Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معرض القاهرة للكتاب يحاول تجاوز أزمات صناعة النشر

تخفيضات وتقسيط بالدورة الجديدة التي تأتي وسط ارتفاع غير مسبوق في أسعار الورق

الأردن ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ54 (أ ف ب)

تأتي الدورة الـ54 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب هذه السنة وسط وضع اقتصادي استثنائي يسيطر على العالم كله، كما امتدت انعكاساته إلى قطاع النشر، الذي كان يعاني بشدة خلال الأعوام الأخيرة من جراء ارتفاع أسعار الورق وتكاليف الطباعة.

إضافة إلى الأزمة الكبرى، التي حدثت مع فترة انتشار فيروس كورونا، وما صاحبها من تأجيل وإلغاء لكثير من الفعاليات الثقافية، التي تعتبر الحدث الأكبر الذي تنتظره دور النشر لتسويق إنتاجها من الكتب طوال العام.

التحدي الأكبر الذي يواجهه الناشرون في معرض الكتاب خلال هذه الدورة هو تقديم إصدار بسعر يتناسب مع الجمهور في وضع اقتصادي صعب يعانيه الناس، وخلال الوقت ذاته تحقيق ربح يمكن من الاستمرار ومواجهة تكاليف التشغيل وارتفاع أسعار الخامات وتقديم كتاب بصورة مميزة.

1047 ناشراً من 53 دولة

تأتي الدورة الـ54 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام في الفترة من 25 يناير (كانون الثاني) وحتى السادس من فبراير (شباط) المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بمشاركة 1047 ناشراً من 53 دولة.

كما يعقد خلال الدورة الجديدة 500 فاعلية متنوعة، وتم اختيار الكاتب صلاح جاهين ليكون شخصية المعرض هذا العام، والكاتب كامل كيلاني كشخصية معرض كتاب الأطفال.

وتحل الأردن ضيف شرف على معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث سيتم تنظيم فعاليات تعكس الثقافة الأردنية تحت عنوان "الأردن حضارة الماضي وإبداع المستقبل".

نافذة مصر الثقافية

وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني عقدت أخيراً مؤتمراً صحافياً لإعلان تفاصيل الدورة المقبلة من معرض الكتاب، وأشارت خلاله إلى أنه في ظل ما يشهده العالم من تغيرات على كل الصعد لم يقع لها مثيل منذ قرن وأكثر، وفي ظل بقايا تأثير الجائحة والأزمات الاقتصادية التي تحيط بالعالم وتجتاح اقتصادات دوله، تحرص مصر دائماً بتوجيه ودعم وإصرار من قيادتها على أن يظل معرض القاهرة الدولي للكتاب نافذة مصر الثقافية على العالم، وباباً لثقافة العالم إلى القاهرة.

وقالت الكيلاني إنه استكمالاً لمكانة المعرض وتأثيره الثقافي الإقليمي والدولي الكبير، ووسط ما تشهده مصر والعالم من تحديات اقتصادية تواجه عديداً من الصناعات، ومنها بالطبع صناعة النشر والكتاب، تأتي دورة هذا المعرض وهي تحمل بالتوازي مع البرنامج الثقافي الحافل برنامجاً مهنياً يعنى في مقامه الأول بالنشر كصناعة، ويناقش بوجود متخصصين دوليين وضيوف من ناشري العالم، مستقبل النشر ومشكلاته وفرصه المستقبلية، ولا يغفل أيضاً مكانة الملكية الفكرية التي وضعت مصر لها استراتيجية مهمة وواعدة.

أزمات متلاحقة

رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد قال لـ"اندبندنت عربية" إن صناعة النشر بشكل عام تواجه أزمات متلاحقة منذ سنوات عدة، فبداية جائحة كورونا وما ترتب عليها حيث خرجت 34 في المئة من دور النشر العربية من السوق، وانخفضت المبيعات بنسبة 75 في المئة وانخفضت العناوين الجديدة خلال هذه الفترة بدرجة كبيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف رشاد "لاحقاً وبالتواكب مع الحرب الروسية - الأوكرانية تواجه صناعة النشر أزمة كبري بسبب ارتفاع سعر الورق ومستلزمات الإنتاج، حيث إن معظمها مستورد، فسعر الورق زاد ثلاثة أضعاف عن منتصف عام 2022".

