Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحلفاء يحشدون الدعم لأوكرانيا والكرملين يرد: إنهم واهمون

أول قافلة مساعدات أممية تصل إلى سوليدار وروسيا تعلن السيطرة على كليشيفكا بالقرب من باخموت

حث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الحلفاء اليوم الجمعة على دعم أوكرانيا بكل الموارد، وذلك في بداية اجتماع يضم عشرات من وزراء الدفاع في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا التي تتعرض لضغوط متزايدة لتزويد كييف بدبابات، فيما أكد الكرملين أن هذه الخطوة إن حصلت "لن تغير شيئاً" في الوضع على الأرض.

ويجتمع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي ونظراؤهم من نحو 50 دولة في قاعدة رامشتاين الجوية، في أحدث لقاء ضمن سلسلة من المؤتمرات للتعهد بتقديم أسلحة منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا قبل حوالى 11 شهراً.

وقال أوستن في بداية الاجتماع، "روسيا تعيد تجميع صفوفها وتجنيد مقاتلين وتحاول إعادة التسلح". وذكر من دون أن يشير بشكل محدد إلى دبابات، "هذه ليست لحظة للتباطؤ. إنه وقت تقديم الدعم بكل الموارد. الشعب الأوكراني يتطلع إلينا".

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعا بدوره خلال تحدثه في اجتماع "رامشتاين"، الحلفاء الغربيين إلى "تسريع" شحنات الأسلحة. وقال عبر الفيديو، إن الشركاء "ليس عليهم المساومة حول أعداد الدبابات بل إطلاق عملية إمداد رئيسة من شأنها أن توقف الشر".

وأعلنت الولايات المتحدة تقديم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 2.5 مليار دولار الخميس، وهي حزمة ستشمل مزيداً من المركبات المدرعة والذخيرة. لكن التركيز الأساسي ينصب على ما إذا كانت ألمانيا سترسل دبابات "ليوبارد" القتالية إلى أوكرانيا أو على الأقل ستوافق على نقلها من دول أخرى.

وباتت برلين واحدة من أكبر الداعمين العسكريين لأوكرانيا بعد الهجوم الروسي، لكنها لم توافق بعد على إرسال دبابات أو السماح لدول أخرى بإرسال هذه الدبابات ألمانية الصنع.

وتعد دبابات "ليوبارد" مناسبة بشكل خاص لأوكرانيا لأنها مستخدمة على نطاق واسع، مما يعني أن عديداً من الدول يمكنها أن تساهم ببعض منها لدعم كييف. ومن شأن هذا أيضاً أن يسهل على أوكرانيا إدارة عمليات الصيانة وتدريب الأطقم.

 

الضغط على برلين

ويقول منتقدون إن المستشار الألماني أولاف شولتز والحزب الديمقراطي الاشتراكي الحاكم الذي يتزعمه يتخذان خطوات بطيئة للغاية وينتظران تحرك الحلفاء أولاً بدلاً من أن تتحمل ألمانيا المسؤولية باعتبارها أقرب قوة غربية لأوكرانيا.

وقالت مصادر من الحكومة الألمانية إنها ستحرك قضية دبابات "ليوبارد" إذا وافقت الولايات المتحدة على إرسال دبابات "أبرامز" لأوكرانيا. لكن واشنطن أوضحت أنها لن ترسل دبابات "أبرامز" في أي وقت قريب، قائلة إن استخدام الدبابات الأميركية سيكون بمثابة كابوس لوجستي للقوات الأوكرانية بسبب ما تحتاج إليه من وقود وصيانة.

وفي واحدة من أولى المقابلات التي أجراها بصفته وزيراً جديداً للدفاع في ألمانيا في وقت متأخر الخميس، لم يقل بوريس بيستوريوس صراحة إن تسليم دبابات "أبرامز" شرط لإمداد أوكرانيا بدبابات "ليوبارد".

وصرح لقناة "زيد دي إف" التلفزيونية، "نعلم جيداً أن ’ليوبارد‘ يمكن أن تلعب دوراً مهماً"، مشدداً على أهمية القرارات المشتركة عبر الأطلسي. وأضاف "لا أحد يستبعد إمكانية تسليم دبابات ليوبارد، أو إمكانية الموافقة على التسليم من شركاء أوروبيين آخرين".

ويتزايد الضغط الشعبي على برلين في هذا الخصوص. وكتبت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك على "تيليغرام"، "الأوكرانيون سيقاتلون! بدبابات أو من دونها. لكن كل دبابة من رامشتاين تعني إنقاذ حياة أوكرانيين".

وقال وزير دفاع ليتوانيا الخميس إن دولاً عدة ستعلن إرسال دبابات "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا اليوم الجمعة في اجتماع رامشتاين.

وذكر نائب وزير الخارجية البولندي الجمعة قبل الاجتماع، إن بلاده قد ترسل دبابات "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا حتى من دون موافقة ألمانيا على إعادة تصديرها.

مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قال بدوره الجمعة، إن الدول الأوروبية مستعدة لإرسال دبابات ثقيلة إلى أوكرانيا، مضيفاً أنه يأمل في اتخاذ قرار إرسالها. وقال للصحافيين في مدريد، "أعتقد أن أوكرانيا بحاجة إلى الأسلحة القتالية والدبابات الثقيلة التي طلبتها وبعض الدول الأوروبية مستعدة لتقديمها وأتمنى أن يكون هذا هو القرار".

وقالت بريطانيا إنها سترسل 14 من دباباتها القتالية الرئيسة إلى جانب دعم إضافي بالمدفعية لأوكرانيا، وهي خطوة يأمل مسؤولون أن تحذو ألمانيا حذوها.

الكرملين: الدبابات الغربية لن تغير مسار الصراع

في المقابل قال الكرملين الجمعة إن تزويد أوكرانيا بالدبابات لن يغير مسار الصراع، مضيفاً أن الغرب سيندم على "وهمه" بأن أوكرانيا قد تنتصر في المعركة.

وأبلغ المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الصحافيين، "قلنا مراراً إن مثل هذه الإمدادات لن تحدث تغييراً جوهرياً، لكنها ستزيد مشكلات أوكرانيا والشعب الأوكراني".

ولدى سؤاله عما إذا كان إمداد أوكرانيا بأسلحة متطورة بشكل متزايد يعني أن الصراع آخذ في التصاعد، أجاب بيسكوف "أنت محق تماماً، إنه يتطور بالفعل في دوامة تصاعدية. نرى تورطاً متزايداً غير مباشر وأحياناً مباشراً لدول حلف شمال الأطلسي في هذا الصراع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف "نرى تمسكاً بوهم كبير بأن أوكرانيا يمكن أن تنتصر في ساحة المعركة. هذا الوهم سيكون سبباً كبيراً لندم المجتمع الغربي، نحن متأكدون من ذلك".

ورأى بيسكوف كذلك أن العلاقات بين موسكو وواشنطن تدنت إلى "أدنى مستوى لها على الإطلاق"، مضيفاً أنه لا يرى "أي أمل بتحسنها في المستقبل القريب". وأشار إلى أن السبيل لمنع مزيد من التصعيد هو وضع في الاعتبار المخاوف الاستراتيجية التي أعربت عنها روسيا في أواخر 2021، قبل أسابيع قليلة من إرسال قواتها المسلحة إلى أوكرانيا.

وذكرت وسائل إعلام رسمية الجمعة نقلاً عن الكرملين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش "العملية العسكرية الخاصة" لموسكو في أوكرانيا مع مجلس الأمن القومي.

وبحسب وكالة الإعلام الروسية، حضر الاجتماع الرئيس السابق دميتري ميدفيديف، وسكرتير مجلس الأمن نيكولاي باتروشيف، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الدفاع سيرغي شويجو، إضافة إلى مسؤولين كبار آخرين. ونقلت الوكالة عن بيسكوف قوله، "خلال الاجتماع، كان هناك تبادل لوجهات النظر حول تقدم العملية العسكرية الخاصة"، مستخدماً التعبير الروسي الرسمي للهجوم على أوكرانيا.

 

مساعدات من فنلندا

وأعلنت فنلندا اليوم الجمعة تبرعاً جديداً بمعدات دفاعية لأوكرانيا بأكثر من 400 مليون يورو (434 مليون دولار)، لكنها لا تشمل دبابات "ليوبارد 2" الثقيلة التي قالت إنها قد ترسلها أيضاً إذا كان هناك اتفاق مع الحلفاء.

وقالت وزارة الدفاع في بيان، إن التبرع الجديد سيضاعف القيمة الإجمالية للمساعدات الدفاعية الفنلندية لأوكرانيا بمقدار ثلاثة أمثال ليصل إجمالي المساعدات إلى 590 مليون يورو (638 مليون دولار) حتى الآن.

وذكر ميكا بينونن، المستشار الخاص لوزير الدفاع الفنلندي، أن قرار التبرع بدبابات "ليوبارد 2" التي تمتلك فنلندا حوالى 200 منها، سيتخذ بشكل منفصل بعد مناقشات مع الحلفاء في قاعدة رامشتاين. وقال لـ"رويترز"، "لا يمكنني إلا أن أقول إن هذه الحزمة لا تشمل دبابات ليوبارد... إنها تتألف من أسلحة ثقيلة وذخيرة".

وصار التبرع بأحدث حزمة مساعدات ممكناً بمساعدة السويد المجاورة التي وافقت على مساعدة فنلندا سريعاً بما يكافئ المعدات المتبرع بها في حال حدوث أزمة.

وقالت الوزارة الفنلندية إن وزيري دفاع فنلندا والسويد سيوقعان على بيان نوايا بشأن دعم أوكرانيا في رامشتاين الجمعة. وأضافت أنه بموجب هذا الاتفاق "تزود فنلندا أوكرانيا بالمواد الدفاعية، وتبدي السويد استعدادها لدعم فنلندا إذا اقتضت الضرورة".

وقال وزير الدفاع السويدي بال جونسون إن البلدين "هما أقرب حلفاء لبعضهما بعضاً، ويظهر خطاب النوايا اليوم أنه لا يوجد حد موضوع مسبقاً لكيفية تطور هذا التعاون".

المساعدات تصل إلى سوليدار

في غضون ذلك أعلنت الأمم المتحدة اليوم الجمعة، وصول أول قافلة مساعدات إنسانية أممية إلى محيط بلدة سوليدار في شرق أوكرانيا، حيث وقعت بعض من أشرس المعارك منذ بدء الحرب.

وأوضح ينس لاركي، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية (أوتشا)، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، "هذه أول قافلة مساعدات لهيئات إغاثية تصل إلى المنطقة". وأشار إلى أن القافلة التي تضم ثلاث شاحنات تنقل المياه والأغذية وسلعاً أساسية لنحو 800 شخص، بدأت بتفريغ حمولتها. وتوجد القافلة في منطقة تسيطر عليها الحكومة الأوكرانية.

وأكد لاركي أن "المعارك الأخيرة داخل سوليدار وفي محيطها تسببت بدمار هائل مما جعل الناس في حاجة ملحة إلى مساعدات إنسانية"، موضحاً أن الأمم المتحدة تحاول إرسال مساعدات إضافية. وأضاف "زملاؤنا في القافلة رأوا بأم العين وضع السكان الراهن. هذه المنطقة شهدت معارك كثيرة وبطبيعة الحال، المساعدة الإنسانية ضرورية اليوم وفي المستقبل المنظور".

وأعلن الجيش الروسي ومجموعة "فاغنر" الروسية العسكرية الخاصة سيطرتهما على مدينة سوليدار الصغيرة في شرق أوكرانيا، والواقعة قرب باخموت التي يحاول الروس الاستيلاء عليها منذ أشهر. وينفي الأوكرانيون أن تكون المدينة سقطت في أيدي الروس.

وفي نشرته الصباحية، أكد الجيش الأوكراني الجمعة أن قواته "صدت" في الساعات الـ24 الأخيرة "هجمات" روسية على حوالى عشر بلدات في منطقة دونتيسك من بينها سوليدار. وأوضح "تعرضت سوليدار لنيران العدو".

وكان عدد سكان هذه البلدة المنجمية التي تعرضت لدمار واسع، نحو 10 آلاف نسمة قبل الحرب.

السيطرة على كليشيفكا

وفي سياق متصل أعلنت وزارة الدفاع الروسية الجمعة أن قواتها سيطرت على كليشيفكا، وهي بلدة تقع جنوب باخموت في منطقة دونيتسك.

وذكرت الوزارة أن السيطرة على كليشيفكا، التي كان عدد سكانها قبل الحرب حوالى 400 شخص، جاء بدعم جوي.

وتقع البلدة على بعد تسعة كيلومترات جنوب باخموت، حيث خاضت وحدات من مجموعة "فاغنر" معركة استنزاف استمرت أشهراً مع القوات الأوكرانية.

وقالت "فاغنر" الخميس إنها سيطرت على كليشيفكا، ولم يتسن لـ"رويترز" التأكد من التقارير الواردة من ساحة المعركة بشكل مستقل.

من جهة أخرى أكدت الأجهزة الأمنية الأوكرانية الجمعة أنها ألقت القبض على "سبعة عملاء روس" في منطقة دنيبرو يشتبه بتجسسهم لحساب موسكو. وقال قائد هذه الأجهزة في بيان، إنها "شنت عملية خاصة واسعة للكشف عن هؤلاء العملاء الأعداء وإلقاء القبض عليهم".

المزيد من دوليات