Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تتجنب سويسرا كارثة "كريدي سويس" عبر عملية الاستحواذ؟

بنك "يو بي أس" يسعى لإبرام الصفقة بملياري دولار وسط محاولات لإبعاد الأسواق عن موجة ذعر مصرفية

بحسب صحيفة "فاينانشال تايمز" فقد عرض "يو بي إس" شراء "كريدي سويس" بمبلغ قدره مليار دولار (أ ف ب)

ملخص

بنك "#يو_بي_أس" يسعى لإبرام #الصفقة بمليار دولار وسط محاولات لإبعاد الأسواق عن #موجة_ذعر مصرفية

بدفع من السلطات، يعمل بنك "يو بي أس"، أكبر بنك في سويسرا، على الاستحواذ على "كريدي سويس"، اليوم الأحد، على أمل تجنب كارثة وموجة ذعر معدية في الأسواق.

وأفادت صحيفة "بليك"، أمس السبت، بأن "يو بي أس" سيشتري "كريدي سويس"، وسيتم إبرام الصفقة، اليوم الأحد، خلال اجتماع استثنائي للحكومة ولقادة المصرفين العملاقين في العاصمة برن.

أزمة معقدة

وعادة ما يتطلب اندماج أكبر مصرفين في البلاد أشهراً، خصوصاً أن أحدهما يواجه أزمة معقدة، كما يثير عدم ثقة متزايدة لدى المستثمرين، لكن بنك "يو بي أس" مضطر لإتمام الصفقة في أيام معدودة. وليس لدى السلطات السويسرية خيار سوى دفع "يو بي أس" لتجاوز تردده بسبب الضغط الهائل الذي يمارسه شركاء سويسرا الاقتصاديون والماليون الرئيسون الذين يخشون على مراكزهم المالية، بحسب "بليك". وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن بنك "يو بي أس" وافق على شراء منافسه الأصغر "كريدي سويس" بعد أن رفع عرضه إلى أكثر من ملياري دولار.  ونقلت "فايننشال تايمز" عن مصادر قولها إن "يو بي أس" سيدفع الآن ما يزيد على 0.50 فرنك (0.5401 دولار) للسهم الواحد، أي أقل بكثير من سعر إغلاق سهم كريدي سويس يوم الجمعة عند 1.86 فرنك.

مشكلات مصرفية

وفي الإطار مرر وزير المالية الفرنسي برونو لومير رسالة واضحة عبر صحيفة "لو باريزيان" قائلاً "ننتظر الآن حلاً نهائياً وهيكلياً لمشكلات هذا المصرف"، وكذلك الأمر بالنسبة إلى وزارة الخزانة الأميركية التي أشارت إلى أنها تتابع القضية من كثب.

وتفتح البورصة السويسرية عند الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش، صباح غد الإثنين، وبحلول ذلك الوقت، سيتوجب التوصل إلى حل للمصرف الذي ينظر إليه على أنه حلقة ضعيفة في القطاع.

وعند إغلاق سوق الأوراق المالية، الأربعاء الماضي، بعد انخفاض قياسي، بالكاد بلغت قيمة "كريدي سويس" سبعة مليارات فرنك سويسري، في ما يشكل تعسراً لمصرف هو جزء مثل "يو بي أس" من 30 مؤسسة حول العالم تعد أكبر من أن يسمح لها بالانهيار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن وفق صحيفتي "فاينانشيال تايمز" و"بليك"، سحب زبائن المصرف ودائع بقيمة 10 مليارات فرنك سويسري (10.8 مليار دولار) في يوم واحد بأواخر الأسبوع الماضي، في مؤشر قوي إلى عدم الثقة في المؤسسة.

ووفق وكالة "بلومبيرغ"، يطالب "يو بي أس" بضمانات عامة لتغطية الكلفة القانونية والخسائر المحتملة التي يمكن أن تصل إلى مليارات الفرنكات.

وأشارت الوكالة إلى أن النقاشات تتعثر في شأن البنك الاستثماري، وأحد السيناريوات قيد الدراسة هو الاستحواذ فقط على إدارة الأصول والثروات وتصفية القسم الاستثماري للمصرف.

خسائر متوقعة

كذلك، تركز المناقشات على مصير الفرع السويسري من بنك "كريدي سويس" الذي يعد إحدى الشركات المربحة ضمن المجموعة التي خسرت 7.3 مليار فرنك سويسري (7.9 مليار دولار)، العام الماضي، وتتوقع تسجيل خسائر "كبيرة" في 2023.

ويقدم الفرع خدمات مصرفية للأفراد والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ومن السبل التي يشير إليها المحللون هو طرحه للاكتتاب العام، ما من شأنه تجنب عمليات التسريح الجماعي للموظفين في سويسرا.

ودفع انعدام ثقة المستثمرين والشركاء، الأربعاء الماضي، البنك المركزي السويسري إلى إقراض 50 مليار فرنك سويسري (54.1 ملياردولار) من أجل إنعاش "كريدي سويس" وطمأنة الأسواق. ومع ذلك، فإن فترة الثبات لم تدم طويلاً.

ومر "كريدي سويس" بعامين شهدا عدداً من الفضائح التي كشفت عن "نقاط ضعف جوهرية في الرقابة الداخلية"، بناءً على اعتراف الإدارة نفسها.

التزامات تحوطية

من جهتها، اتهمته هيئة الرقابة على الأسواق "فينما" بـ"الإخلال الجسيم بالتزاماته التحوطية" عبر إفلاس شركة "غريسيل" التي كانت مؤشراً إلى بداية انتكاساته.

في هذه الأثناء، كان بنك "يو أس بي" الذي أمضى سنوات عدة في التعافي من صدمة الأزمة المالية لعام 2008 وخطة الإنقاذ الحكومية الضخمة، قد بدأ في جني ثمار جهوده. ووفقاً لعدد من وسائل الإعلام، لم تكن لدى البنك أي نية قبل عطلة نهاية الأسبوع للشروع في خوض مغامرة الاستحواذ على "كريدي سويس".

وفي أكتوبر (تشرين الأول) كشف "كريدي سويس" عن خطة إعادة هيكلة واسعة النطاق تنص على إلغاء تسعة آلاف وظيفة بحلول عام 2025، أي أكثر من 17 في المئة من قوته العاملة.

تركيز في خدمات أخرى

ويخطط البنك الذي كان يوظف 52 ألف شخص في نهاية أكتوبر لفصل الخدمات المصرفية الاستثمارية عن بقية أنشطته لإعادة التركيز على الخدمات الأكثر استقراراً، بما في ذلك إدارة الثروات، لكن كما تقول "بليك"، فإن "كل شيء يشير إلى حل سويسري، اليوم الأحد، وعندما تفتح البورصة، غداً الإثنين، قد يكون (كريدي سويس) من الماضي".