Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خبايا إنجاز الألبوم الأول الذي حدد مكانة بيتلز في عالم الموسيقى

في الذكرى الستين لإصدار ألبوم "أرجوك ارضني" نلقي نظرة متعمقة على كواليس هذا العمل الأسطوري الذي أشعل فتيل حمى بيتلز وأطلق الطور الثاني من موسيقى الروك أند روك

يأخذ البيتلز استراحة من البروفات لأداء رويال فرايتي لعام 1963 مع فنجان من القهوة بعد الغداء في فندق مابلتون. من اليسار: جون لينون، بول مكارتني ، جورج هاريسون ورينغو ستار (غيتي)

ملخص

كيف تم الألبوم الأول الذي حدد مكانة #بيتلز في #عالم الموسيقى؟ في الذكرى الستين لإصدار ألبوم #"أرجوك ارضني" نلقي نظرة متعمقة على كواليس هذا العمل الأسطوري الذي أشعل فتيل حمى بيتلز وأطلق الطور الثاني من موسيقى #الروك أند روك

إنها الساعة العاشرة من مساء يوم الإثنين 11 فبراير (شباط) من عام 1963، وبينما كانت الساعة في استوديو آبي رود تشير إلى الدقائق الأخيرة من جلسة مرهقة استمرت 12 ساعة، قام جون لينون بتعرية جسده حتى الخصر، وتناول حبات من السكاكر المطرية للبلعوم ورمى نفسه في هجوم أخير سيكون مسؤولاً عن تحديد مصير فرقة بيتلز بالزوال أو المجد في تاريخ موسيقى الروك أند رول.

قال لينون لاحقاً "كادت الأغنية الأخيرة تقتلني"، متذكراً الإعادة التي سجلها في آخر لحظة لأغنية "ارقص التويست واصرخ" Twist and Shout التي تمكنت بيتلز من إقحامها في الدقائق الأخيرة من الوقت المخصص لهم في الاستوديو الذي حجزوه ليوم واحد فقط من أجل تسجيل أول ألبوم للفرقة "أرجوك ارضني" Please Please Me. تخلت الفرقة عن إعادة تسجيل الأغنية مرة ثانية لما بح صوت لينون تماماً بعد يوم كامل من الصراخ والترنيم، حيث كان يشحذ حباله الصوتية بسكاكر البلعوم والحليب وتلك الروح الشرسة التي تميز بها أداء الفرقة في عدد لا يحصى من الحفلات الليلية المتأخرة التي كانت تقدمها في نادي كيزلكيلر الليلي في هامبورغ بألمانيا. قال "لم يبق صوتي على حاله بعد مرور وقت طويل... كنت أشعر بخشونة في الحلق في كل مرة أبتلع لعابي. لطاما خجلت بشدة من أدائي في الأغنية لأنني كنت قادراً على تقديمها بشكل أفضل، لكن الأمر لا يزعجني الآن. تدرك عند سماعها أنني مجرد رجل مجنون يبذل قصارى جهده".

في الواقع، ستصبح الخشونة المتفجرة في أداء لينون تجسيداً لواحد من الألبومات الأولى الأكثر إثارة على الإطلاق، والذي نحتفل بمرور 60 عاماً على إصداره في 22 مارس (آذار). خلال 32 دقيقة في غاية الروعة فقط، ظهرت أغنيات بيتلز الأصلية الصاخبة والرومانسية التي ستصبح حديث مجلة "ميرسي بيت" الموسيقية، بما فيها أغنيات "رأيتها واقفة هناك" I Saw Her Standing There، "ملاحظة: أنا أحبك" P.S. I Love You، "هناك مكان" There"s a Place، والأغنية التي سمي الألبوم بعنوانها وتصدرت سباقات الأغاني، وهي تشق طريقها بحماس في مواجهة أغنيات موسيقى آر أند بي الكلاسيكية والقصائد المغناة التي تحمل نفحة موسيقى البلوز ذات الأثر التاريخي. لن يكتفي "أرجوك ارضني" فقط بإعطاء عشاق البوب الغافلين في عام 1963 عينة مغلفة بالعسل من الأداء الوحشي وبعيد المدى الذي كان الرباعي يقدمه في نادي "ذا كافرن" بليفربول ونوادي هامبرغ، ولكنه سيضع بين أيديهم مخططاً لمستقبل موسيقى الروك. مستقبل تكتب فيه الفرق الإبداعية المستقلة أغانيها الخاصة وتتطور فيه تسجيلات البوب الرديئة إلى شكل فني صوتي مبجل.

