في مذكراته التي أثارت جدلاً واسعاً حتى قبل إصدارها الرسمي في العاشر من الشهر الحالي، قال الأمير هاري، دوق ساسكس، إنه علم بأمر وفاة جدته الملكة إليزابيث الثانية من الأخبار التي نشرتها محطة "بي بي سي".
هاري أشار في مذكراته التي تحمل اسم "سبير" Spare أو الاحتياطي [ربما في إشارة تصف حال الأمير داخل العائلة المالكة باعتباره الشقيق الأصغر لوريث العرش الأمير وليام] إلى أنه تلقى مكالمة هاتفية من والده، الأمير حينها تشارلز، والذي أخبره بأن صحة الملكة تزداد سوءاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يذكر هاري أنه عندما خطط للسفر فوراً إلى بالمورال باسكتلندا، حيث كانت الملكة الراحلة، طلب منه ألا يحضر معه زوجته ميغان. كان والده تشارلز من طلب ذلك. وعن هذا يذكر هاري: "كان ذلك لأسباب غير مفهومة، بل وتنم عن عدم احترام. لم أستطع تحمل ذلك".
مع هبوط طائرته، علم هاري من أخبار "بي بي سي" على هاتفه أن الملكة قد ماتت. وعن هذا يتذكر هاري: "عندما بدأت الطائرة بالهبوط، أضاء هاتفي. كانت رسالة من ميغ تقول فيها: ’اتصل بي عندما تصل إليك هذه الرسالة’. حينها نظرت إلى موقع "بي بي سي"... لقد توفيت جدتي، أبي الآن هو الملك".
بحسب "بي بي سي"، تضيف المعلومات التي ذكرها هاري تفاصيل لم تكن معروفة عن الأحداث التي أحاطت بوفاة الملكة في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي وعن الطريقة التي علم بها بالأنباء أثناء وصوله على متن طائرة مستأجرة من مطار لوتن، كما أن هذا يوضح الالتباس الذي رافق يوم وفاة الملكة والتي كان يعتقد حينها بأن ميغان كانت رفقة هاري، لكن تبين لاحقاً أن هذا غير صحيح، كما يظهر أيضاً بأن كيت، زوجة وليام، لم تذهب إلى بالمورال أيضاً بعد وفاة الملكة.
وعما دار بينه وبين والده تشارلز عند الطلب منه عدم إحضار ميغ، يقول هاري في مذكراته [مخاطباً والده]: "لا تفكر حتى في التحدث عن زوجتي بهذه الطريقة". ويتابع، "مع الأسف، تمتم أنه ببساطة لا يريد أن يمتلئ المكان بالناس. أخبرني أنه ما من زوجة أحد ستحضر، ولا حتى كيت، لذلك لا ينبغي لميغ القدوم".
تكشف المذكرات أيضاً عن تفاصيل محادثة الأمير الأخيرة مع الملكة الراحلة، والتي يقول فيها: "قضيت الرحلة بأكملها تقريباً أنظر إلى الغيوم، وأعيش آخر مرة تحدثت فيها مع جدتي. كنا نتحدث مطولاً قبل أربعة أيام. لقد تطرقنا إلى كثير من القضايا. حالتها الصحية بالطبع، الفوضى في داونينغ ستريت [مقر الحكومة البريطانية]... تحدثنا أيضاً عن الجفاف المدمر... كنت أخبرها بأن تعتني بنفسها، وأنني آمل أن نلتقي قريباً".
المعلومات المذكورة أعلاه كانت قد حصلت عليها "بي بي سي" من النسخة الإسبانية للمذكرات، والتي كانت قد أتيحت للعموم قبل صدور النسخة الإنجليزية.
في المذكرات أيضاً، وبحسب راديو "بي بي سي 4"، يقول هاري إنه قام بقتل 25 شخصاً من مقاتلي "طالبان" عندما كان يخدم كقائد لمروحية مقاتلة في مقاطعة هلمند بأفغانستان، وعن هذا كتب: "لم أفخر بما فعلت، لكني لم أشعر بالخزي... لم أفكر في هؤلاء على أنهم 25 شخصاً. لا يمكنك قتل الناس إذا نظرت إليهم كأشخاص. لقد كانوا مجرد قطع شطرنج أزيلت من الرقعة، وتم القضاء على الأشرار قبل أن يقتلوا الأخيار".
كلام هاري لاقى استياءً من كثير من الخبراء والمحللين، معتبرين أنه غير ملائم للنشر. حتى إن ناطقاً باسم "طالبان" قام بنشر رد على ما قاله هاري: "سيد هاري! من قتلتهم لم يكونوا قطع شطرنج، لقد كانوا بشراً. كانت لديهم عائلات بانتظار عودتهم". وأضاف، "لا أتوقع من المحكمة الجنائية الدولية أن تستدعيك أو أن يقوم نشطاء حقوق الإنسان بإدانتك، لأنهم سيصمون آذانهم ويغضون أبصارهم عنك".