Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

آثار جانبية أقل لعلاج سرطان البروستاتا بالإشعاع مقارنة بالجراحة

لدى العلاج الإشعاعي المكثف بعض المزايا والعيوب مقارنةً بالعملية الجراحية

"...الحقيقة أنني لم أشعر بأي شيء على الإطلاق وانتهى الأمر برمته بعد خمس جلسات..." (جامعة مانشستر)

تفيد دراسة صدرت حديثاً بأن الرجال الذين يستعيضون عن #العلاج_الجراحي لـ#سرطان_البروستاتا بشكل متقدم من أشكال #العلاج_الإشعاعي قد يُعانون من آثار جانبية أقل.

وبحسب ما اقترحه أحد العلماء القيمين على الدراسة، يُمكن لهذا النمط المحدد من العلاجات الإشعاعية أن يكون خياراً "أرحم" بالنسبة إلى بعض المرضى، على اعتبار أن مَن يخضعون له قد لا يُصابون بآثار جانبية جنسية وبولية بعد عامين، وإن تطورت لديهم مشكلات طفيفة في الأمعاء مقارنةً بمَن يخضعون لعملية جراحية.

وتُعتبر الدراسة الجديدة، بقيادة علماء من مستشفى "رويال مارسدن" التابعة لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية" ((Royal Marsden NHS Foundation Trust و"معهد بحوث السرطان" (ICR) في لندن، الأولى من نوعها التي تُقارن بين الآثار الجانبية طويلة المدى لـ"العلاج الإشعاعي بالتوضيع التجسيمي"(SBRT)  والآثار الجانبية للجراحة في المراحل المبكرة من سرطان البروستاتا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي إطار الدراسة، انكب الخبراء على فحص 109 رجال يتلقون العلاج في 10 مراكز للسرطان في المملكة المتحدة - منهم 50 رجلاً اختيروا عشوائياً لإجراء جراحة بالمنظار أو جراحة روبوتية، و59 رجلاً خضعوا للعلاج الإشعاعي.

وعلى ضوء هذه الفحوصات، اتضح لهم أن الرجال، الذين يبلغ متوسط ​​أعمارهم 66 سنة، لم يتعرضوا لآثار جانبية تُذكر بعد عامين.

وأولئك الذين خضعوا للعلاج الإشعاعي تحسنت قدرتهم على التحكم بالمثانة وقلما عانوا من مشكلات جنسية مقارنةً بمن أجروا عمليةً جراحية؛ و4.5 في المئة منهم فقط احتاجوا إلى فوط للتحكم في البول بعد عامين مقابل 47 في المئة من الذين خضعوا لجراحة.

ولربما كانت الأعراض البولية طفيفة عند مرضى المجموعة التي خضعت لعلاج إشعاعي، لكن أعراض "الانزعاج المعوي" كانت أكبر بكثير بعد عامين قياساً إلى المجموعة التي خضعت لتدخل جراحي، ويظهر ذلك جلياً في ملخص الدراسة المزمع تقديمه إلى "منتدى الأورام السرطانية التناسلية" الذي ستنظمه "الجمعية الأميركية لعلم الأورام السريري" ASCO)) في 2023.

وهذا يعني بالأرقام أن 15 في المئة تقريباً من المجموعة التي حظيت بالعلاج الإشعاعي أصيبوا بمشكلات بسيطة في الأمعاء مقارنةً بالمجموعة الأخرى.

وتعليقاً على الدراسة، قال كبير الباحثين، البروفسور نيكولاس فان آس، وهو المدير الطبي واستشاري الأورام السريرية في مستشفى "رويال مارسدن" التابعة لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية" وأستاذ العلاج الإشعاعي الدقيق للبروستاتا في "معهد بحوث السرطان" في لندن، إن "هذه الدراسة هي الأولى في العالم التي تُكرس "العلاج الإشعاعي بالتوضيع التجسيمي"، أحد أشكال العلاج الإشعاعي الواسع الانتشار في المملكة المتحدة، خياراً علاجياً أرحم بالنسبة إلى مرضى سرطان البروستاتا، مع إمكانية تسببه بآثار جانبية أقل على المدى الطويل من الجراحة".

وأوضح أن "أكثر ما يخشاه الرجال الذين يقصدونني في العيادة قبل المضي قدماً في علاج سرطان البروستاتا هو سلس البول، كما أن العديد منهم يقلقون بشأن تأثير العلاج على وظائفهم الجنسية".

"وصحيح أن الأعراض الجانبية محتملة الحدوث في حالتي "العلاج الإشعاعي بالتوضيع التجسيمي" والجراحة على السواء، لكن النتائج التي توصلنا إليها تُقلل احتماليتها في "العلاج الإشعاعي بالتوضيع التجسيمي".

"وأعتقد أن من واجب الأطباء من الآن فصاعداً الاستعانة بهذه النتائج لتسهيل المناقشات المهمة مع مرضى سرطان البروستاتا بشأن "العلاج الإشعاعي التجسيمي" والعلاج بالجراحة، ومساعدتهم على اتخاذ قرار مستنير يأخذ في الحسبان حاجات كل واحد فيهم ومخاوفه"، أضاف فان آس.

وبدورها، لفتت البروفيسورة إيما هول التي تشارك في إدارة وحدة التجارب السريرية والإحصاء في "معهد بحوث السرطان" في لندن إلى أن "هذه التجربة المهمة تستخدم نتائج المرضى لفهم كيفية تأثير العلاجات المختلفة لسرطان البروستاتا على المرضى بعد الشفاء".

وأردفت قائلةً: "من الرائع أن نتأكد من قدرة "العلاج الإشعاعي بالتوضيع التجسيمي" على تجنيب مرضى سرطان البروستاتا في مراحله المبكرة، الأعراض الجنسية والبولية التي ترتبط عادةً بالجراحة، وكلنا أمل بأن تُسهم هذه النتائج في مساعدة الرجال وأطبائهم على تحديد أفضل مسار للعلاج."

وقد علمنا أن مستشفى "رويال مارسدن" تقدم لمرضاها هذا النوع من العلاج الإشعاعي الدقيق باستخدام تقنية الـ"سايبر نايف" (CyberKnife) التي توجه خمس جرعات عالية من الإشعاع على مدى أسبوع إلى أسبوعين، بدلاً من جرعات معتدلة على مدى 20 جلسة وأربعة أسابيع كما هي الحال في العلاج الإشعاعي المعتاد.

وكانت المستشفى قد حصلت على جهازين يعملان بهذه التقنية بتمويل من مؤسسة "رويال مارسدن الخيرية للسرطان". (The Royal Marsden Cancer Charity)

ألكسندر شزيربيوك، 73 سنة، من موردن جنوب غربي لندن، هو أحد الذين تلقوا العلاج بتقنية الـ"سايبر نايف" في 2017 بعد تشخيصه بسرطان البروستاتا والتحاقه بالتجربة.

وعن تجربته، قال شزيربيوك: "لا يسع المرء أن يحظى بعلاج أفضل من هذا. فبين تشخيصي بالمرض وخضوعي لآخر جلسة "سايبر نايف" وعددها خمسة، شهران فقط وكنت سعيداً لأن كل شيء حدث بسرعة كبيرة".

وأضاف: "أكثر ما كنتُ أخشاه قبل العلاج هو سلس البول، لأنني لم أتحمل فكرة استخدامي لفوط صحية. ولما اختاروني للمشاركة في التجربة، سررتُ جداً ولم أتردد لأن تقنية "سايبر نايف" من الخيارات العلاجية ذات التدخل البسيط".

"ولحسن الحظ أن الآثار الجانبية التي أصابتني جراءها ضئيلة. طبعاً أنا لا أُنكر أنني أعاني أحياناً كثيرة من نزيف في المستقيم، لكنني أتبول بصورة طبيعية ولم أحتج يوماً إلى فوطة."

كولين ماسكيل، 71 سنة، من ساتون، هو أيضاً مريض بسرطان البروستاتا منذ 2017 وأحد المشاركين في التجربة العلاجية.

وعن تجربته، قال ماسكيل: "بدأتُ رحلتي مع العلاج في يناير (كانون الثاني) 2018 ومذاك لم أُواجه صعوبةً تُذكر. الحقيقة أنني لم أشعر بأي شيء على الإطلاق وانتهى الأمر برمته بعد خمس جلسات مدة كل جلسة منها 40 دقيقة".

"في بداية الرحلة، أعني لما اكتشفتُ أنني مصاب بسرطان البروستاتا ارتعبتُ كثيراً، لكن مستشفى "رويال مارسدن" احتضنني بشكل ممتاز وقدم لي علاجاً بالكاد أثر في حياتي"، ختم ماسكيل.

© The Independent

المزيد من صحة