Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تخاطر أوروبا بتوسيع عقوباتها على النفط الروسي؟ 

تفاقم فاتورة الصناعة والزراعة والنقل البري يضاعف التضخم

اعتباراً من الخامس من فبراير (شباط) سينفذ الاتحاد الأوروبي حظرًا جديدًا على النفط الروسي (رويترز)

وصلت حملة الدول الغربية لإضعاف تمويل روسيا وإجبار الرئيس فلاديمير بوتين على التخلي عن حربه في أوكرانيا إلى مرحلة حساسة.

واعتباراً من الخامس من فبراير (شباط)، سينضم الاتحاد الأوروبي إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة في حظر الواردات المنقولة بحراً من الديزل الروسي ومنتجات النفط الأخرى.
ويقترن هذا الإجراء بسقف أقصى لسعر صادرات الوقود الروسية، وهو مصمم لنسف فجوة كبيرة في عائدات موسكو من الطاقة. وعلى الجانب الآخر، إذا لم يتمكن المشترون الأوروبيون من العثور على إمدادات بديلة، فإن العقوبات ستزيد من الكلف على الصناعات المعتمدة على الديزل مثل الصناعات الغذائية والزراعية والنقل البري وتجعل من الصعب على الحكومات كبح جماح التضخم.
ويخضع النفط الروسي بالفعل للعقوبات الأوروبية، لكن تلك تنطبق على النفط الخام غير المكرر، والذي يخضع للحظر الأوروبي وسقف 60 دولاراً للبرميل ويفرض على الكيانات التي لا تزال تشتري من روسيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تقول "بلومبيرغ" إن العقوبات الجديدة تؤثر في الوقود المكرر الروسي المنقول بحراً، كما تعد الدولة مصدراً رئيساً للنافثا -التي يمكن استخدامها في صناعة البنزين والبلاستيك- وزيت الوقود، الذي غالباً ما يستهلك في توليد الطاقة والشحن.

كما أنها تشحن وقود الطائرات وزيت الغاز المفرغ ومنتجات بترولية أخرى.
وتضيف "بلومبيرغ" أن روسيا استحوذت إجمالاً على 9.3 في المئة من شحنات المنتجات النفطية العالمية من حيث الحجم في عام 2022، أي نحو 0.5 نقطة مئوية أكثر من حصتها في سوق النفط الخام، لذا فإن عقوبات الاتحاد الأوروبي الأخيرة لا تقل أهمية.
 
آلية عمل سقف السعر 
 
لن يتمكن أي مشتر يدفع أكثر من الحد الأقصى للمنتجات المشحونة من روسيا من الحصول على تأمين وتمويل من الدول المشاركة الرئيسة، وهذه مشكلة كبيرة، على حد قول "بلومبيرغ"، وبخاصة بالنظر إلى أن أكثر من 95 في المئة من ناقلات المحيطات في العالم مؤمنة عبر لندن.
وتضيف أن الفكرة هي أنه وحتى إذا كان المشترون في أفريقيا وأماكن أخرى على استعداد لشراء الديزل الروسي بسعر أعلى من الحد الأقصى، فلن يتمكن الجزء الأكبر من الناقلات في العالم من الشحن.
 
البديل للوقود الروسي 
 
تقول "بلومبيرغ" إنه سيكون أحد أصعب التحديات هو استبدال المنتجات من نوع الديزل التي تعمل على تشغيل السيارات والشاحنات والآلات الزراعية والسفن ومعدات التصنيع والبناء، حيث تم شحن نحو 220 مليون برميل إلى الكتلة الأوروبية من الموانئ الروسية في عام 2022، وهو ما يكفي لملء نحو 14 ألف حوض سباحة بالحجم الأولمبي.
ويعتبر الموردون في الشرق الأوسط، حيث تكثف المصافي الجديدة، بديلاً واضحاً، كما يمكن أن تساعد الهند والولايات المتحدة أيضاً في سد الفجوة. 
والسؤال هنا "هل بدائل التوريد كافية؟"، ويعتمد ذلك جزئياً على ما إذا كانت الشركات في الصين تستخدم حصص تصدير متزايدة لإتاحة المزيد من المنتجات النفطية للسوق العالمية، ويجب أن يوفر ذلك براميل إضافية لشحنها إلى الاتحاد الأوروبي، في حين لا تعني الحصة الأعلى بالضرورة أن جميع الصادرات المحتملة ستحدث، بخاصة مع انفتاح الاقتصاد الصيني مجدداً بعد أن تخلت بكين عن سياستها الصارمة في شأن (صفر كوفيد).
هناك أيضاً مسألة ما إذا كانت روسيا ستواصل تصدير الديزل، وإذا حدث ذلك فسيتم تغيير التدفقات التجارية العالمية بشكل أساسي، كما سيظل هناك كمية الوقود الروسي نفسها في العالم، فقط سيتم شحنها إلى أماكن مختلفة، وإذا لم تتمكن روسيا من العثور على عدد كاف من المشترين واضطرت في النهاية إلى خفض الإنتاج فقد يؤدي ذلك إلى استنزاف الإنتاج العالمي.
كما تزيد إضرابات قطاع النفط الفرنسي من تعقيد الصورة، بالنظر إلى احتمال حدوث اضطرابات في مصافي التكرير والتي يمكن أن تقلل من إنتاج الاتحاد الأوروبي. 

النتيجة المثالية للاتحاد الأوروبي 

يأمل قادة الاتحاد الأوروبي في أن تؤثر العقوبات الجديدة في الأوضاع المالية لروسيا من دون التسبب في صدمة إمدادات الطاقة التي تعطل الصناعات الرئيسة وتجعل من الصعب على الحكومات السيطرة على التضخم.
وفي حال تحديد سقف سعر منخفض جداً فقد ترفض الشركات الروسية البيع، أو تعمل بجد لإيجاد طرق للتغلب عليها، وفي حال كانت مرتفعة للغاية فسيكونون قد عانوا فقط إزعاج الاضطرار إلى العثور على مشترين جدد. ويشمل عملاء الاستبدال المحتملين للوقود الروسي تركيا وكذلك دولاً في أفريقيا وأميركا اللاتينية. 
 
عواقب غير مقصودة 
 
قد تكون بعض الدول في طريقها إلى تحقيق مكاسب غير متوقعة إذا اشترت الديزل الروسي بشكل أساسي بأسعار مخفضة لتغطية متطلباتها المحلية وبيع الوقود من مصافي التكرير الخاصة بها إلى المشترين في الاتحاد الأوروبي بسعر أعلى بكثير، كما أنه لا توجد إمكانية لمنع المشترين من خارج الاتحاد الأوروبي مثل الهند من شراء الخام الروسي، ومعالجته في مصافيهم الخاصة لإنتاج الوقود، ثم بيع هذه البراميل بشكل شرعي إلى مشترين في الاتحاد الأوروبي.
كما يمكن للتجار المستعدين لخرق القواعد بالكامل شحن الوقود الروسي إلى بلد ما، وخلطه مع وقود آخر (أو إعادة تسميته فقط) وإرساله إلى الاتحاد الأوروبي، وقد يكون من الصعب للغاية إثبات الأصل الحقيقي لمثل هذه الشحنات.
اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز