يشير بحث صدرت نتائجه أخيراً إلى أن مرضى شخص الأطباء أخيراً إصابتهم بما يسمى "متلازمة #التعب_المزمن" chronic fatigue syndrome تراجعت لديهم مستويات أنواع معينة من #البكتيريا المعوية التي تعزز عموماً صحة #الجهاز_الهضمي.
كذلك وجد العلماء في الولايات المتحدة أن المرضى الذين يكابدون هذه الحالة، المعروفة أيضاً باسم "التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضلات" (ME / CFS)، منذ 10 سنوات أو أكثر لديهم اختلافات في مستقلبات الدم (أو نواتج الأيض)، المواد التي يصنعها الجسم أو يستخدمها عندما يفكك الطعام، مقارنة مع الأشخاص الذين لا يكابدون هذا المرض.
وقال الباحثون إن عملهم، المنشور في تقريرين بحثيين منفصلين في مجلة "سيل هوست آند مايكروب" Cell Host & Microbe، يكشف فقط عن "ارتباط، وليس عن وجود علاقة سببية، بين تغيرات ميكروبيوم الأمعاء و"التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضلات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قالت جوليا أوه، الأستاذة المشاركة في "مختبر جاكسون" في الولايات المتحدة والباحثة الرئيسة لأحد التقريرين البحثيين إن "هذه النتائج تشكل مقدمة لكثير من التجارب الميكانيكية الأخرى التي نأمل في أن ننجزها كي نتوصل إلى فهم أكبر لـ"التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضلات" والأسباب الكامنة وراءها".
في العادة، "التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضلات" حالة طويلة الأمد ترافقها مجموعة واسعة من الأعراض، أكثرها شيوعاً التعب الشديد.
أي شخص قد يصاب بهذه الحالة، وليس الأطفال استثناء، ولكنها أكثر شيوعاً في صفوف النساء، وتظهر عادة بين منتصف العشرينيات ومنتصف الأربعينيات من العمر.
بالنسبة إلى المملكة المتحدة، تشير التقديرات إلى أن ما يربو على 250 ألف شخص في إنجلترا وويلز مصابون بهذه الحالة.
وعلى رغم عدم توفر علاج لـ"التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضلات" حالياً، ربما تساعد بعض العلاجات في السيطرة على الحالة.
في الدراسة، استخدم الباحثون تقنية تعرف باسم "تسلسل البندقية للميتاجينوميات"، التي سمحت لهم بأخذ عينات من جميع المواد الوراثية لدى مختلف الكائنات الحية الموجودة في بيئة معقدة، مثل ميكروبيوم الأمعاء.
صب العلماء تركيزهم على 74 متعالجاً يعانون "التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضلات القصير المدى"، كانوا حصلوا على تشخيصهم في السنوات الأربع الماضية، و75 متعالجاً يكابدون "التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضلات الطويل الأمد"، يتعايشون مع الأعراض منذ أكثر من 10 سنوات.
حلل الباحثون عينات الدم والبراز وعقدوا مقارنة بينها وبين عينات مأخوذة من 79 متطوعاً سليماً.
من بين المرضى الذين شخصت إصابتهم أخيراً، وجد الباحثون مستويات منخفضة من بكتيريا في الأمعاء تنتج مادة الزبد butyrate (بوتيرات)، علماً أنها عنصر غذائي رئيس يساعد في صحة الجهاز الهضمي.
تشكل هذه النتائج مقدمة لكثير من التجارب الميكانيكية الأخرى التي نأمل في أن ننجزها كي نتوصل إلى فهم أكبر لـ"التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضلات" والأسباب الكامنة وراءها -- البروفيسورة جوليا أوه
كذلك يعد الزبد مصدر الطاقة الرئيس لخلايا القولون وينطوي على فوائد صحية أخرى، من بينها دعم جهاز المناعة.
في المقابل، وجد الباحثون أن المرضى الذين يعانون "التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضلات الطويل الأمد" يحملون بكتيريا معوية عادت إلى الظهور وكانت أكثر تشابهاً مع نظيرتها لدى المشاركين في مجموعة الضبط الذين يتمتعون بصحة جيدة.
ولكن تراكم لدى هؤلاء المشاركين عدد من التغيرات في نواتج الأيض في بلازما الدم، من بينها تلك المتعلقة بجهاز المناعة، أضاف الباحثون.
كذلك تبين أن لدى المرضى الذين يعانون "التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضلات الطويل المدى" اختلافات في مستويات أنواع معينة من الخلايا المناعية مقارنةً مع الضوابط الصحية.
وأشار الخبراء إلى ضرورة النهوض بمزيد من البحوث بغية تقديم دليل مباشر على أن بكتيريا الأمعاء تؤثر في بروز الأعراض المزمنة.
وفي تعقيبه على نتائج الدراسة، قال البروفيسور كريس بونتينغ، الباحث الرئيس في "وحدة علم الوراثة البشرية" في "مركز البحوث الطبية"، و"معهد علم الوراثة والسرطان" والمحقق في مشروع" ديكود أم إي"DecodeME في "جامعة إدنبرة" الاسكتلندية: "إن دراستي الميكروبيوم كبيرتان في الحجم والطموح، وتسعيان إلى ربط التغيرات في بكتيريا الأمعاء بالأعراض الرهيبة التي يعانيها ملايين المصابين بحالة "التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضلات" في مختلف أنحاء العالم".
و"كما أشار الباحثون أنفسهم، إلى أنهم لم يتوصلوا إلى معرفة ما إذا كانت أي تغيرات بكتيرية تسبب "التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضلات"، أم أنها تأثيرات ناتجة من هذه الحالة"، أضاف البروفيسور بونتينغ.
في رأيه، "يستحق هذا السؤال الحاسم النهوض بتجارب مستقبلية تؤثر في هذه البكتيريا بطرق يمكن التنبؤ بها وطويلة الأمد."