Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كل أم عازبة تتفهم مشاعر أديل جيدا

عدم مشاهدة طفلك كل يوم هو أسوأ جزء من انهيار العلاقة مع الشريك

في مقابلتها مع أوبرا، تكلمت المغنية أديل عن كلمات الأغاني الكئيبة في ألبومها، التي تنبع من ألم الفراق (رويترز)

قلة من الأمور تبعث على الامتعاض الجماعي أكثر من حديث النساء الثريات عن سعيهن إلى التوفيق بين المسيرة المهنية والأمومة. وغالباً ما يأخذ التعليق على هذا الموضوع الشكل التالي: "أرجوك! لا بد أن جيشاً من المربيات يعمل لديك! تملكين كل تلك الأموال وطفلك ينام في سرير ذهبي، فاخرسي. يمكنها التوقف عن العمل بكل سهولة لو كانت متضايقة لهذه الدرجة!"، كما لو أن وجود المال يمحو ألم ابتعاد الأم عن طفلها بسبب عملها. أما بالنسبة للتلميح بأن جني المال هو السبب الوحيد الذي قد يدفع أي أم للعمل، فسأترك لكم مهمة فهم وتحليل هذا التمييز الهائل ضد النساء على مهل.

يشكل العمل والطلاق السببين الرئيسين لابتعاد الأم عن ولدها. في مقابلتها مع أوبرا، تكلمت المغنية أديل عن كلمات الأغاني الكئيبة في ألبومها، التي تنبع من ألم الفراق. طبعاً يعاني الأشخاص الذين لا يمتلكون الملايين مشاكل لا تواجهها أديل. فمثلاً، إن دفعتم بالفعل لجليس أطفال قبل أن يدعى طفلكم في اللحظة الأخيرة لكي يزور صديقاً ويلعب معه، هل تسمحون له بالذهاب إلى موعد اللعب فيما تستشيطون غضباً بهدوء لأنكم قد دفعتم مبلغاً لا داعي له لجليس الأطفال، أو تتخلون عن هذا الموعد وترجئونه إلى وقت لاحق حين تكونون بحاجة لتوفير المال؟

وماذا لو كانت شقتكم شديدة البرودة لأنكم عاجزون عن دفع ثمن التدفئة بما أن عملكم بدوام جزئي لا يكفي لتغطية نفقات التدفئة، بالإضافة إلى الطعام؟ غالباً ما تسيل أنوف أطفالكم ويرتدون طبقات فوق طبقات من الثياب مثل شخصية السيد ستاي بفت في فيلم غوستبسترز (Ghostbusters)، وتجهشون بالبكاء عند خلودهم للنوم لأنكم غير قادرين على تحمل تكلفة تدفئة المنزل. وهذا الأمر ليس بسيطاً ولا تافهاً وإن بدا لكم كذلك لأنه عندما لا تملكون ما يكفي من المال، يصبح إنفاق أي مبلغ على أمور غير ضرورية يسبب ضغطاً نفسياً كبيراً.

أنا أم عازبة، مثل أديل. ومع أنها قادرة على السفر إلى باربادوس بعد ظهر اليوم إن شاءت واصطحاب عشرة من أصدقائها وشراء ألواح شوكولاتة توبليرون بالكميات التي تريدها من دون حساب من السوق الحرة، بينما أنا عاجزة عن ذلك، أستطيع أن أفهم كلياً بشاعة الاضطرار للتخلي عن قضاء وقت مع طفلكم عندما تنهار علاقتكم بالشريك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإن أضفنا إلى هذا كل الجهد المطلوب لكي يحافظ المرء على عمله، فيمكنه أن ينهار. يختلف جيل أديل عن جيلي كثيراً. فالجيل الأصغر يعي بشكل أفضل بكثير حاجة الإنسان للاهتمام بنفسه حين يمر بعملية مثل الطلاق أو أي تغيير آخر، سواء كان ضخماً أم لا.

ويستخدم هذا الجيل عبارات وكلمات أتمنى لو كنت أعرفها قبلاً. تقول أديل لأوبرا مثلاً، "كان عليّ أن أدعم نفسي كل يوم". قد تبدو هذه العبارة هراءً [لا يعتد به] من الذي يطبع في كتب مساعدة الذات (على سبيل استخدام كلمة تضعني في خانة جيل "عندما كنت في عمرك"...)، ولكنني اعتبرتها منطقية للغاية. يا ليتني أدركت مفهوم "أن أدعم نفسي" عندما كان عمري 36 عاماً وأمر بطلاق. فطريقة تعامل جيلي مع المصاعب كانت بأن "يغرق أحزانه بالكحول". والمزعج بالأحزان هو أنها تطفو على السطح، فتعود إليك مع مد صداع وتوعك الخمر فيؤلمك قلبك وأنت تخرج ما في جوفك في المرحاض، بالتالي لا أنصح بهذه الطريقة كسبيل للعلاج.

عدم رؤية طفلكم كل يوم هو أسوأ جزء على الإطلاق من انهيار العلاقة مع الشريك. ظللت لفترة طويلة، كلما كان ابني الصغير عند أبيه، أستلقي على سريري وأبكي إلى حين عودته. شعرت بأنني سلبت وقتي مع ابني، ولا سيما أنني أعمل في وظيفة تأخذني بعيداً عنه غالباً كذلك. بالنسبة إليّ، أغرب الأوضاع وأكثرها مخالفة للطبيعة كان عدم وجودي مع ابني عندما لا أكون في العمل.

إن الاهتمام بالأطفال مسألة ضخمة بالنسبة لمعظم الأهل، ولا سيما العازبين منهم. لا يمكنكم التعامل مع شريككم السابق كما لو كان مربية أطفال. يساعدني زوجي السابق وخطيبته قدر المستطاع، ولكن لا يمكنهم تحمل العبء في كل مرة احتاج إلى ذلك. والأمر ينطبق كذلك على أصدقائي وجيراني وعائلتي لأن كل فرد منهم لديه حياة ووظيفة.

مكث معنا ويل العظيم عدداً من السنوات، وعمل مربي أطفال مقيماً، لكنه فر [حمل الرحال] منذ وقت قصير لكي يتابع دراسته وأنا أواجه الآن مشكلة نقص المساعدين الأجانب بسبب بريكست. فما عاد بإمكان مربي الأطفال الأوروبيين أن يعملوا كما شاؤوا في المملكة المتحدة، لذلك تسعى عشر عائلات الآن لكي تتشارك الشخص نفسه وتستعين بخدماته. وأشعر كأنني في لعبة فرس النهر الجائع (Hungry Hippos)، ولكن موضوعها رعاية الأطفال. أسرع لكي أحترم مواعيد تسليم العمل النهائية (كما أفعل في هذه اللحظة) لأنه عليّ أن أنهي العمل في الوقت المناسب لكي أهرع إلى بوابة المدرسة. لا أعمل في وظيفة دوامها من التاسعة صباحاً حتى الخامسة بعد الظهر، وغالباً ما أعمل ليلاً، لذلك لا تناسبني النوادي بعد الدوام المدرسي.

ربما يمكنني أن أطلب من شخص آخر أن يقوم بهذه المهمة، ولكن لماذا ننجب الأطفال إن كنا لا نستطيع الوصول إلى بوابة المدرسة ونحن نحمل تفاحة وشعرنا غير مرتب ونسألهم ماذا تناولوا على وجبة الغداء؟ بالنسبة لكل الأمهات اللاتي أعرفهن، الحضور قدر الإمكان إلى المدرسة بهذا الشكل كلما تسنى لهن هو حلمهن [البعيد المنال].

© The Independent

المزيد من تحلیل