Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العراق ومعركة الإرهاب... كم سنة تكفي لاستئصال "داعش"؟

يشير محللون إلى وجود حواضن إرهابية داخل البلاد وأن الحدود الهشة تسهل تهريب العناصر والسلاح

تواصل القوات العراقية ملاحقة العناصر الإرهابية المنهزمة عبر المتابعة الميدانية وجهود الاستخبارات (أ ف ب)

تبدو معركة العراق مع الإرهاب مستمرة على رغم إعلان النصر على تنظيم "داعش" المتطرف في #بلاد_الرافدين وسوريا، في 10 ديسمبر (كانون الأول) 2017، إذ لا توجد نهاية متوقعة للملف الذي أرهق العراق والعراقيين وأسهم في تأخر #عجلة_التنمية.

في أحدث العمليات الأمنية، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، الأحد الماضي، مقتل سبعة إرهابيين، بينهم من يسمى بـ "والي ديالي".

وقال رسول، في بيان، إن "قواتنا الأمنية المسلحة البطلة تواصل ملاحقة ومتابعة العناصر الإرهابية المنهزمة، ومن خلال المتابعة الميدانية وتكثيف الجهود الاستخباراتية لمديرية الاستخبارات العسكرية بالتنسيق مع خلية الاستهداف التابعة لقيادة العمليات المشتركة، نفذت القوة الجوية ضربتين جويتين ناجحتين بواسطة طائرات "أف 16"، ضمن سلسلة جبال حمرين". وأضاف أن "الضربتين الجويتين أسفرتا عن قتل سبعة إرهابيين، بينهم المجرم المسمى والي ديالي، الإرهابي سامي موحان الملقب بابن عبد الرحمن".

عام الانتصارات 

وفي نهاية العام الماضي، أعلن نائب قائد العمليات المشتركة قيس المحمداوي، عن مقتل أكثر من 250 داعشياً عبر ضربات جوية وميدانية خلال العام، مشيراً إلى أن العامين 2021 و2022 هما الأفضل على مستوى التنسيق بين القوات الاتحادية والبيشمركة. 

وكان المحمداوي أكد في مؤتمر صحافي أن "مجموع الضربات الجوية الدقيقة لهذا العام بلغ 70 ضربة من دون أي أخطاء، تمكنت من قتل 200 إرهابي، والمفتاح لهذه العمليات هو العمليات الاستخباراتية وخلية الاستهداف". 

 وأضاف أنه "قتل 80 إرهابياً ميدانياً"، معتبراً عام 2022 "هو عام الانتصارات الكبيرة على (داعش) من خلال القتل أو إلقاء القبض على العناصر المتطرفة". 

وأكد المحمداوي أيضاً أن عام 2022 "شهد عملاً كبيراً على مستوى انفتاح القوات وتزويدها بالمتطلبات الفنية مثل الكاميرات، ومنظومة المناطيد، والنواظير الليلة، وغيرها". 

ولفت إلى أن التقاء قوات سامراء وصلاح الدين وديالي، أسهم في تحقيق الاستقرار منذ نحو ثمانية أشهر في تلك المناطق. 

نائب قائد العمليات المشتركة، نوه إلى توجيه لرئيس الوزراء بتعزيز القوات وتأمين الانفتاح بينها على الحدود العراقية - التركية، والعراقية - الإيرانية. 

واعتبر العامين 2021 و2022 الأفضل في مجال التنسيق بين القوات الاتحادية والبيشمركة، ويشمل ست عمليات مشتركة، مردفاً أن التنسيق جرى على مستوى البرقيات والمعلومات والوجود عبر فتح خمسة مراكز تنسيق مشتركة. 

وبيّن أن هذه الجهود أسهمت في "غلق الفجوات بين المناطق المشتركة"، مشيراً إلى أن طموحهم في هذا الجانب أكبر، ويتمثل في جعل جميع الخطوط "خطاً واحداً" على الأرض. 

تنسيق مشترك

إلى ذلك، كشف المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية اللواء تحسين الخفاجي، أن العمليات المشتركة والبيشمركة تعتزمان إنشاء خلية استخبارات مشتركة، لافتاً إلى أن العلاقة بينهما "متطورة". 

وكان رئيس أركان الجيش الفريق أول عبدالأمير رشيد يارالله، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق قيس خلف المحمداوي، وعدد من كبار القادة والضباط في وزارة الدفاع، قاموا بزيارة إلى أربيل وكان في استقبالهم رئيس أركان وزارة البيشمركة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الخفاجي، في تصريح صحافي، إن "الزيارة الحالية وسابقاتها بين العمليات المشتركة والبيشمركة، تندرج ضمن أطر العمل والتعاون المتطور والعلاقة المتطورة مع البيشمركة، وهي زيارة مهمة جداً". 

وأضاف أن الزيارات "وطدت وطورت العمل العسكري المشترك، وهناك اتجاه لمراجعة الخطط بيننا لعام 2023 في ملاحقة ومتابعة تنظيم (داعش) الإرهابي". 

وأشار الخفاجي إلى أن "هناك رؤية جديدة في العمل الاستخباري المشترك، تتمثل في إنشاء خلية استخبارات مشتركة، واجبها تبادل المعلومات والمشاركة في العمليات العسكرية، ووضع الخطط الاستخبارية الخاصة للعدو".  وذكر أن اللواءين المشتركين "سيسهمان بشكل كبير ومباشر في استقرار المناطق ذات الاهتمام الأمني المشترك وملء الثغرات الموجودة، والقيام بعمليات مشتركة سواء بيننا وبين إقليم كردستان، أو بيننا وبين حكومة المركز".

مكافحة الإرهاب 

كما استقبل مستشار الأمن القومي السيد قاسم الأعرجي، اليوم الإثنين، في مكتبه منسق الاتحاد الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب إيلكا سالمي والوفد المرافق له، بحضور سفير الاتحاد الأوروبي في العراق.

وجرى خلال اللقاء، استعراض علاقات الشراكة والتعاون بين العراق والاتحاد الأوروبي، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، فضلاً عن دعم الاتحاد الأوروبي لتنفيذ الاستراتيجيات والجهود الوطنية العراقية المتعلقة بإعادة العوائل من الأطفال والنساء من مخيم "الهول" في سوريا وإعادة دمجهم بالمجتمع. 

وجدد وفد الاتحاد الأوروبي تأكيد التزام الاتحاد استمرار التعاون والشراكة ودعم العراق في مواجهة الإرهاب. 

من جانبه، أكد الأعرجي أن العراق في مرحلة تنفيذ استراتيجية مكافحة التطرف العنيف ومنعه، وصولاً إلى مجتمع آمن ومتماسك. 

عمليات نوعية

في سياق متصل، أكد الباحث السياسي نبيل جبار التميمي، أن التقارير الأمنية المحلية والدولية تواصل الإشارة إلى وجود مجاميع إرهابية مسلحة لها نشاطها في مناطق عدة بالعراق، وتجري القوات الأمنية عمليات نوعية عدة خلال السنة تستهدف فيها مثل هذه المجاميع التي تنشط في مناطق هشة بأنحاء البلاد.

وبحسب التميمي، فإنه وفقاً للمعطيات ومراقبة للأنشطة الإرهابية، لن تتمكن المجموعات الإرهابية من السيطرة على أية بقعة من العراق، وستقتصر أنشطتها على تنفيذ عمليات إرهابية هنا وهناك، وهي في الغالب تتخذ موقف الدفاع في مواجهة القوات الأمنية التي تجري منذ أربع سنوات عمليات تستهدف أنشطة تلك المجاميع، وبعضها نوعي استخباري يستهدف الهيكل التنظيمي لـ"داعش". 

أما الباحث السياسي صالح لفتة، فأشار إلى أن "القتال ضد الإرهاب مستمر، على رغم تحقيق انتصارات عظيمة، وتحرير المدن، وتصفية معظم قادة التنظيمات الإرهابية". 

فالعراق، وفقاً للفتة، "ما زال مهدداً من قبل الإرهاب، ولا نهاية قريبة له، وهذا هو الواقع، ربما تخف حدة التهديدات بتعرض القوات الأمنية للهجوم أو بعمليات تفجير في المدن، لكن تجفيف الإرهاب بصورة كاملة مستبعد في الوقت الراهن"، عازياً السبب إلى "وجود حواضن لبعض الإرهابيين في مناطق معينة داخل العراق وخارجه من دول غير منضبطة الحدود كسوريا مثلاً، إذ يسهل تهريب السلاح والأشخاص عبرها من وإلى العراق".

وتابع أن "الإرهابيين فيهم عراقيون انضموا إلى التنظيمات الإرهابية لأسباب مختلفة، وبعضهم أجانب سهلت لهم دول الجوار دخول العراق، لذلك فمن أجل تجفيف الإرهاب وتسريع القضاء عليه يجب، مع التكتيكات التي استخدمت سابقاً، استخدام تكتيكات جديدة بتكثيف العمل الاستخباراتي، والمراقبة الجوية، وضبط الحدود، وتسريع محاكمة الإرهابيين الموجودين في السجون، ومعالجة الأسباب التي تدفع بالعراقي إلى التطرف، ومحاسبة الذين يتبنون الخطاب الإرهابي، وتشريع القوانين التي تسهم في زيادة السلم المجتمعي".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير