"التعاون الإسلامي": "طالبان" حكومة أمر واقع حرمت النساء من حقوقهن

تواصل المنظمات الدولية ردود أفعالها المستنكرة لقرار حركة "طالبان" التي تسيطر على السلطة في أفغانستان، بإغلاق المدارس والجامعات أمام الفتيات والنساء وتعليق عمل النساء في المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية، إذ صدر آخرها من منظمة التعاون الإسلامي.

وعقدت المنظمة الأربعاء، اجتماعاً طارئاً للجنة التنفيذية ناقشت فيه الأوضاع الإنسانية في كابول.

وقالت المنظمة في ختام الاجتماع، إنها ستوفد فريقاً ثانياً من العلماء إلى أفغانستان لمواصلة الحوار مع ما وصفته بـ "سلطة الأمر الواقع"، حول "حرمان الفتيات والنساء الأفغانيات من حقوقهن الأساسية" مثل التعليم والتوظيف والعدالة الاجتماعية التي تشكل أولوية كبيرة للعالم الإسلامي، بحسب البيان.

الوفاء بالوعود

وشدد الأمين العام للتعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، على أن المنظمة "ظلت تتابع بانشغال عميق تطورات الأحداث المؤسفة في أفغانستان"، وأضاف، "إننا نقلنا من خلال مبعوثين رسائل لسلطة الأمر الواقع أكدنا فيها على أهمية وفاء الحكومة بوعودها السابقة بفتح المدارس للبنات في ضوء الأسس المتينة والواضحة في الدين الإسلامي الحنيف التي تحث على ذلك، وإن حل هذا الموضوع سيفتح الباب واسعاً أمام مزيد من التعاون البناء بين الحكومة والدول الأعضاء والانفتاح على العالم".

وفي ما يتعلق بقرار تعليق عمل الموظفات في المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية، أشار طة إلى أن ذلك سيؤثر في العمليات الإنسانية وعمليات الإغاثة التي تقوم بها شبكة واسعة من المنظمات غير الحكومية، ويضر بمصالح الشعب الأفغاني".

 وجدد دعوته لـ"طالبان" لإعادة النظر في هذا القرار من أجل دعم "الاندماج الاجتماعي للمرأة والاستمرارية غير المنقطعة لمهام الشبكة الدولية للأمان الإنساني في أفغانستان".

وثمن طه البيانات الصادرة عن الدول الأعضاء ومجمع الفقه الإسلامي الدولي ومنظمة تنمية المرأة والهيئة الدائمة لحقوق الإنسان والأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء في السعودية ورابطة العالم الإسلامي، التي أكدت على "موقف الشريعة الإسلامية من ضرورة تعليم وعمل المرأة ومشاركتها في الحياة العامة".

وأكد أن المنظمة ستظل ملتزمة من خلال جهود المبعوث الخاص "الحوار الإيجابي مع سلطة الأمر الواقع في أفغانستان، وذلك في إطار الولاية الممنوحة له من مجلس وزراء الخارجية بالتركيز على قضايا تعليم البنات ومشاركة المرأة في الحياة العامة ومكافحة الإرهاب والحكومة الشاملة في أفغانستان".

"طالبان" خدعت العالم

وفي السياق ذاته، اتهم الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، يان إيغلاند، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، الميليشيا الأفغانية بأنها "خدعتنا، من خلال قرارها منع عمل المرأة في المنظمات الدولية الذي بدوره تسبب في تعطيل إيصال مساعدات لملايين الأفغان الذين هم بحاجة ماسة لها".

وقال إيغلاند "إن حركة طالبان وعدت من خلال ممثليها أنه لن يكون هناك حظر لتعليم النساء أو لوضع العاملات".

وأضاف "من الواضح أن حكومة طالبان خدعتنا، وهذا يجعل عملنا الآن مستحيلاً بالتأكيد".

حظر العمل والتعليم

ومنذ صدور قرار المنع في أوخر شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نددت عديد من المنظمات الإسلامية والعالمية والإنسانية بهذا القرار، لا سيما وأنها تخشى أن يتفاقم الوضع بعد أن قررت منظمات عدة غير حكومية تعليق أنشطتها بسبب حظر الأفغانيات من العمل.

وحث المسؤول الإنساني الذي يزور كابول، "طالبان" على التراجع عن قرارها، وأشار إلى أنه يرفض استئناف أنشطة المجلس النرويجي للاجئين من دون نساء.

وحذر "أنا هنا لأقول لقادة طالبان وأي شخص قادر على التأثير فيهم، إننا يجب أن نكون قادرين على استئناف العمل بمشاركة الموظفات. وإلا فإن الموت سيكون بالمرصاد لكثيرين.