Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تشعرون "بتبلد الإحساس"؟ ربما يكون هناك سبب لذلك

تخيلوا عدم القدرة على الشعور بالآثار الإيجابية لوجودك مع الأصدقاء والعائلة، كما يقول إيان هاملتون

"ينظر ساستنا إلى علاج الصحة النفسية على أنه "من الكماليات" الاختيارية وليس خدمة أساسية" (غيتي)

الوهن العاطفي واحد من عديد الأعراض التي تظهر على الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، ويتجلى هذا حين تتبلد المشاعر الإيجابية والسلبية لدرجة أن الناس لا يشعرون بالطيف الكامل للمشاعر التي يشعر بها غيرهم ممن لا يعانون من الاكتئاب في حياتهم اليومية.

قد يبدو هذا قليل الأهمية، لكن أثره قد يكون خطيراً، لا سيما بالنسبة إلى العلاقات الوثيقة مع العائلة أو الشريك. تخيلوا عدم القدرة على الشعور بالآثار الإيجابية لوجودكم مع الأصدقاء والعائلة نظراً لانخفاض هرمونات الرضا التي يطلقها الدماغ التي تشارك في تعزيز هذا النوع من التفاعل كثيراً.

وحتى الآن، تمثلت الصعوبة في تمييز ما إذا كان سبب هذا الوهن العاطفي ناجماً عن الاكتئاب أو الدواء المضاد للاكتئاب الموصوف لعلاج مشكلة الصحة النفسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد سلطت الأبحاث الجديدة الضوء على هذا الأمر وخلصت إلى أن الاستخدام الطويل الأمد لمضادات الاكتئاب هو الذي يبدو أنه السبب الرئيس. ولكن من المرجح أن الدواء قد لا يكون هو السبب في الوهن العاطفي في الواقع، إلا أنه يفاقم ذلك التأثير الذي ينتج بالفعل من الاكتئاب السريري.

هذا كشف جديد حاسم، لأن أولئك الذين يعانون من الوهن العاطفي قد يرغبون (وهذا مفهوم) في التوقف عن تناول أدويتهم قبل الأوان كي يتسنى لهم اختبار كامل مشاعرهم. إلا أن المخاطرة التي قد تنجم عن ذلك تتمثل في احتمال ترك الاكتئاب دون علاج، وهو (بصورة مفارقة نوعاً ما) قد يزيد تعقيد الأعراض.

تشير جميع الأدلة إلى أن الجمع بين العلاج النفسي والأدوية يوفر النهج الأكثر فعالية للعلاج. يلعب الدواء دوراً رئيساً في علاج الاكتئاب والتعافي منه، ومن دون الدواء يطول أمد هذه العملية.

هناك أنواع عدة متوفرة من الأدوية المضادة للاكتئاب، لذلك يجدر النظر في تغيير الوصفة الطبية إذا كان المرء يعاني من وهن عاطفي إلى نوع واحد من مضادات الاكتئاب لمعرفة ما إذا كان هذا يساعد على تقليل الأعراض (أو القضاء عليها تماماً).

ومن المؤسف أن هذا قد يستغرق بعض الوقت، وفي الفترة الفاصلة، يمكن أن تكون الأعراض الإجمالية شديدة حتى عندما يمتثل الأشخاص للوصفة الطبية التي يتلقونها. إنها لمهمة ليست بالسهلة أن يتناول الفرد الدواء لأسابيع عدة قبل أن يشعر بأي تحسن.

وتتمثل إحدى الطرق الواضحة لتجنب – أو في الأقل للتخفيف من – تأثير الوهن العاطفي والأعراض الأخرى للاكتئاب في اكتشاف أولئك الذين من المحتمل أن يصابوا بالاكتئاب في أقرب وقت ممكن. من خلال القيام بذلك، يمكننا تقليل الحاجة إلى الدواء، وعوض ذلك يمكننا توفير إتاحة العلاجات النفسية التي ثبت أنها فعالة في المراحل المبكرة من الاكتئاب.

على رغم أن هذا النوع من التدخل المبكر منطقي وقادر على الحد من المعاناة النفسية، إلا أنه يتطلب تغييراً كاملاً في نهجنا إزاء الصحة النفسية. في الوقت الحالي، ننتظر ظهور الأعراض قبل تقييم الفرد وتقديم العلاج المتخصص. وسيتعين تغيير ذلك مع إعادة توجيه الأطباء والخدمات للتركيز على الوقاية بدلاً من مجرد توفير العلاج الحاد.

وسيتطلب هذا التحول في النهج استثماراً كبيراً وتدريب الموظفين، فضلاً عن إبلاغ المرضى المحتملين بكيفية عمل ذلك. المشكلة أننا لا نستطيع حتى توفير علاج ميسر وحسن التوقيت لأولئك الذين يعانون بالفعل من الاكتئاب، ناهيك عن أولئك الذين قد يكونون عرضة لخطر تفاقم مشكلة قائمة. هناك أوقات انتظار طويلة وقوائم لهذه الخدمات المعروفة باسم تحسين إتاحة العلاجات النفسية (IAPT).

على رغم خطاب الحكومة في شأن الاستثمار في الصحة النفسية فإن تجربة أولئك الذين يديرون الخدمات وإتاحتها تدل على أن ثمة القليل الذي تغير فقط. لقد أسهمت سنوات من نقص الاستثمار في علاج الصحة النفسية، مصحوبة بارتفاع الطلب في أوقات الانتظار الطويلة الحالية لتأمين العلاج – وهي مسألة لا تظهر أي علامات على تغيرها في أي أجل قريب.

لقد كانت الحكومة (البريطانية) واضحة في اعتزامها خفض تمويل الخدمات العامة من خلال الدفع "بمدخرات الكفاءة" – وهي في الأساس ترمز إلى خفض النفقات.

ما من طرق مختصرة لعلاج الصحة النفسية، فهذه الخدمات تحتاج إلى توفير الموارد بأعداد كافية لتمكين أولئك الذين يحتاجون إلى الدعم من الحصول عليها وفي الوقت المناسب. لا معنى اقتصادياً لمحاولة توفير المال اليوم حين يتعلق الأمر بهذه الخدمات، لا سيما حين يعني ذلك على المدى البعيد أن الأمر سوف ينتهي بمن هم في حاجة إلى العلاج اليوم إلى الحاجة لعلاج يدوم لفترة أطول مما كان عليه لو كانوا قادرين على الوصول إلى الدعم عندما كان مطلوباً في البداية.

ينظر ساستنا إلى علاج الصحة النفسية على أنه "من الكماليات" الاختيارية وليس خدمة أساسية. للأسف، نحن نترك الملايين من الناس دون الدعم الذي يستحقونه. وعلى رغم اعتراف الحكومة بأن التوظيف ليس مجرد طريق للخروج من الفقر، ولكنه يساعد الناس أيضاً على الحفاظ على صحة نفسية جيدة، إلا أنها تخفق في الاستثمار في العلاج الذي يمكن الناس من الحصول على عمل أو البقاء فيه.

لا شيء من هذا منطقي، وأولئك الذين يعانون من الاكتئاب هم ضحايا الافتقار إلى الإرادة السياسية والرعاية.

© The Independent

المزيد من صحة