وأشار إلى أن "معارض الكتاب تعتبر فرصة كبرى لدور النشر لتسويق أعمالها، حيث تقوم بتوزيع أكثر من نصف إنتاجها خلال المعارض، وحالياً تعاني دور النشر جميعها الكبيرة والصغيرة من تبعات الأزمة الاقتصادية، وعلى رغم ذلك تحاول أن تقدم أقل سعر وتتيح تخفيضات على أسعار الكتب للجمهور باعتبار أن معرض الكتاب يمثل الفاعلية الثقافية الأكبر في مصر".

وتوقع رئيس اتحاد الناشرين العرب أن "يكون الإقبال جيداً على الشراء باعتبار أن فترة المعرض هي أفضل فترة للجمهور للحصول على الكتب بأسعار مناسبة بسبب التخفيضات التي تقدمها دور النشر".

ارتفاع أسعار الورق

كان عمرو خضر رئيس الشعبة العامة لتجارة الورق وأصحاب المطابع باتحاد الغرف التجارية قد صرح لوسائل إعلام محلية بأن ورق الطباعة ارتفعت أسعاره بدرجة كبيرة منذ بداية العام، حيث تخطت 40 في المئة في ما يخص أوراق الطباعة المحلية.

وأوضح أن مدخلات صناعة الأوراق غالبيتها يأتي إلى مصر عن طريق الاستيراد، وأن القاهرة تمتلك مصنعين محليين لإنتاج أوراق الكتابة والطباعة، لكن تأتي مدخلات الصناعة الخاصة بها من الخارج.

وأوضح أن سعر طن الورق المحلي قد بلغ 27 ألف جنيه (نحو 900 دولارات)، بينما تخطي سعر طن الورق المستورد الـ40 ألف جنيه (حوالى 1337 دولار) مسجلة ارتفاع غير مسبوق.

تخفيضات وتقسيط وتوصيل للمنازل

مبادرات متعددة اتخذتها إدارة معرض الكتاب والجهات المسؤولة للعمل على مواكبة الظرف الراهن وتنشيط حركة البيع خلال هذه الدورة للتسهيل على الناشرين والجمهور على السواء، وعن ذلك قال رئيس اتحاد الناشرين المصريين سعيد عبده "معرض القاهرة الدولي للكتاب هو واحد من أهم الأحداث الثقافية في العالم العربي كله وليس في مصر وحدها، ومن هنا يكون هناك إقبال كبير من الناشرين على المشاركة فيه باعتباره فرصة كبيرة لدور النشر لتسويق إنتاجها".

وأضاف عبده "بالفعل هذا العام لدينا أكثر من 1000 دار نشر مشاركة، وبالطبع فإنه لا يخفى على أحد أن الوضع الاقتصادي وارتفاع سعر الورق ومستلزمات الطباعة له تأثير كبير في الصناعة بكاملها، وفي السعر النهائي للكتاب، مما يشكل أزمة للناشر والجمهور على السواء".

وأوضح "حاولنا إيجاد بعض الحلول هذه الدورة مثل عمل جناح مجمع لدور النشر الصغيرة في المعرض لتتمكن من المشاركة والوجود بأعمالها في حدث كبير مثل معرض القاهرة للكتاب، وللمرة الأولى وفرنا خدمة بالاتفاق مع أحد البنوك المصرية، وهي إمكانية تقسيط المشتريات على عام كامل للتسهيل على القارئ".

وأشار إلى أنه تم توفير "خدمة التوصيل للمنازل، ليتمكن محبو القراءة الذين لن يتمكنوا من الحضور للمعرض بطلب الكتب التي يرغبون فيها لتصل حتى باب منزلهم، وإضافة إلى كل ذلك تقدم دور النشر تخفيضات كبيرة على الكتب خلال فترة المعرض باعتباره الفرصة الأكبر لتسويق الكتب خلال العام كله".

المزيد من ثقافة