Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجزائر... هذه الأسباب وراء "غضب" قائد الاركان من "العملاء"

"تحذيرنا تستوجبه طبيعة المهام النبيلة والحساسة التي تشرّف الجيش بتحمل وزرها"

الحراك مستمر ولقاءات شخصيات جزائرية معارضة في الخارج تثير قلق المؤسسة العسكرية (أ.ف.ب)

يبدو أن اجتماعات شخصيات جزائرية معارضة في الخارج، تثير قلق وانزعاج المؤسسة العسكرية، خصوصاً أنها تجمع أطرافاً تنشط في الجزائر بوجوه لاجئة معروفة بـ "عدوانيتها" إزاء الجيش، ومعظمها من الفارين سنوات التسعينيات، وعبرت السلطات العسكرية عن "غضبها" مما يحاك في الخارج من جانب شخصيات جزائرية حين حذر قائد الأركان في خطابه الأخير من "العملاء"، الأمر الذي يؤكد وجود جهات أجنبية وراء اجتماعات ولقاءات بعض المعارضين واللاجئين الجزائريين في عواصم أوروبية.

من "العصابة" إلى "العملاء"... تغير الخطاب

تغير خطاب قائد الأركان من" العصابة" إلى "العملاء" يكشف عن انتقال مصدر الخطر الذي يهدد الجزائر والجزائريين، من زمرة معلومة إلى شبكة متشابكة غير معروفة، وحذر قايد صالح، ممن وصفهم بـ "العملاء"، مشيراً إلى أن "تحذيرنا يمليه علينا صلب الصلاحيات المخولة لنا وتستوجبه طبيعة المهام النبيلة والحساسة التي تَشرَّف الجيش بتحمل وزرها"، وقال في خصوص مطالب وشعارات شخصيات معارضة في الداخل والخارج إنهم "عملاء يحملون أفكاراً مسمومة أملتها عليهم دوائر معادية للجزائر"، موضحاً أن "العصابة التي انكشف كل ما أضمرته من مفاسد، لا يزال لديها أتباع ومريدون في المجتمع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار الإعلامي المهتم بالشأن السياسي علي شمام لـ "اندبندنت عربية" إلى أن الكثيرين من المحللين السياسيين أجمعوا على أن هناك خطراً يحدق بالجزائر، ولعل المعارضين الموجودين في الخارج هم من يمثلون هذا الخطر، وذهب هؤلاء المحللون إلى أبعد من ذلك حين أوضحوا أن هناك من يدعم المعارضة الجزائرية في الخارج، وقد تكون دول لا يروق لها استقرار الجزائر، وكذلك سجن رموز العصابة التي عاثت فساداً في الجزائر طيلة 20 سنة على الأقل.

لقاءات بروكسل وباريس تستنفر الاستخبارات

وقال شمام إن قايد صالح قصد في تحذيراته جزءاً من معارضة الداخل باتت تخون مؤسسة الجيش، وأيضاً معارضة الخارج، كون هؤلاء يريدون إحداث فتنة في الجزائر، وتابع أن قائد الأركان وجه رسالة واضحة إلى هؤلاء بأن الجيش خط أحمر، ومن يتعرض للمؤسسة العسكرية سيجد القضاء بالمرصاد، وخلص إلى أن معارضة الداخل منقسمة بين من تحالف مع معارضة الخارج، وهؤلاء من حذّرهم قايد صالح في خطابه، والأخرى التي يطلق عليها المعارضة المعتدلة التي من المرجح أنها عقدت صفقة مع قيادة الجيش.

الاستخبارات... بالمرصاد

وتتابع الاستخبارات الجزائرية تحركات المعارضة في الداخل والخارج، وفي حين يبقى نشاط أحزاب وشخصيات المعارضة تحت المراقبة، فإن التحرك الخارجي يتطلب مجهودات كبيرة، وقد جرى رصد اجتماع في بروكسل العاصمة البلجيكية، بين شخصيات سياسية وحقوقية معارضة من الداخل والخارج، وقبله عقد زعماء من المعارضة لقاء في العاصمة الفرنسية باريس، وبالضبط في منطقة "سان دوني"، احتضنته إحدى قاعات قناة معارضة للنظام الجزائري، وجمع كلاً من عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، ومحسن بلعباس رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وكريم طابو رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي، وأحمد الدهيمي، وعلي بونواري، والمحامي مصطفى بوشاشي، فضلاً عن النقابي مزيان مريان رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، وجاء اللقاء على خلفية دعوة تلقوها للحضور في أحد برامج القناة التي تمولها دولة خليجية معروفة باحتضانها رموز "الإخوان".

نفي...

ينفي المعارض الجزائري أنور نصر الدين هدام المقيم في واشنطن علمه بهذه الاجتماعات، وقال لـ "اندبندنت عربية" إنه "لا علم لي بهكذا اجتماعات، ولا أظن أن هناك من يقوم بمثل هذه اللقاءات"، مشيراً إلى أن "الحراك الشعبي يقوم به الشباب في الداخل بكل سلمية وحضارية، وهو ليس ضد العسكر، وإنما هو من أجل تنحية النظام الفاسد وقيام جمهورية جديدة لاستئناف بناء دولة أول نوفمبر".

كما نفى الإعلامي المعارض المقيم بفرنسا هشام عبود علمه بالموضوع، وشدد على أن "ليس هناك معارضة في الخارج، وأن المعارضة الوحيدة هو الحراك".

"العصابة" تحرك "العملاء"

وتداولت مصادر إعلامية معلومات تؤكد أن رجل الأعمال الموجود في السجن اسعد ربراب اعترف خلال مجريات محاكمته أنه كان يدعم حركة "الماك" الانفصالية الناشطة في الخارج، خصوصاً في فرنسا، بأمر من قائد الاستخبارات السابق الجنرال توفيق، وأن هذا الأخير كان وراء معظم المعارضين في الخارج بالتنسيق مع فرنسا وقطر.

اجتماعات واحتمالات

ويعتقد المحلل السياسي رابح لونيسي أن الاجتماعات الوحيدة للمعارضة في الخارج المعلن عنها، هو اللقاء الذي جرى في العاصمة البلجيكية بروكسل برئاسة شخص غير معروف وغير جدّي، يبحث عن هالة إعلامية، ولا سيما بعد ادعائه بأنه ضابط سابق في الاستخبارات، وجرى التأسيس فيه لما سمي مجلس الثورة الجزائرية في الخارج، ثم جاء الترويح لفكرة حكومة المهجر يقودها المعارض اللاجئ العربي زيطوط.

وأبرز لونيسي أنه بشأن اجتماع المعارضة في الخارج "نعتقد أن الوحيدة التي بإمكانها تحقيق ذلك هي حركة رشاد وحزب الحرية والعدالة وبعض الجمعيات"، إذ من الممكن أن يحصل التنسيق في ما بينها لتنظيم تجمعات الخارج خصوصاً في فرنسا، للوصول إلى مبادرات تدعم الحراك، وأضاف "نعتقد أن الهدف من هذا الحديث مرتبط بما يشاع حول إعطاء أوامر باعتقال معارضين في الخارج، لا سيما الذين يشرفون على قناة "المغاربية"، في حال دخولهم التراب الجزائري"، وقال إن المعارضة المعتمدة والقائمة في الجزائر "لا أعتقد أنها أجرت اجتماعات في الخارج، باستثناء لقاءات عادية تندرج في إطار نشاطها مع المهاجرين".

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات