Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف عززت حرب أوكرانيا صادرات النفط الأميركية إلى أوروبا؟

شحنات الغاز الطبيعي تقفز لمستويات قياسية الى دول الاتحاد وسط خنق روسيا الإمدادات

أنتجت الحفارات الأميركية ما يقرب من 11.9 مليون برميل يومياً في عام 2022 (أ ف ب)

ملخص

ساعدت صادرات الخام الأميركية إلى #أوروبا في سد الفجوة بالنفط اللازم لإنتاج #البنزين و#الديزل ووقود الطائرات

أدى سحب شحنات النفط من ساحل الخليج الأميركي إلى أوروبا والذي ربطته شركة "كيلبر" بـ 1.53 مليون برميل يومياً خلال يناير (كانون الثاني)، إلى جعل القارة خلال الأشهر الأخيرة وجهة للخام الأميركي أكبر من آسيا.

ويمثل نمو الصادرات أحدث معلم في انتعاش إنتاج النفط الأميركي بعد سنوات من تضاؤل نفوذ السوق، وكانت صادرات البترول دعمت دول الحلفاء خلال الحربين العالميتين، لكن الإنتاج تراجع بعد ذلك جنباً إلى جنب مع نفوذ البلاد على الأسواق العالمية. وتضاعفت شحنات الغاز الطبيعي من الولايات المتحدة إلى أوروبا العام الماضي وفقاً للبيت الأبيض، مما أدى إلى إغاثة الأسر والشركات المصنعة في القارة بعد خنق روسيا الإمدادات إلى أوروبا.

ويقول محللون إن ارتفاع إنتاج الخام الأميركي ساعد في تهدئة الأسواق، إذ فرض الغرب قيوداً على معظم الصادرات الروسية بفرضه حظراً وسقوف أسعار جديدة خلال الأشهر الأخيرة. كما تضاءل الإنتاج في حقول نفط بحر الشمال بين المملكة المتحدة والنرويج منذ فترة طويلة مما أدى إلى دعم معيار "برنت" الذي يراه المستثمرون مقياساً للأسعار العالمية. وفي الوقت نفسه أنتجت الحفارات الأميركية ما يقارب 11.9 مليون برميل يومياً عام 2022، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية التي تتوقع ارتفاعاً قياسياً هذا العام والعام المقبل. 

من جهته، قال رئيس تسعير الخام في الأميركتين لشركة "أرغوس ميديا" لتقارير الأسعار، جوس فاسكيز، إن هذا يخفض سعر خام "غرب تكساس الوسيط" المعيار الأميركي، ويوسع الفرق بين "برنت" و"غرب تكساس الوسيط". 

العواصف الشتوية

وخلال الأسابيع الأخيرة ضربت العواصف الشتوية أيضاً مصافي التكرير الأميركية مما جعل كثيرين غير قادرين على معالجة النفط الخام كالمعتاد، وقد أدى هذا الاضطراب إلى بناء لا هوادة فيه في المخزونات المحلية التي أصبحت الآن أكبر بنسبة تسعة في المئة من متوسط السنوات الخمس الذي لاحظه محافظو السجلات الفيدرالية.

حرب أوكرانيا

وقبل الحرب في أوكرانيا رأى تجار النفط عموماً أن خصم ثلاثة أو أربعة دولارات من "خام غرب تكساس الوسيط" في مقابل "خام برنت" كاف لتغطية كلف النقل إلى أوروبا والكلف الأخرى، في حين تجاوز هذا الخصم في بعض الأحيان 10 دولارات للبرميل بعد الحرب، إذ أدى الصراع الاقتصادي بين موسكو والغرب إلى تعثر طرق الشحن وزيادة الطلب على الناقلات. 

وارتفعت عقود "خام برنت" المقرر تسليمها في أبريل (نيسان) بمقدار 6.84 دولار للبرميل أعلى من خام "غرب تكساس الوسيط" وفقاً لبيانات "داو جونز" السوقية الجمعة الماضي.

ناقلات النفط الخام الكبيرة جداً

ويشير هذا الفارق إلى مزيد من التجار لتوجيه النفط من مناطق الصخر الزيتي مثل حوض بيرميان في تكساس عبر شبكة من خطوط الأنابيب إلى الساحل الأميركي، كما أن عدداً من هذه البراميل تهبط في ميناء كوربوس كريستي بتكساس إذ يمكن تحميلها على السفن وإرسالها إلى الخارج، كما بلغ متوسط صادرات النفط الخام من الميناء ما يقارب 1.9 مليون برميل يومياً العام الماضي، أي ما يعادل أكثر من نصف الإجمالي الأميركي.

ويسمح المرفق للناقلات المعروفة باسم ناقلات النفط الخام الكبيرة جداً، أو (VLCCs)، بأخذ معظم حمولتها من الأرصفة بدلاً من السفن الأصغر التي تنقل النفط إلى السفن الضخمة في المياه المفتوحة. 

وقال الرئيس التنفيذي لميناء "كوربوس كريستي" شون ستروبريدج إنه "في مجال الشحن فالأكبر هو الأفضل". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحتى مع قيام الموانئ على طول الساحل الأميركي بتوسيع البنية التحتية لمثل هذه الصادرات خلال السنوات المقبلة، فإن تدفق الخام الأميركي يواجه اليوم أسئلة جديدة في الداخل والخارج.

واليوم يعيد المنقبون الرئيسون مزيداً من الأموال للمساهمين بدلاً من الاستثمار في الإنتاج، مما يهدد نمو النفط الصخري، وكان الإفراج الطارئ للرئيس جو بايدن عن 180 مليون برميل من احتياطات الخام الأميركية التي أعلن عنها خلال مارس (آذار) الماضي انتهى.

وفي أوروبا يدعو عدد من صانعي السياسات والمديرين التنفيذيين إلى دعم الطاقة النظيفة على غرار خطة بايدن للمناخ والإنفاق في محاولة لتسريع تحرك القارة بعيداً من الوقود الأحفوري، وقال محلل الطاقة في "مجموعة أوراسيا" غريغوري برو إن "الولايات المتحدة ستواصل إنتاج النفط بكميات كبيرة في المستقبل، والسؤال الأكبر هو ما الذي ستقرره أوروبا بنفسها؟".