اكتشف عدد من #العلماء نوعاً جديداً من #الجليد ربما يضيف معلومات جديدة إلى معارفنا عن #الماء.
يتميز الجليد المكتشف بأنه ليس متجمداً على هيئة بلورات، مما يعني أن ذراته مرصوفة في شكل غير منتظم بدلاً من الترتيب الدقيق والأنيق المتكرر في الجليد البلوري العادي.
وكذلك يتصف "الجليد غير المتبلور متوسط الكثافة" (اختصاراً "أم دي أي" MDA) وفق التسمية العلمية للنوع الجديد، بأنه يشبه الماء السائل بأكثر من تشابهه مع الجليد التقليدي بأشكاله كافة، وربما يساعد في توصل العلماء إلى فهم أفضل للماء "أتش 2 أو" H2O.
توصل باحثون في "كلية لندن الجامعية" و"جامعة كامبريدج" إلى اكتشاف غير متوقع خلال نهوضهم بـ"إحدى "تجارب ظهيرة يوم الجمعة"، وفيها ينجز العالم تجربته وينتظر ما ستؤول إليه الأمور" [بمعنى أنه يتركها ولا يتدخل في مجرياتها أثناء عطلة نهاية الأسبوع يومي السبت والأحد].
وفي التفاصيل يرد أن الفريق العلمي المزدوج أضاف كمية من الثلج العادي إلى وعاء يحتوي على كرات فولاذية تبلغ برودتها 200 درجة مئوية تحت الصفر، ثم هزوا الخليط. وجدوا أن العملية لم تنتج قطعاً صغيرة من الجليد العادي، بل شكل من أشكال الجليد يحمل نفس كثافة الماء السائل. [الجليد العادي أقل كثافة بقليل من الماء، لذا يطفو قرابة عشر حجمه فوق الماء].
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
جدير بالذكر أن "الجليد غير المتبلور" يمثل النوع الرئيس من الجليد الموجود في الفضاء الخارجي، لأن تلك البيئة الباردة لا تسمح له بأن يحتفظ بطاقة حرارية كافية لتكوين بلورات، بالتالي نجد أنه نادر الوجود على الأرض.
ويتوفر "الجليد غير المتبلور المتوسط الكثافة" الذي يبدو كمسحوق أبيض ناعم، في الأقمار الجليدية في الجزء الخارجي من النظام الشمسي.
وكذلك تمارس قوى المد والجزر الآتية من كوكبي المشتري Jupiter وزحل Saturn تأثيراً مماثلاً على الجليد العادي على غرار ما فعلته قوة البرودة التي وجدت في الكرات المعدنية المثلجة المستخدمة في هذه التجربة.
ووجدت الدراسة أيضاً أنه حينما يسخن ذلك النوع الفضائي من الجليد وتعاد بلورته، فإنه يطلق كمية كبيرة من الحرارة في مقدورها أن تؤدي إلى حركات في الصفائح التكتونية مع حدوث "زلازل جليدية" في الأقمار المغطاة بالجليد على شاكلة القمر "غانيميد" Ganymede، أحد أقمار المشتري. وتصل سماكة هذا الجليد إلى بضعة كيلومترات.
تطرق إلى هذه التجربة الاختصاصي من "كلية لندن الجامعية"، البروفيسور كريستوف سالزمان، فأوضح أن "الماء أساس كل أشكال الحياة. وجودنا رهن بوجوده، ونطلق بعثات فضائية بحثاً عنه. في المقابل، من وجهة نظر معينة، يشوب فهمنا له الكثير من أوجه القصور".
وفي السياق نفسه، أضاف سالزمان، "نعرف 20 شكلاً بلورياً من الجليد، لكن لم يكتشف سابقاً سوى نوعين رئيسين من الجليد غير المتبلور، ويطلق عليهما العلماء تسميتي "الجليد غير المتبلور عالي الكثافة" و"الجليد غير المتبلور منخفض الكثافة"، بالتالي فلربما تترك نتائج التجربة تأثيرات بعيدة المدى في معلوماتنا المتصلة بالمياه السائلة، وكثير من الظواهر غير المتوقعة التي تظهرها المياه".