Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

 أقل ما يمكن أن نصف به ألبوم ’ويسترن ستارز‘ أنه تحفة فنية تُقدّم في مرحلة متأخرة

في الوقت الذي ينضب فيه العطاء الفني لمعظم نجوم موسيقى الروك مع بلوغهم سن 69، نرى سبرينغستين ما زال يُتقن صناعة أغنيات تنويرية ولها عمقها، لموسيقي روك عظيم ويستحق التقدير.

بروس سبرينغستين على مسرح والتر كير في نيويورك 15 ديسمبر 2018 (غيتي )

في السبعينيات، كان يقف مقيد اليدين على خشبة قرص الانتحار بينما تدور محركات تلك اللعبة الخطرة بصحبة بعض المراهقين الهاربين من بلدة صغيرة. في الثمانينيات، كان ينهال بمعوله على الإسفلت الأسود برفقة عمال الطرقات السريعة الكادحين. لقد كان يرتشف الويسكي في الليل مع المُنهكين والمُعفّرين منذ ذلك الحين.

يبدو أن بروس سبرينغستين قد قدّم تقريباً كل حكاية وردت في كتاب الحكايات القديم والكبير عن الأساطير الأميركية، باستثناء قصة واحدة: عن حالم من كاليفورنيا واسع العينين يجد أن ’الولاية الذهبية‘ بدأت تتعكر، فيهرب باتجاه الشرق، إلى بلدة تطغى عليها الرومانسية، من أجل التأمل ولملمة شذرات النفس.

إنها نفس الحكاية الشعبية الكلاسيكية التي  قدمها الملحن بِرت باكاراك والمؤلف هال ديفيد في أغنية ’هل تعرف الطريق إلى سان خوسيه؟‘، وهي قصة استثمرها سبرينغستين مراراً هنا، في ألبومه التاسع عشر، الفخم و المفعم بالحياة، ’ويسترن ستارز‘ (نجوم غربية) الذي لا يقل عن تحفة فنية أُنتجت في أواخر العمر.

 

’النجوم الغربيّة‘ التي يتناولها الألبوم هي: ذلك الرجل المفلس المتعثر والمدمن سابقاً والذي كان يعمل في الألعاب الخطرة، بطل أغنية ’درايف فاست - رجل الألعاب الخطرة‘، وحكاية راعي البقر المُتعب الذي بقي حبيس مشاهد الحانات في أفلام هوليود وتحكي أغنية الغلاف قصتَه، في استعادة للمشهد الذي تلقى فيه سبرينغستين رصاصة من الممثل جون وين لقطة تلو الأخرى مقابل حصوله على أقداح من الشراب. لكن النجوم المتلاشية التي يتحدث عنها سبرينغستين تشمل أي شخص خذلته كاليفورنيا: كل من أغنيتي ’مطاردة الأحصنة البرية‘ و ’قطار توكسن‘ تهتم بالعشاق محطمي القلوب الذين يتجهون إلى داخل البلاد من أجل إعادة بناء حيواتهم في بعض البلدات النائية.

وللمزيد من الثناء على ’باكاراك‘ وبدلاً من تجريد تلك القصص من أنغام الغيتار الحماسية، قام بروس بإحاطة تلك الحكايات بنغمات وترية فاخرة وآلات نفخية على نمط الأغاني التي كانت رائجة في الستينيات، كما لو أنك تلقي نظرة على مجموعة صور للخراب في الساحل الغربي وأنت في أحد المنازل الشاطئية في ماليبو في كاليفورنيا له إطلالة على جسر البوابة الذهبية في سان فرانسيسكو وصولاً إلى نوافير بيلاجيو في لاس فيغاس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بعد أن أثبت وجوده مجدداً في موسيقى الروك آند رول من خلال ألبوم ’ريكين بول‘ عام 2012، يقدم سبرنغستين هنا أغاني الستينيات، وتم إنجاز الألبوم بانسيابية تماماً مثل أي عمل يُقدم ضمن حلقة خاصة من برنامج الفنانة ’ديون وورويك’ التلفزيوني. يمكن اختصار أغنية ’ذيرغوز ما ميراكل‘ (معجزتي تبدأ هناك) بأنها أغنية بوب أركسترالية مُبهجة صِرفة، وهناك مقاطع في أغنية ’صنداون‘ (غروب) التي تتناول الأحزان والمآسي في الحانات تكاد تجعلك تقسم أن روح المغني الشهير جين بيتني قد سكنت جسد بروس سبرنغستين، وهو يغني ممسكاً بالمايكرون الذي يشبه مصاصة الأطفال ومرتدياً قميصاً بياقة طويلة جداً تكاد تصل إلى ركبتيه.

ومع أن الأغنيات التي جاءت على غرار أنغام الملحن ’جون ويليامز’ وترنيمات أغنية ’باسيفيك بالسديز’، لكن التصوير الرائع الذي قدمه سبرينغستين للكفاح الأميركي - عن أبطاله الذين يسيرون برفقته خلال مراحل حياته المختلفة - أثبت حضوره. أغنيتا ’هيتش هَيكين‘ (استركاب) و ’ذا وايفيرر‘ (عابر السبيل) هما قصيدتان ساحرتان عن التائهين والمشردين.

أما أغنية ’مقهى جو النعسان‘ فهي أغنية لاتينية شعبية مرحة، بينما تصوّر أغنية ’أيام المجد’ ليلة من ليالي حانات الحفلات في الصحراء الأسخن في الولاية. هذه المقاربة الحادة والحالمة تناسب سبرينغستين تماماً هنا، كما هو الحال مع  أغنية "ستونز" الحزينة - التي تتحدث عن زوج يعترف بالأكاذيب التي كانت تخنقه يومياً في حياته الزوجية - أو في آخر أغنية في الألبوم "فندق مونلايت"، حيث تطارد روح مُدمَّرة موقف السيارات التابع للفندق المُغلق وتبدأ المشاعر المكبوتة لزمن طويل بإحداث الشغب.

في الوقت الذي ينضب فيه العطاء الفني لمعظم نجوم موسيقى الروك مع بلوغهم سن 69، نرى سبرينغستين ما زال يُتقن صناعة أغنيات تنويرية ولها عمقها، إنها موسيقي روك عظيم ويستحق التقدير. إنه ألبوم لا بد أن يقتنيه أي شخص يتمتع بإحساس عالٍ.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من فنون