Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مؤتمران للمغتربين في بيت لحم ونابلس لتعزيز الانتماء إلى فلسطين

"المغتربون الفلسطينيون حوّلوا إلى فلسطين خلال عام 2018 نحو 2.8 مليار دولار"

أكثر من 120 مغترباً فلسطينياً شاركوا في مؤتمر "راجعين يا دار" في بيت لحم (بلدية بيت لحم)

بهدف التواصل مع المغتربين الفلسطينيين، وتقصير المسافات بينهم وبين فلسطين، وترسيخ انتمائهم إلى وطنهم؛ عُقد خلال الأيام الماضية مؤتمران لمغتربي مدينتَي بيت لحم ونابلس في الضفة الغربية. ويبلغ عدد المغتربين واللاجئين الفلسطينيين نحو 6.5 مليون شخص، يشكلون نصف عدد الشعب الفلسطيني، البالغ حوالى 13 مليون نسمة.

وقال رئيس دائرة المغتربين في منظمة التحرير نبيل شعث لـ "اندبندنت عربية"، إن "المؤتمرين يهدفان إلى ربط نصف الشعب الفلسطيني بنصفه الآخر، وتعزيز روابطهما الثقافية والاجتماعية". وأضاف شعث أن "المغتربين الفلسطينيين يسهمون في الضغط على السياسيين في الدول التي يقيمون فيها، إضافة إلى إرسال الأموال إلى داخل فلسطين لتعزيز صمود الفلسطينيين".
وأفاد صندوق النقد الدولي، بأن المغتربين الفلسطينيين حوّلوا إلى فلسطين خلال العام الماضي 2018، نحو 2.8 مليار دولار. وخلال الأيام الماضية شارك نحو 123 مغترباً فلسطينياً تعود جذورهم إلى بيت لحم في مؤتمر المغتربين الثاني "راجعين يا دار"، حيث جاؤوا من 22 دولة معظمها في أميركا اللاتينية. ويبلغ عدد المغتربين الفلسطينيين في أميركا اللاتينية نحو مليون شخص ويشكلون الجيل الخامس لمَن هاجروا قبل أكثر من مئة عام في عهد الحكم العثماني.

 
السيد المسيح وبيت لحم
 

وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية مغتربي فلسطين بالمساهمة في بناء وطنهم، مشيراً إلى أن المسؤولية مشتركة وأن عليهم نشر شعار "السيد المسيح ولد في بيت لحم، وبيت لحم في فلسطين".
وتعهد أشتية بالوفاء لجغرافيا فلسطين ولروايتها، مضيفاً أن "هذه الأرض أرضنا، ونحن الذين أعطيناها اسمها وجوهرها وهويتها، ولا يمكن أحداً أن يزوّر الرواية الإسلامية والمسيحية عن فلسطين".
بدوره قال أنطوان سلمان رئيس بلدية بيت لحم التي تنظم المؤتمر لـ "اندبندنت عربية"، إن "فلسطينيي بيت لحم هاجروا إلى دول أميركا اللاتينية وفرنسا منذ 140 سنة في عهد الحكم العثماني بسبب الظروف المالية والاجتماعية الصعبة"، مضيفاً أنهم اندمجوا في المجتمعات التي هاجروا إليها ووصلوا إلى أعلى المناصب فيها.
وأشار سليمان إلى أن المؤتمر يهدف إلى إعادة التواصل وتعزيز الروابط بين الفلسطينيين في الوطن والشتات "وتفعيل المسؤولية الوطنية لديهم تجاه فلسطين". وأضاف أن "ذلك سيسهم في مشاركة فلسطيني الشتات في الاستثمار في فلسطين ودعم اقتصادها على أسس وطنية وليس مالية".
وطالب رئيس بلدية بيت لحم مغتربي فلسطين بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية الوطنية، وتعزيز حضورهم دولياً حتى يتمكنوا من إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.

 
تحذير من النسيان
 

في المقابل، حذّر جميل الحدوة رئيس الجالية الفلسطينية في غواتيمالا في مقابلة مع "اندبندنت عربية"، من نسيان الجيل الخامس للفلسطينيين في الاغتراب جذورهم الفلسطينية، كما قالت رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة غولدا مائير بأن "الكبار سيموتون والصغار سينسون".
وشدد الحدوة على ضرورة تواصل مغتربي فلسطين مع وطنهم الأم، وتعزيز انتماء الشباب إلى فلسطين وتوعيتهم إلى ثقافتهم الفلسطينية.
ويقول الحدوة إن "بعض المغتربين يشعرون بالخجل من الإعلان عن أصولهم الفلسطينية، مضيفاً أنه يجب بدلاً من ذلك الفخر بالانتماء إلى فلسطين والعودة إليها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ودعا البيان الختامي للمؤتمر إلى تعزيز دور المؤسسات الفلسطينية القائمة والمنتشرة في دول الاغتراب على أسس ديمقراطية التمثيل، وتفعيل دورها لحشد الدعم للقضية الفلسطينية، وإلى توثيق الروابط الثقافية والمجتمعية بين أبناء الوطن وأبناء شعبنا في دول الاغتراب.

كما طالب البيان بتعزيز الجوانب الثقافية والتراثية باعتبارها جزءاً هاماً من الموروث التاريخي والحضاري للشعب الفلسطيني، وأداة فعّالة في تثبيت الهوية الوطنية الفلسطينية.

ودعا البيان إلى الترويج لبيت لحم كموقع تراث عالمي على قائمة الـ"يونسكو" (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة)، وإلى تبادل الخبرات والمعرفة في المجال الثقافي والأكاديمي والسياحي والشبابي، ووضع رؤية استراتيجية وآليات عمل ولوائح ناظمة لبناء هذه العلاقة.

وحضّ البيان المغتربين على المشاركة في فعاليات "بيت لحم عاصمة الثقافة العربية لعام 2020"، وإحياء الفعاليات الثقافية في أماكن وجودهم.

وعقب انتهاء مؤتمر بيت لحم للمغتربين، انطلق في مدينة نابلس مؤتمر المغتربين الثاني "فلسطين تجمعنا" بمشاركة 120 مغترباً فلسطينياً بهدف الحفاظ "على علاقة المغتربين ببلدهم".

المزيد من الشرق الأوسط