Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أنا فنان أرسم بالدم ولهذا غاضب جدا من الأمير هاري

أرفض تصريحات دوق ساسكس بقتل الناس كما لو كانوا أحجاراً على رقعة شطرنج

"عندما يتبرع الناس بدمائهم من أجل منحوتاتي، يصبح العمل مسيساً فورا" (آندريه مولودكين)

ملخص

بصفته جنديا سابقا وفنانا، يرفض الكاتب  تصريحات #الأمير هاري بــ#قتل الناس كما لو كانوا أحجاراً على رقعة شطرنج

أنا فنان مناهض للحرب وجندي سوفياتي سابق. وأنا أرفض تصريحات دوق ساسكس بقتل الناس كما لو كانوا أحجاراً على رقعة شطرنج. سأغرق كاتدرائية القديس بول بالدم الملكي - وألطخ شعار الملكية في المملكة المتحدة بدماء الأفغانيين الذين لم ينسوا الحرب غير المشروعة على أراضيهم، والذين يعارضون تصريحات هاري في عمليات القتل التي ارتكبها بلا أي إحساس.

بما أن هاري موجود في لندن، تواصلت معه لكي أرتب لقاءً، بصفتي جندياً سابقاً، لمناقشة أفكاري عن لعبة كمبيوتر أعمل عليها، مستوحاة من الفترة التي قضاها في أفغانستان. لدينا كثير كي نناقشه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هو يخوض حالياً معركة قضائية ضد شركة "أسوشيتد نيوزبيبرز ليميتد" الصحافية بدعوى ارتكابها جرماً ضده - "جمع المعلومات بطريقة غير شرعية". انطلاقاً مما رأيته، فهو يبقي نفسه في دائرة الضوء، ويسلط الانتباه على حياته الشخصية فيما يذهب إلى أبعد الحدود من أجل المطالبة باحترام خصوصيته.  

لكن التفاخر بالقتل، سواء من أجل الديمقراطية أم غير ذلك، ليس شيئاً أقبله. عندما كنت أؤدي خدمتي العسكرية في الاتحاد السوفياتي، رأيت جندياً من زملائي يوجه مسدساً إلى قلبه ويطلق النار على نفسه. لاحقاً، كنا نتناول الطعام في المقصف وسحبه الحراس عبر الغرفة. كانت جثته وثيابه مغطاة بالدماء، وترك بالتالي وراءه خطاً أشبه بالتوقيع. خط من الدماء.  

بعد أن رأيتهم يجرون ذلك الرجل على الأرض، بدأت أرى الدماء عملة - مادة ملموسة تظهر الثمن الجسدي للحرب. يصعقنا لون الدماء ويجعلنا ندرك هذا الواقع. تقوم كل ممارساتي الفنية على تفكيك فكرة الإمبريالية السامة وتسليط الضوء على تسييس الدماء والنفط والغاز باعتبارها عملات الحروب.

أستخدم المواد الطبية لضخ الدماء عبر شبكة من المواسير والثلاجات. عندما يتبرع الناس بدمائهم من أجل منحوتاتي، يصبح العمل مسيساً فوراً. لا أستخدم أبداً دمي أو سائلي أو شخصيتي، بل أوظف لغة الجميع. فبعض الكلمات من قبيل "الديمقراطية" و"الرأسمالية" و"حقوق الإنسان" مليئة إما بدماء مجموعة معينة أو نفط من منطقة نزاع - إيران، العراق، إلخ. والمواد تملأ هذه المفاهيم وتحولها إلى شيء مختلف وجديد. لديَّ تساؤلات حول سبب تبرع الناس بدمائهم في سبيل عقيدة أو عبارة - ولهذا أستخدم هذه التجربة وأنقلها. أطرح عليهم الفكرة نفسها: إن كنت راغباً بمنح دمائك لعقيدة، قد ترغب بأن تمنحها للفن أو لشيء آخر لديك حرية اختياره. من الضروري أن تدع الناس يواجهون خيارات صعبة، حتى لو كانت مخزية - مثل القومية والدماء والعنف والموت.

عند التعامل مع الرأسمالية، يحاول الناس الابتسام والاختباء والتظاهر بأن الموت غير موجود مع أنهم يعترفون بأنه موجود في بلدان أخرى. لا يريدون الإقرار بأن العالم الاستعماري الذي ترعرعوا في كنفه دمر بلداناً وشعوباً. ملأت منحوتة الدماء الملكية بـ1250 ملي من دماء أشخاص يريدون اتخاذ موقف مناهض من الإمبريالية البريطانية. قبل تتويج الملك تشارلز الثالث، أنا ألفت الانتباه إلى النسب، ورابط الدم الذي يصل حتى الأمير هاري، كما أسلط الضوء على ازدواجية معايير واقعنا الحالي، الواقع الذي يجد الناس صعوبة في فهمه.

فيما يواجه أمثال جوليان أسانج احتمال تسليمه إلى أميركا، حيث قد يسجن لمدة تصل إلى 175 عاماً لأنه أماط اللثام عن جرائم الحرب، هناك آخرون يستفيدون. أشخاص مثل توني بلير وجورج بوش والآن الأمير هاري مع كتابه "سبير" [غيار] - كلهم يجنون الملايين في الوقت الذي تكم فيه أفواه من يكشف الحقيقة. كل الحكومات أيديها ملطخة بالدماء. أريد أن توقف هذه الدماء الحرب والعنف. يمكننا أن نثق بالفن وحده من أجل كشف الحقيقة.

عندما اندلعت الحرب في أوكرانيا، استخدمت دماء تبرع بها مقاتلون أوكرانيون لكي أوجه رسالة إلى بوتين، من خلال العمل الفني بوتين مليء بدم الأوكرانيين. بدأت المنحوتة تعرض في كل أنحاء العالم وحولها فريق من الأشخاص إلى عمل بتقنية الواقع المعزز، هذا يعني بأنه أثناء مرور موكب يوم النصر في الميدان الأحمر، عرض مئات الأشخاص صور الواقع المعزز على دبابات بوتين، وأغرقوها بدماء الشعب الأوكراني.

جاء هذا الدم من أصدقائي وزملائي في العمل الذين اتجهوا بعدها إلى الجبهة لكي يقاتلوا. تعيش زوجاتهم وأطفالهم معي اليوم. ربما لن يغير العمل الملموس العالم، لكنه سيصلح هذه المرحلة من الزمن - كي تتمكن الأجيال المقبلة من فهم وتذكر الأحداث التاريخية الفظة.  

© The Independent

المزيد من سياسة