Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

باميلا أندرسون: ثمة أهم من الحديث عن نهدي وعشاقي

من ظهورها شبه عارية في اللوحات الإعلانية لمؤسسة "بيتا" الخيرية للرفق بالحيوان إلى صداقتها مع جوليان أسانج، لطالما قوض تاريخ نجمة مسلسل "بايوتش" كناشطة التوقعات الثقافية

استخدمت النجمة اسمها وشهرتها لتناضل في سبيل قضايا كثيرة (غيتي)

في عام 1997 تلقت مؤسسة "بيتا" ملاحظة مكتوبة على ورق أرجواني من مؤيدة لها منذ فترة طويلة، فعندما كانت فتاة صغيرة أرسلت باميلا أندرسون بالبريد قطعاً نقدية من فئة ربع دولار للجمعية الخيرية المعنية بحقوق الحيوان. وبفضل ظهورها على أغلفة مجلة "بلاي بوي" ودورها في شخصية المنقذة "سي جيه باركر" في ماليبو التي كانت الكاميرا تستعرض ركضها بأسلوب الحركة البطيئة مرتدية ملابس السباحة الحمراء في مسلسل "بايوتش" Baywatch (الذي شاهده 1.1 مليار في جميع أنحاء العالم عندما كان في ذروة نجاحه)، هي الآن واحدة من أشهر النساء في العالم، وتنوي استخدام انتشارها الواسع لجذب الانتباه إلى القضايا التي تهمها بالفعل.

تشرح الممثلة والناشطة البالغة من العمر 55 عاماً في فيلمها الوثائقي الجديد على "نتفليكس"، "باميلا، قصة حب" Pamela, A Love Story: "لقد سئمت من الحديث عن شركائي العاطفيين وثديي طوال الوقت، لكنني قلت لنفسي إذا كان بإمكاني إرفاق هذا الكلام بالعمل من أجل نصرة الحيوان أو البيئة، عندها سيكون له معنى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في تلك الرسالة المكتوبة بخط اليد اقترحت أندرسون ضم جهودها إلى جهود "بيتا" من أجل النهوض بملفيهما أكثر، وكانت فاتحة تعاونهما هي أول لوحة إعلانية تنصب للمنظمة على الإطلاق في "تايمز سكوير" بنيويورك، تظهر فيها العارضة شبه عارية لا تغطي جسدها سوى رشة من الثلج مرفقة بشعار "تخلوا عن الفراء".

عندما ظهر الإعلان للمرة الأولى خلال أسبوع الموضة في نيويورك تورطت أندرسون وزوجها تومي لي في مشاحنات قانونية أمام جمهور واسع حول سرقة وتوزيع شريط جنسي خاص بهما (الذي سرقه عامل الكهرباء الساخط راند غوتييه من خزانة في منزلهما، كما وُثقت الحادثة في سلسلة ’بام وتومي’ Pam & Tommy الحديثة التي تعرضها شبكة ’هولو‘ والتي أنتجت من دون موافقة أندرسون).

في السنة السابقة أعطت لمقدم برنامج "ذا تونايت شو" جاي لينو شريطاً يوثق كل المرات التي ذكرها و لي في مونولوجه الافتتاحي، وبعد مرور 12 شهراً وخلال حملها بطفلها الثاني كانت محور مجموعة من النكات السيئة في كل برنامج حواري مسائي تقريباً.

أظهر اختيارها تلك اللحظة لإطلاق حملتها تلك البراغماتية والوعي الذاتي اللذين ميزا نشاط أندرسون الجاذب للانتباه منذ ذلك الحين، وفكرت أن أنظار الناس موجهة نحوها بالفعل، فلماذا لا تعطيهم شيئاً يستحق النظر إليه؟

تتذكر في الوثائقي "لقد كنت بالفعل أتعرض للمضايقة والسخرية، أردت الاستفادة من ذلك واستخدامه في شيء نافع"، قبل أن تضيف متأملة "النشاط مثير وعليك أن تكون شجاعاً وعليك استخدام ما لديك".

إنه بيان المهمة التي التزمت بها لأكثر من 25 عاماً لتسليط الضوء على مشكلات بدءاً من تربية الأسماك بالشبكة المفتوحة إلى التدقيق بشكل أفضل في تاريخ سائقي سيارات الأجرة العاملين على تطبيقات التاكسي مسبقة الحجز.