 

كذلك سيعلن الألبوم بداية ظاهرة جديدة. على مدار الأسابيع الستة الأولى من إصداره، شق الألبوم طريقه إلى قمة سباقات الأغاني في المملكة المتحدة، حيث استقر في موقعه لمدة 30 أسبوعاً، وفي النهاية لم يتمكن من إطاحته سوى ألبوم الفرقة الثاني "مع بيتلز" With The Beatles. في عصر كانت تهيمن عليه الموسيقى التصويرية للأفلام والمغنون الذين يقدمون أداء مريحاً للسمع، عندما كان فنانو البوب مع معجبيهم الشباب الفقراء، محدودين بالعموم بتقديم أغنيات فردية وألبومات تحتوي على عمل ناجح أو اثنين بينما تكون بقية الأغنيات حشواً، كان هذا الألبوم إنجازاً غير مسبوق وأطلق أكبر مسيرة مهنية موسيقية سيعرفها العالم على الإطلاق وستستمر لسبع سنوات. بالتأكيد ليست نتيجة سيئة بالنسبة لألبوم تم تسجيله إلى حد كبير في غضون 12 ساعة وكلف 400 جنيه استرليني.

إذا كان "أرجوك ارضني" جهاداً مجنوناً، كما أشار لينون، فقد كان جهاداً مدفوعاً بزخمه المتراكم. قبل عام واحد فقط، بدت مسيرة بيتلز وكأنها صراع شاق. كانت قاعدتها الجماهيرية في ليفربول تكبر، لكن الفرقة سئمت من هامبورغ، بينما كانت جهودها لاقتحام صناعة التسجيلات تتقدم ببطء مثل الحلزون. بعد أن الرفض الشهير الذي قوبلت به بيتلز من شركة "ديكا ريكوردز" (التي ربما تود أن نتوقف عن ذكر ما يعد الآن أفدح خطأ في تاريخ موسيقى الروك) في يناير (كانون الثاني) من عام 1962، وقعت الفرقة عقداً مع تسجيلات بارلوفون التي يمتلكها جورج مارتن بعد بضعة أشهر. على كل حال، وبعكس جحافل المعجبين التي كانت تستقبل الفرقة بالصراخ في نادي "ذا كافرن"، لم يعجب مارتن على الفور بمواهب الفرقة التي غزت العالم. لم تفرز أول جلسة تسجيل لهم عقدوها في 6 يونيو (حزيران) من عام 1962 مع عازف الدرامز الأصلي بيت بيست أي شيء يستحق الإصدار. في الواقع، أدى استياء مارتن من عزف بيست على الدرامز إلى استبداله بعد فترة قصيرة بـ"رينغو ستار". أوضح مارتن لاحقاً في حديثه مع مدير الفرقة براين إبستين: "قررت أنه يجب على بيت بيست المغادرة... لا يهمني كيف ستتصرف مع بيت بيست، لكنه لن يعزف في أي جلسات تسجيل أخرى".

