Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ناجية من سرطان عنق الرحم واجهت أعراضا "خفيفة" إلى حد أنها كادت تتجاهلها

شخص الأطباء إصابة كلودجنا ألياج بالمرحلة "الثانية ب" من سرطان عنق الرحم في نوفمبر 2020

تعتقد كلودجنا أن خوضها بحوثها الخاصة في حالتها وحفاظها على تفكير إيجابي ساعدها خلال أكثر الجوانب تحدياً في علاجاتها (غيتي)

ملخص

عانت أعراضاً "خفيفة"  لـ #سرطان_عنق_الرحم حتى كادت أن تتجاهل علامات الإصابة.

بعد أيام قليلة من خضوعها لجراحة روبوتية لاستئصال الرحم، استطاعت إحدى الناجيات من سرطان عنق الرحم أن تسافر إلى خارج البلاد كي تكون إلى جانب صديقها المقرب في حفل زفافه. وقد قالت "لا أحد يمكنه أن يصدق" أنها قد تماثلت إلى الشفاء بهذه السرعة، مؤكدة أهمية عدم تفويت الخضوع لاختبار مسحة عنق الرحم.

وقالت كلودجنا ألياج ذات الـ42 سنة، التي تعمل في القطاع المالي وتعيش في لندن، إن أعراضها كانت "خفيفة جداً" إلى حد أنها كادت تتجاهلها باعتبار أنها لا تعدو كونها تغيرات هرمونية، ولكن اختبار المسحة، الذي يتحقق من صحة عنق الرحم، أثار مخاوفها.

خلال هذا الفحص الذي خضعت له في أكتوبر (تشرين الأول) 2020، اكتشف الأطباء وجود دم في عنق الرحم لدى كلودجنا، ولم يكن ناجماً عن الحيض، ثم أحيلت الشابة إلى "مستشفى تشيلسي أند وستمنستر" في لندن بغية الخضوع لمزيد من جلسات الفحص والمسح بالأشعة، إضافة إلى أخذ خزعة من عنق الرحم.

قالت كلودجنا إن شكوكاً اعترتها بأنها ربما تكون مصابة بالسرطان، ولكنها لم تعلم بهذه "الأخبار غير السارة" قبل ظهور نتائج الخزعة والطلب منها المجيء إلى موعد المتابعة في المستشفى برفقة صديقة أو صديق.

شخص الأطباء إصابتها بالمرحلة الثانية بي2B من سرطان عنق الرحم، وأحيلت إلى "ذا رويال مارسدن" The Royal Marsden حيث خضعت لجلسات من العلاج الإشعاعي، والعلاج الكيماوي، والعلاج الإشعاعي الداخلي الموضعي، قبل أن تخضع لعملية جراحية روبوتية لاستئصال الرحم الجذري.

بعد 10 أيام فقط من استئصال الرحم، كانت كلودجنا بحالة صحية تسمح لها بالسفر إلى صربيا لحضور حفل زفاف صديقها المقرب، وقد كان احتفالاً "جميلاً" كما قالت، وشاركت لاحقاً في "رويال باركس هاف ماراثون" Royal Parks Half Marathon، حيث جمعت أكثر من ثلاثة آلاف جنيه استرليني من أجل مؤسسة "رويال مارسدن الخيرية للسرطان" (The Royal Marsden Cancer Charity).

"كدت لا أصدق، لأنني حجزت حفل زفاف أعز أصدقائي وأردت أن أذهب حقاً"، أضافت كلودجنا.

وتقول إنها "(سألت الأطباء)، هل تعتقدون أن في مقدوري السفر في رحلة جوية؟" فأجابوا، "نوصيك بالراحة، ولكنك على خير ما يرام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"حضرت (الزفاف) وجلست إلى طاولتي، وعندما كنت أشعر بالتعب، كنت أغادر الحشد لأرتاح، وكانت الحفلة جميلة"، تتذكر كلودجنا.

شعرت كلودجنا بأنها كانت "محظوظة إذ أتيحت لها هذه الفرصة (الخضوع للجراحة الروبوتية)، بصراحة، لأن التعافي كان سريعاً جداً".

