Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا يعني انضمام فنلندا إلى حلف الناتو؟

هناك كثير من الفوائد لهذه الخطوة ولكنها تنطوي أيضاً على بعض المخاطر

ملخص

ما فوائد ومخاطر تخلي #فنلندا عن سياستها الحيادية وتحولها للعضو الـ31 لحلف #الناتو؟

تخلت فنلندا عن سياسة عدم الانحياز التقليدية التي التزمتها منذ وقت طويل، وأصبحت الآن العضو الـ31 في "حلف شمال الأطلسي" (الناتو). إنها لحظة مهمة، وهي تتمخض عن فوائد، ولكنها تنطوي أيضاً على مخاطر بالنسبة إلى كل من فنلندا والغرب على نطاق أوسع. تأتي فنلندا معها بقوات نظامية واحتياطية يقدر عدد أفرادها بنحو 250 ألف جندي، إضافة إلى [منظومة] مدفعية قوية وقدرات تستند إلى الخبرة في ظروف القتال شديدة البرودة.

لماذا تنضم فنلندا إلى حلف الناتو؟

دفعت الحرب في أوكرانيا الرأي العام الفنلندي إلى التأييد الواضح للعضوية في الناتو كأفضل طريقة للحفاظ على الاستقلال الفنلندي، إلى درجة باتت معها [العضوية] حتمية. كان طلب الانضمام الذي قدمته مدعوماً بحماس من قبل كل دول الأعضاء في حلف الناتو تقريباً، مع بعض الاعتراض من المجر وتركيا اللتين كانتا بشكل عام أكثر حذراً في شأن توسع الحلف كما في مسألة دعم أوكرانيا.

ويخلق [انضمام فنلندا] حدوداً مباشرة أطول بكثير بين الناتو وروسيا، الأمر الذي يؤدي إلى نتائج متناقضة سلبية وإيجابية على صعيد الأمن. تستفيد فنلندا الآن من ميزة "الجميع للواحد، والواحد للجميع"، أي التعهد بتوفير المساعدة المتبادلة المنصوصة في المادة الخامسة من معاهدة الناتو.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من ناحية أخرى، تعترض روسيا على هذا الانضمام بوصفه خطوة توسعية غربية، وأصدرت تهديدات غامضة في شأن اتخاذها تدابير مضادة. وسيكون الكرملين حتى أكثر اضطراباً إذا شقت الأسلحة النووية طريقها إلى الأراضي الفنلندية (على رغم أن ذلك لا يبدو محتملاً في الوقت الحالي). وفي حين أن من غير المرجح على الإطلاق أن يعمد الروس إلى غزو [فنلندا]، فقد يعمدون إلى شن غارات جوية أو بحرية من أجل زعزعة الاستقرار، وهجمات سيبرانية، أو نصب رؤوس حربية نووية على الحدود.

لماذا لم تتقدم فنلندا بطلب لعضوية الناتو من قبل؟

لم يكن مسموحاً لها بذلك خلال الشطر الأكبر من فترة ما بعد الحرب. وباعتبار أن الفنلنديين انتهى بهم الأمر على الجانب الخطأ في الحرب العالمية الثانية [في حلف مع النازيين] (على رغم أنهم في الواقع قد تعرضوا للهجوم من قبل ستالين في عام 1939)، فقد كان عليهم الاتفاق على معاهدة سلام قاسية مع روسيا، أو الاتحاد السوفياتي كما كان في ذلك الوقت. ودفع تعويضات، كما جرى التنازل عن أراض، وطرد أبناء الإثنية الفنلندية الفنلنديون من منازلهم وكانت فنلندا ملزمة باتباع سياسة الحياد.

وأبرمت عام 1992، بعد سقوط الاتحاد السوفياتي والكتلة الشرقية، معاهدة جديدة نصت فقط على التزام كل من الجانبين بعدم الاعتداء. وفتحت [المعاهدة] الطريق أمام فنلندا لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي في عام 1995. غير أن هلسنكي استمرت في اتباع نهجها السابق لجهة الحياد العسكري. وكانت راضية عن وضعية "الدولة العازلة" التي تمتعت بها. وفي الواقع، سعى الروس قبل الغزو الذي حصل العام الماضي إلى "فنلندة"، وإبقائها في وضعية حياد ثابت دائمة (على رغم أن فنلندا قد حافظت بشكل حكيم على جيش كبير ومجهز تجهيزاً جيداً يركز على الدفاع، فقط على سبيل الاحتياط). المفارقة الكبرى الآن تتمثل في أن غزو الرئيس فلاديمير بوتين لأوكرانيا أدى إلى تخلي فنلندا عن سياستها الحيادية وبات لديه الآن حلف الناتو الأكبر والأقوى والأكثر تماسكاً متمركزاً إلى الغرب منه، ومنهمكاً بشكل متحمس بدعم مقاومة أوكرانيا.

هل تصبح فنلندا هي والغرب أكثر أماناً بسبب عضويتها للناتو؟

بشكل عام، نعم. على رغم أن فنلندا لم تكن جزءاً من الإمبراطورية الروسية منذ الاستقلال في عام 1917، فهي تعرضت إلى مضايقات روسية من وقت إلى آخر، بما في ذلك حرب الشتاء من 1939 إلى 1940. واعتبرها الروس جزءاً من مجال نفوذ بلادهم الواسع، وإن كانت دولة رأسمالية غربية وبعيدة كل البعد عن الكتلة الشرقية الرسمية. وكما هي الحال مع جمهوريات البلطيق، ومولدافيا، وبولندا، والمجر وبلغاريا ورومانيا، وكذلك أوكرانيا [يتجلى في تعامل موسكو مع فنلندا] حنين بوتين الظاهر إلى الأيام التي كانت فيها روسيا مهيمنة في الشرق. وكانت فنلندا، كدولة محايدة، من دون ضمانات حلف الناتو، عرضة للهجوم أو للتنمر العام.

يجب أن يردع ميثاق الناتو الذي ينص على المساعدة المتبادلة [بين أي دولة عضو والحلف بكامله] أي هجوم روسي جدي، لكن باستخدامها الحجج نفسها التي طبقتها في حالة أوكرانيا، قد تجادل روسيا بأن الخطوة الفنلندية هي عمل عدواني من قبل الغرب يفرض "حصاراً" يهددها.

ما الخطأ الذي يمكن أن يقع؟

على رغم أن الوضع مختلف تماماً عن منطقة البلقان المضطربة، فحالات التوتر والتنافس الوطنية في الزاوية الشمالية الشرقية من أوروبا أقل وضوحاً [منها في البلقان] ولكنها ليست أقل حدة. ولذلك فإن النزاعات الإقليمية والمظالم التاريخية التي كانت مجمدة للغاية خلال الحرب الباردة والمرحلة التي تلتها، قد تبدأ في التأجج ومفاقمة التوترات القائمة. وكان أحد مصادر القلق، على سبيل المثال، طريقة معاملة الأقليات الناطقة بالروسية في دول البلطيق، ووصول روسيا إلى جيبها كاليننغراد وإلى قاعدتها البحرية، وذلك من خلال الأراضي البولندية.

ونظراً إلى أنها قد تعرضت، على يدي جارها الشرقي القوي، إلى الاحتلال والتقسيم وإساءة المعاملة على مدى جزء كبير من تاريخها، فإن فنلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا تشعر بالتوتر أكثر من معظم الدول الأخرى حيال سياسات بوتين الانتقامية. ولذلك تقدم هذه الدول مساعدة اقتصادية وعسكرية كبيرة إلى درجة غير عادية لأوكرانيا. ومن دون هذه الدول، ربما كان الرد الغرب سيرد على الغزو بشكل أكثر تحفظاً.

من سينضم إلى الناتو أيضاً؟

تأتي السويد على رأس قائمة الأعضاء المحتملين، التي تعرقل تركيا عضويتها (والمجر إلى درجة أقل). تتهم أنقره ستوكهولم بدعم الجماعات الانفصالية الكردية، أو "الإرهابيين الشماليين" على حد تعبير الرئيس رجب طيب أردوغان. لم يمنع هذا السويد من تقديم مساعدة ثنائية إلى أوكرانيا. ومع تقديم تنازلات كافية في مجالات سياسية أخرى، على الأغلب أن أردوغان سيبدي بعض الليونة، على رغم اتخاذه موقفاً أكثر حيادية من الحرب.

إن مولدافيا، المحصورة بين رومانيا وأوكرانيا ودويلة ترانسنيستريا الانفصالية المدعومة من روسيا، هي دولة فقيرة وضعيفة عسكرياً، وعرضة لخطر شديد بسبب الاهتمام غير المرغوب فيه الذي توليه روسيا، وخصوصاً إذا كانت الأخيرة ستنجح على الإطلاق في الاستيلاء على جنوب غربي أوكرانيا، بيد أن موقف مولدافيا هذا الذي يشكو من عدم الاستقرار هو ما منعها من السعي إلى تغيير سياستها المحايدة دستورياً. وقد وافق حلف الناتو على "حزمة من تدابير الدعم التي أعدت خصيصاً من أجل مساعدة مولدافيا وتعزيز مرونتها الوطنية وجهوزيتها المدنية".

بعيداً من الشرق، كانت جمهورية إيرلندا عرضة لانتهاكات روسية لمياهها الإقليمية. ودانت دبلن غزو أوكرانيا، ولكن لا يبدو أن هناك توجهاً كبيراً من جانبها للانضمام إلى الناتو. أما النمسا فهي ملزمة بموجب "معاهدة الدولة" لعام 1955 مع روسيا، بالبقاء على الحياد، لكن تشارك كل من إيرلندا والنمسا والسويد ومالطا وقبرص في "سياسة الأمن والدفاع المشتركة للاتحاد الأوروبي".

© The Independent

المزيد من تحلیل