Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الصحة العالمية" تطلب 84.5 مليون دولار لتلبية الاحتياجات بعد الزلزال

عمليات الإغاثة تتراجع واشتباكات في منطقة منكوبة بسوريا وعدد القتلى يتجاوز 43 ألفاً في البلدين

أنقذت فرق الإغاثة التركية مراهقاً يبلغ 14 سنة ورجلَين على قيد الحياة بعد نحو 11 يوماً من #الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب #تركيا بقوة 7.8 درجات، بحسب ما أعلن وزير الصحة الجمعة، فيما تتلاشى جهود الإنقاذ.

وأُنقذ عثمان (14 سنة) بعد 260 ساعة من الزلزال، بحسب تغريدة لوزير الصحة فخر الدين قوجة على "تويتر". ونشر صورة مراهق عيناه مفتوحتان وممدداً على نقالة، مشيراً إلى أن عُثمان نُقل إلى مستشفى في أنطاكية بمحافظة هاتاي المدمّرة جرّاء الزلزال.

وأفادت وكالة "الأناضول" للأنباء بأن عناصر الإنقاذ عثروا على عثمان بعد سماع أصوات تحت الأنقاض.

وبعد ساعة، أنقذ مسعفون في موقع آخر رجلَين يبلغان 26 و33 سنة في أنطاكية، بحسب قوجة الذي نشر أيضاً صوراً للرجلَين خلال تلقيهما علاجاً من عاملين صحيين.

وقالت وكالة أنباء "ديميرورين" إن الرجلَين هما محمد علي صقر أوغلو (26 سنة) ومصطفى أفجي (33 سنة)، لافتةً إلى أنهما انتُشلا من أنقاض المبنى نفسه.

وظهر أفجي في فيديو نشره قوجة، قال فيه لأحد أقاربه خلال اتصال هاتفي "أنا بخير، ليست هناك أي مشكلات". وأجهش قريبه بالبكاء عبر الهاتف، ثم سأله أفجي "كيف حال والدتي والآخرين؟"، فصرخ الرجل الآخر "جميعهم بخير وينتظرونك". حينها، ارتسمت ابتسامة على وجه أفجي.

اشتباكات في سوريا

ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، أن قوات من النظام اشتبكت مع المعارضة المسلحة خلال الليل شمال غربي البلاد للمرة الأولى منذ الزلزال المدمر.

وتسيطر جماعات المعارضة المسلحة على شمال غربي سوريا، إحد أكثر المناطق تضرراً بالزلزال الذي هزّ سوريا وتركيا.

وقال "المرصد" إن قوات الحكومة قصفت مشارف مدينة الأتارب التي تسيطر عليها المعارضة وتزامن ذلك مع اشتباكات بالأسلحة الآلية الثقيلة بين قوات الحكومة والمعارضة المسلحة عند جبهة قتال قريبة. وأشار أيضاً إلى أن القوات الحكومية وقوات المعارضة المسلحة اشتبكت أيضاً في منطقة أخرى من شمال غربي البلاد قرب مدينة سراقب الخاضعة لسيطرة دمشق، كما قصفت النظام مشارف قريتين في محافظة حماة.

إنقاذ ناجيتين أخريين

وسط هذه الأجواء، كثفت وكالات الإغاثة الدولية جهودها لمساعدة ملايين المشردين، الذين ينام كثيرون منهم في الخيام أو المساجد أو المدارس أو السيارات، بعد 11 يوماً من الزلزال المدمر الذي هز تركيا وسوريا وأودى بحياة أكثر من 43 ألف شخص.

وأفادت أنباء بأنه تم إنقاذ ناجيتين أخريين من تحت الأنقاض في تركيا، أمس الخميس، بعد مرور أكثر من 10 أيام على وقوع الزلزال المدمر، لكن عمليات الإنقاذ هذه أصبحت نادرة بما يفسح المجال للحزن والغضب مع تلاشي الأمل في العثور على مزيد من الناجين.

وقالت محطة "تي.آر.تي خبر"، إنه تم إنقاذ فتاة عمرها 17 سنة في إقليم كهرمان مرعش في جنوب شرقي تركيا بعد 248 ساعة من وقوع الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة ووقع في جنح الليل في السادس من فبراير (شباط).

 

وأظهرت لقطات المنقذين وهم يحملونها على محفة إلى سيارة إسعاف مع تغطيتها ببطانية بينما أمسك أحد عمال الطوارئ بمستلزمات إمدادها بمحلول وريدي. وبعد ذلك بـ10 ساعات، تم إنقاذ امرأة تدعى نسليهان كيليتش.

وقال شقيق زوجها "أعددنا مدفناً لها وطلبنا من عمال الإنقاذ التوقف عن الحفر لأننا كنا نخشى أن يمزقوا الجثث المتبقية تحت الأنقاض. وبعد لحظات، سمعنا صوتها من تحت أنقاض المبنى". ولا يزال زوج كيليتش وطفلاهما في عداد المفقودين.

وبعد ذلك بعشر ساعات، تم إنقاذ امرأة تدعى نسليهان كيليتش.

أسوأ زلزال

وقالت السلطات، إن عدد من قتلوا في أسوأ زلزال يضرب تركيا في تاريخها الحديث ارتفع إلى 36187 على الأقل. وفي سوريا، التي أضاف الزلزال فيها للأزمة الإنسانية بسبب الحرب الدائرة منذ أكثر من 11 عاماً، بلغ عدد القتلى المسجل حتى الآن 5800 وهو عدد لم يطرأ عليه تغير يذكر في الأيام الماضية.

وتكثف وكالات الإغاثة الدولية جهودها لمساعدة الملايين الذين تركوا بلا مأوى، وكثير منهم ينامون في الخيام أو المساجد أو المدارس أو في سياراتهم الخاصة.

وناشدت الأمم المتحدة، أمس الخميس، العالم جمع أكثر من مليار دولار مساعدة لعملية الإغاثة التركية. جاء ذلك بعد يومين فقط من مناشدتها جمع 400 مليون دولار للسوريين.

وقال رئيس النظام السوري بشار الأسد في أول كلمة له ينقلها التلفزيون منذ وقوع الزلزال، إن مواجهة كارثة الزلزال المدمر الذي وقع، الأسبوع الماضي، تتطلب موارد تزيد كثيراً على إمكانيات الحكومة.

ولم تذكر تركيا ولا سوريا عدد الذين ما زالوا في عداد المفقودين.

وقال مارتن غريفيث منسق الأمم المتحدة للمساعدات الذي زار تركيا، الأسبوع الماضي، إن المواطنين "يعانون حزناً لا يوصف"، مضيفاً "يجب أن نقف معهم في أحلك أوقاتهم ونضمن حصولهم على الدعم الذي يحتاجون إليه".

وعلى الرغم من العثور على عدد من الناجين في تركيا الأربعاء فإن تقارير عمليات الإنقاذ المماثلة باتت متباعدة.

ويتزايد الغضب وسط العائلات التي ما زالت تنتظر خروج ذويهم المفقودين بسبب ما يرون أنه ممارسات بناء فاسدة وتطويراً حضرياً معيباً بشدة نتج عنه انهيار آلاف المنازل والشركات.

وبينما تهدم آلات الحفر ما تبقى من كتلة سكنية فاخرة في مدينة أنطاكية الجنوبية كانت تعيش فيها ابنتاها، قالت سيفيل كارابدل أوغلو "كان لدي طفلتان. ليس لدي غيرهما. هما تحت الأنقاض".

ويعتقد أن نحو 650 شخصاً لقوا حتفهم حين انهار مبنى رينيسانس ريسيدنس في الزلزال.

وأضافت "استأجرنا هذا المكان باعتباره سكناً للنخبة ومكاناً آمناً. كيف أعرف أن المقاول بناه بهذه الطريقة؟ الجميع يتطلع إلى تحقيق ربح. جميعهم مذنبون".

وعلى بعد نحو 200 كيلومتر، تجمع نحو 100 شخص، في مقبرة صغيرة في بلدة بازارجيك، لدفن أسرة شابة مكونة من الوالدين، إسماعيل وسيلين، وابنتيهما الصغيرتين، الذين لقوا حتفهم في مبنى رينيسانس ريسيدنس الذي هُدم في الزلزال.

ووعدت تركيا بالتحقيق مع أي شخص يشتبه في مسؤوليته عن انهيار المباني وأمرت باحتجاز أكثر من 100 مشتبه بهم، بينهم مطورون.

قوافل المساعدات

عبر الحدود في سوريا، ضرب الزلزال منطقة ممزقة دمرتها 12 عاماً من الحرب الأهلية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول الحكومة السورية، إن عدد القتلى في الأراضي الخاضعة لسيطرتها بلغ 1414. وقالت تقارير، إن أكثر من أربعة آلاف شخص لقوا حتفهم في الشمال الغربي الخاضع لسيطرة معارضين، لكن رجال الإنقاذ يقولون، إنه لم يتم العثور على أي شخص على قيد الحياة هناك منذ التاسع من فبراير.

وأعاق الصراع في سوريا جهود الإغاثة في شمال غربي البلاد ويشعر كثيرون هناك بالتخلي عنهم بينما تتجه المساعدات إلى أجزاء أخرى من المنطقة المنكوبة المترامية الأطراف.

وانقطعت شحنات المساعدات من تركيا بالكامل في أعقاب الزلزال مباشرة، عندما تم إغلاق طريق تستخدمه الأمم المتحدة مؤقتاً.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وافق الأسد على فتح معبرين إضافيين للمساعدة بعد أكثر من أسبوع من الزلزال. وطلبت منه منظمة الصحة العالمية الموافقة على فتح مزيد من نقاط العبور.

وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لـ"رويترز"، إنه حتى، الخميس، مرت 119 شاحنة تابعة للأمم المتحدة عبر معبري باب الهوى وباب السلام منذ الزلزال.

وقدر بنك "جيه.بي. مورغان" الأميركي أن الكلفة المباشرة للدمار الذي لحق بالأبنية في تركيا قد تعادل 2.5 في المئة من نمو الناتج المحلي أو 25 مليار دولار.

700 مليون دولار لدعم المتضررين

زاد الصليب الأحمر، الخميس، بأكثر من ثلاثة أضعاف التمويل الطارئ المنشود لمساعدة ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا ليصل إلى 700 مليون دولار.

وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إن تقديراته تفيد بأنه سيحتاج إلى 650 مليون فرنك سويسري (702 مليون دولار) للمساعدة في الاستجابة إلى الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في البلدين.

وقال الأمين العام للاتحاد جاغان تشاباجين الذي يزور حالياً المتضررين جراء الزلزال في البلدين، إن "التداعيات الكاملة لهذا الزلزال ما زالت تتكشف".

وأضاف في بيان أن "الوضع الميداني يتبدل بشكل متسارع. تتنامى الاحتياجات بين دقيقة وأخرى"، مشيراً إلى أنه "بالنسبة للناجين، فإن هذه اللحظات هي الأصعب في حياتهم وسيكون الطريق نحو التعافي طويلاً".

وذكر الاتحاد أن الهلال الأحمر العربي السوري والهلال الأحمر التركي "يعملان على مدار الساعة لدعم السكان المتأثرين، رغم أن عديداً من الموظفين والمتطوعين خسروا هم أيضاً منازل وأحباء".

وأضاف أن الاحتياجات الفورية الأكثر إلحاحاً تتمثل حالياً في توفير المأوى والرعاية الصحية والمرافق الصحية، إضافة إلى الغذاء والمياه. ولفت تشاباجين إلى أن "الناس يواجهون أيضاً معاناة كبيرة. يعد الحصول المبكر على الرعاية والدعم النفسيين أمراً مهماً للغاية".

ونشر الهلال الأحمر التركي أكثر من خمسة آلاف موظف ومتطوع قاموا، إلى جانب أنشطة أخرى، بتوزيع أكثر من 31 وجبة ساخنة على المشردين والمقيمين في مراكز إيواء طارئة.

وفي سوريا، أُرسل حوالى أربعة آلاف متطوع وموظف إلى المناطق الأكثر تضرراً للوصول إلى قرابة 365 ألف شخص. وعلى الأمد الأبعد، شدد الاتحاد على أن الدعم الدولي والتضامن لإيصال المساعدات الإنسانية سيكون ضرورياً لشهور وسنوات مقبلة.

المزيد من متابعات