حل اليوم التالي، وكان لينون المدفوع برغبته في تقديم الأغنية الناجحة التي يريدها مارتن، يجلس في غرفة النوم في منزل خالته الكائن في شارع مينلوف ويحاول كتابة عمل مستوحى من أغنية "الوحيدون فقط" Only the Lonely لـ"روي أوروبيسون" وأغنية "أرجوك" Please لبينغ كروسبي التي تتضمن مقطعاً يقول "أرجوك اصغ قليلاً لنداءاتي". قال لينون في لقاء مع مجلة "بلاي بوي" في عام 1980: "أثار اهتمامي الاستخدام المزدوج لكلمة "بليز". توسع بول مكارتني لاحقاً في توضيح النص المبدئي الذي تحول فيما بعد إلى أغنية "أرجوك ارضني" في كتابه "أشعار غنائية" الذي أصدره في عام 2021. كتب مكارتني: "أحب جون المعنى المزدوج لكلمة "بليز".. كما تعلم "بليز" بمعنى أرجوك وارضني. مثلاً "أرجوك يا جميلة، مارسي الجنس معي. مارسي الجنس معي، أتوسل إليك أن تمارسي الجنس معي". أحب جون ذلك، وأحببت فكرة أنه يحب ذلك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أغنية "أرجوك ارضني" التي كانت في الأصل عملاً ثقيلاً نوعاً ما يحمل صبغة البلوز، فشلت في الحصول على إعجاب مارتن لما قدمتها الفرقة في جلسة التسجيل التالية في 4 سبتمبر (أيلول). يتذكر مارتن في كتاب "ولف الموجة" Tune In لمؤرخ فرقة بيتلز مارك لويسون الصادر عام 2013: "كانت أغنية بطيئة للغاية وكئيبة إلى حد ما... قلت لهم إذا ضاعفوا سرعة اللحن فقد تصبح أغنية تثير الاهتمام". أيد المهندس جيف إيمريك هذا الرأي، وذكر في كتابه "هنا، هناك، وفي كل مكان" Here, There and Everywhere الصادر عام 2006 أن "الأغنية بدت عاطفية ويؤديها جون بإحساس رائع أثناء البروفات، لكن إيقاعها كان بطيئاً جداً وتشوبها جملة لحنية خرقاء كان جورج هاريسون يعزفها مرة تلو الأخرى إلى أن أصبحت مكررة لدرجة الإزعاج". حتى إن ستار يتذكر النسخة الأولية بتوجس. قال في وثائقي "مختارات" Anthology الصادر عام 1996: "أثناء تسجيل الأغنية، كنت أعزف على الدرامز وأحمل شخشيخة بيد ودفاً في اليد الأخرى". ربما كانت هذه التصرفات الغريبة هي التي أقنعت مارتن بالاستعانة بعازف الدرامز آندي وايت في الجلسة التالية لـ"بيتلز" بعد أسبوع: كان وايت وراء عزف الدرامز الذي يمكن سماعه في النسخة الأخيرة التي احتواها الألبوم في النهاية من أغنيتي "أحبيني فعلاً" Love Me Do و"ملاحظة: أنا أحبك".

كان مارتن قد حدد بالفعل أن الإصدار الفردي الأول لـ"بيتلز" سيكون أغنية "كيف تفعلين ذلك" How Do You Do It من كلمات ميتش ماري (والتي أصبحت في النهاية أغنية ناجحة لفرقة "جيري أند ذا بيسميكر")، لكن وخوفاً من أن يكون العمل الأول للفريق أغنية بوب سمجة كتلك ستضر بسمعة أعضائها كشعراء غنائيين وسيستقبلها الجمهور بشكل سيئ في ليفربول، أقنعت بيتلز مارتن بإصدار أغنية "أحبيني فعلاً" التي اختارتها للنصف الثاني من الألبوم بدلاً من ذلك - وهي أغنية مزيج من البوب والبلوز فيها حضور مكثف لآلة الهارمونيكا كتبها مكارتني قبل مرحلة حفلات هامبورغ عن حبيبته إيريس كالدويل. قال ستار: "أتذكر أننا جميعاً كنا مستعدين للدفاع عن مبدأ "لقد كتبنا هذه الأغاني ونريد تسجيلها". بعد الأخذ بنصيحة مارتن لتسريع أغنية "أرجوك ارضني"، اقترحت الفرقة أن تكون الأغنية الأولى في النصف الثاني مقابل "أحبيني فعلاً"، لكن مارتن شعر أن التوزيع الموسيقي للأغنيتين ما زال سيئاً جداً. قال لينون لمجلة "نيو ميوزيكال إكسبرس" الموسيقية في مارس من عام 1963: "لقد كنا متعبين للغاية... ولم نتمكن من تسجيلها بالشكل صحيح"، لذلك قررت المجموعة عدم التخلص منها ونشرها بتسجيل غير مكتمل في النصف الثاني من الألبوم، "تخيل ذلك، تلك الأغنية التي كان من الممكن أن توصلنا إلى القمة، يتم التخلص منها!"

 

كان القرار ضربة حظ بالفعل. في أعقاب وصول أغنية "أحبيني فعلاً" إلى المرتبة الـ17 في سباق الأغنيات في المملكة المتحدة – حيث استند نجاحها في جزء كبير منه إلى المبيعات القوية التي حققتها في ليفربول وقيام إبستين شخصياً بشراء 10 آلاف نسخة – تكونت لدى مارتن قناعة حديثة بإمكانات تحقيق بيتلز نجاحاً. في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) عادت الفرقة إلى استوديو آبي رود مع إعادة صياغة جذرية لـ"أرجوك ارضني". قال لينون لـ"نيو ميوزيكال إكسبرس": "كنا سعداء للغاية بالنتيجة، لكننا لم نتمكن من تسجيله بالسرعة الكافية". بعد ساعتين من المحاولات، اقترب مارتن من الميكروفون في حجرة التسجيل في آبي رود وقال متوقعاً بشكل صحيح: "لقد صنعتم للتو أول أغنية لكم ستحتل المرتبة الأولى".

في النهاية، تآمرت الأقدار لإثارة حمى فرقة بيتلز في يناير من عام 1963. في سعيه للحصول على صفقة تسجيلات جديدة للفرقة، زار إبستين الناشر ديك جيمس الذي استمع إلى أغنية "أرجوك ارضني" لمرة واحدة واتصل بمنتج في برنامج "اشكر نجومك المحظوظين" الذي يبثه التلفزيون الوطني وأمن مكاناً للفرقة من خلال تشغيل الأغنية عبر الهاتف. تزامن بث تلك الحلقة مع عاصفة ثلجية ضخمة، أبقت المواطنين في جزء كبير من البلاد في المنازل ليشاهدوا هذه الفرقة الشابة المثيرة وهي تصيح وتنغم مثل الكلاب المهتاجة التي لا تهدأ في هذه الأغنية الآنية والموحية بحلاوة. تلت ذلك جولة غنائية وطنية، وانشغلت الصحافة بالفرقة، ومنذ إصدارها في 11 يناير، بدأت "أرجوك ارضني" مسيرة استغرقت ستة أسابيع أوصلتها إلى المركز الأول، وفجأة صار الوقت لا يقدر بثمن.

كان تصور مارتن لألبوم بيتلز الأول على هيئة تسجيل لحفل مباشر يوثق الحماسة المكثفة على خشبة المسرح، لكن أثناء زيارته لنادي "ذا كافرن"، قرر أنه غير مناسب للتسجيل، لذلك، وأثناء جولة غنائية للفرقة، حجز استوديو آبي رود ليوم واحد للقيام بثلاث جلسات تسجيل منفصلة لإكمال الأغاني العشر المتبقية اللازمة لإتمام الألبوم. قال مارتن: "سألتهم ما الأغنيات التي كانت لديهم ويمكنهم تسجيلها بسرعة؟ وكانت الإجابة هي الوصلة التي يقدمونها على المسرح... كانت أداءً مباشراً لذخيرتهم من الأعمال التي قدموها على المسرح، أشبه بعرض حي بشكل أو بآخر".

يتذكر مهندس التسجيل ريتشارد لانغهام كيف ساعد الفريق في تحميل معداتهم إلى آبي رود صباح يوم 11 فبراير شديد البرودة كي يبدؤوا التسجيل عند الساعة 10 صباحاً. وقال لموقع "بروساوند نيوز": "لأنهم كانوا يتنقلون بسرعة في جولتهم في جميع أنحاء البلاد طوال الوقت، وربما تعطلت مكبرات الصوت الخاصة بهم أو حدث شيء من هذا القبيل، لم تكن هناك أغطية خلفية لمكبرات الصوت... كانت هناك قطع من الورق داخل المكبرات، قمت بالتقاطها. كانت عبارة عن قصاصات ورقية رمتها الفتيات الموجودات في حلبة الرقص على المسرح. كتب على القصاصات "أرجوكم غنوا هذه الأغنية، غنوا تلك الأغنية، هذا رقم هاتفي". أعتقد أن [أعضاء الفرقة] اكتفوا بقراءتها ثم رموها في الجزء الخلفي من مكبرات الصوت".

كانت حناجرهم مبحوحة من نزلات البرد الشتوية القاسية، مما أجبر الفرقة على ابتلاع سكاكر ترطيب البلعوم والانطلاق مباشرة في تسجيل عشر نسخ من أغنية "هناك مكان" وتسع نسخ من أغنية روك أند رول صاخبة بعنوان "سبعة عشر" Seventeen سرعان ما أعيدت تسميتها لتصبح "رأيتها واقفة هناك". قال ستار لاحقاً: "لم نتدرب على ألبومنا الأول... بالنسبة لي، تم تسجيله كحفل مباشر. أدينا الأغاني أولاً حتى يتمكنوا من التعرف على كل واحدة منها نوعاً ما، ثم بدأنا سباق التسجيل".

عندما أخذ العاملون في آبي رود استراحة غداء عند الساعة الواحدة بعد الظهر، كان أعضاء بيتلز يواصلون الغناء. يتذكر لانغهام: "قلنا لهم إننا سنأخذ استراحة، لكنهم قالوا إنهم يرغبون في البقاء والتمرن... لذا، بينما ذهبت أنا وجورج والمهندس نورمان سميث إلى مطعم "هيروز أوف آلما" في الجوار لتناول الفطائر والبيرة، بقوا هم في الاستوديو يشربون الحليب. عندما عدنا، كانوا ما زالوا يغنون. لم نصدق ذلك. لم يسبق لنا أن رأينا فرقة تعمل خلال استراحة الغداء".

