Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زلزال سوريا... حكايات من تحت الأنقاض

عدد كبير من الأشخاص ما زالوا عالقين في مدينة جبلة ويحاولون طلب المساعدة بشتى الطرق

امتلأت حوائط جبلة بـ #محافظة_اللاذقية في سوريا ومعها جدار "فيسبوك" بالنعوات الخاصة بضحايا #الزلزال، الذي أصاب المدينة بشكل خاص، وأدى إلى انهيار عدد كبير من الأبنية فوق رؤوس أصحابها، بالتالي موت عائلات بأكملها، وبقاء أسر أخرى تحت الأنقاض تنتظر من ينقذها في ظل عدم وجود إمكانات تستطيع تلبية جميع النداءات.

عبر بث مباشر من تحت الأنقاض، ظهر شاب في الـ15 من عمره تقريباً، يتحدث وبدا عليه أنه يحتاج إلى المياه، فالجفاف أضنى فمه الذي اضطر إلى ابتلاع ريقه مرات عدة ليكمل كلامه.

حاول الشاب أن ينقل للناس الوضع تحت الركام ويطلب المساعدة، لكن أثناء البث حدثت هزة أرضية ملأته بالغبار فوق الذي يغطيه مما اضطره إلى إغلاق البث.

وقبل ساعات انتشر فيديو لطفل لم يتجاوز سنة على سرير في أحد المستشفيات بعد أن فقد والديه في الزلزال، وقد بدا عليه التعب والعطش، بحسب الممرضة التي تتابعه، والأهم أن الصدمة قد نالت منه ولا يعرف أين هو.

ومن بين الأنقاض ظهرت صورة لمراهق استطاعت فرق الإنقاذ إخراجه من تحت الركام بعد 52 ساعة، وظهر وهو يبتسم، وكأنه يعلن أن الحياة دائماً تنتصر.

محاولات الإنقاذ

يقبع تحت الأنقاض في مدينة جبلة الساحلية التابعة لمحافظة اللاذقية عدد كبير من الأشخاص الذين يحاولون بشتى الطرق طلب المساعدة.

واستطاعت سيدة أن تتصل بأحدهم لطلب فرق الإنقاذ لكنهم لم يستطيعوا تحديد أين هي بالضبط مع عائلتها، فما كان من الناشطين إلا أن نشروا رقم هاتفها على "فيسبوك" حتى يتعرف عليه أحدهم ويعرفون من هي ويحددون مكانها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعاني مدينة جبلة شحاً في معدات رفع الأنقاض، ولم يتوان أهلها مع كل فرصة في طلب المساعدة، وأبرزها فيديو كان يطلب أن يأتي أحدهم لمنطقة شارع الغزالات قرب الشاطئ، التي غمرتها المياه، ونبه إلى أن هذا يقلل فرص نجاة من هم تحت الأنقاض، ويبدو بحسبه أن معظم أهل البناية تحت الأنقاض والماء قريب منهم، وهم بحاجة إلى آلية تزيح بعض الأنقاض ليصل إليهم الهواء حتى يتنفسوا.

ومن الأماكن التي تأذت بشكل واضح في ريف محافظة اللاذقية قرية سطامو التي تتبع ناحية الفاخورة، فقد لحق بها دمار كبير وتركت ساعات طويلة من دون أية مساعدة.

وناشد أهالي سطامو رجال الدفاع المدني وفوج الإطفاء إرسال آليات للمساعدة في إخراج الضحايا والعالقين من تحت الأنقاض، لكن بسبب ضعف الإمكانات توفي حتى الآن 45 شخصاً ويجري البحث عن مفقودين.

مبان متصدعة

لقد سوى الزلزال مباني كثيرة بالأرض، وأصاب مباني يفوق عددها ما دمر بالتصدعات، ليجعلها خطراً إضافياً على ساكنيها ومن حولهم.

ففي قرية السقيلبية بريف حماة خرج نداء عبر صفحة شخصية معروفة اجتماعياً تناشد أي مهندس موجود في المنطقة ليطلع على حال منزل أصبح وضع ساكنيه يرثى لهم، فهم بحسب ما ذكر لم تغمض لهم عين منذ الزلزال، إذ اضطروا إلى أن يتسمروا طوال الوقت على الكراسي بمدخل المنزل.

وذكر الناشط أن هذا المنزل كان قد تعرض لصاروخ وقع في وسط سقف إحدى الغرف في أبريل (نيسان) 2019 ولم يتم تعويضه عن الأضرار على رغم أن قدم بلاغاً رسمياً بذلك للجهات المتخصصة.

كما ناشد أهل سطامو المعنيين بالاطلاع على وضع مدرسة القرية المتصدعة بشكل أصبح يخافون فيه على أبنائهم، وأشاروا إلى أن مدارس المنطقة باتت وضعها سيئ وتحتاج إلى التفقد فوراً والعمل عليها، وطالبوا بتعليق الدوام الرسمي حتى إشعار آخر.

وكذلك أخلت السلطات البناء التابع للمصرف المركزي الموجود في مدينة جبلة، معللة ذلك بعدم سلامة البناء.

وفي ظل هذا الوضع المضطرب والمؤلم، يواري الأهالي ومعارفهم الضحايا الذين فارقوا الحياة في مقبرة جماعية قدمتها بلدية جبلة، ويجري العمل فيها منذ الصباح الباكر لكي تضم إلى صدرها أجساد أحبة لن يروهم مجدداً إلا في صور تحفظها ذاكرة يجتاحها الألم.

المزيد من متابعات