يوم أمس، نشرت سيلينا غوميز على منصة "إنستغرام" صورها وهي تمضي ليلة رأس السنة برفقة صديقيها (المتزوجين) بروكلين بيكهام ونيكولا بيلتز. ومزحت قائلة بأن الثلاثة مرتبطون بعلاقة عاطفية معلّقةً على المنشور بعبارة "لا بأس، اعتبرونا ثلاثياً" ثم استخدمت وسم #الصديق ـالمرافق ـللأبد.
حصل المنشور بالفعل على أكثر من مليوني إعجاب وحصد آلاف التعليقات من المعجبين. لكن فيما قد لا يبدو قضاء ليلة رأس السنة برفقة الأصدقاء حدثاً جللاً، تسخر غوميز من الرواية القديمة (والخاطئة) بأن العزوبة محزنة وأنّ إمضاء كل الوقت مع أصدقائكم المرتبطين أمر مثير للشفقة. وهي تقضي في الوقت نفسه على بعض من الخجل غير الضروري الذي يترتب على مرافقة الأصدقاء في مواعيدهم الغرامية بالنسبة إلى أي شخص غير مرتبط.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
غالباً ما يسارع الناس إلى إطلاق الأحكام على من ليس لديهم شريك- ولا سيما النساء في أواخر العشرينيات من عمرهن أو أكثر- ولدينا الكثير من الأفكار السلبية المسبقة عن الذين يختارون العزوبة، لا سيما بعد عمر معيّن. نفترض بأنهم يبحثون عن شريك لكنهم لم ينجحوا في العثور على الشخص المناسب ولا بد بالتالي أنهم يعانون من مشكلة. فأي سبب آخر يمكنه أن يفسر بقاءهم وحيدين؟
كل هذا ينبع من الوطأة الاجتماعية التي تفرض الامتثال لمعايير عشوائية ضمن مهلة زمنية محددة: جدوا الشريك، واشتروا منزلاً وباشروا تشكيل العائلة الصغيرة التقليدية عن طريق إنجاب بعض الأطفال واقتناء كلب. ثم تكونوا قد حققتهم السعادة (وكسبتم تأييد المجتمع). يا للروعة!
وفق معتقد بدائي، أوائلُ العشرينيات من العمر مخصصة لكي يواعد المرء أكبر عدد ممكن من الناس، بينما عليه أن يسعى في أواخر العشرينيات إلى اختيار شريك حياته والاستقرار. كل ما يحيد عن هذا المخطط محزن ببساطة.
سواء كانت سيلينا غوميز مشهورة أم لم تكن كذلك، فهذا الضغط الاجتماعي ليس بغريب عليها. منذ انفصالها عن جاستن بيبر من وقت بعيد في عام 2018، أصبحت غوميز موضوع رواية "الفتاة العزباء الحزينة" على الإنترنت. أشار معجبو غوميز أو بيبر أو زوجته الجديدة هايلي بيبر المرة تلو الأخرى من خلال تعليقاتهم وفيديوهاتهم وغير ذلك من محتواهم على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن الحزن لا يبارح سيلينا بسبب الانفصال، في تلميح إلى أن هايلي سرقت منها سعادتها.
لحسن الحظ أن الشبان يبتعدون عن هذه التقاليد وعن الخجل الذي يرتبط بعدم الدخول في علاقة. وفي الواقع، تظهر الأبحاث الجديدة أن الكثير من العزاب أسعد وإجمالاً أكثر رضى عن شكل الحياة هذا. وهذا يصح تحديداً بالنسبة للنساء.
يبدو أن سيلينا تشعر بالأمر نفسه بسبب استخدامها وسم "الصديق المرافق للأبد". فهي تسخر من عدم وجودها في علاقة لكن في الوقت نفسه تظهر قوية وسعيدة بكونها عزباء. ليست بحاجة إلى شريك لكي تستمتع بوقتها وهذه حال الجميع.
لكن مع أن عدداً أكبر من الناس يشعرون بسعادة أكبر في حياة ليس فيها ارتباط، هذا لا يمنع أن يعايرهم البعض بسبب عزوبتهم. تكشف البيانات التي شاركتها خدمة المواعدة "ماتش" مع "بي بي سي وورك لايف" (BBC Worklife) أن 52 في المئة من بين ألف شخص بالغ في المملكة المتحدة ذكروا أنهم عُيّروا لكونهم عزاباً. ومع أن 59 في المئة قالوا إنهم "راضون عن وضعهم في مجال العلاقات"، طُرحت عليهم أسئلة تطفلية عن حياتهم العاطفية.
معظم العزاب يألفون موضوع المعايرة بالعزوبة. بدءاً بالأسئلة الملحّة إلى الافتراض بأنك تتوق لإقامة علاقة ونظرة الحزن والرأس المائل عندما يقول لك أحدهم بتعالٍ إنك "ستجد الشخص المناسب لك قريباً". يبدو هذا النوع من الحكم موجود أكثر عندما تكون "الشخص الزائد بين زوجين".
مهما كان عمر صداقاتنا، عندما يرتبط أصحابنا بعلاقات عاطفية بينما نحن لا نفعل، من المتوقع أن تقل وتيرة بعض النشاطات مثل الخروج ليلاً. ومن القواعد السخيفة غير المعلنة التي وضعها المجتمع أن الأزواج لا يقضون الوقت سوى مع أزواج آخرين فيما يقصد العزاب النادي الليلي أو يخرجون في مواعيد غرامية كي يصبحوا جزءاً من جماعة العلاقات. لكنه من المنطقي جداً أن يكوّن العزاب صداقات مقرّبة مع شركاء أصدقائهم كذلك.
ليست العزوبة محزنة في شيء، ولا مرافقة أصدقائنا المغرمين. لا يزال الكثير من العوامل المشتركة تجمع بين المرتبطين والعزاب (في النهاية، لا يحددنا وضعنا العاطفي بغض النظر عما يقوله أي أحد) وفعلياً يمكنهم أن يتعلموا الكثير من بعضهم البعض.
لهذا السبب من الجيد أن نرى شخصية مثل سيلينا غوميز تعرض سهرتها الحميمة مع صديقيها المتزوجين على وسائل التواصل الاجتماعي، وتظهر سعادتها بمرافقة أصدقائها بلا خجل أو إحراج.
© The Independent