب لبنان الأولى، تم تعيين نتنياهو مبعوثاً لإسرائيل لدى واشنطن، واندلعت الحرب فوصل إلى وحدته وبعد فترة وجيزة ذهب في جولة خاصة في جبال قضاء الشوف فوق العاصمة اللبنانية بيروت، استعداداً لمهمته السياسية، ومن هناك سافر إلى واشنطن".
ورافقت رسالة ريزمان انتقادات سياسيين وأمنيين لخطاب نتنياهو وسياسة حكومته التي، وفق ما أكد أكثر من مسؤول أمني، أدت إلى إضعاف المؤسسة العسكرية والسياسية أيضاً.

لا رغبة بالحرب لكنها قد تندلع

وشكل الجانب الأمني في خطاب نتنياهو أهمية كبرى في النقاش، خصوصاً حول مدى صحة القول إن إسرائيل قضت على البنى التحتية لحركة "حماس" وإذا ما كانت في ضرباتها في سوريا ولبنان حافظت على الردع الإسرائيلي وأظهرت قوة عسكرية وأمنية.
واعتبر مسؤولون في جهاز الاستخبارات العسكرية، غير مطمئين لوضعية الجيش الإسرائيلي واستعداداته، وخلافاً لما جاء من كلام حول استرجاع الردع أو الحفاظ عليه، اعتبروا أن الوضع الإسرائيلي غير مطمئن.
وجاء موقف الاستخبارات في تقرير خاص للجهاز حذر من أن انتهاء الحدث الأخير بين إسرائيل ولبنان لا يعني أن احتمال نشوب حرب لم يعد وارداً في الحسبان، واعتبر التقرير أن احتمال أن تجد إسرائيل نفسها في السنة المقبلة في حرب حقيقية ارتفع بدرجة عالية خلال الأشهر الأخيرة.
ولكن وفق الاستخبارات العسكرية، فإن ارتفاع احتمال أن تجد إسرائيل نفسها في حرب لا يعني أن احتمالات حدوثه ذلك قريباً متزايدة، كون أن "إيران و"حزب الله" و"حماس" غير معنيين بمواجهة مباشرة وشاملة"، وجاء في التقرير تحذير للمؤسستين الأمنية والسياسية، فقال "صحيح أنهم غير معنيين لكنهم (إيران وحزب الله وحماس) مستعدون للمخاطرة والمقامرة بنشاطات عدائية أكثر جرأة، لاعتقادهم أيضاً أن إسرائيل ضعفت في أعقاب الأزمة الداخلية الشديدة، التي أدت إلى تراجع مجال مناورتها الاستراتيجية".
ولم يتجاهل التقرير الاستخباراتي الوضعية في القدس والمسجد الأقصى وبرأيه فإن الخطر سيتزايد خلال الأيام العشرة المتبقية من شهر رمضان، محذراً من أن تصعيداً إضافياً في "الأقصى" من شأنه أن يكرر ما حدث الأسبوع الماضي عند الحدود اللبنانية.
وتابع التقرير أن تقديرات "الاستخبارات العسكرية تعززت باحتمال وقوع سلسلة مواجهات في ساحات مختلفة من شأنها أيضاً، ومن دون نية مسبقة، أن تشتعل وتصل إلى حرب واسعة متعددة الجبهات".
وفيما رفض جهاز الاستخبارات العسكرية ما تم ادعاؤه في إسرائيل، من أنه ما كان يمكن إطلاق القذائف الصاروخية من جنوب لبنان باتجاه منطقة الجليل الغربي من دون مصادقة "حزب الله"، فقد نُقل عن مسؤول شارك في اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابنيت)، يوم الخميس الماضي، أن "تقديرات المجتمعين كانت أن إطلاق القذائف الصاروخية تم بمبادرة حماس، وأن قادة حماس في الخارج صالح العاروري وخالد مشعل، صادقا على هذه الخطوة، وعلى ما يبدو، دون أن يكون الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في الصورة مسبقاً ولا حتى القيادة في غزة متمثلةً بيحيى السنوار ومحمد ضيف".

الأقصى سيبقى مركز الاهتمام

وفي التقرير الإسرائيلي فإن "التصعيد في شهر رمضان اندمج مع ثلاثة عوامل رئيسة أدت إلى تغيير المحيط الاستراتيجي لإسرائيل، تقليص الاهتمام الأميركي بما يحدث في الشرق الأوسط، وازدياد الثقة الذاتية الإيرانية التي تتمثل أيضاً بمحاولات تحدي إسرائيل مباشرةً، وانعدام استقرار متزايد على الساحة الفلسطينية".
وفي تقرير حول جهاز الأمن، يعتقد الإسرائيليون أن "الزعيم الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أصدر توجيهاً مباشراً بزيادة الجهود من أجل ضرب أهداف إسرائيلية داخل الخط الأخضر والضفة وتعزيز الدعم للفصائل الفلسطينية التي تنفذ ذلك". كما يشير التقرير إلى أن المسؤولين في جهاز الأمن يلاحظون تغييراً تدريجياً في مقاربة طهران تجاه إسرائيل "بحيث انتقلت إيران إلى وضع عداء استراتيجي تجاه إسرائيل وتحتل الرغبة في المس بها اليوم، مكانة أكثر أهمية بكثير في سلم الأولويات الاستراتيجية"، وفق التقرير.
ولتعزيز هذا الجانب في موقف أجهزة الأمن، أضاف التقرير الإسرائيلي أن "قوة القدس" التابعة لحرس الثورة الإيراني، وأجهزة الاستخبارات في إيران و"حزب الله"، سرعت الجهود للمس بإسرائيل طبقاً لتوجيهات خامنئي، فإيران تضع سياسة عامة وتحول الأموال ويأتي هذا الموقف رداً على نشاطات إسرائيلية بينها ازدياد الهجمات على الأراضي الإيرانية نفسها سواء استهداف منشآت نووية واغتيال علماء ذرة وضباط في "حرس الثورة" أو هجمات جوية ضد قوافل السلاح وقواعد لإيران موجودة في سوريا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الامتناع عن الحرب

