Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اعتقالات الأجانب تؤجج الغضب الدولي ضد إيران

بايدن يتلقى خطاباً من موقوف أميركي وباريس "قلقة" في شأن فرنسي محتجز وطهران تقبض على ألماني

قال البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، إنه تلقى خطاباً موجهاً إلى الرئيس جو بايدن من سياماك نمازي، وهو مواطن إيراني أميركي معتقل في إيران منذ أكثر من سبعة أعوام بتهمة التجسس، ووصف استخدام طهران للاعتقال كورقة للضغط السياسي بأنه أمر "شائن".

وقالت المتحدثة كارين جان بيير للصحافيين "ما زلنا ملتزمين تأمين حريته، والحكومة الأميركية تواصل العمل على إعادته للوطن إلى جانب مواطنين أميركيين معتقلين من دون سند قانوني في إيران. استخدام إيران للاعتقال كورقة للضغط السياسي أمر شائن".

الحرس الثوري

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اليوم الثلاثاء، إنها تؤيد إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية للرد على "انتهاك" حقوق الإنسان الأساسية في إيران.

وأضافت للصحافيين على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري، "رد فعل النظام الإيراني فظيع ومروع وهم ينتهكون حقوق الإنسان الأساسية".

وأردفت، "نتطلع بالفعل إلى جولة جديدة من العقوبات وسأؤيد أيضاً إدراج الحرس الثوري (على قائمة المنظمات الإرهابية). لقد سمعت العديد من الوزراء يطلبون ذلك وأعتقد أنهم على حق".

في غضون ذلك، أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن "قلقها البالغ" بشأن الوضع الصحي لبرنار فيلان، وهو فرنسي إيرلندي موقوف في إيران منذ أكتوبر (تشرين الأول)، وفق ما أعلنت الناطقة باسم الوزارة آن-كلير لوجندر مؤكدةً هويته.

وقالت لوجندر إن وضعه الصحي "هش ويتطلب متابعة طبية مناسبة لا تتوافر في مكان احتجازه"، مطالبةً "بالإفراج عن السيد فيلان من دون تأخير". وأضافت في بيان، "نؤكد أن السيد برنار فيلان المواطن الفرنسي الإيرلندي، هو واحد من مواطنينا السبعة الذين تحتجزهم السلطات الإيرانية بشكل تعسفي".

اعتقال ألماني

ذكرت صحيفة "جام إي جام" الإيرانية، اليوم الثلاثاء، أن طهران اعتقلت مواطناً ألمانياً لالتقاطه صوراً لمراكز نفطية حساسة في إقليم خوزستان جنوب إيران، بحسب رويترز.

فيما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن إيران أفرجت عن طاه مؤثر وبارز على "إنستغرام" أوقف خلال وقت سابق من الشهر الحالي، في إطار حملتها القمعية على الاحتجاجات في أنحاء البلاد، كما أعلنت مجموعات حقوقية وداعمون.

وأوقف نواب إبراهيمي المعروف بمقاطع الفيديو التي تروج للمطبخ الإيراني في طهران يوم الرابع من يناير (كانون الثاني) الحالي، ونقل إلى سجن إيوين في المدينة.

وكتب المخرج والمصور الإيراني نيك يوسفي الذي أوقف أيضاً في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ضمن حملة القمع ثم أطلق سراحه، عبر "تويتر"، أن إبراهيمي أفرج عنه بكفالة الأربعاء، ونشر صورته مبتسماً.

وأيضاً أفادت "وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان" (هرانا) أنه تم الافراج عن إبراهيمي بكفالة، مضيفة أنه ليس هناك أية معلومات حول التهم الموجهة إليه.

وأوقفت إيران 14 ألف شخص على الأقل منذ بدء الاحتجاجات في أنحاء البلاد يوم الـ 16 من سبتمبر (أيلول) الماضي، إثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) بعد ثلاثة أيام من توقيف شرطة الأخلاق لها بسبب عدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية، وفق الأمم المتحدة.

طبق "كوتليت" ورا اعتقال طاهٍ 

ولم يتضح في الحال سبب توقيف هذا الطاهي الذي يتابعه 2.7 مليون شخص عبر "إنستغرام"، يشاهدون مقاطع الفيديو التي يشرح فيها بسهولة طريقة تحضير أشهى وصفات المطبخ الإيراني التقليدي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن متصفحين للإنترنت قالوا إن اعتقاله حصل عقب نشره على حسابه المذكور مقطع فيديو لطريقة تحضير الـ "كوتليت"، وهو الطبق الإيراني التقليدي الشبيه بالكباب وقوامه خصوصاً اللحمة المفرومة.

وبحسب هؤلاء فإن إبراهيمي نشر هذه الوصفة في اليوم نفسه الذي أحيت فيه الجمهورية الإسلامية ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني قبل ثلاث سنوات بضربة جوية أميركية في العراق.

وفي ذكرى اغتيال سليماني من كل عام دأب إيرانيون معارضون للنظام على نشر صور لطبق الـ "كوتليت".

وأُوقف مخرجون ومحامون وناشطون بارزون خلال حملة قمع الاحتجاجات في إيران، كما أفرج عن بعضهم بكفالة وبينهم الممثلة الشهيرة ترانه عليدوستي، لكن آخرين لا يزالون في السجن.

تظاهرات في ستراسبورغ

تظاهر نحو 12 ألف شخص أتوا من مختلف أنحاء أوروبا في ستراسبورغ لمطالبة الاتحاد الأوروبي بإدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة "المنظمات الإرهابية"، وفق ما أعلنت الشرطة. وتوجه المتظاهرون عصراً في مسيرة إلى مقر البرلمان الأوروبي، حيث تنطلق الجلسة العامة للنواب الأوروبيين.

وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال النائب الوسطي في البرلمان السويدي علي رضا أخوندي منظم التظاهرة، "نحتشد لإسماع أصوات النساء والرجال الإيرانيين في أوروبا ولمطالبة البرلمان الأوروبي بأن يبقى على الجانب الصحيح للتاريخ". وتابع، "من دون مساعدة من أوروبا، ومن دون أن نكون أصواتهم، لا ثورة في إيران".

 

 

ورفع المتظاهرون صوراً لهؤلاء، هاتفين مراراً شعار "امرأة، حياة، حرية"، الذي بات الشعار الأساسي للمحتجين في إيران.

ولدى وصول المسيرة إلى محيط المقر، خاطبت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا المتظاهرين مؤكدة أن النواب الأوروبيين "معهم".

وقالت، "سنحض المجتمع الدولي على الاستجابة بقوة للترهيب الذي يمارسه النظام بحق شعبه في شوارع إيران".

ومن بين المشاركين في التحرك مسعود حميدي فر (38 سنة)، وهو لاجئ إيراني يعيش في هولندا بدأ رحلة طويلة سيراً على الأقدام انطلق فيها من لاهاي في الثامن من يناير (كانون الثاني) نحو ليون، حيث أقدم محمد مرادي على الانتحار رامياً نفسه في نهر الرون في ديسمبر (كانون الأول) لجذب اهتمام العالم إلى ما يحدث في بلاده.

وخلال الرحلة، أجرى حميدي فر توقفاً في ستراسبورغ للمشاركة في التجمع، قادماً من بروكسل، وصرح قائلاً، "كلنا معاً ليكون صوتنا موحداً".

 

 

برج إيفل يضيء بشعارات التضامن 

وفي السياق، أضاء برج إيفل الشهير في العاصمة الفرنسية باريس، الإثنين، بشعارات مؤيدة للمحتجين الإيرانيين والنساء اللاتي يناضلن من أجل مزيد من الحقوق.

وبعد مرور أربعة أشهر على وفاة مهسا أميني، ظهر على البرج شعار "المرأة، الحياة، الحرية" وشعار "#أوقفوا الإعدام في إيران"، وهي من أبرز الهتافات خلال الاحتجاجات.

واستدعت فرنسا القائم بالأعمال الإيراني قبل أيام بسبب إعدام مواطن بريطاني إيراني متهم بالتجسس. وما زالت إيران تحتجز مواطنين فرنسيين فيما تسميه باريس الاحتجاز التعسفي. 

تجمع في باريس دعماً للفرنسيين المعتقلين

وتنظم لجان دعم وأقرباء لفرنسيين معتقلين في إيران تجمعاً دعماً لهم في ساحة تروكاديرو في باريس يوم 28 يناير، في تحرك يرمي إلى لفت انتباه السلطات إلى "ظروف الاعتقال غير الإنسانية التي يواجهونها".

وجاء في بيان للجان الدعم نشره، الإثنين، أقرباء لفاريبا عالدخاه وبنجامان بريير وسيسيل كولر وبرنار فيلان، "حالياً هناك سبعة فرنسيين قيد الاعتقال في إيران لأسباب خاطئة".

وتابع البيان أن هؤلاء الفرنسيين السبعة "تتهمهم الجمهورية الإسلامية في إيران بالتجسس، وهم محرومون من أبسط حقوقهم الأساسية، بدءاً بالحق في تحقيق قضائي ومحاكمة فعليين".

وشدد البيان على أن الرعايا الفرنسيين محرومون من التواصل مع أقربائهم "منذ أشهر، ويقبع بعض منهم في العزل"، وقد أبدى معدو البيان قلقهم إزاء الصحة الجسدية والنفسية لهؤلاء، مطالبين "بالإفراج عنهم فوراً وإعادتهم إلى وطنهم".

والتجمع الذي سيكون "رمزياً وسلمياً" سينظم عند الساعة 14:00 (13:00 ت غ) في ساحة حقوق الإنسان بباريس.

وتعتقل السلطات الإيرانية عشرات الرعايا الأجانب، مؤكدين لهم أنهم أبرياء يستخدمهم الحرس الثوري الإيراني ورقة مساومة في حين تسعى إيران مع القوى الكبرى لإحياء الاتفاق الدولي المبرم في عام 2015 لضمان سلمية برنامج طهران النووي.

وتتهم إيران بالسعي إلى حيازة سلاح نووي، وهو ما تنفيه على الدوام. وباتت بلدان عدة، من بينها فرنسا، تتهم إيران بشكل مباشر باستخدام المعتقلين الأجانب "رهائن دولة".

وتشدد طهران على أن كل الأجانب الموقوفين لديها محتجزون بناءً على القانون المحلي، لكنها تبدي انفتاحاً على الانخراط في عملية تبادل سجناء.

وأوقفت الباحثة الفرنسية - الإيرانية فريبا عادلخاه في يونيو (حزيران) 2019، ولاحقاً حكم عليها بالسجن خمس سنوات إثر ادانتها بالمساس بالأمن القومي. أما بنجامان بريير فأوقف في مايو (أيار) 2020 وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات وثمانية أشهر لإدانته بالتجسس.

وقبض على سيسيل كولر وشريكها جاك باري في مايو أثناء قيامهما بجولة سياحية في إيران، وتتهمهما طهران بالتجسس.

وأخيراً، ظهرت إلى العلن قضية الإيرلندي - الفرنسي برنار فيلان المعتقل في إيران منذ أكتوبر (تشرين الأول)، أي في خضم الاحتجاجات التي تشهدها إيران.

ويبقى معتقلان فرنسيان آخران في إيران مجهولا الهوية. وفي نهاية ديسمبر أكدت وزارة الخارجية الفرنسية التعبئة "الكاملة" للسلطات الفرنسية من أجل إطلاق سراح الرعايا الفرنسيين السبعة.

إجراءات انتقامية

في هذا الوقت، أكد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي أن لندن لا تستبعد اتخاذ مزيد من الإجراءات الانتقامية بحق إيران بعد إعدام المواطن الايراني البريطاني علي رضا أكبري (61 عاماً) الذي دين بتهمة التجسس لحساب الاستخبارات البريطانية في طهران.

وقال كليفرلي أمام مجلس العموم "حالياً يجب علينا، مع حلفائنا، درس الخطوات المقبلة التي سنتخذها لمحاربة التهديد المتزايد الذي تمثله إيران. لا نحصر أنفسنا بالإجراءات التي سبق أن أعلناها"، وعلى رغم إصرار برلمانيين، رفض الوزير تحديد ما إذا كانت المملكة المتحدة ستُدرج الحرس الثوري الإيراني على قائمتها للمنظمات "الإرهابية".

وأضاف كليفرلي "يأتي إعدام أكبري بعد عقود من القمع من قبل نظام لا يرحم"، مشدداً على دعم بلاده للشعب الإيراني "الذي يطالب بالحقوق والحريات"، وتابع "نشهد أعمالاً انتقامية لنظام ضعيف ومعزول ومهووس بتدمير شعبه وقد أضعفه خوفه من فقدان السلطة وإفساد سمعته في العالم".

المزيد من دوليات