يظهر سرطان عنق الرحم في أي مكان في عنق الرحم، الفتحة التي تربط بين المهبل والرحم، وتشمل الأعراض نزفاً مهبلياً غير عادي، وتغيرات في الإفرازات المهبلية، وألماً أثناء ممارسة الجنس، أو أوجاعاً في أسفل الظهر.

لاحظت كلودجنا للمرة الأولى تغيرات في جسدها عندما بدأت ترى بقعاً من الدم أثناء الجماع، وتواجه نزفاً مهبلياً خفيفاً، في أكتوبر 2020.

قالت إن النزف كان "طفيفاً جداً" إلى حد أنها كادت لا تعره اهتماماً، ولكن لأنها تهتم بصحتها، قررت طلب المشورة الطبية أثناء اختبار المسحة، وأحالها الخبراء على "مستشفى تشيلسي أند وستمنستر" لإجراء مزيد من جلسات الفحص وأخذ خزعة من المهبل.

شخص الأطباء إصابة كلودجنا بسرطان عنق الرحم في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهي تتذكر تفاصيل ذلك اليوم بوضوح.

"يسحقك العالم. يبدو كل شيء ضبابياً تماماً، وأنت تتساءل، هل هذا الكلام صحيح؟"، قالت.

"أعتقد أن هذا ما يسميه علماء النفس الصراع، أو الهرب، أو الجمود، وقد تجمدت حواسي في تلك اللحظة"، أضافت كلودجنا.

على رغم الصدمة الأولى، قالت كلودجنا إنها تريد معرفة "كل المعلومات الممكنة" عن تشخيصها والعلاجات المطلوبة.

لم ترغب كلودجنا في إنكار حالتها الصحية "وطمر رأسها في الرمال" أو النظر إلى نفسها على أنها "ضحية السرطان"، فبدأت تقرأ المعلومات حول هذا الشكل من السرطان وتطرح الأسئلة على أطبائها.

"لقد أعطتني هذه الطريقة زخماً جعلني أرغب في معرفة الحقائق بنفسي بغض النظر عما ستفعله بي، أو أياً كان ما سيخبرني به الاختصاصيون"، أضافت الشابة.

واللافت أن كلودجنا "شعرت بقوة شديدة وتحولت من كوني ضحية للسرطان إلى أن أكون مسؤولة عن تماثلي للشفاء".

بعد إحالتها على "رويال مارسدن"، خضعت كلودجنا لجلسات يومية من العلاج الإشعاعي وجلسات أسبوعية من العلاج الكيماوي تحت إشراف الدكتورة ألكسندرا تايلور، قبل أن تخضع لاحقاً للعلاج الإشعاعي الداخلي، الذي وصفته بـ"المؤلم" و"التجربة الأكثر ألماً".

قالت كلودجنا إن علاجاتها لم تسبب لها آثاراً جانبية صعبة، ما عدا الإرهاق، ولكن دخولها مرحلة انقطاع الطمث (سن اليأس) المبكر كان "مؤلماً جداً من الناحية النفسية" وتركها أسيرة "حزن شديد"، مضيفة أنها نتيجة "تراجع مستويات الهرمونات (الأستروجين) لديها" فقدت الكثير من طاقتها.

"إذا أردت أن أصف حالتي، أقول إنني من النهار إلى الليل شعرت كما لو أن شخصاً ما قد أطفأ الضوء في داخلي، نفسياً وجسدياً"، قالت كلودجنا بأسى.

"تعذر عليَّ أن استجمع قواي وأقف في المطبخ لأحضر وجبة لائقة من الطعام، لم أستطع أن أتواصل مع أحد، شعرت كما لو أني فقدت الوعي تماماً"، كما جاء في كلماتها.

قالت كلودجنا إن مكابدتها انقطاع الحيض المبكر "أثار زلزالاً داخل كل جزء من جسدها"، ولكن الطبيب أعطاها لاحقاً العلاج بالهرمونات البديلة (HRT)، فشعرت كما لو أنها "زهرة تتفتح"، وبدأ النشاط يدب في عروقها مجدداً.

بعد الانتهاء من علاجاتها، قالت كلودجنا إن جلسات الفحص "كافة كانت نظيفة"، ولكن مع ذلك، تبين أن بعض الخلايا السرطانية مقاومة تماماً للعلاج، وفي أغسطس (آب) 2021، خضعت لجراحة روبوتية قضت بالاستئصال الجذري للرحم [الرحم بالكامل بما في ذلك عنق الرحم وجزء من المهبل وجزء من الأنسجة الموجودة على جانبي عنق الرحم] تحت إشراف السيدة مارييل نوبنهاوس.

وفرت مؤسسة "رويال مارسدن الخيرية للسرطان" التمويل المطلوب لاثنين من روبوتات "دا فينشي إكس آي" الجراحية لدى "ذا رويال مارسدن"، مما يعني أن الجراحين قادرون على إجراء الجراحات المعقدة بدقة أكبر، وما ينعكس ألماً أقل وندوباً أصغر لدى المرضى، فضلاً عن الإقامة القصيرة في المستشفى والتماثل للشفاء بوقت أسرع.

قالت كلودجنا إنها شعرت بالخمول بعد الجراحة، ولكنها لم تعانِ أي ألم كبير وخرجت من المستشفى بعد مرور يوم واحد.

بعد 10 أيام فقط من خضوعها للجراحة، سافرت كلودجنا إلى صربيا كي تحضر حفل زفاف صديقها المقرب ميلان. وقالت إن رؤيته كانت "مؤثرة وتفيض بالعواطف".

"ظننت أنني سأعجز عن [القيام بهذه الرحلة وحضور الزفاف]... يبدو ذلك عصياً على التصديق بالنسبة إلى الجميع"، وفق كلودجنا.

"لقد كان ذلك مذهلاً، وقد ملأتنا الدهشة جميعاً."

جلسات فحص المسح التي خاضتها كلودجنا الآن تبين أنها خالية من السرطان تماماً شأن جلسات الفحص التي خاضتها في أكتوبر من العام الماضي، وقد قررت المشاركة في "رويال باركس هاف ماراثون"، حيث جمعت أكثر من ثلاثة آلاف جنيه استرليني لصالح "جمعية رويال مارسدن الخيرية للسرطان"، التي تدعم المستشفى.

قالت إن السباق كان "صعباً جسدياً، ولكنه مجزٍ للغاية"، وكان وسيلة للتعبير عن امتنانها الكبير لفريق "رويال مارسدن" الطبي.

تعتقد كلودجنا أن خوضها بحوثها الخاصة في حالتها وحفاظها على تفكير إيجابي ساعدها خلال أكثر الجوانب تحدياً في علاجاتها، وهي تنصح النساء "بعدم تفويت اختبار مسحة عنق الرحم مطلقاً" والاستماع إلى أجسادهن.

كذلك قالت إنه لا ينبغي أن يخاف الناس من طرح الأسئلة أو الدفع باتجاه الحصول على تشخيص طبي أو الخضوع لجلسات فحص إضافية، لأنها كادت تتجاهل الأعراض التي تعانيها.

في رأيها، "لا أحد يسعه القيام بذلك عنك، أنت وحدك من يمكنه ذلك".

"عليك أن تخوض هذا الحديث الشخصي مع نفسك، إنما بطريقة إيجابية ورحيمة، ودائماً تحقق من صحة مشاعرك [واحتكم إليها]".

وأضافت: "أنا متأكدة تماماً، في حالتي، لو أني كنت تجاهلت الأعراض لأنها كانت بسيطة جداً ولأني لم أشعر بأي ألم، فأي شيء لم يكن سينبهني إلى حالتي".

لمعرفة المزيد عن مؤسسة "رويال مارسدن الخيرية للسرطان" The Royal Marsden Cancer Charity زر www.royalmarsden.org.

© The Independent

المزيد من صحة