Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيريل... "بطريرك بوتين" أم "بطريرك الرب"؟

يعبر رأس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية عن مشروع قومي لـ"أممية جديدة" يحمل اسم "روسكي مير"

البطريرك كيريل وبوتين رؤية مشتركة لروسيا وللكنيسة الأرثوذكسية (أ.ب)

بهيئته الجسمانية وبنيته القوية، مع طرحة بيضاء تعلو رأسه، وعصا الرعاية الروحية التي لا تفارق يده، يبدو الرجل وكأنه قادم من قلب روسيا الأرثوذكسية القديمة، من زمن القيصر رومانوف، ولا تبدو أن سبعة عقود تقريباً من الشيوعية، قد تركت بصمة ما في روحه.

يحار الناظر إليه، لا سيما إذا اقترب من قراءة شخصيته في فهم ماهيته وهويته، وما إذا كان رجل دين، نذر الفقر والعفة والطاعة، وتخلى عن بهرج العالم الخداع، وعاش عمق اللاهوت النسكي الذي لآباء الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، أم أنه رجل سياسة عميق، يكاد يستحضر نماذج مماثلة عرفتها أوروبا في فترات الحروب الدينية.

من هو البطريرك الروسي كيريل؟ وهل مهمته هي روحية بالمطلق، يرعى شؤون ملايين الأرثوذكس الروس وما حولهم؟ أم أنه بات شريكاً في مشروع روسي أكبر، وبشراكة خاصة مع فلاديمير بوتين، الرجل الذي لا يزال يصر على أن تفكيك الاتحاد السوفياتي كان الخطيئة التي لا تغتفر للذين وقفوا وراءها في القرن العشرين، ومن غير أدنى مقدرة على نسيانهم أو الصفح عنهم؟

كيريل والطريق إلى حياة الرهبنة

ولد فلاديمير ميخائيلوفيتش غونديايف عام 1946 لوالد كاهن ووالدة مدرسة لغة ألمانية. وجاء مولده في كنف أسرة كهنوتية، فقد كان جده فاسيلي سيتانوفيتش كاهناً تعرض مراراً وتكراراً للاضطهاد والسجن من قبل السلطات السوفياتية بسبب أنشطته الكنسية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي.

أنهى غونديايف، الذي سيختار لاحقاً اسم كيريل، ثماني سنوات من دراسته الثانوية، وقد بدأ العمل رسام خرائط في بعثة ليننغراد الجيولوجية، غير أنه بعد ثلاث سنوات من العمل لم يجد ذاته في السياق المدني، فالتحق بالمدرسة اللاهوتية ليتخرج فيها، وليبادر بالانضمام إلى الأكاديمية اللاهوتية لمدينة ليننغراد.

في عام 1969، وفي أوج النفوذ الشيوعي العالمي، اختار كيريل حياة الرهبنة وتكريس الذات، وبدأ في إظهار براعة كبرى في عالم الدراسات الكتابية (الكتب المقدسة)، ليتخرج في الرابعة والعشرين من عمره بمرتبة الشرف من الأكاديمية اللاهوتية، ويصبح مدرساً لعلم اللاهوت العقائدي.

سريعاً ما تسلق كيريل السلم الوظيفي الروحي في بلاده، فقد أصبح بجانب مهامه التعليمية، السكرتير الشخصي لمتروبوليت ليننغراد ونوفغورد، المطران "نيكوديم"، ومعلم الفصل الأول في المدرسة اللاهوتية.

وفي عام 1971 تمت ترقية كيريل كنسياً إلى رتبة أرشمندريت (راعي كنيسة في بلدة صغيرة)، وفي العام نفسه أصبح ممثلاً لبطريركية موسكو في مجلس الكنائس العالمي بجنيف. وخلال عقدين من الزمن انتقل كيريل من رتبة أرشمندريت إلى متروبوليتان (مطران يرعى عدداً كبيراً من الرعايا الروحية).

وخلال الفترة الانتقالية من الشيوعية إلى النظام الروسي الحالي عرف كيريل بأنه المضيف (المذيع) للبرنامج الذي يقدم كل يوم أحد على تلفزيون الدولة، وعنوانه "كلمة الراعي"، وفيه كان يتلقى أسئلة مواطنيه، ويقدم إجابات عنها، مما اعتبر دوراً تعليمياً روحياً كبيراً.

وفي الخامس من ديسمبر (كانون الأول) 2008 توفي البطريرك الروسي أليكسي الثاني، مما فتح الطريق أمام كيريل ليصبح بطريرك موسكو وعموم روسيا في 25 يناير (كانون الثاني) 2009.

دور رعائي وشق سياسي ما ورائي

الذين لديهم علم من كتاب السيرة الذاتية لكيريل يدركون كيف أنه ومنذ عام 1995، عمل بشكل وثيق مع حكومة الاتحاد الروسي، فقد تمت دعوته مراراً وتكراراً إلى عديد من الأحداث التشاورية.

أظهر كيريل نشاطاً واضحاً في حل الخلافات في جمهورية الشيشان، وفي تنظيم الأحداث الثقافية، وبمشاركته النشطة أقيم الاحتفال بالذكرى الـ2000 لمولد المسيحية.

من الواضح أن نجاحات كيريل قد أثارت عليه حسد الحساد، فأطلق بعضهم إشاعات بأن الرجل كان على صلة بالاستخبارات السوفياتية، وحاولوا إظهاره كما لو كان عميلاً سابقاً لـ"كي جي بي"، فيما قال البعض الآخر إنه كان على صلة بجماعات تسعى إلى استيراد بضائع خاضعة للجمارك، لا سيما التبغ، غير أن هذه جميعها لم تلقَ آذاناً صاغية من الروس، عوام ونخباً. ووصف بأنها حملات دعائية مخططة للاستفزاز، ولم تؤثر في مسيرة كيريل الكنسية ودوره المجتمعي.

خلال الاضطرابات السياسية في روسيا بين 1991 و1993، تولى المتروبوليت كيريل منصباً نشطاً في حفظ السلام، بدأ بإنشاء كاتدرائية الشعب الروسي العالمية في عام 1993.

ابتداءً من 1995 حتى 1997، وبسبب النشاط السياسي المتزايد لبطريركية موسكو، اكتسب قسم العلاقات الكنسية الخارجية داخلها، شهرة وتأثيراً متزايداً، وبدا رئيسه في الإعلام يطلق عليه لقب "وزير الخارجية"، وأحياناً "رئيس الوزراء" للكنيسة الروسية.

وفي عام 2003، عندما كان البطريرك أليكسي الثاني مريضاً بشكل خطر، حدثت "ثورة أفراد"، في القيادة العليا للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، مما عزز بشكل كبير موقف كيريل.

سريعاً، تمت إزالة المطرانين المؤثرين، سيرجيوس وميثوديوس، من مناصبهما، واعتبرا منافسين جادين للمتروبوليت كيريل في النضال من أجل العرش الأبوي. ويعرف كيريل بأنه شخص واسع الاطلاع والمعرفة الأساسية، كما يتمتع بذكاء عالٍ، وقد ألف أكثر من 600 مطبوعة وتقرير وعدداً من الكتب.

وحصل كيريل على عديد من الأوسمة من خارج روسيا، ومن داخلها، مثل وسام الصداقة بين الشعوب، ووسام الاستحقاق للوطن، وعام 2002 حصل على لقب رجل العام، فيما حصل عام 2004 على جائزة "أوليبموس الروسية الوطنية"، وكذلك وسام "الشرف والشجاعة"، ووسام بطرس الأكبر من الدرجة الأولى.

بطريرك روسيا وزمن الحرب المقدسة

ولأن كيريل مزيج من السياسي والكنسي، فقد بدا واضحاً أنه داعم للعمليات العسكرية الروسية، سواء القريبة منها، أو البعيدة عنها. الأولى تتمثل في دعم العمليات الروسية في شبه جزيرة القرم في شرق أوكرانيا، والثانية تتجلى في مباركة التدخل الروسي في سوريا، بهدف وقف زحف الأصوليات الإسلاموية.

ومع الغزو الروسي لأوكرانيا، اعتبر كيريل من الداعمين بقوة لها، لا سيما أنه صرح ذات مرة في بدايات الأزمة بأن ما يجري هو جزء من معركة حضارية ضد الانحطاط الغربي .

وفي بدايات الحرب، ألقى كيريل خطبة دعا فيها الروس إلى "الالتفاف حول السلطات، وصد الأعداء الخارجيين والداخليين". وفي مقال آخر، شبه المعركة بالصراع بين الكنيسة والمسيح الدجال، مشيراً إلى أن الحرب من أجل روسيا مقدسة، وأنها ستكون لها أهميتها "الميتافيزيقية"، وأن غزو أوكرانيا مسألة خلاص أبدي، وزعم أن جزءاً مما تحاربه القوات الروسية، هو مسيرات المثليين.

ووصف كيريل الحرب الأوكرانية بأنها حرب دينية من نوع ما، لا سيما تجاه خطر الليبرالية الغربية، وتعديها على الثقافة الأرثوذكسية.

وفي 27 فبراير (شباط) الماضي، أي بعد ثلاثة أيام فقط من عمليات بوتين في أوكرانيا، اعتبر كيريل أن الغزو الروسي لأوكرانيا هو ضد "قوى الشر" التي "تحارب الوحدة التاريخية بين روسيا وأوكرانيا".

ويصف كيريل عهد بوتين بـ"المعجزة"، وإلى جانب دعمه سيد الكرملين سياسياً، يراه البعض الذراع الثقافية القوية للسلطات في روسيا، إذ يعتمد منهجاً محافظاً، ويدعو إلى حماية المجتمع الروسي من تأثيرات الثقافة الغربية، خصوصاً ناحية الاعتراف بحقوق الأقليات الجنسية؟

هل كيريل هو زعيم الفكر المحافظ الروسي الجديد؟

هذا ما يصفه به الإعلام الروسي، ويعتقد أنه يشترك مع بوتين في الرؤية نفسها حول ضرورة إعادة بعث الإمبراطورية الروسية.

رجل بوتين لمشروع "روسكي مير"

يكتب الصحافي جاك جنكينز من وكالة الأنباء الدينية الروسية يقول، "إن الحرب على أوكرانيا هي ذروة جهود روسية استمرت لأكثر من عقد، لربط الطموحات الجيوسياسية لبوتين بالإيمان المسيحي من خلال ربط القيم الدينية المحافظة بالقومية الروسية، لا سيما أن الكنيسة الروسية تتمتع بنفوذ وتأثير كبيرين في عدد من دول أوروبا الشرقية".

ويدعم كيريل الرأي القائل إن شعوب تلك البلدان تنتمي إلى دائرة روسيا الحضارية، وإنها جزء من الشعب الروسي.

ويكاد حديث جنكينز يأخذنا في طريق فكرة "روسيا الساعية نحو أممية جديدة"، أو ما يطلق عليه "روسكي مير"، أي العالم الروسي الأكبر. وفي هذا الطرح تنشط جميع الأجهزة الحكومية والموالية لبوتين العاملة في قطاعي الإعلام والسياسة لبث الروح الوطنية وتعظيم قيمة التقاليد الروسية. وتدعو الخطة أيضاً إلى التمسك بالقيم الأخلاقية والتخلص من جميع السلبيات التي جلبها الشعور بالهزيمة في الحرب الباردة التي نشبت بين روسيا والغرب.

هذه الخطة يجري تنفيذها برعاية الكنيسة الأرثوذكسية الروسة، باعتبارها المظلة التي يجري في ظلها بناء هذه الأيديولوجية الجديدة، وهي المظلة التي يعود إليها الفضل في المحافظة على وحدة الشعوب السلافية ونقل الدين المسيحي.

تبدو المجتمعات الأوروبية في أعين القائمين على تلك الأيديولوجية الروسية، وكأنها تمر تاريخياً بمرحلة ما بعد المسيحية، وما بعد سيادة الدولة، وما بعد القيم الأخلاقية.

يسعى بوتين إلى أن تكون موسكو مركزاً للقيم ومقراً لتنظيم أممي يبشر بأفكار يمينية وقومية، ويدعو حكومات العالم إلى تأكيد التزامها حماية التراث الثقافي والأخلاقي لشعوبها وأساليب حياتها والمحافظة على أنماط تدينها. بمعنى آخر، يقيم تنظيماً أممياً فيه تتجمع التيارات اليمينية والمحافظة التي تدعو إلى الحد من ظاهرة انفراط المجتمعات وتحللها أخلاقياً تحت عناوين التعددية الثقافية والتحرر الاجتماعي والمساواة الكاملة.

هل بات كيريل جزءاً أساسياً من الأيديولوجيه القومية في قلب مخططات الكرملين؟ وهل مثل هذا الدور يلقى ترحيباً أم معارضة من الحواضر الدينية المسيحية المتقدمة، لا سيما حاضرة الفاتيكان قلب الكنيسة الكاثوليكية الرومانية النابض؟

كيريل وصدام مع البابا فرنسيس

يقودنا الطرح السابق إلى أن هناك من يسعى إلى نشوء وارتقاء حاضرة إيمانية "موسكوبية"، كمكافئ موضوعي، أو معادل قطبي للفاتيكان، وإن كان الأخير غير مهتم بالصراع من هذه الجزئية أو ذاك المنطلق. غير أن الأزمة الأوكرانية وضعت الفاتيكان والبطريركية الروسية في صدام روحي وأخلاقي بشكل مؤكد.

وفي السابع عشر من مارس (آذار) 2022، أي بعد نحو ثلاثة أسابيع تقريباً من العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، أجرى البابا فرنسيس مكالمة عبر تقنية الفيديو مع البطريرك كيريل.

وكان رأي فرنسيس أن الكنيسة يجب أن تستخدم لغة المسيح، أي السلام، وليس لغة السياسة أي الحرب والخصام.

وتحدث الحبر الروماني عن دوره هو وكيريل كرعاة للشعب وكيف يتوجب عليهما الاتحاد في الجهود للمساعدة في السلام ودعم الذين يتألمون.

وطالب فرنسيس كيريل بالعمل والمساعدة على وقف إطلاق النار، وبين ثنايا الكلمات حثه على استخدام علاقته مع بوتين وقدرته في التأثير عليه، لفتح المجال أمام المفاوضات، ووقف دفع الثمن الباهظ من دماء الشعب الروسي، وكذا الأشخاص الذين يتم قصفهم ويموتون في أوكرانيا.

وأكد فرنسيس كذلك أن "الحروب ظالمة على الدوام"، لأن الذي يدفع الثمن هو شعب الله، ولا يسع قلوبنا إلا أن تبكي أمام الأطفال والنساء الذين يقتلون وجميع ضحايا الحرب. وأنهى الرجل ذو الثوب الأبيض حديثه لبطريرك روسيا بالتأكيد أن الحرب ليست السبيل أبداً، وأن الروح الذي يوحد، يطلب من الرعاة أن يساعدوا الشعوب التي تتألم بسبب الحرب.

ماذا كان رد كيريل على كل ما قاله فرنسيس؟

في شهر مايو (أيار) الماضي، وخلال حديثه مع صحيفة "كورييرى ديلا سيري" الإيطالية، أشار بابا روما إلى أن كيريل وطوال 20 دقيقة، كان يقرأ من ورقة في يده جميع أنواع التبريرات للحرب.

أخفق فرنسيس في واقع الحال في تغيير موقف كيريل، على رغم أنه أبدى استعداده للسفر إلى موسكو ومقابلة بوتين ومحاولة وقف القتال، وقد طلب بالفعل من رئيس وزرائه، الكاردينال بيترو بارولين أن يوجه إلى بوتين رسالة بهذا الغرض.

لاحقاً، وفي مايو كذلك، تذرعت الكنيسة الروسية بأن لهجة فرنسيس وحديثه عن خادم المذبح وخادم الكرملين، لم تكن مقبولة، وحذرت بطريركية موسكو، من أن مثل تلك التصريحات ستؤذي الحوار بين الكنيستين.

غضب كيريل من قول فرنسيس، "إننا خدام المذبح، ولسنا خدام السياسة أو الكرملين"، ما حورته الصحافة العالمية إلى فكرة القول إن كيريل "خادم بوتين"، وليس "خادم المذبح".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هل كيريل هو أوربان الثاني؟

يتساءل كثير من المراقبين اليوم: هل كيريل هو الطبعة العصرانية من البابا أوربان الثاني (1042-1099)، والذي انطلقت الحروب الصليبية في زمانه؟

مرد التساؤل هي تصريحات كيريل الأخيرة، فخلال قداس عيد الميلاد (بحسب المذهب الأرثوذوكسي) الأخير، في السابع من يناير (كانون الثاني) الحالي، قال كيريل، "يجب على روسيا اليوم مساعدة العالم الغارق بشكل متزايد في أزمة روحية وأخلاقية للتوصل إلى الخلاص، كما أنقذت في حينها العالم من طاعون الفاشية".

وأضاف، "في حينها (الحرب العالمية الثانية)، قامت روسيا بالذات، بإنقاذ العالم من وباء الفاشية الرهيب، وبفضل تضحيات روسيا في المقام الأول، تحقق النصر".

كيريل يذهب إلى أنه، "ربما يدعونا الرب اليوم، الذي يدفعنا إلى مثل هذه التضحيات الرهيبة، إلى ضمان أنه ومن خلال حياتنا الروحية وإيماننا والجمع بين الإيمان والمعرفة وتغلغل الإيمان في جميع مجالات الحياة العامة، يمكننا أيضاً مساعدة العالم في العثور على الخلاص، كما فعلنا عندما دحرنا الفاشية".

هل هذه دعوة للاستمرار في الحرب الأوكرانية وغيرها من الحروب الروسية؟

قبل ذلك وفي نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، حث البطريرك كيريل، على عدم الخوف من الموت.

كان ذلك وقت التعبئة الجزئية في قوات الاحتياط، والتي أعلن عنها الرئيس الروسي.

كيريل في رسالته الموجهة للجنود يقول، "اذهب بشجاعة لأداء واجبك العسكري، وتذكر أنك إذا مت من أجل وطنك، ستكون مع الله في مملكته ومجده وحياته الأبدية".

هل تعيد هذه النغمة سيرة الحروب الدينية للعالم؟

يصعب على المرء أن يحدد في نهاية الأمر إذا ما كنا أمام "بطريرك بوتين" أم "بطريرك الرب"؟

المزيد من تقارير