في عام 2005 دافعت عن التوعية بمرض الإيدز بكونها وجه حملة "فيفا غلام" التي أطلقتها شركة مستحضرات التجميل "ماك" لجمع التبرعات لبحوث الإيدز، إذ ظهرت واقفة فوق سيارة مرصعة بكريستال شواروفسكي كانت مملوكة في السابق لعازف البيانو الأمريكي ليبريس الذي توفي بمرض الإيدز.

أطلقت "مؤسسة باميلا أندرسون" في عام 2014، وهي منظمة مكرسة "لحقوق الإنسان والحيوان والبيئة" تدعم قضايا مثل "مساعدة اللاجئين" و"خفض حرارة الأرض" ومركز كاليفورنيا للحياة البرية (إذ ساعدت بيديها في إطعام الطيور الطنانة وتنظيف كثير من البراز، كما قالت).

تعتقد أندرسون أن "سلاحها السري" هو افتراض الناس أنها دمية حية وتجسيد للصورة النمطية للفتاة الشقراء الغبية لما ينظرون إليها، وقالت مازحة في فعالية أقيمت في بلدها الأم كندا عام 2019 "عندما لا يعتقد شخص ما أنك ذكي وتتمكن من قول جملة متكاملة تبدو عبقرياً".

خذوا مثلاً الحيرة التي أصابت كثيرين على نطاق واسع، والتي تحولت لاحقاً إلى تهليل، لما نشرت تغريدة دعماً للسترات الصفراء، أولئك الشعبويون الفرنسيون الذين ارتدوا السترات المميزة أثناء احتجاجهم على زيادة ضريبة الوقود عام 2018 نشرت، "أنا أكره العنف لكن ما هو العنف الذي يمارسه كل هؤلاء الأشخاص والسيارات الفاخرة المحروقة مقارنة بالعنف الهيكلي للنخب الفرنسية والعالمية؟"، مما دفع كيت أرونوف، الصحافية ومؤلفة كتاب ’محموم: كيف حطمت الرأسمالية الكوكب وكيف نقاوم’ Overheated: How Capitalism Broke The Planet - And How We Fight Back إلى التغريد "لدى باميلا أندرسون نظرة جوهرية على ما يحدث في فرنسا أكثر من صحيفة وول ستريت جورنال".

يعمل عنصر المفاجأة في مصلحة أندرسون، وعندما تقرأ المقابلات معها يتكون لديك انطباع بأنها تبتهج بالتوقعات المربكة، وقالت لصحيفة "هوليوود ريبورتر" عام 2018 "أتحدث في الكرملين أو أتحدث في المؤتمر الاقتصادي حول الطاقة الخضراء والاقتصاد الأخضر في فلاديفوستوك ولا أعرف ما يتوقعه الناس مني. يمكنني التحدث عن الحيتان والبيئة والتنوع البيولوجي للمحيطات، ويمكنني التحدث عن أي شيء أريده لأنني أعتقد أن الناس لا زالوا ينظرون إليّ محاولين معرفة ’لماذا هي هنا؟’"

لا تزال حقوق الحيوان شغف أندرسون التي اعتمدت نظاماً غذائياً نباتياً بعدما فتحت باب ورشة والدها لتجد غزالًا مقطوع الرأس معلقاً رأساً على عقب، وبعدما أحدثت لوحة إعلانات "تايمز سكوير" الأولى تلك ضجة ظهرت في سياق شراكتها مع "بيتا" في ملصق آخر تغطي أوراق الخس الموزعة بشكل مدروس المناطق الحساسة في جسدها للترويج للنظام الغذائي النباتي (يقول التعليق: اقلب ورقة جديدة) وأعادت تمثيل مشهد الاستحمام من فيلم "سايكو" Psycho لألفريد هيتشكوك، إذ يباغت قاتل البطلة الحسناء من خلف الستارة أثناء استحمامها ويطعنها بسكين، للفت الانتباه إلى استهلاك المياه في صناعة اللحوم والألبان.

في مقطع من عام 2004 عرض في وثائقي "باميلا، قصة حب" وأثناء تجمع المعجبين في متجر "فيرجن ميغاستور" للحصول على نسخة موقعة من روايتها "نجمة" Star (التي تصفها دار النشر، سيمون آند شاستر، بأنها "نظرة مطلعة على عالم الأنا المتضخمة والأجساد المنفوخة")، تطلب منهم أن يوقعوا على عريضة منظمة "بيتا" لمنع حراس ملكة بريطانيا من ارتداء القبعات المصنوعة من فراء الدببة الحقيقي.

إنها مقايضة حكيمة، توقيع مقابل توقيع. وتردد أن باميلا كتبت رسالة إلى جلالة الملكة مرفقة بالعريضة، ولم ينجح ضغطها لكنها لم تتخل عن الحملة النضالية من أجل جلود الدببة المزيفة، وبعثت برسالة حول هذا الموضوع إلى بوريس جونسون عام 2021.

أثارت حملات أندرسون الجدل حتماً (وبشكل متعمد كي نكون صريحين). أشارت "بيتا" إليها بفخر على أنها "سلاح الإلهاء الجماعي الخاص بها" في حديث أدلى به دان ماثيوز النائب الأول لرئيس المنظمة في عام 2010 للإشادة بها لأنها "استدرجت جحافل من مدمني الثقافة الشعبية إلى موقع ’بيتا‘ وأثارت الاهتمام بقضايا الحيوانات بطريقة فريدة جداً".

ترى النجمة أن القدرة على جذب جمهور جديد خارج المجال المحدود للنشاط بمثابة خدمة توصيل خاصة بها، وقالت لصحيفة "لوس أنجليس تايمز" في عام 2019 "أنا أصل إلى جمهور مهم ولدي كثير من الأصدقاء المثقفين، لكنهم مثل الذي يلقي خطبة دينية أمام الجوقة الكنسية".

من بين أكثر صورها إثارة للجدل كانت الصورة التي تحمل شعار "جميع الحيوانات تمتلك الأعضاء نفسها" من عام 2010، إذ تظهر أندرسون مرتدية البيكيني بجسدها المغطى بعلامات كما يفعل الجزار قبل تقطيع الذبيحة.

عندما حطت قدما أندرسون في مونتريال للكشف عن الصورة علمت أن المسؤولين المحليين حظروها بعد انتقاد الصورة، لأنها متحيزة جنسياً وتعتبر جسد المرأة مجرّد شيء. ما كان ردها؟ "في مدينة معروفة برقصها المدهش وكونها تقدمية وحادة، كم هو محزن أن تمنع المرأة من استخدام جسدها في احتجاج سياسي".

مكانتها كرمز جنسي ومنارة للإيجابية الجنسية تعني أنها عندما تعاونت مع الحاخام الشهير شمولي بوتيتش للحشد ضد صناعة الإباحية عام 2016، ولد الثنائي غير المتوقع رد فعل عنيفاً من كلا جانبي الطيف السياسي، وفي رسالة مفتوحة ألقيا باللوم على الإباحية في انهيار الزواج، واصفين إياه بأنه "منفذ ممل ومهدر ومسدود للأشخاص الذين يتكاسلون بشدة تجاه جني ثمار النشاط الجنسي الصحي الوافرة".

ووفقاً لموقع "ذا ديلي بيست" فإن "إدانة أندرسون للإباحية كمصدر لسلوك الرجال السيء [كانت] تستند إلى الهستيريا أكثر من الحقائق"، وصاغت استعارات منزلية بالية حول الهوية الجنسية، وفي غضون ذلك أشار النقاد المحافظون إلى أن مسيرتها المهنية في مجلة "بلاي بوي" (والتي وصفتها أندرسون بأنها "براءة" و "لعب") وشريطها الجنسي (الموزع من دون موافقتها) جعلا تعليقاتها منافقة.

كانت تصريحاتها حول حركة "مي تو" #MeToo مثيرة للانقسام أكثر، وبعد وقت قصير من نشر التحقيق الذي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" في شأن هارفي وينستين، قالت لمقدمة البرامج التلفزيونية ميغن كيلي إنه كان على ضحايا وينستين معرفة أنه لا ينبغي أن يدخلن غرفة المنتج في الفندق، موضحة "أنت تعرفين بماذا ستتورطين إذا كنت ستدخلين غرفة في فندق بمفردك. التزمي بالحس السليم لا أكثر، لا تذهبي إلى غرفة فندق وحدك".

وهناك أيضاً دعمها الثابت لمؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج، وقد عرفتهما على بعضهما الصديقة المشتركة فيفيان ويستوود، وأصبحت علاقتهما مصدراً للجدل نظراً لاتهام أسانج بالاعتداء الجنسي، وهو ما ينفيه وقد أسقطت السلطات السويدية التحقيق في نهاية المطاف عام 2019.

لكن الصداقة أثارت كذلك شغفاً لا نهاية له، إذ زارته أندرسون في السفارة الأكوادورية في لندن، وأحضرت معها شطيرة نباتية من مقهى معروف (أشارت إحدى نظريات المؤامرة عبر الإنترنت لاحقاً إلى أن أندرسون سممت أسانج بالشطيرة عينها)، ولاحقاً في سجن بيلمارش حيث كان محتجزاً منذ عام 2019 ويخوض صراعاً ضد طلب تسليم.

هل كانت تربطهما علاقة تتجاوز الصداقة؟

في مقابلة مع مجلة "بيبول" عام 2017، لم توضح أندرسون أي شيء على الإطلاق. قالت "يحاول جوليان تحرير العالم عن طريق تثقيفه، وأفهم أن علاقتنا والفضول المحيط بها قد يجلب بعض الانتباه إلى وضعه، ولا بأس في هذا، لكنني أفضل عدم الخوض في التفاصيل الخاصة. دعنا نقول فقط أن كل شخص يستحق الحب".

في العام التالي تصدرا لقطة غريبة لمصلحة "ذا هوليوود ريبورتر"، وفي الصورة التي التقطها صديق أندرسون المقرب ديفيد لاشابيل ظهر الثنائي محاطاً بهالة قديسين تقريباً، بينما تتلاعب آلات الرياح بشعرهما الأشقر المبيض.

تفاني أندرسون لقضاياها أوصلها إلى بعض الأماكن المشكوك فيها، فبعدما كتبت إلى فلاديمير بوتين عام 2009 تطلب منه التوقف عن استيراد منتجات الفقمة، طلب منها الرئيس مقابلته في روسيا، ثم حظر تلك الممارسة بعد فترة وجيزة، إذ ضغطت عليه لاتخاذ إجراء في شأن تجارة لحوم الحيتان بعد ست سنوات، وتلقت استدعاء آخر لزيارة الكرملين، وناقشت هناك الحفاظ على البيئة البحرية في لقاء متلفز مع سيرغي إيفانوف، الذراع الأيمن لبوتين آنذاك، حتى إن بوتين دعاها إلى حفل التنصيب عام 2012، واقترح عليها أن تقدم له باقة من الزهور. (لكن أندرسون التي كانت مشغولة في ذلك الوقت رفضت العرض بلباقة).

عندما ظهرت أول لوحة إعلانية لـ "بيتا" في "تايمز سكوير" قبل أكثر من ربع قرن، كان النشطاء المشاهير سلالة نادرة نسبياً، والآن بات من الضروري عملياً أن تكون نجماً له نشاط.

في هذا المشهد المتغير تواصل أندرسون إثبات أقوالها بأفعال، وإن كان ذلك في بعض الأحيان في الكواليس، وقالت لموقع "آن أذر" عام 2020 "أشعر في كثير من الأحيان أن النشاط يصبح بخاصة في حال المشاهير متعلقاً بالمشاهير أكثر من القضية الحقيقية، وأريد القيام بأشياء تحدث فرقاً بالفعل، مثل تقديم المال للأشخاص في الخطوط الخلفية، مثل ’انظروا إلي، انظروا إلي، هذا ما أؤمن به. لقد نجحت الطريقة بالفعل في مساعدة الناس، والآن أكثر من أي وقت مضى، وليس لكوني الوجه المروج للأشياء".  

إنها رمز جنسي مناهض للإباحية بحزم (لكنها سعيدة برفع راية "بلاي بوي" دائماً) وناشطة في مجال حقوق الحيوان، وأجرت تحالفات مع زعيم له سجلات مظلمة في مجال حقوق الإنسان، وتصف نفسها بأنها نسوية وقالت إن الحركة يمكن أن تصل إلى مكان بعيد جداً، ومن الصعب تلخيص وجهات نظر أندرسون السياسية في بيان متماسك وشامل لأنها غالباً مفعمة بالتناقضات.

إنها عبارة عن تجسيد حي للتناقض، لكنها رائعة على رغم كل شيء، وإذا أردتم التقليل من شأنها فهذه مسؤوليتكم.

 يعرض وثائقي "باميلا، قصة حب" على "نتفليكس" اعتباراً من 31 يناير (كانون الثاني).

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات