Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل زار أكبر جنرال أميركي الشمال السوري من أجل "داعش" فقط؟

غضب في دمشق لـ"انتهاك وحدة أراضيها" وحديث عن حماية "قسد" من الهجات التركية وتصعيد عسكري مرتقب ضد إيران

ينتشر نحو 900 جندي أميركي بقواعد ونقاط عسكرية في شمال شرقي سوريا (غيتي)

ملخص

يقلل مراقبون من وجود #تنظيم_داعش في #شمال_شرقي_سوريا وتأثيره في الأحداث ويربطون زيارة رئيس أركان #الجيش_الأميركي بأهداف أخرى غير معلنة

في وقت تزايد فيه نشاط مجموعات متشددة من بقايا تنظيم "داعش" المتناثرة على طول جبهات واسعة شمال شرقي سوريا، حط رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارك ميلي بزيارة مفاجئة في 4 مارس (آذار) الجاري بهدف تفقد القوات الأميركية المنتشرة هناك، بخاصة أن أربعة جنود من قواته قد أصيبوا بعملية لأحد قياديي التنظيم عبر حوامة في يناير (كانون الثاني) الماضي.

زيارة مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى كالجنرال ميلي، الذي وصل جواً، تعد الأولى له منذ تسلمه منصبه في عام 2019 وتأتي بحسب ما أعلنها لـ"تقييم الجهود المبذولة لمنع عودة ظهور الجماعة المتشددة، ومراجعة حماية القوات الأميركية من الهجمات" حيث ينتشر نحو 900 جندي أميركي بقواعد ونقاط عسكرية.

إزاء ذلك أثارت الزيارة غضب دمشق وعدتها تطوراً يهدد سلامة ووحدة أراضيها الشمالية الشرقية، حيث تتشاطر حكمها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ذات الغالبية من المكون الكردي والإدارة الذاتية المدعومة من قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، والمعارضة السورية المدعومة من تركيا.

ودانت وزارة خارجية النظام السوري في دمشق زيارة رئيس هيئة الأركان الأميركي، ووصفها مصدر مسؤول بـ"غير الشرعية"، وعدها انتهاكاً صارخاً لسيادة الأراضي السورية، والقانون الدولي.

وتنتشر القوات الأميركية في ما يناهز 28 موقعاً عسكرياً منها 24 قاعدة تعد "التنف" أشهرها وأكثرها أهمية، إذ تبعد 25 كيلومتراً عن معبر التنف الحدودي أو ما يسمى "الوليد" عند المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني بريف محافظة حمص، مما يكسبها مركزاً فائق الحساسية، وسداً منيعاً أمام تدفق القوات الإيرانية أو الروسية والجيش النظامي.

مهام الزيارة الخفية

في غضون ذلك يرى الباحث والمتخصص في شؤون الجماعات المتشددة، الناطق باسم المصالحة الوطنية، عمر رحمون، أن الزيارة جاءت بهدفين، الأول كبح جماح الجيش التركي ووضع حد لأية عملية عسكرية يمكن أن تحدث بالمستقبل القريب، وهي بذلك تقف إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية "قسد" الحليفة لواشنطن، وتمنع خطراً محدقاً يواجهه المكون الكردي في الشمال الشرقي.

والهدف الثاني وفق ما أفصح عنه رحمون لـ"اندبندنت عربية"، له علاقة بأهداف الفصائل الإيرانية أو التابعة لها، ومنعها من التجهيز لأي عمل عسكري تعتزم تنفيذه شرق سوريا على الحدود العراقية، لا سيما استهداف النقاط الأميركية بالطائرات المسيرة، وهو ما يقلق الجيش الأميركي المتحصن بالقواعد العسكرية المحيطة بآبار النفط والغاز.

وكان الجيش الأميركي أعلن في وقت سابق إسقاطه طائرة إيرانية مسيرة استطلاعية، وتصديه لهجوم ثلاث طائرات مسيرة في منطقة التنف، حيث أوقع طائرتين وأصابت الثالثة مقراً عسكرياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقلل الباحث رحمون من وجود "داعش" وتأثيره على الأحداث الجارية "لعدم وجود خريطة جغرافية واضحة المعالم تخصه، أو سيطرته على أية منطقة أو حتى أي كيان موجود بتنظيم كامل، بل بات التنظيم يعمل عبر خلايا متشرذمة هنا وهناك، لا تمثل خطراً أمنياً أو استراتيجياً على المستوى البعيد، بالتالي يستخدمه الأميركي أو غيره كشماعة".

من جهتها لم تقف القوات الخاصة الأميركية وسلاح الجو لقوات التحالف مكتوفة الأيدي حيال تمدد قدرات التنظيم، عبر الغارات والحملات الأمنية بالتعاون مع قوات "قسد"، وكذلك بالتمشيط والبحث عن خلاياه، ولعل آخرها غارة جوية في العاشر من فبراير (شباط) الماضي أسفرت عن مقتل قيادي مهم في "داعش"، وعملية مشابهة أودت بمقتل متزعم التنظيم في شرق سوريا حمزة الحمصي.

القدرة على البقاء

تصاعد العمليات العسكرية في تلك الرقعة من الأراضي السورية يراه مراقبون متابعون للشأن الإيراني هرباً من أزمات داخلية تعصف باستقرار طهران الداخلي، بعد سلسلة من التظاهرات الاحتجاجية، الأمر الذي يدفعها إلى نقل التوتر إلى خارج البلاد ولفت النظر إلى انتصارات خارجية في الميدان، فضلاً عن توعدها بالرد على واشنطن لاغتيالها قاسم سليماني في 3 يناير عام 2020.

إزاء ذلك هدد القائد العام للحرس الثوري مطلع شهر مارس الجاري بقدرة الصواريخ الإيرانية على استهداف القواعد الأميركية بدقة عالية. وقال الجنرال حاجي زادة في بيان له "يمكن لصواريخ كروز الجديدة الوصول لمسافة 1650 كيلومتراً".

لكن ومن جهة ثانية يعد التهديد الإيراني المتزايد للقوات الأميركية بمثابة إعلان حرب بحسب متابعين. وقال الناشط السياسي أحمد الشيخ من مدينة دير الزور، إن "المعركة اليوم تتجه للتصعيد، ويمكننا مشاهدة الاستنفار والتوتر عند كل الجيوش الأجنبية، بخاصة الإيرانية والأميركية، من خلال زيادة الطلعات الجوية والدوريات وحركة المسلحين في المنطقة".

ويرى الشيخ في الوقت ذاته أن زيارة الجنرال ميلي تصب في مصلحة قوات "قسد" ودعم لقياداتها، منوهاً بأن "البحث عن فض مخيم الهول الذي يضم عشرات الآلاف من أبناء وعائلات أفراد التنظيم المتشدد لن يكون بالأمر السهل، ولن يجدي نفعاً ما لم تحدث تسوية سياسية مع كل أطراف الصراع، ومنها تفاهمات دولية تضمن عودة الأجانب لديارهم".

من جهته يرى الجنرال بالجيش الأميركي، ماثيو مكفارلين، الهجمات على قوات بلاده في سوريا بمثابة "صرف للانتباه عن المهمة الرئيسة لقواته" في إشارة إلى محاربة "داعش"، لا سيما أنه قائد قوات التحالف ضد التنظيم في العراق وسوريا. وقال "أعتقد أنه سيأتي وقت يستطيع فيه شركاء الولايات المتحدة في سوريا إدارة شؤونهم بأنفسهم" وفق تصريحات صحافية له.

وبات واضحاً تأهب القوات الأميركية ليس فقط لردع قدرات تنظيم "داعش" الذي يعيد بناء نفسه مجدداً فحسب، بل بات الأمر يتعلق بتمدد النفوذ الإيراني الذي حضر بقوة على الساحة السورية منذ اندلاع الصراع المسلح عام 2013 جنوب ووسط سوريا، بينما أبعده القصف الإسرائيلي إلى شرق البلاد.

ولعل عملية عسكرية أميركية بمشاركة إسرائيلية تلوح في الأفق بدير الزور، مع سماح أذربيجان لإسرائيل باستخدام مطاراتها لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.

المزيد من تقارير