Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عائلة فلسطينية واحدة تعيش في قرية محاصرة بالمستوطنات قرب بيت لحم

يعتبر المشي على الأقدام الوسيلة الوحيدة للوصول إلى القرية حيث لا توجد طريق للسيارات إلى "شوشحلة" التي تتربّع فوق جبل على الطريق الواصلة بين الخليل والقدس

إسرائيل تمنع أهالي القرية من العودة إلى قريتهم وترميم منازلهم القديمة وتوسيعها (اندبندنت عربية)

وحدها تعيش عائلة الفلسطيني سعد صلاح في قرية شوشحلة غرب بيت لحم المحاطة بالمستوطنات من جهاتها الأربع، وبسبب اعتداءات المستوطنين وحرمانهم من الخدمات الأساسية، اضطر أهالي القرية البالغ عددهم حوالي مئتي شخص حالياً إلى ترك قريتهم في سبعينيات القرن الماضي والإقامة في بلدة الخضر الواقعة بالقرب منها.

منع عودتهم

وتمنع السلطات الإسرائيلية أهالي القرية من العودة إلى قريتهم وترميم منازلهم القديمة وتوسيعها، وتحرمهم من الكهرباء والشوارع والخدمات كافة.

ويعتبر المشي على الأقدام الوسيلة الوحيدة للوصول إلى القرية حيث لا توجد طريق للسيارات إلى "شوشحلة" التي تتربّع فوق جبل على الطريق الواصلة بين الخليل والقدس، ولم يبقَ من القرية المقامة منذ أكثر من مئة وخمسين سنة سوى الأطلال وبضعة بيوت مسقوفة بالصفيح.

ويصرّ سعد صلاح على الإقامة في بيته على الرغم من الظروف الصعبة، وغياب شروط الحياة الأساسية، واختارت هذه العائلة الصغيرة التي أُجبرت على الهجرة قبل عقود في ظل التهديدات الإسرائيلية، العودة في أوائل التسعينيات رافضة المغادرة مرة أخرى على الرغم من الحياة البدائية التي تعيشها.

هجمات مستمرة

وتواجه العائلة هجمات مستمرّة من المستوطنين الذين يدمّرون المنازل، ويكتبون شعاراتٍ عنصرية على الجدران، ويُجبرون العائلة على استخدام الوسائل البدائية عند التنقل إلى المدن والقرى المجاورة.

ويقول مهند صلاح، البالغ من العمر 37 سنة والفلسطيني الوحيد الذي بقي مع عائلته في القرية، إن "قرية "شوشحلة" بُنيت في العام 1878 خلال الحكم العثماني في فلسطين، مشيراً إلى أنه حتى العام 1976، عاشت 30 أسرة فلسطينية في القرية، ولكنها هاجرت إلى قرية الخضر المجاورة نتيجة الحروب المستعرة في ذلك الوقت ونقص الخدمات.

ويعيش صلاح حالياً بصحبة عائلته حياة بدائية للغاية في منزل مبنيّ من الصخور والطين، ويستخدمون الحطب للطهي والتدفئة في فصل الشتاء، ويعتمد ربّ الأسرة على تربية الأغنام والطيور، وبيع محاصيل زراعيةٍ مختلفةٍ في سوق بيت لحم حتى يتمكّن من تغطية جزء صغير من احتياجات أسرته.

ويحاول صلاح في الوقت الراهن إحياء القرية بدعوة سكانها الأصليين، الذين يعيشون في بلدة الخضر القريبة، إلى العودة واستعادة الأرض التي هجروها منذ سنوات، ومنع أي محاولات إسرائيلية لسرقة أراضي القرية.

120 ألف مستوطن

وتحيط المستوطنات بالقرية من جميع الاتجاهات وتؤوي أكثر من 120 ألف مستوطنٍ أبرزها مجمّع غوش عصيون الاستيطاني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول حسن بريجية، مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم، إن "شوشحلة" تُعتبر قرية قديمة وتاريخية ويمكن العثور على علامات الأختام العثمانية على جدران المنازل، كما أن أراضيها ملك للمواطنين الفلسطينيين.

وتدعم هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بقاء عائلة صلاح في القرية للتصدّي لمخطّطات مصادرة المستوطنين أراضيها لتوسيع المستوطنات.

أشجار الزيتون

وأضاف بريجية أن "الهيئة استعادت أراضي زراعية عدة في القرية وأكثر من أربعة منازل لجذب العائلات، ووفرت خلايا شمسية لتوليد الكهرباء"، مضيفاً أن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمنع الفلسطينيين من العودة".

وأوضح بريجية أن الهيئة تهدف إلى حشد الوفود الفلسطينية والأجنبية من جميع أنحاء العالم ودعوتهم إلى زيارة الأراضي الفلسطينية المصادرة أو المهدّدة، وذلك من خلال زرع العشرات من أشجار الزيتون في هذه المناطق للدفاع عن حقّ الفلسطينيين في أراضيهم.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط