Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إنجاز طبي يمهد الطريق أمام علاج جديد لسرطان الأمعاء

ستترك النتائج وقعها على علاج مختلف أنواع السرطان إضافة إلى داء السكري والأمراض الالتهابية والقلبية والتنكس العصبي

توصلت الدراسة إلى أن من شأن الاكتشاف الجديد أن يقود إلى عقاقير جديدة لسرطان الأمعاء (معهد بحوث السرطان)

كشف علماء عن طريقة العمل الداخلية لبروتين رئيس في الجسم متورط في ظهور سرطان الأمعاء، ممهدين الطريق أمام إيجاد عقاقير جديدة لعلاج هذا المرض.

وبحسب الباحثين فإن البروتين الذي يدعى "تانكيريس" tankyrase، يشارك في مجموعة واسعة من العمليات التي تشهدها الخلية، مما يعني أن من شأنه أن يقود إلى ابتكار أدوية ذات فاعلية أفضل في محاربة السرطان، وتكون أقل سمية في الوقت نفسه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وباستخدام تقنيات حازت على جائزة "نوبل"، اكتشف العلماء السبل التي يعتمدها البروتين "تانكيريس" في تشغيل نفسه والتوقف عن العمل، وذلك من طريق التجميع الذاتي في هياكل ثلاثية الأبعاد تشبه السلسلة، ويؤدي البروتين المراوغ والمهم دوراً مهماً جداً في الإصابة بسرطان الأمعاء.

ويعتقد العلماء في "معهد بحوث السرطان" (ICR) في لندن أن بحوثهم ستفتح الباب أمام أنواع جديدة من علاجات السرطان قادرة على التحكم في بروتين "تانكيريس" بدقة أكبر، مقارنة بالعلاجات المعتمدة حالياً، وفي الوقت الذي فيه تخلف آثاراً جانبية أقل.

المشرف على الدراسة البروفيسور سيباستيان غيتلر، نائب رئيس قسم البيولوجيا البنيوية في المعهد، تطرق إلى النتائج فقال إن دراستهم "وفرت معلومات جديدة بالغة الأهمية حول جزيء بروتين معين يسمى ’تانكيريس‘ له دور مهم في سرطان الأمعاء وأمراض أخرى، ولكن حتى الآن استعصى علينا فهمه تماماً".

وأضاف البروفيسور غيتلر، "في الواقع نحن نخوض الآن لعبة مطاردة، وفي متناولنا كل هذه الأدوية للحؤول دون ظهور بروتين ’تانكيريس‘ ولكن لا نملك ما يكفي من الفهم الأساس لاستخدامها كعلاجات، ولقد كشفنا أيضاً كيف يصار إلى تشغيل ’تانكيريس‘ في الجسم وتحوله من إنزيم كسول إلى إنزيم نشط".

كما أكد البروفيسور غيتلر أنه "إذا نجحنا في إنتاج أدوية أكثر نجاعة وأقل سمية للتحكم في هذه العملية [عمل البروتين المتورط وتحوله من إنزيم كسول إلى إنزيم نشط]، يمكننا أن نمهد الطريق أمام علاج فاعل لسرطان الأمعاء في المستقبل".

وبحسب النتائج المنشورة في مجلة "نيتشر" Nature فمن شأن اكتشاف هذه الآلية الأساسية المهمة أن يترك وقعه على علاج مختلف أنواع السرطان، إضافة إلى داء السكري والأمراض الالتهابية والقلبية والتنكس العصبي [مثل باركنسون (الرعاش) وألزهايمر ومرض هونتيغتون].

من جانبه، قال البروفيسور كريستيان هيلين، الرئيس التنفيذي في "معهد بحوث السرطان"، إن هذه النتائج المهمة تساعدنا في فهم طريقة عمل بروتين "تانكيريس" الشديد الأهمية داخل الخلايا.

وبحسب البروفيسور هيلين فإن "كل سرطانات الأمعاء تقريباً تحمل إشارات البروتينات ’دبليو إن تي‘  Wnt [التي تنظم الجوانب الحاسمة لتحديد مصير الخلية] الشديدة النشاط التي تعمل من طريق ’تانكيريس‘ مما يطرح إمكان علاجها بأدوية تستهدفها على وجه التحديد".

بروتين "تانكيريس" مسؤول أيضاً عن تنظيم مجموعة واسعة من العمليات في الجسم ذات صلة بمجموعة متنوعة من الأمراض لا تقتصر على السرطان لذا ربما يقود البحث إلى انعكاسات إيجابية واسعة النطاق.

 البروفيسور كريستيان هيلين، الرئيس التنفيذي في "معهد بحوث السرطان".

 

وأعرب البروفيسور هيلين عن أمله "في أن تساعدنا هذه التطورات الرئيسة المتصلة بفهم بروتين ’تانكيريس‘ في التغلب على أوجه القصور التي تشوب الأدوية المتاحة حالياً، وبالتالي جعلنا نقترب خطوة أخرى باتجاه ابتكار علاج جديد لسرطان الأمعاء".

وعن بروتين "تانكيريس" أضاف البروفيسور هيلين بأنه "مسؤول أيضاً عن تنظيم مجموعة واسعة من العمليات في الجسم ذات الصلة بمجموعة منوعة من الأمراض وليس السرطان فقط، لذا ربما يقود هذا البحث إلى انعكاسات إيجابية واسعة النطاق".

وخلال السنوات العشر الماضية طور العلماء أدوية تلجم "تانكيريس" في محاولة لعلاج سرطان الأمعاء، غير أنه بسبب العمليات المعقدة التي يشارك فيها البروتين أفضت الأدوية إلى آثار جانبية حالت دون وصولهم إلى مرحلة التجارب السريرية.

ولكن في سعيهم إلى فهم كيفية عمل مثبطات بروتين "تانكيريس" والسبل التي تؤول إلى تطوير علاجات أقل سمية، شرع العلماء في "معهد بحوث السرطان" في استكشاف معلومات هيكلية جديدة مستخدمين أحدث مجهر إلكتروني فائق البرودة.

ويعمل هذا الشكل البالغ القوة من الفحص المجهري على تجميد العينات عند 180 درجة مئوية تحت الصفر، كي يكون ممكناً تصوير التفاصيل الدقيقة لشكل البروتين. وهكذا تمكن العلماء من رؤية وفهم كيف يستطيع "تانكيريس" أن "يجمع نفسه" في ألياف هي عبارة عن هياكل أشبه بالسلسلة، ولماذا يحتاج هذا البروتين إلى تشكل الألياف كي يكون فاعلاً.

ويعتقد الباحثون أن مناطق معينة من البروتين تسمح له بالتجمع والتفكيك إلى بنى مختلفة تشكل أهدافاً مميزة بالنسبة إلى أدوية السرطان المستقبلية، ويبقى الأمل في أن يتم التوصل إلى تصميم مثبطات للبنى المختلفة من "تانكيريس"، مثبطات تكون أكثر أماناً وفاعلية، وهي مطلوبة بشكل عاجل لعلاج سرطان الأمعاء والأمراض الأخرى التي تبينت علاقة البروتين بها.

ويشار إلى أن الدراسة ممولة أساساً من "مؤسسة بحوث السرطان في المملكة المتحدة" Cancer Research UK، وصندوق "ويلكوم" الخيري لتمويل الأبحاث Wellcome، و"معهد بحوث السرطان". 

المزيد من صحة