اعترف الجيش الإسرائيلي بالقدرات التقنية لحركة حماس ونجاح عناصرها في جمع معلومات عن جنوده ومواقع عسكرية، عبر حسابات مزيفة وتطبيق "واتساب" وشبكات التواصل الاجتماعي، من دون الحديث، إذا ما تمكنت الحركة من الحصول على معلومات استخباراتية.
واختار عناصر حماس، الذين يتقنون اللغة العبرية، أرقام هواتف جنود يخدمون في القواعد العسكرية والمواقع القريبة من القطاع والموجودة قرب غزة .
وتحدثوا مع الجنود بالعبرية وعرفوا أنفسهم كجنود من وحدات عسكرية أخرى. فتجاوب معهم الجنود ودخلوا في حوار تضمن تفاصيل عن نشاطات الجيش في غزة.
معلومات سرية
كما حاول عناصر الحركة الحصول على معلومات سرية، وفق تسريبات عن الموضوع، وما أظهرته صور نشرها الجيش، في محاولة لتوعية الجنود على خطر اختراق هواتفهم وإدارة أي حوار عبر تطبيق "واتساب".
وبحسب الجيش فإن المحاولات التي يقوم بها نشطاء حماس تستند إلى المكان الجغرافي للجنود الإسرائيليين، ومحاولة الحصول على أرقام هواتفهم من مجموعات علنية يكون الجندي عضواً فيها.
وعبّر الجيش الاسرائيلي عن قلقه من الاختراق الأخير عبر "واتساب"، حيث كشف تفاصيل حوار مع جندي في الكتيبة 890 التابعة لوحدة المظليين، الذي تلقى رسالة عبر التطبيق من رقم غير معروف وعرف المتصل عن نفسه بالعبرية، على أنه جندي من وحدة عسكرية أخرى وطلب معلومات حول جدول التدريبات العسكرية التي ستجريها كتيبته ونشاطات عملياتية عسكرية للكتيبة 890.
ويكمن قلق الجيش في أن الحصول على معلومات كهذه، تشكل خطراً كبيراً على عناصر الوحدة، إذ إن تفاصيل مواعيد تحركات الكتيبة من بداية التدريبات حتى نهايتها باتت لدى حماس، ما يسهل أي عملية تخطط ضد جنود الكتيبة 890، علماً أن نسبة ليست قليلة من العمليات التي نفذت ضد الجيش الإسرائيلي، وتم خلالها خطف جنود كانت في لحظات تبديل الكتائب لمواقعها مع كتائب أخرى، مثل اختطاف الجنود الإسرائيليين من قبل حزب الله عام 2006.
فيديوات مصورة
في سياق متصل، يبحث الجيش إذا ما حصلت الحركة على فيديوات مصورة لجنوده، في محاولة لاستخدامها مستقبلاً للمقايضة.
ونقلت صحيفة "هآرتس"، عن خبراء تقنيين أن التكنولوجيا التي استخدمتها حماس متطورة جداً، ونجحت في رفع تطبيقين على متجر "غوغل" الإلكتروني، إضافة إلى إعداد حسابات مزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي بحرفية عالية ودقة، واستخدام لغة عبرية سليمة إلى حد ما.
وبحسب توقعات الخبراء فإن حماس تمكنت، عبر تطبيقاتها المتطورة التي استخدمتها، من تحميل ملفات وإرسالها وشملت صوراً وفيديوات مخزنة وتشغيل كاميرا التصوير والتحكم بها عن بعد.
وهذه ليست المرة الأولى التي تنجح حماس أو تنظيمات أخرى في اختراق أجهزة هواتف جنود إسرائيليين، فقبل أكثر من سنة نجحت الحركة في استدراج ضباط في الجيش والحصول على صور لقواعد عسكرية، كما نجحت في التنصت على مكالمات الجنود وسماع أحاديثهم، بالتالي الحصول على معلومات أمنية وعسكرية حساسة وخطيرة.