وفي ظل النقاش الإسرائيلي حول سبل التعامل مع الوضعية الحالية، سواء الشرخ الإسرائيلي أو التصعيد الأمني على الحدود الشمالية والجنوبية، رأى النائب السابق في الكنيست، عوفر شيلح أن "الحاجة تتطلب خلق استراتيجية أمنية شاملة تضمن تغيير صورة إسرائيل تجاه العدو الذي بات على قناعة بأن إسرائيل تخاف من معركة كبرى وواسعة"، واعتبر شيلح أن "الأحداث الأخيرة تنبع من فهم مشترك لعموم الأعداء لمعنى السياسة الإسرائيلية الفاشلة في العقد الأخير، ولأجل تحقيق هذا الفهم لا حاجة لأمر عملياتي، بل فقط فهم الفرص".
وانتقد شيلح سياسة الحكومات الإسرائيلية، خصوصاً تلك التي رأسها نتنياهو، قائلاً إن "جميع هذه الحكومات اتخذت السياسة ذاتها تجاه الجنوب والشمال، فعملت على تعزيز حماس، سواء من الناحية المادية أو بالاعتراف بسيادتها في القطاع من جهة، وعدم تحقيق المسؤولية الناشئة عن ذلك من جهة أخرى، حتى باتت الرغبة لدى نتنياهو هي إضعاف السلطة في رام الله وتصفية إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية". أما في الشمال، يضيف شيلح أن "إسرائيل تركز في استخدام القوة على المعركة بين الحروب، التي تحولت من عمليات محدودة ضد تسلح حزب الله بسلاح متطور إلى معركة ضد التموضع الإيراني في سوريا في ظل التفاخر بعدد عمليات القصف وبالمعلومات الاستخبارية الدقيقة التي تملكها إسرائيل، لكن في الحالتين فإن سلوك إسرائيل علم أعداءها، وعلى رأسهم حزب الله، بأن الفريضة العليا التي توجه أعمالنا هي الامتناع عن الحرب".
واقترح شيلح بدء البحث عن استراتيجية أمنية شاملة، "على أن تشفى إسرائيل من استخدام القوة لذاتها، التي تعلم فقط العدو كم نحن نخاف من معركة كبرى".

مصلحة "حماس" في جبهة لبنان

موشيه العاد، عميد احتياط، الذي وجه انتقادات لنتنياهو وسياسة حكومته، اقترح على الإسرائيليين الاعتياد على استخدام عبارة "حماس لبنان"، واستعرض نشاطات عدة للحركة في لبنان، مدعياً أن "مسؤولي حماس صالح العاروري، وخليل الحية وزاهر جبارين، الذين يتواجدون منذ زمن بعيد في بلاد الأرز عملوا على ضمان نشر المئات من نشطاء "حماس" في مواقع عدة على طول الشاطئ اللبناني بين صور وصيدا، وهؤلاء النشطاء ممن يحاولون التغطية على أعمالهم العسكرية بنوع من المبادرات المدنية".

ويرى موشيه العاد في عملية "مجدو" مثلاً صارخاً للتعاون بين "حزب الله" و"حماس"، وبرأيه فإن "زرع العبوة الناسفة هي العملية الأولى للتنظيم داخل الخط الأخضر، فإخراج أحد الناشطين من لبنان تم بعلم حزب الله، الذي حرص على أن يوفر له مرشداً يدله على الطريق".
"لماذا الآن؟" يتساءل العاد ويجيب "لأن التقدير هو أن إخفاقات حماس في جبهتي نابلس وجنين دفعت العاروري لأن يجد حلاً ويصيغ معادلة جديدة بين إسرائيل وبين منظمات الإرهاب في الضفة، واختيرت للمهمة عبوة سبق أن استخدمها حزب الله وأبرز ميزتها إيقاع عدد كبير من المصابين".
ولدى تساؤله عن سبب اختيار مفترق مجدو لتنفيذ العملية، أجاب العاد، "يبدو أن الذي حمل العبوة خاف من أن يتم ضبطه، في ضوء المصاعب التي تعترض التسلل إلى الضفة وعمليات التفتيش الدقيقة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ففضل تفجيرها على مسافة بضعة كيلومترات من الهدف الأصلي". وأضاف أنه "ورد في الاتفاق بين التنظيمات أن حماس تكون مسؤولة عن إطلاق الصواريخ التي يكون بعضها دقيقاً، وعن إطلاق حوامات ومسيرات في كل مواجهة قريبة. وفي المقابل، تعرض نصر الله لانتقادات شديدة بسبب انشغاله بنزاع مع إسرائيل وخلق تهديد جديد لها في الوقت الذي ينهار فيه لبنان اقتصادياً واجتماعياً".
وأنهى العاد حديثه بالقول "لهذا السبب، بالضبط، يوجد أمام الزعيم الشيعي عنوان لتوجيه سهام الاتهام إليه هو: حماس لبنان".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات