Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هذه هي الطريقة لوقف حوادث الطعن وعصابات المدارس في بريطانيا؟

ما هو الحل لنوقف هذه الاعتداءات؟ نحتاج إلى أنظمة مدرسية تعطي الموظفين الفرصة لبناء علاقات داخل المجتمع المحلي حيث يعملون وتكوين فكرة أفضل عن أهله

على المدارس أن تعكس المجتمع المحلي وليس أن ترفضه (رويترز)

ملخص

أفضل الحلول تأتي على يد من اختبر المشكلة فحسب. #جرائم الاعتداء في #المدارس وسطوة #العصابات على التلاميذ والموظفين يمكن حلها ببناء فهم أفضل للمجتمعات المحلية التي تحتضن مرتكبيها.

استوقفني الشابان فيما كنت في طريقي إلى المنزل. كنت قريباً من منزلي في جنوب شرقي لندن، أسير في طريق العودة بعد يوم عمل طويل، قرابة الساعة السابعة مساءً.

يقول لي أحدهم، أعطني هاتفك.

أجيبه "كلا"، بكل سخافة. كبرت جداً على هذه الأشياء. كانت لديّ معارف من هذا النوع من الأشخاص، حتى إنني في يوم من الأيام، كنت أعرف هؤلاء الأشخاص معرفة حميمة.

قلت مجدداً، لن أعطيك هاتفي.

في تلك اللحظة ظننت أنه يلكمني بقوة شديدة في رجلي، لكنها لم تكن لكمة، فقد طعنني بسكين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دار عراك بيننا، وهرب هذا الشاب وصديقه. لم أستوعب أبداً ما حصل لي سوى عندما عدت إلى المنزل، وطلبت سيارة إسعاف.

الأسبوع الماضي، أعلنت الحكومة "الضرب بيد من حديد على عصابات الجريمة المنظمة". أطلقت وزيرة الداخلية سويلا برايفرمان عملية تشاورية في شأن هذا الموضوع.

تقترح وزارة الداخلية أن "تلاحق (الشرطة) بلا هوادة" أعضاء العصابات الإجرامية و"تمسك بزمام الأمور" في المنطقة، ثم "تبني" المجتمع بحيث يزداد ازدهاراً.

ليس هدفي أن أقول إن كانت هذه المقاربة السليمة أم لا، لكنني آمل في أن تسلط تجربتي بعض الضوء على كيفية إحداث تغيير حقيقي في حياة الشباب الأكثر تعرضاً للتأثر بالعصابات.

أنا مسؤول مدرسي، وأعمل مع الطلاب الذين عانوا من ضعف وحرمان حقيقيين، كما أنني من بين قلة من مسؤولين المدارس الذين يملكون تجربة شخصية مع العصابات.

انضم أحد أقربائي القريبين إلى عصابة في جنوب لندن. وفي طفولتي، غالباً ما كان أشخاص يعترضون طريقنا أنا وإخوتي لكي يحملونا رسائل نوصلها إلى ذلك القريب. وكانت أحياناً رسائل تهديد.

في إحدى المرات، اقتحمت مجموعة من الفتيان منزلنا بدافع الانتقام، وهاجموا عائلتنا بمطرقة ورموا قريباً آخر عن السلالم. لحسن الحظ، لم يقع أي ضرر جسدي على المدى البعيد، لكن هذا المشهد الذي رأيته بعيني الطفل ترك أثراً نفسياً طويل الأمد عليّ.

داخل المدرسة، لم نظهر، إخوتي وأنا، أي شيء عما كان يحدث في الخارج. كنا أطفالاً هادئين، وسلوكنا جيد جداً. لم يعرف أي من أساتذتنا ماذا يحدث معنا.

والسبب هو الثقافة السائدة آنذاك بأن "ما يحدث داخل المنزل، يظل داخل المنزل"، وكانت تلك العقلية قوية جداً.

في النتيجة، ولعدم وجود أي مشكلات سلوكية لدينا، اعتقد الأساتذة بأننا فتية جيدون، نعيش حياة جيدة. افترضوا بأننا كنا نتسكع فقط مع بعض "الفتية الفاسدين"- لكن هؤلاء الطلاب الآخرين لم يكونوا فتية فاسدين، بل كانوا أصدقاءنا العالقين في ظروف صعبة جداً.  

لا شك في أن الضغط النفسي أثراً عليّ فعلاً. لم أحصل على نتيجة جيدة في امتحانات الثانوية العامة، وهو ما شكل مفاجأة بسبب حسن أدائي في المدرسة عندما كنت أصغر سناً، لكنني لم أكن منغمساً في الموضوع قلباً وقالباً. غالباً ما كان ذهني في مكان آخر بسبب وجودي في محيط تلك العصابات.  

لا بد أنكم سمعتم بمفهوم حدود المقاطعة الذي يصف نقل المخدرات من منطقة إلى أخرى (غالباً من المدينة إلى الريف)، عادة باستخدام أطفال.

ليست ظاهرة جديدة. أي شخص يبلغ سني ونشأ مثلما نشأت سيخبركم بأنها ليست جديدة أبداً.

يشترون لكم أحذية رياضية، وطعاماً شهياً، ومعطفاً جديداً، ويعرضون عليكم حمايتهم - كان كل هذا يحدث أثناء مراهقتي. وهو أسلوب تهيئة للأطفال كي ينقلوا المخدرات ويدخلوا حياة العصابات.

بعض أصدقائي قتلوا. وبعضهم يعانون مشكلات نفسية كبيرة. وبعض أصدقائي المقربين دخلوا السجن عدة مرات.

ما الذي اختلف بالنسبة إليّ؟

كان من حسن حظي أن وضع عائلتي المادي لا بأس به، لذلك سنحت لي فرص أكثر بكثير، وهو عامل تغلب على قوة جذب العصابات (التي تشكل عائلة بديلة بالنسبة إلى كثيرين)، لكن أصدقائي الذين لم يتمتعوا بذلك المستوى من الاستقرار المالي والقدرة على الوصول إلى الفرص وقعوا في فخ العصابات.

ولذلك، يمكننا طبعاً أن "نقمع" قادة العصابات الإجرامية، لكن طالما لدينا أطفال لا يملكون أي فرص حقيقية لتحقيق أهدافهم، سيكون لدينا قادة عصابات إجرامية ينتظرون فرصة لتقديم بدائل لهم.

إنما هناك طريقة لكسر هذه الدورة، وهي أن نفهم هؤلاء الأطفال فعلاً أثناء وجودهم في المكان الذي يمكننا الالتقاء بهم فيه على مستواهم - المدرسة.

لكن كثيرين من بيننا في المدرسة يتحدثون عن هؤلاء الأطفال باعتبارهم "ضعفاء". نصف مجتمعاتهم بأنها "محرومة" و"متصدعة" و"بائسة".

على رغم حسن النية، فإن هذه المقاربة التي تقوم على القصور غالباً ما تتسبب في أضرار غير مقصودة لهؤلاء الأطفال ومجتمعاتهم.

فهي أولاً تعرف الأطفال ومجتمعاتهم استناداً إلى ما عندهم من نقص، وليس ما لديهم فائض منه. فهم يملكون فائضاً من الروابط والعلاقات والمعرفة والصفات الحميدة والمهارات التي تجعل منهم مقاومين أشداء في وجه الصعاب.  

وثانياً، يتشرب الأطفال كما مجتمعاتهم فكرة أنهم "ضعفاء" و"محرومين" و"متصدعين"، وأن الحلول لمشكلاتهم لن تأتي إلا على يد آخرين من خارج مجتمعهم.

والمشكلة الأخرى التي تواجهنا هي أن طواقم الموظفين في المدارس هم أشخاص بالغون غرباء عن المجتمع المحلي.  

في الواقع، غالباً ما تجد فرقاً واضحاً بين الموظفين الذين يأتون من خلفية الطبقة العاملة وغيرهم. فالأشخاص الذين يعرفون المجتمع المحلي جيداً غالباً ما يكونون العاملين في المقصف، والمساعدين في دعم التعليم وموظفي الاستقبال - أي الأفراد الذين لا يملكون أي سلطة لاتخاذ القرارات في المدرسة.

أما الأشخاص الذين يشغلون مناصب القيادة - المدير ونائب المدير - فهم في غالب الأحيان لم يحتكوا ولم يعيشوا مع المجتمعات المحلية التي تقع فيها مدارسهم.

وهذا يعني بأن المدارس والمجتمعات المحلية قد تجد صعوبة في التواصل مع بعضها البعض.

عندما يحصل هذا، قد يشعر الطلاب بأن المدرسة لا تفهمهم فعلاً ولا تفهم الظروف التي يعيشون فيها فيرفضونها، أو ينسحبون منها (مثلي).

وفي سبيل تخطي هذا، علينا أولاً الاعتراف بوجود هذا التحدي، ثم استحداث فرص حقيقية لبناء علاقات ذات معنى.

من موقعي في إدارة دورة التدريب على القيادة الجامعة في منظمة The Difference، أنا ملتزم اليوم بدعم المسؤولين في المدارس لكي يخلقوا مدارس تحسن النتائج والفرص لكل الطلاب والموظفين.

وهذا العمل بحاجة إلى الدعم على المستوى السياسي كذلك. نحن بحاجة إلى حوافز من الحكومة تجعل عافية الطلاب ودمجهم بأهمية التحصيل الأكاديمي. كما نحتاج إلى أنظمة مدرسية توفر الفرص للموظفين كي يبنوا علاقات ويعمقوا فهمهم بالسياق المحلي الذي يعملون فيه. إن الانتقال من مقاربة تقوم على القصور إلى أخرى تستتند إلى القيم الموجودة فعلاً يتطلب وجود فضول حقيقي في شأن كل طالب، ومعدنه الحقيقي واهتماماته.

ونحن ملتزمون في منظمة The Difference بدعم المدارس ومساعدتها على اكتشاف كنز المعرفة والمهارات الموجود في مجتمعاتها المحلية وعلى فهم طريقة توظيف هذا الكنز في تحسين دمج الجميع وحمايتهم.

عندما أعود بالذاكرة إلى اليوم الذي طعنت فيه، لا أشعر بالغضب تجاه من طعنني. لأني كنت في موقع أعطاني فكرة جيدة عن سبب تصرف الناس بهذه الطريقة.

على المدارس أن تعكس المجتمع المحلي وليس أن ترفضه. علينا استخدام لغة القيم الموجودة وليس النقص والقصور. ونحن بحاجة إلى محفزات في النظام لكي يتغير.

عندها فقط، يمكن أن نكسر دورة تهيئة الأطفال لدخول العصابات.

محمد عبدالله هو المسؤول عن دورة تدريب القيادة الجامعة في ذا ديفرنس The Difference.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير