Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

احتفالات عيد الميلاد تعود لبيت لحم بعد عامين من الحرب

يأمل السكان بأن تسهم الفعاليات في إحياء المدينة وتحفيز عودة السياح

يشارك أعضاء من رجال الدين في موكب عيد الميلاد السنوي الذي يقوده البطريرك اللاتيني للقدس خارج كنيسة المهد في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، 24 ديسمبر 2025 (أ ف ب)

ملخص

قالت كاتياب عمايا (18 سنة) إن عودة الاحتفالات تمثل رمزاً مهماً لوجود المجتمع المسيحي في المنطقة، مضيفة "هذا يمنحنا أملاً بأن المسيحيين لا يزالون هنا يحتفلون، وأننا لا نزال نحافظ على التقاليد".

تجوب فرق الكشافة اليوم الأربعاء شوارع بيت لحم مع بدء الاحتفالات بعيد الميلاد في المدينة الواقعة بالضفة الغربية المحتلة، بعد عامين خيمت عليهما حرب غزة التي حرمت مسقط رأس السيد المسيح، بحسب المعتقد المسيحي، من الاحتفال.

لكن المدينة الواقعة جنوب الضفة الغربية بدت هذا العام أكثر حيوية بعد اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث يواجه مئات الآلاف برد الشتاء القارس بعد أن تركتهم الحرب في خيم مهترئة ومنازل مدمرة.

وفي الفاتيكان من المقرر أن يترأس البابا لاوون الـ 14 قداس عيد الميلاد الأول له عند الساعة 20:30 بتوقيت غرينتش في كاتدرائية القديس بطرس، بعدما دعا إلى "24 ساعة من السلام في العالم أجمع".

واُنتخب الحبر الأعظم الأميركي من قبل مجمع الكرادلة في مايو (أيار) الماضي عقب وفاة البابا فرنسيس، ويتميز بأسلوب أكثر هدوءاً من سلفه، لكنه سار على خطاه في قضايا أساسية مثل الهجرة والعدالة الاجتماعية.

"يوم مليء بالفرح"

وفي بيت لحم طغت على الأجواء أصوات الطبول ومزامير القرب التي تعزف ألحان تراتيل ميلادية شهيرة، بينما توجه المسيحيون صغاراً وكباراً نحو وسط المدينة حيث ساحة المهد، وقالت ميلاغروس إنسطاس (17 سنة) التي ترتدي الزي الأصفر والأزرق لكشافة الساليزيان في بيت لحم، إن "اليوم مليء بالفرح لأننا من قبل لم نكن قادرين على الاحتفال بسبب الحرب"، فيما شارك مئات الأشخاص في المسيرة التي جابت شارع النجمة الضيق المفضي إلى كنيسة المهد والساحة المؤدية لها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتجمّع حشد غفير في ساحة المهد بينما أطل عدد قليل من المتفرجين من شرفات مبنى البلدية لمتابعة الاحتفالات، وفي وسط الساحة وقفت شجرة الميلاد الكبيرة المزينة بكرات حمراء وأخرى ذهبية لتزيد بهجة على الأجواء.

ويعود بناء الكنيسة إلى القرن الرابع فوق مغارة يعتقد المسيحيون أن السيد المسيح ولد فيها قبل أكثر من 2000 عام، وقالت كاتياب عمايا (18 سنة)، وهي من أعضاء الكشافة أيضاً، إن عودة الاحتفالات تمثل رمزاً مهماً لوجود المجتمع المسيحي في المنطقة، مضيفة لوكالة الصحافة الفرنسية أن "هذا يمنحنا أملاً بأن المسيحيين لا يزالون هنا يحتفلون، وأننا لا نزال نحافظ على التقاليد".

"يعيشون الحياة"

خلال الحرب المدمرة التي دارت في قطاع غزة عمدت بلدية بيت لحم المنظمة للاحتفالات الخاصة بعيد الميلاد إلى تخفيف مظاهر الاحتفال فاقتصرت على المراسم الدينية، وقالت عمايا إن "هذه الاحتفالات هي بمثابة أمل لشعبنا في غزة بأنهم سيحتفلون يوماً ما ويعيشون الحياة من جديد".

وقبل ساعات من ظهر اليوم الأربعاء وصل بطريرك اللاتين في القدس، الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، إلى بيت لحم استعداداً لترأس قداس منتصف الليل التقليدي في كنيسة المهد، وكان بيتسابالا زار غزة المدمرة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وترأس قداس عيد الميلاد في رعية العائلة المقدسة بمدينة غزة الأحد الماضي.

لكن السكان لا يزالون يواجهون حياة صعبة وبائسة بعد فقدان منازلهم وأحبتهم، وعلى رغم إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" برعاية أميركية وقطرية ومصرية وتركية، ودخل حيز التنفيذ في الـ 10 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن إسرائيل و"حماس" ما زالتا تتبادلان الاتهامات بخرقه.

"مكان مميز جداً"

ويأمل سكان بيت لحم بأن تسهم عودة احتفالات عيد الميلاد في إعادة الحياة إلى المدينة وتحفيز عودة السياح، إذ يعتمد اقتصاد مدينة على السياحة بخاصة، وقد تسببت حرب غزة بعزوف السياح عن المجيء إلا بأعداد قليلة جداً، كما تسببت في ارتفاع معدلات البطالة، لكن الزوار المسيحيين بدأوا خلال الأشهر الأخيرة بالعودة تدريجاً للمدينة المقدسة، وقال جورج حنا، من بلدة بيت جالا المجاورة، إن "بيت لحم مكان مميز جداً ونريد أن تصل رسالتنا إلى العالم كله، وهذه هي الطريقة الوحيدة"، مضيفاً "نأمل بأن نتمكن من الاحتفال وأن يكون الأطفال سعداء، فهذا هو العيد بالنسبة إلينا".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار