أعربت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين عن ثقتها في أن النقاشات الرامية إلى توسيع نطاق القيود على بيع المنتجات البترولية الروسية ستنتهي قبل الموعد النهائي القريب الذي يتزامن مع فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة ضد موسكو، بحسب ما ذكرت وكالة "بلومبرغ" للأنباء الجمعة.
وقالت يلين للصحافيين اليوم خلال رحلة في جنوب أفريقيا "نحن في منتصف مناقشات مع جميع شركائنا، لكنني متشجعة تجاه تمكننا من التوصل إلى اتفاق بحلول الخامس من فبراير (شباط)".
وطرح مسؤولو الاتحاد الأوروبي خطة الخميس من شأنها تحديد سقف للأسعار يتعلق بالخدمات يبلغ 100 دولار أميركي على برميل الديزل الروسي، و45 دولاراً على مجموعة مشتقات الوقود الأقل ثمناً.
ورفضت يلين ذكر ما إذا كانت هذه المقترحات مقبولة بالنسبة إلى الولايات المتحدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كانت مجموعة السبع وأستراليا قد فرضتا سقف أسعار على النفط الروسي في الخامس من ديسمبر (كانون الأول)، وحظرتا استخدام خدمات التأمين البحري والتمويل وغيرها من الخدمات المقدمة من الغرب للشحنات التي يزيد السعر فيها على 60 دولاراً للبرميل، ومن المقرر أن يدخل حيز التنفيذ سقف آخر يستهدف المنتجات البترولية المكررة الروسية، مثل الديزل وزيت الوقود، في الخامس من فبراير.
يلين تشجع الأفارقة على استغلال سقف الأسعار
قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في العاصمة السنغالية داكار الجمعة، قبل أن تتجه إلى جنوب أفريقيا، إن حرب روسيا ضد أوكرانيا تضر بالأفارقة بشكل خاص من خلال مفاقمة انعدام الأمن الغذائي وإثقال كاهل اقتصاد القارة بعبء كانت في غنى عنه.
وأضافت إن إنهاء الحرب سيكون أفضل شيء لمساعدة الاقتصاد العالمي، لكن تقديرات وزارة الخزانة أشارت إلى أن سقف الأسعار على النفط الخام والمنتجات المكررة من روسيا الذي تبنته مجموعة السبع للحد من عائدات روسيا من شأنه توفير ستة مليارات دولار سنوياً لأكثر من 17 دولة أفريقية استيراداً للنفط.
وقالت يلين إن بعض الدول الناشئة توفر مبالغ أكثر من خلال استخدام سقف الأسعار للتفاوض على تخفيضات أكبر مع روسيا، وإن وزارة الخزانة تشجع دولاً أخرى على فعل ذلك.
وقالت يلين إن واشنطن قدمت مساعدات إغاثية وغذائية طارئة بنحو 13 مليار دولار العام الماضي، وإنها تؤسس حالياً شراكة استراتيجية بين الولايات المتحدة وأفريقيا لتلبية الحاجات الغذائية على المدى القصير لأكثر من 300 مليون أفريقي.
ويلين هي الأولى من بين عدد من كبار المسؤولين الأميركيين الذين يعتزمون زيارة أفريقيا هذا العام، بينهم الرئيس جو بايدن، مع سعي واشنطن إلى تعزيز العلاقات مع القارة وتوفير ثقل مقابل للثقل الذي تتمتع به الصين، التي جعلت قروضها العديد من الدول مثقلة بالديون.
تحذيرات من الأثر العكسي للعقوبات الجديدة
من جهتها حذرت مجموعة غولدمان ساكس المصرفية الأميركية من أن فرض سقف على أسعار منتجات النفط الروسية والحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على استيرادها، سوف يثيران في الأقل قدراً أكبر من الاضطرابات في سوق الطاقة العالمية، مقارنة بالحزمة السابقة من العقوبات التي فرضت على صناعة النفط الروسية.
وفي مقابلة مع شبكة تلفزيون "بلومبرغ"، صرح نيكيل بهانداري مدير قسم الموارد الطبيعية وأبحاث الطاقة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في المجموعة أن صادرات الديزل من روسيا تمثل 15 في المئة من تدفقات الديزل على مستوى العالم، وكانت تمثل حتى فترة قريبة نحو 80 في المئة من الواردات إلى أوروبا.
وأوضح أنه في ما يتعلق بالمنتجات البترولية فإن الصين والهند من الدول المصدرة للديزل، بالتالي فإن إعادة تحويل الصادرات سوف تثير مزيداً من الاضطرابات في سوق الطاقة.
وجدير بالذكر أن العقوبات على قطاع النفط الروسي ستفرض في وقت تكون فيه مخزونات الديزل في العالم محدودة للغاية بالفعل.
الصين تبتلع النفط الرخيص
على صعيد آخر، قال متعاملون إن شركة تجارة النفط الصينية العملاقة "يونيبك" استحوذت على كميات كبيرة من الخام منخفض السعر من أبوظبي والبرازيل والولايات المتحدة، مستفيدة من تراجع في أسعار الشحن بالناقلات العملاقة والأسعار الفورية في سوق تحظى بوفرة في الإمدادات.
مشتريات الذراع التجارية لأكبر شركة تكرير مدعومة من الدولة في آسيا (سينوبك) تأتي وسط توقعات بانتعاش الطلب على النفط في الربع الثاني من العام بعد أن تخلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم عن سياسة "صفر كوفيد" العام الماضي.
وقال متعاملون إن "يونيبك" اقتنصت هذا الأسبوع أربع شحنات جديدة من خام "زاكوم العلوي" الذي تنتجه أبوظبي للتحميل في مارس (آذار)، مما رفع إجمالي مشترياتها من هذا الخام "متوسط الكبريت" إلى نحو 17 شحنة يما يعادل 8.5 مليون برميل هذا الشهر. وتضم كل شحنة 500 ألف برميل.
وإلى جانب ذلك، اشترت "يونيبك" هذا الشهر حمولات ما لا يقل عن خمس ناقلات نفط عملاقة من الخام البرازيلي وحمولات ثلاث ناقلات من الحجم نفسه من الخام الأميركي للتحميل في نهاية يناير (كانون الثاني) وأوائل فبراير. ويمكن لكل ناقلة خام عملاقة حمل ما يصل إلى مليوني برميل من النفط.
وقال متعامل في سنغافورة "لم أر يونيبك تنفذ مثل عمليات الشراء الضخمة تلك في الأشهر الأخيرة".
وقال متعامل آخر إن الزيادة في المشتريات قد تكون مؤشراً إلى استعداد "سينوبك" تكثيف عملياتها بمجرد نمو الطلب.
يزيد إقبال المشترين الآسيويين على الحصول على شحنات من الأميركتين بفعل تراجع أسعار الشحن بالناقلات العملاقة ونزول الفارق السعري بين خامي "برنت" و"دبي" لأدنى مستوياته في عام.
وقال متعاملان في الولايات المتحدة إن الخصومات الفورية لخام "مارز" الأميركي للتسليم في فبراير تراجعت إلى 2.50 دولار مقابل خام القياس "غرب تكساس الوسيط"، وهو أعلى مستوى منذ 17 نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً إلى حد كبير بالزيادة في شراء الشحنات.
وتظهر بيانات من "سيمسون سبنس يانج" على "رفينيتيف أيكون" أن الدفعات الإجمالية من أسعار الشحن بناقلات النفط العملاقة التي تبحر من الخليج الأميركي إلى الصين انخفضت للنصف تقريباً عند 8.2 مليون دولار من 15 مليون دولار في منتصف نوفمبر، والذي كان أعلى سعر منذ أبريل (نيسان) 2020.
وعلى رغم مشتريات "يونيبك" فلا تزال وفرة الإمدادات تضغط على الأسعار الفورية لخام الشرق الأوسط الذي يلبي أكثر من نصف الطلب في آسيا.
لكن رئيس وكالة الطاقة الدولية قال إن الأسواق قد تشهد شحاً هذا العام إذا انتعش الاقتصاد الصيني وقوضت العقوبات صادرات النفط الروسية.
ويتوقع محللون عودة نشاط طلب الصين على النفط اعتباراً من مارس (آذار)، مع عودة زخم النشاط الصناعي مع انتعاش اقتصادي، في حين يستعد المزيد للسفر بعد التعافي من إصابات "كوفيد-19".
ويتوقع سن جيانان محلل الشؤون النفطي لدى "إنرجي أسبكتس" أن يصل طلب الصين على الوقود، وبخاصة البنزين والديزل وكيروسين الطائرات إلى 8.9 مليون برميل يومياً في الربع الثاني من 2023، بزيادة 16 في المئة عليه في 2022 وبارتفاع من نحو 8.5 مليون برميل في اليوم في الربع الأول من العام الحالي.
ولا تزال مخزونات الخام في الصين مرتفعة، إذ سجلت 948.5 مليون برميل هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى منذ مايو (أيار) 2021، بحسب شركة تحليل البيانات "فورتكسا".