النفط يتعزز فوق 82 دولارا ويتجاهل اضطرابات السوق

ارتفعت أسعار النفط مدعومة بآمال النمو في الصين، حيث من المتوقع أن يؤدي الانتعاش الاقتصادي القوي إلى زيادة الطلب على الوقود مما يهدئ المخاوف في شأن زيادة أسعار الفائدة الأميركية التي تؤثر في الاستهلاك في أكبر اقتصاد بالعالم.
وصعدت العقود الآجلة لخام "برنت" لشهر أبريل (نيسان) 39 سنتاً إلى 82.84 دولار للبرميل، وصعدت العقود الأكثر نشاطاً لشهر مايو (أيار) 63 سنتاً إلى 82.67 دولار للبرميل.
وارتفعت أيضاً العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط" الأميركي 61 سنتاً إلى 76.29 دولار للبرميل.

خام "برنت"
في حين سجل خام "برنت" خسائر شهرية بنحو 2.2 في المئة، كما سجل خام "غرب تكساس الوسيط" خسائر شهرية أيضاً بنحو 3.8 في المئة ومن المرجح أن يصل إلى أدنى مستوى له في أربعة أشهر.

ترقب السوق
وعززت التوقعات بانتعاش الطلب في الصين المكاسب مع ترقب السوق لبيانات رئيسة خلال اليومين المقبلين. وتوقع اقتصاديون استطلعت وكالة "رويترز" آراءهم نمو نشاط المصانع في ثاني أكبر اقتصاد في العالم في فبراير (شباط).

لأول مرة منذ ثلاثة أيام انخفضت الأسعار بسبب خوف المتعاملين من زيادة أسعار الفائدة في أميركا التي تفوقت في تأثيرها على علامات انتعاش الطلب في الصين.

 ضغوط الانكماش

إلا أن وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" قد أعلنت عن بيان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني "أن التنمية في البلاد لا تزال تواجه ضغوطاً من انكماش الطلب وصدمة العرض وضعف التوقعات".
وصدر البيان في الجلسة الكاملة الثانية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني من 26 إلى 28 فبراير.
وناقش أكثر من 200 عضو باللجنة المركزية مسودة إصلاحات للحزب ومنظمات الدولة والتي سيدرسها المجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني.
وتنطلق فعاليات المجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني، وهو اجتماع سنوي للبرلمان تلتقي فيه آلاف الوفود من جميع أنحاء الصين في العاصمة بكين، يوم الأحد المقبل.

مخاوف التضخم

إلى ذلك يشعر مراقبون بالقلق من أن تدفع أرقام التضخم في أميركا البنك الفيدرالي إلى زيادة أسعار الفائدة، مما يعرقل الطلب على الخام مع تباطؤ النشاط الاقتصادي.

  مكاسب النفط
إلى ذلك قال محللون في "جيه بي مورغان" في مذكرة للعملاء "الانتعاش الاقتصادي في الصين سيرفع طلبها على السلع وسيحقق النفط أكبر مكاسب".
في حين أبقى متخصصو النفط على متوسط توقعاتهم للعقود الآجلة لخام "برنت" لعام 2023 عند 90 دولاراً للبرميل.

وعلى صعيد متصل قال محللون في بنك "غولدمان ساكس" إن التعافي القوي للطلب على الوقود في الصين وثبات حجم الإمدادات من منتجين ليسوا أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" سيدفعان سوق النفط إلى العجز في النصف الثاني من العام الحالي، مما يدفع "أوبك" إلى التراجع عن خفض الإنتاج في اجتماع يونيو (حزيران).
واتفقت "أوبك+"، التي تضم "أوبك" وحلفاء منهم روسيا في أكتوبر (تشرين الأول) على خفض أهداف إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً حتى نهاية 2023.
وقال البنك في مذكرة أخيراً إنه يتوقع ارتفاع أسعار النفط تدريجاً إلى 100  دولار للبرميل بحلول ديسمبر (كانون الأول)، بافتراض زيادة إنتاج "أوبك" مليون برميل يومياً في النصف الثاني.
وأضاف البنك أنه إذا أبقت "أوبك" على إنتاجها الحالي فمن المحتمل أن يصل سعر "برنت" إلى 107 دولارات للبرميل في ديسمبر، ويستمر في الارتفاع بعد ذلك.

في الوقت ذاته توقع الرئيس التنفيذي لمجموعة "فيتول" راسيل هاردي، ارتفاع الأسعار خلال النصف الثاني من 2023 إلى حدود 90 أو 100 دولار للبرميل، موضحاً أن الطلب حينها قد يبلغ مستوى تاريخياً.

وأضاف "المعروض سيواجه ضغوطاً نتيجة ارتفاع الطلب، إذ من المتوقع أن يرتفع الطلب على النفط هذا العام بنحو 2.2 مليون برميل يومياً مقارنة مع العام الماضي".

خطط الاستثمار الطويل

إلى ذلك أعلن الرئيس التنفيذي لمجموعة "فيتول" أنه على المدى الطويل فإن خطط الاستثمار الهائل في الطاقة المتجددة ستسرع الوصول إلى ذروة استهلاك النفط مع نهاية العقد، بحسب توقعاته. في الوقت ذاته تعتزم روسيا خفض إنتاجها من النفط الخام في مارس (آذار) بمقدار 500 ألف برميل يومياً، أو نحو خمسة في المئة من الإنتاج.
وقال ألكسندر ديوكوف الرئيس التنفيذي لشركة "غازبروم" الروسية إن خفض الإنتاج الروسي بواقع 500 ألف برميل يومياً اعتباراً من مارس يهدف إلى تحقيق التوازن في سوق النفط في مواجهة فائض في الإمدادات العالمية.
ونقلت وكالة "إنترفاكس للأنباء" عن ديوكوف قوله أيضاً إنه يتوقع أن يدور سعر النفط في نطاق 80 دولاراً إلى 110 دولارات للبرميل في 2023.

 إنتاج الغاز

وأكدت مصادر مطلعة على إحصاءات وزارة الطاقة الروسية، أن إنتاج موسكو من الغاز انخفض في يناير (كانون الثاني) 10.7 في المئة على أساس سنوي إلى 62.7 مليار متر مكعب.