في جلسة ما بعد الظهر، تم تسجيل "تذوق العسل" A Taste of Honey التي تستخدم في عروض برودواي وأغنية "بؤس" Misery بصوت لينون ومكارتني الشائعة في الحفلات الراقصة، و"هل تريدين معرفة سر؟" Do You Want to Know a Secret?. وفي المساء، أجهدت الفرقة نفسها في تسجيل 13 نسخة من "ضميني بقوة" Hold Me Tight، والتي لم تصل في النهاية إلى الألبوم. جعلهم ذلك يتسابقون مع الزمن لتسجيل خمس أغنيات معروفة لمغنين آخرين، حيث بلغ السباق ذروته في أداء لينون الأسطوري المشحون لأغنية "ارقص التويست واصرخ" في الثواني الأخيرة من حجز الاستوديو المخصص لهم.

قال سميث لمارك لويسون في كتابه "جلسات التسجيل الكاملة لبيتلز" The Complete Beatles Recording Sessions: "بحلول ذلك الوقت كانت حناجرهم جميعاً متعبة وتؤلمهم... مرت 12 ساعة منذ بدأنا العمل. كان صوت جون على وجه الخصوص قد بح بالكامل تقريباً لذا لم يكن لدينا خيار سوى تسجيل الأغنيات بشكل صحيح في المحاولة الأولى، أعضاء بيتلز على أرض الاستوديو ونحن في غرفة التحكم. مص جون حبتين إضافيتين من سكاكر "زوبس" المطرية للبلعوم، وتغرغر قليلاً بالحليب وتابعنا العمل".

 

مع انتهاء الجلسات بـ45 دقيقة من الموعد المحدد لنهاية حجز الاستوديو، أدرك جميع الموجودين أنهم ابتكروا شيئاً رائعاً في ذلك اليوم. قال مكارتني في كتاب كيث بادمان "بيتلز: ليس للنشر" The Beatles: Off The Record الصادر عام 2009: "كان هذا الألبوم أحد الطموحات الرئيسة في حياتنا... شعرنا أنه سيكون نموذجاً يستعرض قدرات الفرقة، وكان من المهم للغاية بالنسبة لنا أن يبدو عملاً احترافياً. عندما حدث ذلك شعرنا بالسعادة. لو لم يكن كما خططنا له تماماً، سواء كانت حناجرنا تؤلمنا أم لا، لكنا أعدنا تسجله مرة أخرى. كانت هذه قناعتنا، كان مسألة هزيمة أو نصر بالنسبة لنا".

في الواقع، كانت هناك لحظة سجلت بين المقاطع الخام والصاخبة لـ"أرجوك ارضني"- الذي يمكن اعتباره بداية الطور الثاني من موسيقى الروك أند رول أو الجيل الأول من أغاني المراهقة في موسيقى البوب - ترجمت إلى نجاح تحقق بين عشية وضحاها تقريباً. في غضون أشهر، أطلقوا أغنية أخرى تصدرت سباق الأغاني "مني إليك" From Me to You، وسجلوا "هي تحبك" She Loves You، أول أغنية منفردة لهم تحقق ملايين المبيعات، وكانت حمى بيتلز تستعر في العالم على قدم وساق. الآن، بعد 60 عاماً، لا يزال الألبوم تجسيداً لفن التقاط اللحظات الإبداعية النادرة لفن مختلف سيحدث زلزالاً ثقافياً عن طريق جلسة تسجيل سريعة وغير منقحة لأغنيات انتقلت بشكل مباشر من أدائها الحي إلى الشريط، هذا النوع من التوجه هو الذي ساعد فرق "أم سي 5" ورامونز و"ذا ستروكس" في إشعال ثوراتها الخاصة في موسيقى الروك أند رول.

قال لويسون: "يبدو أنه في كل مرة تكون الظروف الاقتصادية على هذا النحو، تميل الأمور إلى الحدوث بطريقة إبداعية أكثر... بالكاد هناك 585 دقيقة أكثر إبداعاً في تاريخ الموسيقى المسجلة على الإطلاق"، مشيراً إلى "أرجوك ارضني" على أنه المثال الأكثر حيوية على ذلك في موسيقى الروك.

© The Independent

المزيد من ثقافة